يقظة الذات: براجماتية بلا قيود
«نحن نعيشُ معظم حياتنا فيما يُشبِه الدوخة، كأننا نمثِّل مخطوطةً كتبَها شخصٌ آخر. وهذا الشخص الآخر، على أي حال، ليس فردًا أو حتى مجموعة، بل هو اللاشخصي، الذي يسحق السلطة الجماعية للآخرين الذين يحدِّدون صلاحياتِنا والذين يُمارِسون السلطة، أو يُعانون العبودية، في العالم الذي نسكُنه. نحن نصبح «هم»، لكنهم لن يصبحوا كلًّا منا.»
يُطوِّر «روبرتو مانجابيرا أونجر» في هذا الكتاب مفهومًا خاصًّا للطبيعة الإنسانية ومقوِّماتها في العالم المعاصر، ويتخذه بديلًا عن «الفلسفة الدائمة» التي نادى بها الفيلسوف الألماني «ليبنتز» وهيمنت طويلًا على الفكر الغربي، ويوظِّف «أونجر» لأجل ذلك منهجًا براجماتيًّا راديكاليًّا يتجاوز به البراجماتيةَ الأمريكيةَ يقوم على مبادئَ أربعة؛ القوة والاحتمال والمستقبلية والتجريبية، مستندًا إلى أفكار عالِم اللاهوتِ الإنسانيِّ الألماني «نيكولاس الكوزي». يؤكِّد «أونجر» على ضرورة إطلاق العِنان للذَّات الإنسانية وإنفاذ إرادتها وتفعيل ملَكة التخيُّل في الإبداع والخلق إلى أبعد الحدود، دون أن يعوق حركتَها عائقٌ من ثقافةٍ أو تنظيمٍ اجتماعي، طامحًا بذلك إلى إحداثِ ثورةٍ رُوحيةٍ وسياسيةٍ غيرِ محدودةٍ تهدفُ إلى إعادة اختراع الأشكال المؤسساتية والفرضيات الأيديولوجية للتعددية الاجتماعية للتعجيل بالنمو الاقتصادي والابتكار التِّقني، وتخفيف أعباء الفقر.