شأن الأمة في الثورات
(١) ثبات روح الأمة ومرونتها
يستلزم الاطلاع على أحوال إحدى الأمم الوقوف على بيئة تلك الأمة، ولا سيما ماضيها، فالماضي — وإن أمكن إنكاره نظريًّا، كما فعل رجال الثورة الفرنسية وكثير من رجال السياسة في الوقت الحاضر — لا يفنى تأثيره.
ففي الماضي الذي هو تعاقب الأجيال تتكون عناصر روح الأمم من أفكار ومشاعر وتقاليد وأوهام، ولولا هذه العناصر التي لا ارتقاء بغيرها لاضطُر كل جيل إلى استئناف العمل.
ولا تتوطد عناصر روح الأمة إلا إذا كانت على شيء من الثبات الذي تسهل به مرونة تلك الروح، فالروح الوراثية بلا ثبات تكون مذبذبة غير مستقرة، وبلا مرونة تكون عاجزة عن ملاءمة تقلبات البيئة الناشئة عن تقدم الحضارة.
وشدة المرونة في روح الأمة تسوقها إلى القيام بثورات متوالية، وشدة الثبات تقودها إلى الانقراض، فذوات الحياة، ومنها الأنواع البشرية، تضمحل إن ظلت مستقرة على الرغم من تعاقب الزمن وعاجزة عن ملاءمة ما يطرأ على الحياة من الأحوال الجديدة.
والأمم التي وازنت بين هاتين الصفتين المتناقضتين — أي الثبات والمرونة — قليل عددها، ونذكر منها الرومان في القرون القديمة، والإنكليز في الوقت الحاضر.
حقًّا إن الأمم التي رسخت روحها كثيرًا تأتي بأشد الثورات في الغالب، فهي لعجزها عن النشوء التدريجي تضطر إلى ملاءمة تقلبات البيئة بعنف عندما تصبح هذه الملاءمة أمرًا ضروريًّا.
ولا تستقر روح الأمة إلا ببطء عظيم، فما التاريخ إلا أنباءُ مجهوداتها الكبيرة في سبيل توطيد روحها، وتظل هذه الأمم مذبذبة لا رابطة بين أجزائها ما دامت غير ناجحة في ذلك. وقد سعت فرنسة، بعد أن أغار البرابرة على الدولة الرومانية في أواخر عهدها، قرونًا كثيرة لتنال روحًا قومية.
نعم، إنها اكتسبتها في آخر الأمر، ولكن رسوخها لم يلبث أن صار شديدًا، ولو اتصفت روحها بقليل من المرونة؛ لتطور نظامها الملكي القديم بالتدريج، ولتخلصت من ثورتها الكبرى ومن نتائجها ومن سعي شاق لتجديد روحها القومية.
تثبت لنا الملاحظات السابقة شأن العنصر في تكوين الانقلابات، وتوضح لنا لماذا تأتي الثورة الواحدة بنتائج تختلف باختلاف الأمم، كما توضح لنا سبب إقبال بعض الأمم بحماسة على مبادئ الثورة الفرنسية ومقاومة الأمم الأخرى لها.
لا ريب في أن إنكلترة المحافظة عانت أمر ثورتين وقضت على أحد ملوكها، ولكن مزاجها النفسي كان ثابتًا ثباتًا كافيًا لحفظ تراث الماضي ومرنًا مرونة كافية لنشوء هذا المزاج حسبما تقتضيه الضرورة، وهي — على عكس رجال الثورة الفرنسية — لم تفكر قط في تقويض تراث الأجداد؛ لتقيم مجتمعًا جديدًا باسم العقل.
قال ألبير سورل: «بينما كان الفرنسي يحتقر حكومته ويمقت إكليروسه ويحقد على أشراف أمته ويتمرد على قوانين بلاده، كان الإنكليزي يفتخر بدينه وبدستوره وبأكابر أمته وبمجلس أعيانه، فكان كأنه يحكم أوربة ويستخف بها معتصمًا بأبراج ذلك الحصن المنيع».
ويتجلى لنا أيضًا شأن العنصر في مصير الأمم عند البحث في تاريخ الثورات الأمريكية الإسبانية الدائمة، فالأمم الأمريكية الإسبانية مولدة، أي مؤلفة من أناس انحلت أخلاقهم بتأثير الوراثة المتباينة انحلالًا حرمهم روحًا قومية ثابتة وجعل حكمهم متعذرًا.
ومن يرد أن يطلع على التباين بين استعداد الأمم السياسي الناشئ عن اختلاف العنصر فليبحث عن أمة واحدة حكمها جنسان.
ولم يكن ذلك نادرًا في التاريخ، فقد تجلى حديثًا في القطرين، كوبا والفلپين، اللذين استولت عليهما الولايات المتحدة بعد الحكم الإسباني، فكلٌّ يعلم درجة ما وصلت إليه كوبا أيام الحكم الإسباني من الفوضى وما وصلت إليه من العمران، في بضع سنين، أيام حكم الولايات المتحدة.
وكلٌّ يعلم أن الفلپين كانت أيام سلطان الإسبان الذي استمر قرونًا كثيرة، مستنقعًا واسعًا تعيش فيه أمة بائسة عاطلة من التجارة والصناعة، وأنه بعد استيلاء الأمريكيين عليه أصبح خاليًا من العفن والحمَّى والطاعون موصول الأجزاء بالسكك الحديدية مكتظًّا بالمصانع والمدارس متمتعًا بأسباب الصحة والوقاية.
فإلى مثل هذه الأمثلة يجب رد رجال النظر الذين لم يدركوا ما في كلمة العنصر من المعاني، ولم يفقهوا أن روح الأمة الموروثة هي التي تسيطر على مصيرها.
(٢) كيف تتلقى الأُمة الثورة
شأن الشعوب واحد في الثورات كلها، فهي لا تدرك مغزاها ولا تدبر أمرها، وإنما الزعماء هم الذين يحركونها.
ولا يخلع الطاعة فريق من الشَّعب بغريزته إلَّا إذا مسَّ الضرُّ منافعه الظاهرة، وذلك كما وقع في شنپانية حديثًا، وتدعى هذه الحركة المحلية بالعصيان البسيط.
ويسهُل وقوع الثورة إذا كان زعماؤها من ذوي النفوذ العظيم، وأما مبادئ الثورة فلا تدخل في قلب الشعب إلا بالتدريج، فالشعب يقوم بالثورة من غير أن يعلم سببها، ومتى ساقه الحظ إلى إدراك هذا السبب فإن الثورة تكون قد انتهت منذ زمن طويل.
ويقوم الشعب بالثورة مجيبًا دعوة زعمائه، وهو مع عدم إدراكه شيئًا يستحق الذكر من أفكار هؤلاء الزعماء تتواردهُ هذه الأفكار حسبما يمليه عليه خياله.
خذ الثورة الفرنسية التي وقعت سنة ١٧٨٩ مثلًا ترَ غايتها أن يقبض على زمام الأمور أبناء الطبقة الوسطى بدلًا من الأشراف.
ولم يُنظر إلى مصلحة الشعب في بدء هذه الثورة إلا قليلًا، والشعب — وإن أعلنت سيادته فيها — كانت هذه السيادة تضر بحقه في انتخاب نوابه فقط.
وبما أن الشعب كان جاهلًا غير طامح إلى الارتقاء في السلَّم الاجتماعي كأبناء الطبقة الوسطى، وبما أنه كان شاعرًا ببعده من درجة الأشراف غير طامع في مساواتهم، كانت أغراضه ومنافعه تختلف كثيرًا عن أغراض علية القوم ومنافعهم.
بيدَ أن ما وقع بين المجلس النيابي والملك من المنازعات أوجب تدخل الشعب فيها شيئًا فشيئًا فأصبحت ثورة الطبقة الوسطى ثورة شعبية بذلك، وبما أن المبدأ لا يؤثر إلا إذا استند إلى العاطفة والتدين وجب على مبادئ الطبقة الوسطى النظرية، لتؤثر في الشعب، أن تتحول إلى إيمان جديد واضح مشتق من المنافع العملية الظاهرة.
تمَّ هذا التحول بسرعة عندما سمع الشعب الرجال — الذين كانوا الحكومة في نظره — يقولون له إنه مساوٍ لسادته السابقين فاعتبر أنه كان ضحية وشرعَ ينهب ويحرق ويقتل ظانًّا أنه يتصرف في حق له.
وهكذا تجلت قوة المبادئ الثورية في منح حرية السير والعمل لأصحاب الغرائز الفطرية الضارة التي ردعتها البيئة والتقاليد والقوانين منذ القديم.
ولما أخذت الزواجر الاجتماعية التي كانت تزجر عامة الأمَّة تتداعى على الوجه المذكور تصور هؤلاء أن قوتهم غير محدودة فصاروا يطاردون سادتهم السابقين ويسلبونهم أموالهم، وهل يمتنع الشعب عن فعل كل شيء بعد أن يصبح حاكمًا؟
لم تلبث كلمة الحرية والمساواة والإخاء التي كانت عُنوان الإيمان الجديد والآمال الجديدة في بدء الثورة أن أخذت تسوغ غرائز الطمع والحسد والحقد، تلك الغرائز المحركة للجماعات والتي لا يزجرها نظام، وهذا ما جعل النظام يختلُّ والظلم يسود والفوضى تعمُّ في وقت قصير.
وبعد أن هبطت الثورة الفرنسية من الطبقة الوسطى إلى طبقة العوامِّ تقلص ظلُّ العقل وتغلبت عليه الغرائز، وانتصار الغرائز الموروثة أمر مخيف، فلم تؤدِّ المجهودات التي قامت بها المجتمعات لتعيش إلَّا إلى زجر بعض الغرائز الحيوانية الموروثة، نعم يمكن ردع هذه الغرائز، وكلما تقدمت الأمة في ميدان الحضارة صار هذا الردع أتمَّ وأكمل، إلا أنه يستحيل القضاء عليها؛ ولذا كان تحريرها خطِرًا جدًّا، فمتى فاض السيل لا يرجع إلى مجراه قبل أن يخرِّب ما يصل إليه.
(٣) شأن الشعب في الثورات
تثبت لنا سنن روح الجماعات أن الشعب لا يسير من غير زعماء، وأن عمله — وإن كان عظيمًا في الثورات، لاندفاعه فيما حرِّض عليه — لا يقود ما يُنجزه من الحركات أبدًا.
وللزعماء في كل ثورة سياسية تأثير، ومع أنهم لا يبتكرون المبادئ التي تستند إليها فإنهم يتخذونها وسيلة للعمل، فلكلٍّ من المبادئ والزعماء والجيوش والجماعات شأن خاص في جميع الثورات.
وتسير الجماعات التي هيَّجها الزعماء معتزة بعددها، ومثل تأثيرها كمثل تأثير القنبلة التي تخترق الدرع مستمدة قوتها من شيء آخر، وقلما تدرك الجماعة شيئًا من الثورات التي تقوم بها، فهي تتبع الزعماء طائعة من غير أن تبحث عن شهواتهم، فقد خلعت شارل العاشر من أجل مراسيمه، وهي لم تفقه شيئًا من أمر هذه المراسيم، ولو سئلت عن سبب خلعها لويس فيليب لعجزت عن الجواب.
وقد خدعت الظواهر مؤلفين كثيرين، كميشله وأُولار، فظنوا أن الشعب هو الذي قام بالثورة الفرنسية الكبرى، قال ميشله: «إن الفاعل الأصلي للثورة الفرنسية هو الشعب»، وقال أُولار: «إن من الخطأ أن يقال إن الذين أوقدوا نار الثورة الفرنسية هم بعض الوجهاء، فقد ثبت عندي — بعد الاطلاع على ما وقع في سنة ١٧٨٩ وسنة ١٧٩٩ — أن الشعب هو بطل تلك الثورة، وأنه لم يسيِّر الحوادث شخص واحد، سواء أكان ذلك الشخص لويس السادس عشر أم كان ميرابو أم دانتون أم روبسپير».
وقد غالى مسيو كوشان في قوله: «إن من الخوارق أن حكمت هذه الجماعة (الشعب) وأمرت وقالت وسارت مدة خمس سنين بإتقان تام غير مستعينة برئيس أو قانون، فقد كانت هذه الجماعة تعمل بغريزتها وهي مؤلفة من ٢٥ مليون نفس على مساحة ٣٠٠٠٠ فرسخ مربع كأنها رجل واحد».
نعم، لو كان سير الشعب غريزيًّا كما زعم هذا المؤلف لعد من الخوارق، وقد فطِن مسيو أُولار لاستحالة ذلك فكان حينما يبحث عن الشعب يقول إنه مؤلف من أحزاب لها رؤساء، قال هذا المؤلف: «من وطَّد الوحدة القومية؟ ومن أنقذ الأمة التي هاجمها الملك ومزقتها الحرب الأهلية؟ أدانتون أم روبسپير أم كارنو؟ كلا، نعم، قد خدم هؤلاء الأمة، ولكن الذي أيد الوحدة والاستقلال هو تجمع الأمة الفرنسية على شكل بلديات وجمعيات شعبية، وإذا كان في كل حزب بضعة زعماء فإن هؤلاء الزعماء كانوا يستمدون قوتهم من أحزابهم وينفذون أحكامها كما يظهر ذلك من مطالعة محاضر الجمعيات الشعبية».
(٤) طبقات الأمة
يقال في الرد على بعض الأفكار إن الأمة ذات كيان لاهوتي حائز جميع ما يمجده رجال السياسة ويسهبون في ذكر ما له من القوى والفضائل، وسنبدي رأينا في ذلك عند بحثنا الآن عن شأن الأمة في الثورة الفرنسية.
إن الأمة، عند المتقدمين والمتأخرين من اليعاقبة — كالآلهة — ذات شخصية سامية لا تُسأل عما تفعل ولا تخطئ أبدًا، فالجميع مسؤول عن إطاعتها وإن جاز لها أن تقتل وتنهب وتُحرق وتأتي أقسى المظالم وتَطرح غدًا في الدرك الأسفل مَنْ رَفَعَتْه اليوم إلى مصافِّ الأبطال، ولا يعدل رجال السياسة عن السجود أمام أحكامها مسبحين بحمد فضائلها وحكمتها العالية.
فما حقيقة الأمة، أي المعبود الذي يقدسه الثوريون منذ قرن؟
يمكن تقسيمُها إلى قسمين: فالقسم الأول يشتمل على الفلاحين والتجار وأرباب الحرفة، أي على من يحتاجون إلى السكينة والنظام ليقوموا بمهنهم، ويغفل المؤرخون أمر هذا الفريق الذي هو أكثرية الأمة، والذي لا يقوم بالثورات أبدًا، والذي يعيش عيش عناءٍ وسكوت.
وأما القسم الآخر، الذي له شأن مهم في الفتن القومية كلها، فهو ثمالة اجتماعية هادمة ذات نفسية أثيمة، أي هو أناس يتألف من مجموعهم جيوشٌ متمردة حوَّلها البؤس وإدمان المسكرات إلى لصوص وصعاليك.
فالخوف من العقاب يردع الكثير من هؤلاء الأخلاط المشائيم عن اقتراف الجرائم في الأوقات العادية، ولكنهم لا يتأخرون عن ارتكابها عندما تستطيع غرائزُهم المنحطة أن تسير حرة، فهم الذين كانوا يستولون — بتأثير زعمائهم — على مجالسنا الثورية الكبرى ويقترفون أنواع القتل والنهب والتحريق غير مكترثين للنظريات والمبادئ أبدًا.
وينضمُّ — بتأثير العدوى — إلى هذه الطبقة المنحطة جماعةٌ من العاطلين الذين يصرخون مع كل ناعق ويتمردون مع كل متمرد من دون أن يفقهوا شيئًا من المسألة التي يصرخ من أجلها ويتمرد.
ولا يعرف الخطباء غير هذه الجماعات المشاغبة الضارة التي هي آلة كل عصيان منذ القديم والمؤلفة من الرِّعاع الذين قال تِيَارُ عنهم: «إنهم لم يتغير منهم شيء منذ الأزمنة التي رآهم فيها ناسِيتُ يصفقون لجرائم القياصرة، وإنهم يتأهبون لتدنيس المجتمعات باقترافهم أنواع الجرائم مجيبين نداء كل سلطة لوصم كل مبدأ».
لم يمتد شأن الرِّعاع في دور امتدادَه أيام الثورة الفرنسية، فمنذ تفلتوا من قيدهم سنة ١٧٨٩، أي قبل دور العهد بقليل، أخذوا في ذبح الناس، وقد شرَّحوا المسجونين وهم أحياء، ومثلوا بهم؛ لتمتد آلامهم ويتسلى الحضور باضطرابهم ونُواحهم.
هكذا يسير الرعاع عندما تقضي الأيدي الغافلة على الزواجر الرادعة لغرائزهم المتوحشة المنتقلة إليهم بالوراثة، فلو تكاثف هؤلاء الرعاع طرفة عين؛ لظهر هذا الجسم غولًا طاغيًا قليل العقل سفَّاكًا للدماء.
على أنه يسهل التغلب على هؤلاء الرعاع عندما يقف في وجههم جبار عنيد، فقد أعانوا كل استبداد، وأيقن القياصرة أنهم يصفقون لهم سواء أكاليغولا كان اسمهم أم نيرون أم روبسپير أم بولانجه.
وبجانب هذه الزمر المخربة ذات الشأن الكبير في الثورات نذكر فريق الأمة الذي لا يصبوا إلا إلى الجد والعمل كما بينا ذلك سابقًا، فهذا الفريق، وإن كان يستفيد أحيانًا من الثورات، لا يفكر في القيام بها، ولا يعلم رجال الثورة من أمره إلَّا قليلًا.
نعم، قد يجعله الخوف مطيعًا فيقوده الزعماء بنفوذهم إلى اقتراف المظالم، ولكن مقومات الأمة الوراثية لم تلبث أن يثقل ميزانها فيضجر ذلك الفريق من الثورات فتدفعه روح الأمة الثابتة إلى الوقوف أمام الفوضى عندما تستفحل باحثًا عن رئيس قادر على إعادة النظام.
وليس لهذا الفريق الهادئ مبادئ سياسية سامية أو غامضة ألبتة، فغايته أن يسود الحكم المطلق؛ ولذا قام هذا الحكم بعد الفوضى على الدوام، فقد عقب الحكم المطلق الثورة الأولى عندما هتف لناپليون، وقد عقب الثورة الثانية عندما رفع الانتخاب العام لويس ناپليون إلى رئاسة الجمهورية وأقره على استبداده بالحكم، ثم جعله إمبراطورًا، ثم استصوب نظامه سنة ١٨٧٠، أي قُبيل الحرب الفرنسية الپروسية.
وجبَ أن لا تغيب الحوادث التي أشرنا إليها في هذا الفصل عن بالنا إذا أردنا الاطلاع على شأن الأمة في الثورات، فللأمة شأن كبير فيها، ولكنه يختلف عما جاء في الأقاصيص.