المبحث الثالث: فلسطينُ في العَصرِ الحجَريِّ النُّحَاسي

أوَّلًا: فلسطينُ في العَصرِ الحجَريِّ النُّحَاسي (الكالكوليت) (٥٠٠٠–٣٣٠٠ق.م.)

يُعتبَر العَصرُ الحجريُّ النُّحاسيُّ خاتمةَ العصورِ الحجريةِ من جهة، وفاتحةَ العصورِ المعدنيةٍ من جهةٍ أخرى؛ فقد سبقَتْه ثلاثةُ عصورٍ حجريةٍ هي «الباليوليت والميزوليت والنيوليت»، أتَت بعدها ثلاثةُ عصورٍ معدنيةٍ هي «النُّحاسيةُ والبرونزيةُ والحديدية».

ومثلما اكتشَف الإنسان الزراعة في النيوليت، فإنه اكتشَف النُّحاس في الكالكوليت، فكان أوَّل المعادنِ المستخدمةِ هو النُّحَاس. ولم يأتِ هذا الحدث وحيدًا؛ فقد حمل منظومةً كاملةً من المنجَزات الجديدة التي كان أغلبُها يتعارضُ مع المنظومة النيوليتية، رغم أنه يُعَدُّ امتدادًا نوعيًّا لها.

فقد استعاد الرجلُ مركزيتَه، وأصبَح هو مركزَ العائلةِ والقبيلةِ والمجتمعِ بعد أن كانتِ المرأةُ في المركز إِبَّانَ عصر النيوليت. وظهرَت المدينة بدلًا من القرية وظهر المعبد بدلًا من المصليات والمزارات البسيطة. وأصبحَت الزراعةُ معتمدةً على الريِّ الصناعيِّ بعد أن كانت معتمدةً على الطبيعة (خِصْب الأرض أو المطر أو الأنهار).

واتجهَت العبادةُ نحوَ السماءِ بدلًا من الأرض، وظهرت التخصُّصاتُ الحِرفِيَّةُ في المجتمع، ومعها المؤسساتُ الدينيةُ والسياسيةُ في صورتها الأولى.

figure
خارطة (١): المواقع الأثرية للعصر الحجَري والنُّحاسي في فلسطين. المرجع: إبراهيم معاوية، الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد الثاني، ١٩٩٠م، ص٥٥.

وفي فلسطين جاء عصر الكالكوليت في وقتِه الطبيعيِّ تقريبًا (متأخرًا عن وادي الرافدَين بقليلٍ). وإذا كان موقع «تُليلات الغسول» في الأردن شمال شرق البحر الميت يمثِّل هذا العصر بشكلٍ نموذجي، فإن موقعَي تلِّ الفارعة (قرب نابلس) وبئرِ سبعٍ يمثِّلان ذلكَ العصرَ في فلسطين بشكلٍ نموذجي، وذلك لقربهما من وادي عربةَ حيث مناجمُ النُّحاس. (انظر الخارطة ١).

يمثِّل «تل الفارعة» الكالكوليت في سلسلة الجبال الوسطى، وفيه يستمر النيوليت ليتطوَّر إلى الكالكوليت، ثم إلى العصر البرونزي.

أما «بئر السبع» فيُمثِّل الكالكوليت الجنوبي؛ حيث كان النُّحاسُ يُستَخرَجُ من «وادي عربة»، وقد وُجدَت فيه مواقعُ تحتوي على أدواتٍ وأفرانٍ لاستخراج النُّحاسِ وتطويعِه، مثل «خربة البيطار» و«بئر الصفدي» و«تل أبو مطر».

figure
شكل ٣٠: أدواتٌ نُحاسيةٌ وعَظميةٌ وآنيةٌ فَخَّاريةٌ وصَوَّانيةٌ وتماثيلُ ورؤوسُ دبسات وثقالاتُ نسيجٍ من مواقعَ متعددةٍ في فلسطين تمثلُ حضارةَ العصرِ الحجَريِّ النُّحاسي.

المرجع: إبراهيم، معاوية، الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد الثاني، ١٩٩٠م، ص٥٤.

وإذا أخذنا موقعَ «بئر سبع» نموذجًا للكالكوليت الفلسطيني، فإننا نجد أن هذا الموقعَ يتميزُ بمِيزاتٍ فريدةٍ يمكنُ أن نجدَها كما يلي:
  • (١)

    أفرانُ صهرِ النُّحاسِ والأدواتُ اللازمةُ لذلك مما يشير إلى موقع كالكوليتي نموذجي تميَّزَ بأنه مركزُ تصنيعٍ للنُّحاس. ومن الصناعات النُّحاسيةِ عُثر على فئوسٍ ومخارزَ وأزاميلَ وهِراواتٍ وأدواتٍ للزينة.

  • (٢)

    الأدواتُ الصَّوَّانيةُ التي ظلَّت تُستَخدَمُ أكثرَ من الأدوات النُّحاسية، مثل المكاشطِ وأدواتِ القطعِ والمثاقبِ والأزاميلِ وبعضِ رءوسِ السهامِ والشفراتِ والفئوس.

    كما وُجدَت أوانٍ وأدواتٌ حجَريةٌ أخرى كالبازلت والهيماتيت، التي استُعمِلَت للصَّقل والدقِّ، وصُنعَت رءُوسُ الهِراواتِ من الحجَر العادي.١
  • (٣)
    الصناعاتُ الفَخَّاريَّةُ ذاتُ اللونِ الباهتِ وسهلةُ الكسرِ بسبب خلطِها بالرمل، ومنها الجِرارُ العديمةُ الرقبة، وبعضُها مُزيَّنٌ بزخارفَ على شكل أشرطةٍ مَطليَّةٍ بالأحمر. وظهر نوعٌ متميزٌ من الفخَّار الأبيض على شكل مزهريةٍ برقبةٍ قصيرةٍ وجسمٍ منتفخٍ بمقابضَ تُشبِه الآذانَ البشرية.٢
  • (٤)
    الصناعات العاجية: وُجدَت بشكلٍ خاصٍّ في بئر الصفدي؛ فهناك عددٌ من التماثيل (الدُّمى) الآدمية من العاج تمثِّل رجالًا ونساءً. وتُعتبَر هذه التماثيلُ من أقدم العاجيَّاتِ المصنَّعةِ في الشرق القديم، وتمثِّل تطورًا ملحوظًا في هذه الصناعة. والجدير بالذكر أنه وُجدَ في بئر الصفدي مصنعٌ للحُلي والدُّمى العاجية والعَظْمية، مما يدُل على أن هذه المكتشَفاتِ صُنعَت محليًّا وبشكلٍ مستقلٍّ عن الحضارات الشرقية القديمة المجاورة.٣

ويمكن ملاحظةُ نماذجَ من الأدواتِ النُّحاسيةِ والعَظْمية والصَّوَّانِيَّة والدُّمى الطينية والعاجية من موقع بئر سبع والمواقع الكالكوليتية الأخرى في فلسطين (انظر شكل ٣٢).

figure
شكل ٣١: مجموعةٌ من الصناديق الصلصالية (الفَخَّاريَّة) استُخدِمَت لحفظ عظام الموتى، وآنيةٌ ومزهرياتٌ فَخَّاريةٌ من موقع يازور، وتمثِّل جميعُها حضارةَ الساحلِ الفلسطينيِّ في العصر الحجَريِّ النُّحَاسي.

المرجع: إبراهيم، معاوية، الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد الثاني، ١٩٩٠م، ص٥٧.

وإذا كانت مواقعُ بئرِ السبعِ الكالكوليتية تمثِّل الجنوبَ وصحراءَ النَّقب (وادي غزةَ غربًا وتل عرار شرقًا) فإن العمقَ الفلسطينيَّ شهد عدة مواقعَ مهمةٍ مثل «جسر بنات يعقوب» في الجليل ومجدو (تل المتسلم) والعفولة والقدس وأريحا وجازر ولخيش وعين جدي وبيسان وغيرها.

وفي الساحلِ الفلسطينيِّ ظهرَت حضارةٌ كالكوليتيةٌ متميزة «اعتبَرها البعضُ وحدةً حضاريةً مستقلةً بينما هي في السمات الأساسيةِ لا تتبايَن كثيرًا عن حضارة الغسول، أو بئر سبع وغيرها، لكنَّ أصحابَها مارسوا عاداتِ دفنٍ متباينة عن تلك المعروفة في الجبل والغَور، وقد وُجدَت توابيتُ من الصلصال المجفَّف، على صورة بيوتٍ سكنية، استُعمِلَت للدفن في كهوفٍ كبيرةٍ محفورةٍ في الصخر. وقد وُجدَ مثلُ هذه المقابرِ في منطقة يافا، وبالقرب من الخضيرة، وكذلك في يازور. كما اكتُشفَ بناءٌ كبيرٌ يبدو أنه استُعمِلَ كمعبدٍ في خربةِ الشيخ ميصر، وهو يُشبِه المعبد الذي اكتُشِفَ في تليلات الغسول.»٤
«في سنة ١٩٣٤م كشف سوكنيك Sukenik عن مدفنٍ على شكل كهفٍ بالقرب من الخضيرة في سهل شارون، وعُثر فيه على صناديقَ من الطينِ والفخَّار، وعددٍ من صناديقَ ملونةٍ من الطين مُشكَّلةٍ على هيئة بيوت. وقد استُخدمَ هذان النوعان من الصناديق لحفظِ عظامِ الموتى بعد فَناءِ لحومِهم. وكان الفَخَّارُ يماثل الفَخَّارَ الغسوليَّ تماثلًا كبيرًا. والصناديقُ (أو المقابر) التي تُشبِه البيوتَ ترتكزُ على أربعة أرجلٍ مثل توابيتِ حفظِ رمادِ الموتى في ألمانيا في العصر البرونزي، التي تتشابَه معها أيضًا في بعضِ ملامحَ أخرى. ومع ذلك، كانت المساكنُ المستطيلة — ذاتُ الأعمدةِ التي لها سقوفٌ مُسنَّمةٌ (سقوف جملون) وأبوابٌ مُضَلَّعةٌ — شائعةً في مختلف المناطق والعصور؛ ولذلك ليس من الصواب إيجادُ علاقةٍ مباشرةٍ بينها وبين طراز الصناديق التي تُشبِه تلكَ البيوت. ولا شك أن شارون كانت في أوائل الألف الرابعة ق.م. كما كانت أيضًا في العصر النطوفي الأقدم كثيرًا من هذا التاريخ، منطقةٌ كثيرةُ المستنقَعاتِ جدًّا؛ ولذلك لم تكن ملائمةً لهذا الطراز من المساكن الذي كان ملائمًا جدًّا للسُّكْنَى في الوادي الجافِّ شمالي البحر الميت.»٥
figure
شكل ٣٢: مدفنٌ من الطين مُشكَّلٌ على هيئة بيتٍ من العصر الكالكوليتي، من الخضيرة.

وتمتاز حضارةُ الساحلِ الفلسطينيِّ الكالكوليتية بصناعتها الفَخَّاريةِ المتقدمة؛ فقد تجاوزَت صناعةَ الأواني والجِرارِ إلى صناعةِ الصناديقِ والمزهرياتِ الفَخَّارية، وخصوصًا تلك القادمةَ من موقع يازور (شكل ١٠٠).

تطوَّرَت عبادة الكالكوليت باتجاه ظهورِ المعبوداتِ الذَّكَريَّة، إضافةً إلى المعبوداتِ الأنثوية؛ فقد ظهرَت تماثيلُ ودُمًى ذكريةٌ تمثل الإلهَ الذَّكَر، كما ظهرَت طقوسُ الدفن الواضحةُ وخصوصًا الدفنَ في الجِرار، وتوسَّعَت المعابدُ وتخصَّصَت مع ظهور أولِ أشكالِ المدنِ الفلسطينيةِ المنظَّمة.

وفي فلسطين انقسم الكالكوليت إثنولوجيًّا إلى قسمَين؛ الأول ساد فيه جنسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ الذي كان الشعبَ الأصليَّ لفلسطين طيلةَ العصورِ الحجريةِ التي ساد فيها الإنسانُ العاقل (الباليوليت الأعلى، الميزوليت، النيوليت). أمَّا القسمُ الثاني الذي ظهر في حدود ٤٠٠٠ق.م. حيث شهدَت فلسطينُ نزوحًا جنسيًّا ساميًّا نُرَجِّحُ أن يكون من الأموريين، وهو الجنس الذي طغى كلما تقدَّم الزمنُ حتى ذاب فيه الجنسُ المتوسِّطي.

وتُشير آثار جازر إلى وجود جنسٍ ثالثٍ جبلي — هبط من أواسط آسيا وآسيا الصغرى نحوَ بلادِ فلسطين في مطلع العصور التاريخية والعصر البرونزي- مُكوَّن من ثلاثة أعراقٍ مختلطة، هي «المتوسطيُّ والجبليُّ والأموريُّ»، لكنَّ كثافةَ الهجراتِ الأموريةِ صهَرَت في داخلها العرقَين المتوسطيَّ والجبلي، فأصبحَت الهُويةُ الأساسيةُ لفلسطينَ أموريةً بالدرجة الأساس؛ ولذلك لا نستغربُ أن يكونَ أوَّل اسمٍ تاريخيٍّ مكتوبٍ لفلسطين هو بلاد «المور»؛ أي بلاد الأموريين.

ثانيًا: خُلاصةُ عُصورِ ما قَبل التَّاريخِ في فلسطين

يتضح من دراستنا السابقة في عصورِ ما قبل التاريخ (الحجَريةِ) الفلسطينيةِ أنَّ أرضَ القدس — حيث لم تكن مدينةُ القدسِ قد ظهرَت بعدُ — شَهِدَت وجودًا بشريًّا منذُ أقدمِ العصور؛ فقد سكن الإنسانُ المُنتصِبُ القامةِ في الباليوليت الأدنى في موقعٍ قربَ بيتِ لحمٍ جنوبَ أرضِ القدس، وفي موقع «أم قطفة» شمالَ غربِ البحرِ الميت.

وإذا كنا نفتقرُ في الباليوليت الأوسط لآثار الإنسانِ القديمِ الفلسطينيِّ (الجَليليِّ) في القدس، فلا شك أن ثقافتَه الحجَريةَ وصلَت إلى مناطقَ مثل أرضِ القدس. وما إن يأتي الباليوليت الأعلى حتى تتميَّزَ «الحضارةُ الأحمريةُ» على سفوح جبال القدس الشرقية؛ حيث عُثر في مَلجَأ في عرق الأحمر على آثارٍ تُوازي الحضارةَ الأورينياسية في أوروبا، ولكنَّها تتميزُ عنها بعناصرَ محلية، وكان الإنسانُ العاقلُ هو الذي أسَّس هذه الحضارة.

ومع بداية النيوليت برزَت «الحضارة الطاحونية» في جبال القدس، وهي حضارةٌ انتقاليةٌ نحو النيوليت حملَت بوادرَ الزراعةِ المنظَّمة.

ونَشِط النيوليت ما قَبل الفَخَّاريِّ في أرض القدس، ويُعبِّر عن ذلك موقع «أبو غوش» قربَ القدس. وعند اكتشافِ الفَخَّارِ ظهرَت مواقعُ آثاريةٌ قربَ القدسِ تُشير لهذا الاكتشافِ المهم.

وظهرَت في القدس آثارٌ تشير إلى العصرِ الحجَريِّ النُّحَاسِي (الكالكوليت)؛ حيث عثَر شيلوح Shiloh في الطبقة اﻟ «٢١» من الطبقات الآثارية لمدينة القدس — وتحديدًا في منطقة B عند قدم المنحدرِ الغربي — على قطعٍ صخريةٍ وآثارِها في التجاويف الطبيعيةِ للصخور تعودُ إلى عصر الكالكوليت في النصف الثاني من الألف الرابع.٦

إن وقوعَ أرضِ القدس في قلب فلسطين تقريبًا جعلها إحدى المراكزِ المهمةِ لصَهرِ وانبثاقِ المراحلِ الحضاريةِ القديمة. ومن الواضح أنها كانت إحدى المستوطناتِ الحجريةِ القديمةِ، ثم الزراعيةِ بدليل ما عُثر عليه في الجبال والوديان المحيطة بها والمُكَوِّنَةِ لها من آثارٍ تعودُ لعصور قبل التاريخ.

ولكننا لا بُدَّ من أن نشير إلى أن مواقعَ القدس لا تُوحي بعظمةِ مكانتِها في تلك العصور؛ فربما كانت أريحا القريبة منها أهمَّ منها بكثير، وربما كانت تليلات الغسول المقابلة لها شرقَ نهرِ الأردن أهمَّ منها بكثير، ولكنَّ موقعَها فيما يبدو سيُرشِّحها في العصور التاريخية لأن تؤديَ دورًا بارزًا في حياة فلسطين، رغم أن ذلك سيتأخر قليلًا إلى العصر الحديدي، متجاوزةً زمنَ النشأةِ والتكوينِ في العصرِ البرونزي.

وقد آثَرْنا وضعَ خُلاصةٍ مُفصَّلةٍ عَبْر هذا الجدولِ المقارنِ بين عصورِ وحضاراتِ ما قبل التاريخِ (العصور الحجرية)، في أوروبا والعالم من جهةٍ وفلسطين والقدس من جهةٍ أخرى، لكي نقفَ على الأهميةِ الحضاريةِ المتميزةِ لفلسطين في تلك العصور.

جدول ١: مقارنة عصور وحضارات ما قبل التاريخ (الحجرية) في أوروبا وفلسطين
ت العصر وزمنه (ق.م.) ثقافته النموذجية في العالم أسماء ثقافاته في فلسطين
١ الفَجْر الحجَري (إيوليت) Eolithic ١٠٠٠٠٠٠–٥٠٠٠٠٠ قبل الآن الثقافة الحصوية Pebble Culture عدم ظهور الثقافة والأدوات الحصوية وظهور مخلفاتٍ بشرية لإنسان هذه الثقافة (الإنسان الماهر) على جانبَي غَور الأردن وفي موقع العُبيدية في فلسطين.
٢ العصر الحجَري القديم الأسفل Lower Paleolithic ٥٠٠٠٠٠–١٠٠٠٠٠ الأبفيلي: الأداة الحربية المميزة هي الفأس اليدوية المصنوعة بطريقة لُب الحجَر. الكلاكتوني: أدوات التشظية. الأشولي: الفئوس اليدوية الأكثر دقَّة وحدَّة وانتظامًا. اللفلوازي: أدواته مصنوعة من الشظايا وذات شكلٍ هندسي الأبفيلي: الفئوس اليدوية. موقعها: العبيدية، القدس. إنسانها: منتصب القامة. الكلاكتوني: المقاشط. الأشولي: الفئوس اليدوية، جبل الكرمل، القدس. التياسي: لفلوازية محلية (فلسطينية). مغارة الوادي.
٣ العصر الحجَري القديم الأوسط Middle Paleolithic ١٠٠٠٠٠–٤٠٠٠٠ لفلوازي موستيري: الأدوات الحجرية من الشظايا المصقولة. الموستيري: الفئوس اليدوية على هيئة القلب والمَثاقِب. طابوني: الأدوات الحجرية مصنوعة من الشظايا، صنعها إنسان النياندرتال، مغارة طابون في جبال الكرمل. الموستيري: فئوس يدوية ومَثاقِب صنَعها الإنسان القديم الفلسطيني. مغاور جبال الجليل (الزطية، الأميرة)، مغاور جبال الكرمل (السخول، الطابون)، مغارة القفزة قرب الناصرة.
٤ العصر الحجَري القديم الأعلى Upper Paleolithic ٤٠٠٠٠–١٠٠٠٠ البريجودي: النِّصال الحادة النهاية. الأوريناسي: المَقاشِط والمَثاقِب والأدوات ذات القواعد المغلَقة. السلوتري: الأدوات ذات الحدَّين على هيئة ورقة الغار، المَثاقِب ذات الوجهَين الصغيرة، المثاقب ذات الأكتاف، المَزارِف، نوع من المَقاشِط النصلية. المجدلي: عصر لوحات الكهوف، واستعمال العِظام بكثرة لصنع الأدوات، النِّصال الطويلة، خُطَّاف صيد الأسماك، الإبَر المصنوعة من العِظام، زينة من أسنان الخيل، الأدوات الحجَرية الصغيرة المثقوبة، الدمى الفينوسية. الانتقالي: أدواتٌ جديدة فيها تأثيراتٌ لفلوازية موستيرية في مغارة الأميرة قرب بحيرة طبرية. الأحمري: مَقاشِط ومَخارِز ذات جبهةٍ عريضة ونصالٍ طويلة في كهف عرق الأحمر في جبال القدس. العتليتي: النِّصال الصغيرة والادوات الدقيقة في مغارة عتليت. لا يُوجَد استمرار العتليتي
٥ العصر الحجَري القديم الانتقالي (الإبيباليوليت) (الميزوليت) Epi-paliolithic Mesolithic ١٩٠٠٠–٨٠٠٠ الأزيلي: المصنوعات العَظمية من القرون (الهاربون)، أدواتٌ حجرية صغيرة ذات أشكالٍ قياسيةٍ محدَّدة وتخطيطٍ هندسي (فَلقات، نِصال، مَقاشِطُ مستديرة) الحصى الأزيلية المزخرفة. التاردنوسي: الأدوات الحجَرية تزداد صِغرًا. استخدام الأصداف البحرية اللارني. الأسطروري: يُسيطِر عليها استعمال الأدوات الحجرية الدقيقة (المايكروليثية). الكباري: الأدوات الحجَرية الدقيقة (المايكروليثية) التي أخذَت في مرحلة الكباري الهندسية أشكالًا واضحة مثل المثلَّث والمُنحرِف، وأصبح لها قضبانٌ خشبية أو عظمية … مغارة كبارة في الطرف الغربي لجبال الكرمل. النطوفي: الأدوات الحجَرية مثلَّثة ومربَّعة ومُنحرِفة وهلالية، وظهور البيوت والأكواخ وتماثيل الحيوان والإنسان والأنصاب. وهي ثقافةٌ متطورة جدًّا، قياسًا إلى ثقافةٍ متطورة جدًّا، قياسًا إلى ثقافة الميزوليت الأوروبية، وذات انتشارٍ واسع من مصر إلى العراق. حصلَت فيها عملياتُ تدجين النبات والحيوان بطريقةٍ نوعية.
٦ العصر الحجري الحديث (نيوليث) Neolithic ٨٠٠٠–٥٠٠٠ اكتُشفَت الزراعة في الشرق الأدنى، ومنه انتقلَت إلى أوروبا في حدود ٧٠٠٠ق.م. وينقسم النيوليت إلى دورَين؛ (١) نيوليت ما قبل الفَخَّار. (٢) النيوليت الفَخَّاري اكتُشفَت الزراعة في الشام وفلسطين، وانقسَم النيوليت الفلسطيني إلى: (١) الانتقالي (٨٠٠٠ق.م.) أريحا، الساحلية، الخيامية، الطاحونية في القدس. (٢) الزراعي (٧٧٠٠ق.م.) وادي الفلاح. (٣) ما قبل الفَخَّار (٧٠٠٠ق.م.) أبو غوش قرب القدس. (٤) الفَخَّاري (٦٠٠٠–٥٥٠٠ق.م.) (أ) اليرموكية (تل الأقحوانة). (ب) الساحلية (وادي رباح). (ج) المَنحَطية (المَنحَطَة، مجدو، تل الفارعة).
٧ العصر الحجَري النُّحاسي Chalcolithic ٥٠٠٠–٣٠٠٠ اكتُشفَ النُّحاس في الشرق الأدنى ثم اكتُشفَ في أوروبا، وظهرَت المدن الأولى والمعابد. اكتُشفَ النُّحاس في فلسطينَ في حدود (٤٥٠٠ق.م.) وظهرَت مواقعُ حجريةٌ نُحاسية مثل تليلات الغسول في الأردن، وفي فلسطين: تل الفارعة وبئر سبع وحضارة الساحل (يافا، الخضيرة، يازور) واستُثمِر النحاس من وادي عربة.
١  معاوية إبراهيم، «تاريخ فلسطين القديم»، الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثاني، القسم الثاني، بيروت، ١٩٩٠م، ص٥٥.
٢  نفسه.
٣  شوفاني، المرجع السابق، ص٤١.
٤  نفسه.
٥  Yigal Shiloh, “Jerusalem, The Early Periods and the First Temple Period,” The New Encyclopedia of Archeaology Excavations in the Holy Land, Volume 2, Jerusalem, 1993, p. 701.
٦  أولبريت، وليم. ف: آثار فلسطين، ترجمة الدكتور زكي إسكندر والدكتور محمد عبد القادر محمد، مراجعة الدكتورة سعاد ماهر، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة الخبراء، القاهرة (١٩٧١م).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥