طائرة خاصة إلى «هاواي»!
أسرع «أحمد» و«قيس» إلى داخل المقهى، حيثُ كانت تجلس «ريما» مع «خالد» و«باسم» …
همس «أحمد» بسُرعة: إن «بل موري» في مكان قريب هنا!
ابتسمت «ريما» وهي تقول: أعرف، ولهذا حدَّدت ميدان «الحرية» للقاء! …
علت الدهشة وجوه الشياطين، لكنها أسرعت تقول: إنَّ هناك خطوات أخرى أهم …
سكتت لحظة، جعلت الشياطين يَبتسمُون، حتى إنَّ «قيس» قال: إن «ريما» تتصرَّف على طريقة «الزعيم» …
قالت «ريما»: ليس تمامًا، ولكن فقط، أضعكم في حالة رغبة في المعرفة، أضافت بعد لحظة: لقد عرَض «بل موري» أن أعمل معه!
اتسعت أعين الشياطين دهشة وسأل «باسم» بسرعة: تعمَلين معه؟! أين؟ …
ابتسمت قائلة: في «هونولولو»! …
ضحك «أحمد» وقال: لعلها الفيلَّا الجديدة التي ينوي شراءها! …
ظهرت الدَّهشة على وجه «ريما» وهي تقول: وكيف عرفت؟ …
قال «أحمد» مُبتسمًا: وهل يخفى شيء على الشياطين؟
ابتسمت «ريما» وقالت: إنه يَنوي إقامة مشروع سياحي هناك!
قال «أحمد» بسُرعة: لكن، كيف عرفت هذه المعلومة بهذه السرعة؟
قالت «ريما» بابتسامة عريضة: هذه لعبة الشياطين! أضافت بعد لحظة: يبدو أنه كان في حالة نفسية طيبة؛ فقد تحدَّث إلى أحد حراسه في حكاية الفيلَّا، لكنني لا أعرف متى سوف يحدث ذلك، المهم أنه عرض عليَّ، وقد أبديت سعادتي في أن أعمل في هذا المكان الجميل.
قال «أحمد»: من سوء الحظ أنك لن تعملي معه، لأننا سوف نكون قد انتهينا من المُغامرة، سكت لحظة ثم أخذ يشرح لها كل المعلومات التي وصلت إليهم عن طريق السماعة، وقال في النهاية: إن أهم شيء الآن، هو معرفتنا بالموعد، أولًا موعد الانتهاء من صفقة الماس، ثم موعد صفقة الفيلَّا، إنَّ ذلك سوف يُحدد لنا موعد العملية كلها!
سكت لحظة، ثم سأل: هل ستعملين في «الليل الفضي» فترة أخرى؟
قالت «ريما»: يبدو أن «بل موري» زبون طيب بالنسبة للملهى، وقد تحدث «داني» في مسألة أن أترك الملهى، وأعمل عنده. ويبدو أن «داني» سوف يكون أحد رجاله في المشروع السياحي، وقد عرض عليَّ «داني» ذلك، فأبديت سعادتي أيضًا، وعرفت أنَّ «بل» قد تحدث إليه، ولهذا سوف أعود الليلة إلى هناك، لأنَّ «بل» سوف يكون موجودًا.
قال «أحمد»: إنَّ مهمتك الليلة، أن تعرفي الموعد، سواء عن طريق «بل موري»، أو عن طريق «داني»!
أمضى الشياطينُ بعض الوقت مع «ريما» التي قالت في النهاية: سوف أنصرف الآن، إنني في حاجة إلى نوم طويل، حتى أستطيع السهر الليلة أيضًا …
بعد لحظات غادرتهم «ريما». وعندما اختفت من المقهى، خرج «أحمد» مُسرعًا خلفها، ووقف قريبًا من الباب يُراقبها، فجأة، علَت الدهشة وجهه، لقد كانت سيارة «بل موري» تَقترب منها، ثم توقفت بجوارها، وركبت «ريما» السيارة.
فكر «أحمد»: هل حدثت مصادفة، أو أن «بل موري» يُراقبها؟ وإذا كان يراقبها، فهذا يعني أنه قد رآها معهم، وهذه تُصبح مسألة يجب حسابها، ظلَّ يرقب السيارة حتى اختفت، عاد إلى الشياطين، ونقل إليهم الصورة، كانت مسألة غريبة.
لكن «باسم» قال: المؤكد أنَّها مصادفة، فالمعلومات التي قلتها، والتي عرفتها من خلال سماعة السقف، تؤكد ذلك.
لكن «أحمد» لم يكن مُطمئنًّا لما حدث.
سأل «قيس»: ترى هل تذهب «ريما» معه إلى فندق «جورج واشنطن» أم أنَّها سوف تذهب إلى فندق «ماديسون»؟
لم يرد أحد من الشياطين مباشرة، غير أنَّ «خالد» قال بعد قليل: سوف نستطيع معرفة ذلك، بعد نصف ساعة، عندما تتَّصل ﺑ «ريما» في فندقها.
انصرف الشياطين، ولم يركبوا سيارتهم مباشرة، فقد أخذوا يَسيرون في الشارع دون هدف معين، إلا تمضية وقت، بعد نصف ساعة، توقف «أحمد» عند أقرب تليفون، وطلب رقم «فندق ماديسون» … وعندما ردَّ عليه، طلب الآنسة «جولي»، وبعد لحظة، كانت «ريما» تردُّ على التليفون، وعندما عرفت أن «أحمد» هو المتحدِّث قالت: لا بأس، اطمئنَّ … أراك ليلًا!
وضع «أحمد» السَّماعة، لكن ظلَّ السؤال يتردَّد في خاطره: هل حدث هذا مصادفة؟ أخبر الشياطين بمضمون المحادثة التليفونية، ثم اتجهوا إلى السيارة، التي انطلقوا بها في اتجاه فندق «جورج واشنطن»، بعد قليل، توقَّفوا في إشارة المرور التي كانت تُعطي المارة حق المرور.
فجأة، همس «باسم»: انظروا في اتجاه اليمين! وبهدوء التفتوا، وكانت المفاجأة، سيارة الحرس الخاص «بل موري».
همس «خالد»: هل هي مصادفة أيضًا، أم إنَّ في الأمر شيئًا؟ …
ظلَّ «باسم» يُراقب سيَّارة الحرس من طرف خفي، وعندما أضيئت الإشارة لانطلاق السيارات، همس: لم ينظر أحد في اتجاهنا، وهذا يعني أنَّ الحرس لم يكن يهتمُّ بوجودنا، وأن المسألة مجرَّد مُصادفة!
قال «أحمد» بعد قليل: لا أظن أنهما من الغباء لدرجة أن ينظروا في اتجاهنا … فهذا يكشف مراقبتهم لنا، إنَّ المسألة فيها شيء خفي!
انطلقت السيارة في طريقها إلى فندق «جورج واشنطن» في نفس الوقت ظل الشياطين يبحثون عن سيارة الحرس، إلا أنها كانت قد اختفت، عندما وصلوا إلى حجراتهم في الفندق، قال «قيس»: أعتقد أنها مجرَّد مصادفة!
عندما حان موعد الذهاب إلى ملهى «الليل الفضي»، قال «أحمد»: أقترح أن يذهب اثنان منَّا إلى هناك، ويبقى الآخران في انتظار أي عودة، فمن يدري؟ سكت لحظة ثم أضاف: في نفس الوقت، لا نظهر دائمًا معًا، فإذا كانوا يراقبوننا، فإننا نكون قد أبعدنا أنظارهم عنا … فوجودنا معًا كأربعة، يمكن أن يكون لافتًا للنظر!
وافق الشياطين على فكرة «أحمد»، واستقرَّ الرأي على أن يبقى «قيس» و«باسم»، وأن ينصرف «أحمد» و«خالد» إلى ملهى «الليل الفضي» وهكذا انصرف الاثنان.
كان الملهى مُزدحمًا أكثر من الليلة السابقة، ويبدو أنَّ أفواجًا من السائحين، قد نزلوا فيه، أخذ «أحمد» و«خالد» مكانًا مُنعزلًا، يُمكن أن يُراقبا منه «بل موري» الذي لم يكن قد ظهر بعد، طال الوقت، واقتربت الساعة من الثانية صباحًا، ولم يظهر «بل موري».
همس «خالد»: إنَّ هذه مسألة غريبة!
غير أنَّ «ريما» اقتربت منهما ووقفت تتحدَّث بلغة الشياطين قالت إنَّ «بل موري» لن يحضر الليلة، وإنه قد سافر إلى «لندن» اليوم!
سألها «أحمد» عن مصدر المعلومات، فقالت إنه «داني» وهو لا يعرفُ إن كان سوف يعود أو أنه قد يبقى أيامًا هناك، في نفس الوقت قالت: أقترح أن تنصرفا، فإذا حدث شيء، فسوف أرسل لكم! بعد دقائق، أخذا طريقهما إلى الخارج، في الوقت الذي ظلت فيه «ريما» تعمل في «الليل الفضي».
عندما وصلا إلى الفندق، تحدَّث «أحمد» إلى الشياطين قليلًا ثم قال: إننا لم نَسمع ما سجَّله جهاز التسجيل المُتَّصل بالسماعة، فرُبَّما يكون قد سجَّل شيئًا …
أعاد الشَّريط إلى بدايته، ثم ضغط زر التشغيل، مَرَّ جزء من الشريط بلا صوت، لكن فجأة، جاء صوت فتح الباب، ثم خطوات تدخل الحجرة، ثم تتجول فيها، صوت «بل موري» يغني، جرس تليفون، نظر الشياطين إلى بعضهم، إنَّ ذلك يعني أنَّ معلومات جديدة سوف تُضاف إليهم، رفع سماعة التليفون، ثم صوت «بل موري» يقول: نعم، نعم، سوف أكون جاهزًا خلال دقائق، سوف نُقلع في الخامسة تمامًا، لا، لن نبقى هناك، قد نعود الليلة، أو غدًا على أكثر تقدير، إلى اللقاء هنا …
وضعت السمَّاعة، وعاد «بيل» يغني من جديد …
همس «خالد»: إنَّ ذلك يعني أنَّ «بل موري» لديه طائرة خاصَّة!
قال «أحمد»: في الغالب، سوف يعود غدًا، ما دام قد تأخر إلى هذا الوقت!
مَرَّت لحظات، كان صوت أقدام «بل» يتردَّد في الحجرة، لحظة، ثم صوت باب يفتح وخطوات تخرج، ثم صوت إغلاق الباب، ضغط «أحمد» زر الإيقاف، فتوقف جهاز التسجيل، قال: لا بأس، نحن في انتظار «بل»!
فجأة كان جهاز الاستقبال يُعطي إشارة، أسرع «أحمد» إليه، وبدأ يتلقى الرسالة، وكانت من «ريما»، كانت رسالة شفرية كالآتي: «١٨–١–٨» وقفة «٣–٢٤–٣» وقفة «١–٢٣–١٤–٢٠–٢١–٢٦» وقفة «١٩–٨–١» وقفة «٢٠–٢٨» وقفة «٢٦–٢٧–٢٥–٢٧–٢٣–٢٧» انتهى.
ترجم «أحمد» الرِّسالة وكان معناها: عاد «بل»، تمَّت الصفقة، غدًا في «هونولولو».
قال «أحمد» بعد لحظة: إذا كان «بل موري» سوف يكون في «هونولولو» غدًا؛ فإن مُهمتنا تبدأ الليلة، إننا يجبُ أن نصل إلى قصره في «هاواي»، فإذا كانت الصفقة سوف تتمُّ غدًا، فإنَّ ذلك معناه، أنه سوف يدفع ثمن الفيلَّا في نفس اليوم؛ أي إننا يجبُ أن نصل إلى خزينة القصر الليلة، لوضع المبلغ المُزيف، صمت الشياطين، كان كل منهم يُفكر في طريقة الوصول الآن، من «نيويورك» إلى «هاواي».
قال «خالد» بعد لحظة: إنَّ الحل الوحيد، هو عميل رقم «صفر»، إنَّ طائرة خاصة يجب أن تقوم بنا الليلة إلى هناك.
قال «قيس»: ولماذا لا نُفكِّر في البحر، إنَّ لنشًا سريعًا، يُمكن أن يُعطيَنا فرصة أيضًا!
قال «باسم»: إنَّ الوقت هام جدًّا الآن، فلا بدَّ أنَّ هناك حراسة حول القصر، وهذه تحتاج إلى معركة …
قال «أحمد»: إنَّ معركتنا يجب أن تكون سرِّية، بمعنى أننا إذا ظهرنا، فإنَّ ذلك سوف يكون لافتًا للنظر، سكت لحظة ثم أضاف: إنَّ الإبر المُخدرة سوف تكون سلاحنا في المعركة، انتظر لحظة، ثم رفع سماعة التليفون، وتحدث إلى عميل رقم «صفر»، وعندما وضع السماعة، قال: سوف يتصل بنا خلال دقائق.
قال «باسم»: ينبغي أن نُرسل إلى «ريما».
أمسك «أحمد» جهاز الإرسال الدَّقيق، ثم أرسل رسالة شفرية إلى «ريما»: «٢٥–١٢–١–٢٠–١٠» وقفة «١–٢٣–٢٨–٢٣–٢٨» وقفة «١–٢٣–٢٨» وقفة «٢٦–١–٢٧–٢٨» وقفة «١٩–٨–١» وقفة «٢٥–٢٢–٢٧–٢٥» وقفة «٢٠–٢٨» وقفة «٢٦–٢٧–٢٥–٢٧–٢٣–٢٧–٢٣–٢٧» انتهى. وكان معنى الرسالة: «نُسافر الليلة إلى «هاواي» غدًا نكون في «هونولولو».»
ما إن انتهى من إرسال الرسالة ﻟ «ريما» حتى دقَّ جرس التليفون فرفع السماعة بسرعة، فجاءه صوت عميل رقم «صفر»، تحدث إليه قليلًا ثم وضع السماعة، وقال الشياطين: سوف تكون الطائرة في انتظارنا بعد ربع ساعة في المطار …
بسرعة كان الشياطين يتحركون، وقبل أن يُغادر «أحمد» الحجرة، أدار جهاز التسجيل المتصل بالسماعة، ثم أغلق الباب، وانصرَف، وعندما وصلوا إلى المطار، كانت طائرة خاصة صغيرة، تقف جاهزة في انتظار وصولهم وعندما أخذوا أماكنهم داخلها، أدارت محركاتها، وأقلعت في طريقها إلى «هاواي» حيث تبدأ الخطوة الأخيرة من المغامرة.