تاريخ القدس القديم
«يأتي كتابنا هذا ضمن محاوَلةٍ متواضِعة لكتابة تاريخ حقيقي لسيرة مدينة القدس منذ ظهورها حتى الاحتلال الروماني لها. ونعني بكلمة «تاريخ حقيقي» استبعادَ كلِّ المؤثِّرات الدينية التوراتية للتحكُّم بمسرى الأحداث وتوجيهها … وخصوصًا تلك التي لها علاقةٌ بنشوء المدينة ونمُوها في العصرَين البرونزي والحديدي؛ أي خلال ما يقرُب من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.»
يسعى «خزعل الماجدي» إلى استنطاق الآثار لكتابةِ تاريخٍ بديل سياسيًّا وحضاريًّا وعقائديًّا عن مدينة القدس القديمة، بدايةً من عصورِ ما قبل التاريخ حينما ظهرَت مستوطناتٌ وقرًى رعوية وزراعية، ثم ظهور المدن، وولادة مدينة القدس على يدِ الأموريين في العصر البرونزي المبكِّر، ثم تاريخ القدس في العصر الحديدي في الألف الأول قبل الميلاد، الذي يُعَد أكثر العصور جدلًا نظرًا لسيطرة المرويَّات التوراتية على تاريخ المدينة خلال هذه الفترة، وهي المرويَّات التي تجاهَلها «الماجدي» لعدم العثور على دليلٍ آثاريٍّ عليها، واعتمد على الدراسات البيولوجية والأركيولوجية حول تاريخ المنطقة، والتعرُّف على النشأة الحقيقية للدين اليهودي، ثم تناوَل الفترتَين البطلمية والسلوقية — حيث صُقِل الدِّين اليهودي وأُكملَت كتُبه وشرائعه — وصولًا إلى الاحتلال الروماني للقدس.