إلى مواطن «برليني»
شعب برلين يعيش اليوم عند فوهة البركان.
والبركان ما زال خامدًا حتى الآن.
ولكن البركان الخامد الهادئ يثور أحيانًا دون أنْ يتوقع أحد، ودون أنْ تحدث هذه الزلازل التي تسبق ثورةَ البراكين في بعض الأحيان.
ولا شك أنَّ الذين يعيشون عند فوهة البركان هم أول الذين يذهبون ضحايا لثورته، والأضرارُ التي تصيبهم تفوق بكثير ما يصيب غيرَهم من البعيدين عن الفوَّهة، ونصيبهم من الحمم والمقذوفات أكبر من نصيب غيرهم!
ومع ذلك فإن البرلينيين — وهم يعرفون بالضبط مكانهم من فوهة البركان — يعيشون سعداء، ويعملون بنشاط، ويطعمون بشهية مفتوحة، ويشربون أكثر من أي وقت مضى!
فإلى هذا البرليني الذي يحب برلين، والمتمسك بالبقاء في برلين مهما كانت الظروف، والذي لم يفقد مرحه ولا حبه للدعابة.
إلى هذا البرليني كما رأيته في رحلتي الأخيرة.
أهدي هذا الكتاب.
سبتمبر ١٩٥٩