هذه لمحة سريعة من التاريخ!
ولكن ألمانيا اليوم — ولما يمر قرن واحد على تحقيق وحدتها الكبرى على يد بسمرك — تجد نفسها وقد انقسمت إلى شطرين، وعاصمتها برلين تتأرجح بين الشرق والغرب.
وهي تتطلع اليوم إلى الوحدة كما كانت تتطلع إليها منذ مائة عام، ولكنها تتطلع إلى وحدة تتم بالطرق السلمية لا بطريق الحرب، فقد اكتوت بنار الحرب مرتين في أقل من نصف قرن كما اكتوى بها العالم كله.
وما دام الشعب الألماني يريد الوحدة فستتحقق له وحدته بإذن الله؛ لأن رغبات الشعوب لا يمكن أنْ تتبدد في الهواء مهما اعترضها من صعاب وعقبات، ومهما تأخر موعد تحقيقها.
ويوم تتم الوحدة الألمانية تعود إلى برلين العاصمة المنقسمة مكانتها الأولى، ويبقى لبون «العاصمة القرية» كما يسمونها، مجد الذكرى!