المحامي والمهرب
كان تومي جونسون مهرِّبًا ينتمي إلى المدرسة الحديثة في التهريب، التي ليس من الضروري القولُ أكثرَ من أنها تختلف اختلافًا كبيرًا عن المدرسة النمطية. لم يكن تومي ولا أيٌّ من رجاله من المجرمين المعتادين الذين يصفُهم خيالُ تلميذ مدرسة، تحت وصاية عبقرية الكتَّاب الرومانسيِّين المشهورين؛ كما أنهم لا يُشبهون العمالقة المرِحين ذَوي الأحذية الطويلة، في الصور الشائعة، التي دائمًا ما يصنعها الفنُّ الهابط للمهرِّب الجريء.
كان تومي، كبيرُ المهربين، رجلًا قصيرَ القامة، قويَّ البِنْية، أحمرَ الوجه، حسَن الطباع، يعيش حياةً تُشبه التجَّار البسطاء (الذين كان هو أيضًا واحدًا منهم) ممن يعيشون في ذلك الجزء من جنوب إنجلترا الذي ينتمي إليه. ويُقال إنَّ الجميع كانوا يُحبُّونه، وكان هو يُحب الجميع؛ باستثناء ضابط الجمارك.
لم يكن أحدٌ يعرف أيَّ شيء عن معارف جونسون وأقاربه، والقليلون هم مَن اهتمُّوا بالاستفسار. وأنا غير متأكِّد ما إذا كان تومي هو اسمه الحقيقي أو لا. في إحدى المرات، عندما وقَع في مأزق، سأله قاضٍ محلِّي عن أصدقائه (ربما يعني أقاربَه)، فأجابَ تومي المبتهِج، مع إظهار الأسف، إلى حدٍّ ما مثلَما قد يفعل ذلك الطفلُ غريب الأطوار للمبجَّلة السيدة ستو توبسي: «إنه اكتشف أنه ليس لديه أي أصدقاء.» ومع ذلك، كان هناك الكثير من التواضُع أو القليل من الكذب في هذا. إذ كان لدى تومي جونسون مجموعةٌ كبيرة من المتعاطفين، الذين كانوا مستعدِّين دائمًا أن يُقدِّموا له أيَّ خدمة في وُسعِهم. وقد كانت الشائعات التي دارت على مدى أميالٍ عديدة حول مكان إقامته هي السبب في السُّمعة التي اكتسبها حول كونه ما كان عليه بالفعل؛ مهرِّبًا. شعر تومي أنه من الضروريِّ أحيانًا تغيير الإطراء، لكن ليس دائمًا. فهو لم يذهب أبدًا إلى حدِّ التنصُّل من الاحتيال على الجمارك. لقد كان مسرورًا لسماع الناس يُجسدون بالكلمات النظرية الشائعة القائلة بأنه لا ضرَر في سرقة مصلحة الجمارك. لم يكن مهتمًّا بأن يُخفي عن بعض الأشخاص أنه من حينٍ لآخرَ يُشغِّل سفينة سرًّا بين ميناء هولندي ونقطة غامضة عند جانبٍ وعر من جزيرة وايت. ومع ذلك، فهو يُفضِّل عادةً أن يُعرَف عنه أنه رجلٌ كان يعمل في هذا المجال في السابق، لكنه تقاعدَ الآن.
وقد قرَّر تومي، الذي كان رجلًا وافرَ الرزق، ذات مرة أنه سيتخلى بالفعل عن عمله أو مهنته المحفوفة بالمخاطر وغير المشروعة.
قال ذاتَ مرة لزوجته الحنونة، عند عودتهما من الكنيسة مساءَ أحد أيام الآحاد: «يا عزيزتي، سأتوقف عن ممارسة أعمال التهريب. أعتقد أن الوقت قد حان لذلك. يُمكننا العيش جيدًا بدونها، كما تعلمين. هذا العمل هنا، محل الجزارة، يُدِر عائدًا جيدًا، والفندق الصغير في البلدة «بي» قائم بذاته، ومصنع الطوب يعمل على نحو جيد.»
أجابت زوجتُه: «أتمنى من كل قلبي أن تفعل ذلك.»
«سأفعل. لقد اتخذتُ قراري.»
قالت زوجته اللطيفة: «لقد قلت ذلك من قبل، يا تومي، لكنك لم تفعل. أتمنى لو استطعت التوقُّف عن ذلك. لكنك لا تستطيع التوقف عن كونك مهرِّبًا؟ أنت تعشق المتعة التي يُحققها لك هذا الأمر، مثلَما تقول، أليس كذلك؟»
«حسنًا، سأفعل. لقد اتخذتُ قراري وعقَدتُ العزم تمامًا. عندما أتخذُ قرارًا بشأن أيِّ شيء، كما تعلمين، فأنا أُنفذه. سأقوم بعمليةِ تهريب واحدة فقط، عملية أخرى فقط، ثم أترك اللعبة، وألتزم بالتِّجارة على البر.»
«هذا ما قلته في العام قبل الماضي. هل تتذكَّر يا تومي؟»
ومِن ثَمَّ ارتجفَ تومي. لقد قطعَ هذا الوعدَ على نفسِه، وحافظَ عليه من خلال تشغيل مركبٍ صغير من ميناء في هولندا إلى إحدى نقاط إخفائه هنا. وفشلت العملية. حيث اكتشفَ خَفر السواحل وصولَ المركب، وصادَروه مع محتوياته، وقُبِضَ على تومي جونسون أيضًا، وأُودِع في نهاية المطاف في سجن وينشستر، حيث ظل فيه لمدَّة طويلة، في انتظار التحقيقات القضائية.
واتضحَ هنا أنَّ المهرب كان لديه أصدقاء. كانت الحقائقُ واضحةً قدر الإمكان، لكنَّ تفسيرها أو تأثيرها على مسألة ثبوت الإدانة أو البراءة تُرِكَت لهيئة المحلَّفين، التي فُسِّر لها القانون من أجل توجيهها بكل يقين ممكن. وحصلَ تومي جونسون على البراءة رغم معارضة الأدلة وفي وجود قوة التعاطف بينه وبين كلِّ رجل في هيئة المحلفين.
دعني، مع ذلك، أعُدْ إلى المحادثة الأخيرة بين السيد جونسون وزوجته.
قال: «سأتوقَّف عن التهريب بعد ذلك، لكن الأمر يُكلِّف الكثير من المال. بسبب خَسارة السفينة، وكل مشروب الروم، ومشروب البراندي، ومشروب جين الهولندي، والمال الصعب الذي دفعتُه إلى المحامي سويلينج، لقد دُمِّرنا تقريبًا. لم أستطع التوقُّفَ عندئذٍ. ورغم كلِّ المخاطر، تعيَّن عليَّ أن أستمر؛ لكننا الآن وقَفنا على أقدامنا مرةً أخرى، الحمد لله! وسأتوقف عن التهريب بعد أن يُحالفني الحظُّ قليلًا.»
بعد اتخاذ هذا القرار، شرعَ السيد جونسون في اليوم التالي في تنفيذه. حيث سحَبَ مبلغَين جيدين من المال من بنكَين مختلفَين؛ واشترى بعد ذلك بمدَّة وجيزة، سفينةً جيدة، وصفها ﺑ «الجمال المثالي»، كما أعلن، وكانت وفق المعتاد تُشحَن بالخمور على الساحل المجاور.
وقد تصادفَ، بعد أسابيعَ قليلةٍ من ذلك، أنني كنت مسافرًا بالحافلة من كاوز إلى فينتنور، في جزيرة وايت، عندما مرَّت بنا عربتان محمَّلتان بالبضائع التي صادرتها الجمارك على الطريق.
فصاحَ سائقُ العربة التي استقلَّها، وخاطبَ سائقَ العربة الأولى: «يا للعجب! لِمَن هذه البضائع؟»
«إنها لتومي جونسون، حسبما أظن.»
قال السائق متنهدًا: «يا له من مسكين! لقد صادفه سوءُ الحظ مرةً أخرى!»
ومِن ثَمَّ فشلت المغامرة الأخيرة التي كانت لتتويج القرار الصادق، وكان لا بد من مواجهة الأسوأ.
حيث حُبسَ المهرِّب التائِب مرةً أخرى في سجن وينشستر لعدة أشهر متتالية. وأُثبتَت بالفعل الدَّعوى ضدَّه بأوضحِ الأدلة. وانخلعَ قلب تومي. وأصبح جسدُه الممتلئ نحيلًا، وفقَد خدَّاه امتلاءَهما ولونهما، وصارت ثيابُه فضفاضةً حول جسده، كما صارَ غيرَ مرتاح البال.
كانت هذه هي المرة الرابعة التي يُحاكَم فيها تومي جونسون على انتهاكٍ مماثل ضد قوانينِ بلاده. وفي كل مرة تُصبح قضيته، في رأي مستشاريه القانونيِّين، أكثرَ يأسًا من ذي قبل. وبينما لم تكن الحقائقُ أقوى في كلِّ مرة، كان التحاملُ ضدَّ السجين يزداد مع مُثُوله المتكرِّر في قفص الاتهام.
قرَّر تومي وزوجته ألا يبخَلا بأيِّ نفقاتٍ من أجل الدفاع. حيث تلقى السيد سويلينج، من جوسبورت، الذي كان ناجحًا جدًّا في القضايا السابقة، تعليماتٍ مرة أخرى، بأن يُنفق ما يشاءُ من المال في المذكرات للمستشارين. وأظن أنه صنَع شيئًا رائعًا من هذا المهرب الحديث الجريء. ومِن ثَمَّ دُفع له ٤٠٠ جنيه إسترليني على الحساب في البداية. وأعطوه ١٠٠ أخرى قبل موعد دخول السجن، وكان هناك رصيدٌ لم يُسيَّل بعد، وقد وافقَ المحامي على منح الوقت لإتمامِ عملية تسييله. والآن، لنفترض أنه أعطى السيد نيدي، المستشارَ الصغير الذي لا يعرفُ الكلل، ٢٥ جنيهًا (وهو ما يتجاوز الحدَّ المسموح به)، وأنَّ السيد سيلكيارن، القائد البارز، حصَل على ٧٥ جنيهًا (وهو مبلغٌ ضخم للغاية)، ولنقُل إنه قد خصَّص ٥٠ جنيهًا للتكاليف الإضافية الطفيفة غير المتوقعة، عندئذٍ سيتبيَّن أن المحاميَ قد حقَّق ربحًا سخيًّا. ولكن لا يزال هناك رصيدٌ يتعيَّن تسويته.
كانت الأيام التي سبقت المحاكمةَ أيامَ قلقٍ للمهرب وزوجته. وقد زادت شدتُها، بالطبع، مع اقترابهما من المحنة الكبرى. وفي النهاية حلَّ اليوم الذي حُوكِم فيه تومي جونسون للمرة الرابعة في حياته بتهمة التهريب في محكمة الجنايات في وينشستر.
ومرة أخرى، حصلَ على البراءة، وهو ما مثَّل مفاجأةً لمحاميه ومستشاريه.
يمكن العثور بسهولة على تفسير هذا الإخفاق في تطبيق العدالة. لقد تسبَّب القبضُ على جونسون في ضجة كبيرة في جميع أنحاء مقاطعة هانتس. حيث كان، كما قلت، رجلًا مرحًا، وطيبَ القلب، في معاملاته. وقد نشرَت الشائعات قصة مغامراته المبهرة في كل مكان؛ مع مبالغةٍ وتكثيف لتحويلها من عاديةٍ إلى أسطورية. هذا وحده سحَر عقولَ الناس. ولكن مرة أخرى، فإنَّ الشائعات التي أخذت تومي جونسون تحت حمايتها، تمامًا كما أصابت كثيرين آخرينَ بلا حدود، بذلت أقصى ما في وُسعها لتصنع مزاياه. كلُّ عملٍ من أعمال اللطف التي فعلَها ضُخِّمت إلى ١٠٠ ضعف، وأصبحَ المهربُ العادي بطلًا. ولذا أعتقد حقًّا أن تومي جونسون كان من الممكن أن يحصل على ١٠٠ حُكم بالبراءة، في العدد نفسه من الجنايات المتعاقبة. أعتقد أنه لا يُمكن العثور على هيئة محلَّفين قد تنطق تلك الكلمة الفظيعة «مذنب» في لائحة اتهامٍ قدَّمَتها السلطاتُ ضدَّه.
عاد تومي جونسون، بعد تبرئته، إلى المنزل، في حالةٍ وصفَها عقلُ حكيم بأنها تخصُّ رجلًا أكثرَ حكمةً وحزنًا وفقرًا مما كان عليه قبل الجولة الأخيرة. ولذا عقَد العزم، على نحو يدعو للإعجاب، على عدمِ خوض مغامرةٍ أخرى. ولن يسعى، من خلالِ أخطار جديدة، إلى تعويض خَسارته. ومِن ثَمَّ دون أن يدَّعيَ لنفسِه شخصيةَ شاعرٍ، استمدَّ الفلسفة من هاملت، وعزمَ على تحمُّل العلل التي يُعاني منها بدلًا من السعي إلى أخرى، التي أخبرَه مُحاموه، أنه لن يستطيعَ النجاة منها. وهو سيلتزم بالسعي الآمنِ إلى جني الثروة برًّا، ولن يستجيبَ لإغراءات البحر وأخطاره بالطريقة التي فعَلها. وخلال إحدى مُناجاته مع نفسِه حولَ هذه النقطة أدرك أنه قد جنى أموالًا من تلك الأخطار، لكنه كان يخشى أنه قد استنفَد حظَّه. لم يَعُد يستطيع تحمُّل فترات السجن الطويلة تلك، ولم يَعُد بإمكانه دائمًا إلقاءُ الآلاف في أيدي خفَرِ السواحل والمحامين. بشكلٍ عام، هو بالقطع مع الرأي القائل بأنَّ التهريب أمرٌ مرفوض، على عدة أصعدة، ولأسباب مختلفة؛ ولذا فقد عقَد العزم أخيرًا على الامتناع عن ممارسته، وأوفى بوعده هذا.
كتبَ السيد جونسون، بعد أقلَّ من أسبوعين (لكونه شديدَ الاهتمام، كما قال، بإبعادِ الأمر عن ذهنه) إلى محاميه للتأكُّد من المبلغ الدقيق المستحَق لذلك الرجل القدير والجدير. فردَّ المحامي برسالة، مما دفعَ السيد جونسون إلى الذَّهابِ إلى مكتبه وفي جيبه حوالي ١٥٠ جنيهًا.
قال المحامي، وهو يمدُّ يدَيه بودٍّ فاتر: «حسنًا، يا سيد جونسون، اجلس. أنا سعيدٌ برؤيتك يا سيد جونسون؛ سعيد جدًّا بالفعل. لم أكن أعتقد أبدًا أنني سأتمكَّن من النجاح في تبرئتك في المرة الأخيرة. إنك مدينٌ لي بشكلٍ كبير ولمستشاريك الممتازين، السيد نيدي والسيد سيلكيارن.»
قاطعه جونسون، على أملِ اختصار العِظة: «أجل، بالتأكيد؛ أنا ممتنٌّ لكم جدًّا، يا سيدي، بكل تأكيد.»
وتابعَ المحامي: «بالطبع، أنا ملزمٌ ببذلِ قُصارى جهدي من أجل موكلي الذي يُواجه أزمة. وأنا سعيدٌ لأنني نجحت في تبرئتك، لكن الوقاية خيرٌ من العلاج، كما تعلم، يا سيد جونسون.»
صاحَ الموكل الذي نَفِد صبرُه: «بالطبع.»
وتابعَ المحامي قائلًا: «واسمح لي يا سيد جونسون أن أُقدِّم لك بعضَ النصائح السديدة المجانية؛ نصيحة أخلاقية ودينيَّة، وكذلك قانونية. اسمح لي أن أؤكِّد لك أنه رغم أن رأيي هو أنك تعتقد عدم وجود ضررٍ في ذلك؛ فإن التهرُّب من سداد الجمارك هو جريمة مثله مثل سرقة فردٍ عادي.»
قال المهرب غير المُدان: «لا أظن ذلك.»
أجابَ المحامي: «بشرفي إن الأمر كذلك. فكِّر فيما أقول الآن. وتأمَّل الأمر، يا سيد جونسون، وسترى أنني على حق.»
«حسنًا، هذا أمرٌ يمكن بحثه في الغد. دعني أستوضح موقفنا الآن، كم هو المبلغ المستحَق لك، يا سيدي؟»
«أوه، آه! حسنًا، قلت إنني سأحصل على مائة جنيه في التسوية النهائية؛ أي: مائة وخمسة جنيهات، يا سيد جونسون.»
عدَّ جونسون الأموالَ نقدًا، وسلَّمها للمحامي الذي وضعها على طاولته.
تبعَ ذلك صمتٌ دام للحظة.
كسَره المحامي، الذي لم يفهم تمامًا ملامحَ موكله؛ وبما أنه كان يخشى أن السيد جونسون ربما يُفكر في أن الأتعاب باهظة، غيَّر السيد سويلينج الموضوع.
«والآن، آمُل في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى خدماتي أن تكون هناك حاجةٌ إليها لغرضٍ مختلف. فأودُّ أن أراكَ تجني المال، وتستثمره في الأراضي أو المنازل، واستعِن بي كي أُعِدَّ لك صكوك المِلكية.»
«أجل يا سيدي، سأفعل، عندما يُمكنني الحصولُ على المال لشراء الأراضي والمنازل.»
قال المحامي وهو ينهض ليَصرِف موكلَه: «حسنًا، حتى ذلك الحين، مع السلامة، يا سيد جونسون.»
«لقد نسيتَ يا سيدي، على ما أعتقد، أن تُعطيني إيصالًا؛ وأعتقد أنني لم أتلقَّ منك أي إيصال مقابل المال الذي دفعتُه لك في السجن؟»
«أوه، حسنًا، يا سيد جونسون. بالتأكيد يُمكنك الحصول على إيصال مختوم على النحو الواجب، إذا تفضَّلت؛ لكن آمُل ألا تفترض أنني أريد خِداعك؟ لا يروق لي الاعتقادُ بأنك تُكافئ خدماتي لك التي يحدوها اهتمامي بك بمثلِ هذا الشكِّ الظالم فيَّ على هذا النحو الذي تكِّنه لي في نفسك؟»
«كلا، يا سيدي. أوه، كلا. ليس هناك شيءٌ من هذا القبيل. فقط، مثلما كنتَ تقول إن التهرُّب من سداد الجمارك مثله مثل سرقة شخص عادي، اعتقدتُ (على الرغم من أنني لا أرى الأشياء تمامًا من هذا المنظور) أنه يجب أن تُعطيني إيصالًا.»
وهكذا فإن الفلسفة الأخلاقية للمحامي كلَّفَته ٧ شلنات و٦ قروش.
فعضَّ على شفته وجلس؛ وبما أن الإيصالات النقدية لم تُخترَع بعد، فقد كتب على ورقةٍ مختومة بالقيمة المذكورةِ أعلاه إيصالًا نظير كل الأموال التي دفعها له المهرِّب، الذي كان يستمتع بالمزحة التي يعبث بها مع مستشاره القانوني.