الدم روح الإنسان
(لنلحظ أنَّ القراءة الأصدق لاسم الإلهة بيليت إلى هو بعليت إيلي، أي البعلة الإلهة أو السيدة، أو سيدتي البعلة.)
لم يزل الإله «آنكي» حتى الآن فاعلًا في أسطورتنا السامية المُبكرة، ومن الضروري أن يُلقي ببذرة الخصب، أو السائل المُخصِّب، حتى يتمَّ التكوين المطلوب، لكن يدخل هنا عنصر جديد على المناطق الخصبة، فقد تصوَّرت هذه المناطق في فجر الفكر أن وجود البشر مسألة خاصَّة بالأم وحدَها، خاصَّةً أيام المشاع البدائي القديم، ولم يكن للذكَر دور يمكن ملاحظته في عملية الحمْل والوضْع، كنتاج التقاء المرأة بأكثر من رجل، فتصوَّروا أن دم الحيض هو سِر الميلاد، ومنه يتكوَّن الجنين لدى المرأة دون مُعين، لكن دخول الثقافة الذَّكَرية أدخل دورًا واضحًا للذكر في التكوين الإنساني، مع رغبة مُلحَّة في إلغاء دور الأنثى تمامًا، إلغاءً لسُلطانها.
ربما كان ذلك ترديدًا لذِكرى قديمة، إبَّان تداخُل المجتمعَين الذكَري الأبوي والأنثوي الأمومي، وسيادة النظام الذكري، وربما كانت تيامت رمزًا للنظام الأمومي الذي غبر بسيادة الذكَر.