أنس الوجود
قِفْ للجَديدِ مِن الجُدُودْ
يَبْدُو على «أَنَسِ الوُجُودْ»١
نبأٌ يُردِّدُه الزما
نُ ورُبَّ أنباءٍ تَعُودْ
وبنشْرِه سمَحَ الرَّقِيـ
ـبُ «النيلُ» والخِلُّ الوَدودْ
مِن بعْدِ عهدٍ للوصا
لِ وبعدِ تحقيق الوُعودْ٢
لكنْ يحفُّ سِياجُهُ
بجَمالِها الفذِّ الفريدْ
ولها مِن الجُزُرِ الجوا
ري أوْ لَهَا مُثُلُ العَبِيدْ٣
وَهْيَ المُتوَّجةُ السَّنَى
في عِزَّةِ المجدِ الوَحيدْ
«قدسيةُ الأقْداس» في
سِرٍّ من العَهْدِ العَهِيدْ٤
وبه البَخِيلةُ تارةً
بينا تَبُوحُ لِمُسْتَزِيدْ!
لا بِدْعَ إنْ تُوفِ الطَّبِيـ
ـعةُ بالجنودِ وبالسُّدودْ
ويُظَنُّ «شَلَّالًا»٥ وما
هو غيرُ جندٍ أو أُسودْ
حَرَسُوا السبيلَ لمُلْكِها
بين المهابةِ والسُّجودْ!
ولَوَ انَّها في رَوْعةٍ الـ
ـقهَّار والبأسِ الشديدْ
وكأنَّ «بطليموس»٦ في
تكريمها خلف البنودْ!
فتحوا له حجراتها
و«المعبدَ» الفخمَ التَّلِيدْ٧
وكأن «إيزيسَ» الجميـ
ـلةَ فيه تُشْرِقُ مِن جديدْ!
و«سريرَ فرعونَ»٨ العظيـ
ـمِ يَهَشُّ للأملِ البَعيدْ!
وكأنَّما «العُمُدُ»٩ التي
نُصِبتْ مواثيقُ العُهودْ!
تَبْقَى مسجَّلةَ الرِّعا
يةِ للفَخارِ وللخُلودْ
وكأنَّما مُسْتَحْدَثُ الـ
أصْباغِ للمُهَجِ الشُّهودْ
شتَّى تحيَّاتِ الكوا
كِبِ بِنَّ في حُلَلِ الوُفودْ!
١
سُمِّيَ هذا المعبدُ بقصْرِ «أنس الوُجود» مُتابعةً لخُرافة فارسية
قديمة، و«أنس الوجود» في زعْمِهم أحدُ نُبلاء فارس، وكانتْ خطيبتُه
«زهر الورد» تسكن هذا المعبدَ محتَجِبةً، فلمَّا وفدَ إلى مصرَ وبلغ
«النِّيل» تجاهَ المعبد عرض عليه تِمْساحٌ أن يَنقُلَه إليها …
٢
يُشِير إلى انْحِسار ماءِ «النيل» عنها بعد الفيضان.
٣
تقع هذه الجُزُر الصغيرة شمالَ جزيرة بيلاق (أنس الوجود).
٤
العهيد: القديم العتيق، يُشِير إلى مكانتها الدينية القديمة.
٥
يُشِير إلى الشَّلَّال الأول.
٦
هو «بطليموس الثاني» أولُ مَن بنى معبدَ «إيزيس».
٧
التليد: المولود بها من قديم.
٨
واقع في الجانب الغربي من الجزيرة وهو معبدٌ صغير جميل.
٩
عُمُد «معبد إيزيس» معدودة من بدائع النَّحْت القديم.