باب آخر
كل ثوب من اللباس والفُرُش إذا كان ألينَ وأنعمَ وأسنى كان أرفعَ، وكل عِلْق من الجواهر والأحجار إذا كان أصفى وأضوأ فهو أنفس، وكل حيوان من الوحشيَّة والأهليَّة إذا كان أجسم وأطوع فهو آثر وأفخر، وكل إنسان من الشَّريف والوضيع إذا كان أعقل وأسهل فهو أجمل، وكل امرأة أو أَمَة إذا كانت أكثر سكونًا، وأجمل حالًا، وأنزر طعمًا، وأشكر للناس فهي أصون، وكل طير من السَّهليَّة والجبليَّة إذا كان آلف كان آثر، وكل طارف وتالد إذا كان أزجى وأجل فهو أهنأ، وكل عدو صغير أو كبير إذا كان حميمًا فهو أعدى وأشد حسدًا، ومن لم يُعرف مأواه فمحذور قربه.
والدول تنتقل والأرزاق مقسومة، فأجمِلوا في الطلب، وارحموا المسكين، واعطفوا على الضعيف تُجازَوا به وتُثابوا، والقضاء جالب يجلب الأمور، وخيرُ النوم ما يُذهِب الإعياء والكسل.
وكانت العجم تقول: القلب والبصر شريكان، والطَّعم والحسُّ مُتفقان، والفطنة والحفص رفيقان، والسمع والمنطق مجتمعان.
وخيرُ الناس السَّهلُ الطلِق الوجه المتواضع، وفراسة الرجل السوءِ أن يكون منقبضًا غير منشرح، وأن يُرى لونُه إلى الصفرة والكمود من غير مرض، وأن يكون طائش القلب، وأن يكون للدُّعابة والمزاح كارهًا لهما عائبًا، وأن تراه غليظ اللفظ عند المحاورة.
ومن فِراسة الرَّجل الصالح أن تراه سهلًا طلِقًا، ذا منظر بهي وكلام شهي، سبط الجبين غير منقبض ولا نزِق علِق قلِق، وغير كاره للدعابة والمزاح، يُذكر بخير، ليِّن المحاورة متواضعًا.
وزعم سابورُ الملِك أنه ليس ينبغي للعاقل أن يعتدَّ بقول سبعة من الناس: بقول السَّكران، والدلَّال، والمُضحِك، والعليل، والعرَّاف، والنَّمام، والنَّسَّاء.