الخطاب السياسي الأشعري: من إمام الحرمين إلى إمام العنف

«وهكذا فإن الأشعرية تجد نفسها مضطرة — وبالرغم منها — إلى التكشُّف عن حقيقة أن ما يشغلها هو الارتقاء بالسلطان إلى حيث تصبح طاعته فريضة. وبالرغم من هذا القصد السياسي الفاضح — وربما بسببه — فإن الأشعرية قد بالغت في التعالي بنفسها، وبكل ما أنتجته من تصورات، إلى المقام الذي أصبحت فيه دينًا يعلو فوق السؤال.»

لا تزال ظاهرة الاستبداد السياسي العربي تشغل المفكرين العرب منذ كتب «عبد الرحمن الكواكبي» كتابه الأشهر «طبائع الاستبداد». ولكل مفكرٍ مَدخلُه إلى هذه الظاهرة، سواءٌ من ناحية تحليلها وتحديد أسبابها، أو من جهة معرفة جذورها ومَناشئها. وفي هذا الكتاب يَرجع الدكتور «علي مبروك» إلى علم الكلام الإسلامي، وتحديدًا المذهب الأشعري الذي ساد في العالم الإسلامي منذ القرن الحادي عشر الميلادي إلى وقتنا هذا. يبحث «مبروك» في التراث الكلامي عن أسباب رسوخ الاستبداد السياسي؛ فقد استقر في الخطاب الأشعري أن وضع الاستبداد هو وضع طبيعي وإرادة كونية إلهية لا ينتظمها قانون يحلُّ غموضها؛ لذلك يجزم المؤلف بأن تفكيك ظاهرة الاستبداد العربي لا يمكن أن يتحقق خارج فضاء الأشعرية، خطابًا وثقافةً لا مذهبًا وعقيدة.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور علي مبروك.

تحميل كتاب الخطاب السياسي الأشعري: من إمام الحرمين إلى إمام العنف مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠١٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

علي مبروك: مفكِّر مصري، وأستاذ الفلسفة الإسلامية والفِكر العربي الحديث بجامعة القاهرة، وأحد أقطاب «مدرسة القاهرة الفلسفية» إلى جوار «حسن حنفي» و«نصر حامد أبو زيد».

وُلد عام ١٩٥٨م، والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وظلَّ يتدرَّج في السلك الأكاديمي إلى أن أصبح أستاذًا بها، كما انتُدِب أستاذًا مساعدًا بجامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا، ونائبًا لمدير المعهد الدولي للدراسات القرآنية في جاكرتا.

بدأ مشروعه الفكري والنقدي في رسالته للماجستير عام ١٩٨٨م، فحمَل على كاهله مُحاولةَ إحداثِ قطيعةٍ مع القراءات الأيديولوجية للتراث (لا سيما التراث الكلامي والأصولي) في مختلِف تجلِّياتها؛ إيمانًا منه بضرورةِ قراءة التراث الإسلامي معرفيًّا وتاريخيًّا في سياقاته السياسية والاجتماعية؛ ومن أجل ذلك وظَّفَ أدواتٍ منهجيةً متداخِلة من مناهجَ بحثيةٍ شتى، مثل: المنهج الأنثروبولوجي، وتحليل الخطاب، والتحليل النفسي، والمنهج البنيوي، وغيرها من المناهج.

أصدَر العديدَ من المؤلَّفات، منها: «نصوص حول القرآن»، و«النبوة … من علم العقائد إلى فلسفة التاريخ»، و«الإمامة والسياسة: الخطاب التاريخي في علم العقائد»، و«ما وراء تأسيس الأصول … مساهَمة في نزع أقنعة التقديس» و«الخطاب السياسي الأشعري … نحو قراءةٍ مُغايِرة»، وغيرها من المؤلَّفات.

كان «مبروك» نموذجًا للمثقَّف الإيجابي؛ إذ كان كثيرَ المشارَكة في النَّدوات والمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية، والصالونات الثقافية، إلى أن عاجَلَته المَنِية وهو في أوْجِ نشاطه في منتصف الخمسينيات من عمره، في ٢٠ مارس عام ٢٠١٦م.

رشح كتاب "الخطاب السياسي الأشعري: من إمام الحرمين إلى إمام العنف" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤