ميت حلاوة: مع دراسة نقدية بقلم د. سمير سرحان
«غريب (وحده على المسرح): أنا بدأت أفهم الناس دُول .. كلهم تعابين .. الهيصة اللي عاملينها دي .. الموالد والأفراح والليالي الملاح .. كله نَصْب .. عايزين ياخدوني في دُوكه، ويتهرَّبوا م الضرايب .. آل عاملين جمعية آل حاطِّين فيها كل حاجة .. آل يعني بيشتركوا في كل حاجة .. وما فيش حد عنده مِلك خاص .. ولمَّا ما يكونش لحد مِلك خاص .. يبقى ما فيش على حد ضرايب .. لكن على مين؟ أنا حاورِّيهم.»
«ميت حلاوة» قريةٌ خيالية اتَّخذها «محمد عناني» رمزًا يناقش من خلاله الأنظمةَ الشمولية التي ترعى الاستبداد تحت شعاراتٍ جوفاء؛ حيث يقوم النظام الاجتماعي والاقتصادي في «ميت حلاوة» على نظام «الجمعية»، وهو نظامُ مساواةٍ في ظاهره، وفي حقيقته استبدادٌ وطغيان متجسِّدان في شخصية «نبوية»؛ رئيسةِ الجمعية التي تُصدِر أوامرَها والجميعُ مُطالَب بتنفيذها. لكنَّ نسائم الحب والتغيير تهفهف على القرية فتغيِّر حالَها من خلال شخصية «مكرم»، الموظَّف القاهري الذي يأتي إلى القرية حاملًا الحبَّ بين جوانحه، مُنخدِعًا في البداية بنظام الجمعية؛ وكذلك شخصية «غريب» الذي يأتي إلى القرية بهدفِ دمجها في لُحمة الوطن، وعندما تُدرِك «نبوية» أهدافَه تقرِّر القضاء عليه، لكنَّ وقوعها في الحب الذي كان يُحرِّمه نظامُ الجمعية ساعَد «غريب» على تقليب أعضاءَ الجمعية عليها. تُرى كيف ينتهي هذا الصراع؟!