عزيز أباظة ومسرحه الشعري
عُرف الأستاذ عزيز أباظة فجأة كشاعر عندما نشر في سنة ١٩٤٣ — وهو يعمل مديرًا لإحدى مديريات القطر — ديوان «أنَّات حائرة»، الذي خصصه لرثاء زوجته الفقيدة، فكان هذا الديوان هو وديوان «من وحي المرأة»، للأستاذ عبد الرحمن صدقي؛ ظاهرة فريدة، لا في الشعر العربي وحده، بل في الشعر عامة؛ إذ نرى كلًّا منهما يخصِّص ديوانًا — لأول مرَّة — لرثاء الزوجة على نحو ما تحدثنا في الحلقة الثالثة من سلاسل محاضراتنا عن الشعر المصري بعد شوقي.
والظاهر أن الأستاذ عزيز أباظة قد عقد العزم على أن يكون شاعر المفاجآت، فنحن لا نعلم أنه قد نشر بعد ذلك الديوان قصائد أخرى من الشعر الغنائي؛ أي الشعر العربي التقليدي، وعلى العكس من ذلك نراه — رغم نزعته التقليدية المحافظة على عمود الشعر العربي — يفاجئ الجمهور المصري في سنة ١٩٤٣ بأول مسرحية شعرية له؛ وهي «قيس ولبنى»، التي أتبعها بعدة مسرحيات شعرية أخرى استقاها — كما فعل شوقي — إما من تاريخ مصر، وإما من تاريخ العرب الحقيقي أو الأسطوري، قبل أن ينتهي أخيرًا إلى كتابة مسرحية معاصرة شعرًا أيضًا؛ وهي «أوراق الخريف»، التي ظهرت في أواخر العام الماضي؛ عام ١٩٥٧.