مهاتما غاندي
«يحمل غاندي حملةً شديدة على ثلاثِ طبقات من الناس: القُضاة والأطباء والمعلِّمين، فأمَّا هؤلاء فالسبب بَيِّن، وهو أنهم أنْسَوا الهنودَ لغتهم الخاصة وروحهم الخاص، وأنهم يحطُّون الناشئ من الوجهة القومية، وأنهم فوق ذلك لا يخاطبون إلا العقل، غافِلين عن القلب، مهمِلين الخُلق.»
كان تاريخ البشرية حلقة متصلة من الصراع بين مَن يملك ومَن لا يملك، بين القوي والضعيف، بين الغاصب والمغصوب، فمنذ أن حاوَل «قابيل» انتزاعَ حق أخيه «هابيل»، لم يفتأ البشر يسيرون على نَهجه. ولكن «المهاتما غاندي» سطَّر بفِكره وأسلوب حياته طريقًا جديدًا للبشرية، مُؤثِرًا السلامَ على الحرب، والتسامحَ على العنف، والحب على الكُره. سيقف التاريخ كثيرًا أمام ذلك الرجل الذي قاتَل بسِلميَّته، وضحَّى بحياته في سبيلِ ألَّا يُراق دمُ إنسان. قُتل «غاندي»، ولكن حكمته ودروسه وفلسفته وأثَره لا يمكِن أن تُقتل؛ هكذا يبقى التاريخ وفيًّا لمَن ساهموا في استمراره بنقاء، وأضافوا إليه مساراتٍ جديدة.