قصة الخلق: منابع سفر التكوين
«سِفر التكوين هو قصة البداية، أو هو سِفر الحكاية الأولى، أو هو رواية المجتمع الإنساني مُذ كان تجمُّعًا في البدء وكيف كان، إلى أن بلغت الرواية اكتمالَ نُضجها مع قمة تطوُّر السُّلطة في المجتمع الإنساني.»
يحفر الدكتور «سيد القمني» عميقًا للبحث عن منابع سِفر التكوين التوراتي، فيضع أمامنا الروايات الأولى لقصة الخلق، بكل ما تحمله من اختلافٍ وتَناصٍّ مستنِدًا إلى المكتشفات الأركيولوجية الحديثة عن الحضارات القديمة؛ ففي التكوين السومري انبثق الوجود من المياه البدئية المظلمة، حين قام إله الريح «إنليل» بالفصل في الماء بين سماء وأرض. وفي التكوين البابلي صنع «مردوخ» كبيرُ الآلهة عند البابليين بساطًا فوق الماء خلطه بالتراب، فأصبح لوحًا صُلبًا فوق المياه وكانت الأرض. أمَّا التكوين التوراتي ففيه أن الله خلق السموات والأرض، بعد أن كان الخراب والظلام يغلبان على العالَم، ورُوح الله يَرفُّ على وجه الماء، فقال الله لِيكُن جَلَدٌ في وسط الماء، وَلْيكُن فاصلًا بين مياهٍ ومياه، فكانت أرض وسماء.