القرآن والشريعة: صراعات المعنى وارتحالات الدلالة
«سوف يكتشف الكافة، ولو بعد مرور بعض الوقت، أن قُدرة الإسلام على التفاعل المُنتِج والخلَّاق مع العصر، وعلى النحو الذي يتحوَّل معه من عنوان على أزمة يعاني المسلمون وغيرهم من تداعياتها السلبية، إلى مشروع خلاص للبشر على العموم؛ إنما ترتبط بالقدرة على إثارة سؤال القرآن وإعادة التفكير فيه على نحو يتسم بالجرأة والمسئولية.»
أراد الأستاذ «علي مبروك» لكتابه هذا أن يكون هزةً للعقل المسلم المستروح إلى القناعات الدينية التي حرصت تيارات الإسلام السياسي على ترسيخها في المجتمع. يؤكد «مبروك» أنه ليس بإمكان المسلم المعاصر أن يكون فاعلًا في حركة الحياة وأن يعيش في انسجامٍ مع عصره إلا بإعادة النظر في طبيعة علاقته مع مصادر الإسلام الكبرى وعلى رأسها القرآن، وذلك باستعادة الدلالات المنفتحة للوحي، قبل أن تُقيَّد إمكاناته التأويلية بأعمال المفسِّرين والفقهاء، ولن يكون ذلك إلا بالانتقال في التعامل مع القرآن من ضيق النص إلى رحابة الخطاب، ثم يُعيد النظر في عدة مباحث فقهية قرآنية يرى أنها تستحق إعادة النظر والاجتهاد، ومنها: مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقضية عدم ولاية غير المسلمين، وتحكيم الشريعة دستوريًّا.