دراسات فلسفية (الجزء الأول): في الفكر الإسلامي المعاصر
«إن التراث القديم ليس هو الدِّين، وبالتالي ليس له طابعُ التقديس، بل إن الدِّين هو جزء من التراث؛ أي الموروث العقائدي، بجوار الموروث الأدبي والعُرفي. هو نتيجةُ ظروفٍ سياسية قديمة، وصراعٍ على السلطة، وتعبير عن أوضاع اجتماعية.»
يشتبك «حسن حنفي» في كتابه «دراسات فلسفية» مع الواقع الإسلامي بصفةٍ عامة، والمصريِّ بصفةٍ خاصة؛ إذ شهدت الساحة المصرية انقلابًا مريرًا بين الحركات الإسلامية والدولة المدنيَّة، وتحوَّل الأمر إلى صراع بين الإسلاميين والعلمانيين، وبدأتِ الجماعاتُ الإسلامية ومَن سار على دَربها في الانقضاض على مُنجَزات الثورة باسم «التراث». أثار الصراع الفكري حفيظةَ المفكر الذي قضى عمرَه وفكره يبحث في كيفية التعامل مع التراث الإسلامي دون إقصائه أو تحكُّمه في المستقبل الجديد؛ فأخذ يُرسخ للجزء الأول من مشروعه الكبير «التراث والتجديد» عبر محوره الأول «موقفنا من التراث القديم». كما يراجع الفيلسوف العربي مسارَ الفكر الإسلامي منذ «جمال الدين الأفغاني» حتى عصر العلم والإيمان، مؤكِّدًا أن نهايات هذا المسار أدت إلى كبوةٍ في الفكر المعاصر، داعيًا ومخطِّطًا لاستكمال المسيرة الفكرية بحيث تتواكب مع منطلقاته الأولى، ومتجاوزًا عَثراته السابقة.