الحب في الميزان
«الحب سيد مطلق، لا يُطيق فوق سيادته سيادة؛ فهو يقود ولا يُقاد، ويسوق ولا يُساق، ويأمر ولا يأتمر. ولأنه سيد الزمان والمكان نراه إذا احتلَّ قلبًا ولو لحظةً أو لحظاتٍ قصيرات جعله أفسح من الأرض والسماء، وأعتق من الأزل، وأفتى من الأبد. هو الطريق والدليل، وهو الغاية والواسطة، والبداية والنهاية.»
يبحث «أمين سلامة» عن الحب في التراث الإنساني، ويستجلي قيمته بين الأمم، فيروي لنا قيمته عند الإغريق والرومان الذين قدَّسوا الحب حتى جعلوا له إلهةً وإلهًا؛ هما إلهة الحب «أفروديت» كما يُسمِّيها الإغريق، و«فينوس» كما يُسمِّيها الرومان، وابنها «كيوبيد» إله الحب ومالك مصائر القلوب. ويروي أسطورة وِلادة «فينوس» ومكانة «كيوبيد» بين الآلهة الإغريقية ليُبرز إلى أي مدًى سيطر الحب على حياة الإغريق والرومان في بواكير الحضارة الأولى. كما يسرد لنا ماهيَّة الحب عند الكُتاب والشعراء والفلاسفة، وكيف فسَّروا الشعور به، ودرجات البوح به، والسبيل إليه، ويُحدثنا عن المفردات المقترنة بالحب، مثل العشق والهوى والشهوة والغَيرة، وكيف أن العامَّة برعوا في أحاديث الهوى ونظَموا فيه الكثير من الأمثال العامية بمُختلِف اللغات، ويحكي لنا قصةً قصيرةً شائقةً في هذا المضمار.