ثالثًا: العقائد التراثية ومواقع العمل السياسي
وبالرغم من المعوقات التراثية في العمل السياسي إلا أن هناك دوافعَ تراثيةً أيضًا لتحريك العمل السياسي وضبطِه وتنشيطه وترسيخه في وجدان الناس. فإذا رصَدنا مشاكل عصرنا وتحدِّياته الرئيسية لوجدناها الآتي:
(١) تحرير الأرض من الاستعمار والغزو
ما زالت قضيتنا الرئيسية هي احتلالَ الأرض. فما زالت بقع من أراضي العرب والمسلمين محتلة، من بقايا الاستعمار القديم (سَبْتة ومُلَيلة مثلًا)، ودول أخرى من الغزو الصِّهيوني الجديد (فلسطين وسوريا ولبنان). وما زال قائد المعركة، معركة التحرير، هي الأنظمةَ السياسية، والجيوش النظامية أو فصائل المقاومة، دون إشراك الشعوب التي ما زالت بكَمِّها وكيفها خارجَ الميدان. هنا تستطيع العقائد الترائية المساهمة في معركة تحرير الأرض. وذلك أن «الله» وهو القيمة الأولى في نسق العقائد التراثي هو «إله السموات والأرض»، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف: ٨٤] وبالتالي فإن إيمان الجماهير بالله هو في الوقت نفسِه إيمان بالأرض، وموتها في سبيل الله هو استشهادها في سبيل الأرض، ومن يستولي على الأرض فإنه أسَرَ نصف الإله ويجعله سجين الاحتلال! فإذا كان الإله في المسيحية هو «إله السموات» وفي اليهودية «إله الأرض» فإنه في العقائد التراثية «إله السموات والأرض». وبالتالي يُمكن الوقوفُ أمام العقيدة الصهيونية التي ربطت بين الله والشعب والأرض والمدينة والمعبد والهيكل بصِهْيَونية مضادةٍ ومن نفس النوع لتحرير الأرض، فحرب العقائد لا تقلُّ أهمية عن قعقعة السلاح.
(٢) الدفاع عن الحريات ضد القهر والتسلط
إن التحديَ الثانيَ الذي يُواجه أي عمل سياسي هو القهر والتسلط وكل القوانين الاستثنائية المقيِّدة للحريات، وكل السلطات شبه المطلقة التي يتمتع بها الحكام، ملوكًا أو أفرادًا أو رؤساء. وقد أوشك أن يُصبح عدد السجون مثل عدد المدارس، وخريجو السجون مثل خريجي الجامعات. فقد لا يوجد وطني واحد إلا ودخل السجن مرة وحتى ضُرِب المثل «السجن للرجال». هنا تأتى العقائد التراثية كي تُساهم في العمل السياسي وتتحدى القهر والتسلط والتكبر وحكم الفرد المطلق. فالله وحده هو «المليك المقتدر» دون سواه. وهذا ما يُعبِّر عنه أول ركن من أركان الإسلام «الشهادتان»: تعني أشهد رؤية أحداث العصر والإعلان عنها، ورفض الصمت والتواطؤ، أي الجهر بالقول والإعلان عن الحق المرئي، وقد يستتبع ذلك الشهادةُ؛ أي التضحيةُ بالنفس في سبيل شهادة القول، ثم يقوم الإنسان بفعلَين: فعل النفي في «لا إله» وفعل الإثبات في «إلا الله». وبفعل النفي، يُحرِّر الإنسان شعوره من كل آلهة العصر المزيفة: الجاه، والسلطان، والمال، والجنس، وحب الدنيا؛ حتى يستطيع أن ينتسب إلى المبدأ الواحد، العام الشامل الذي يتساوى أمامه الجميع بالفعل الثاني «إلا الله». وتعني الشهادة الثانية الإعلانَ عن اكتمال النبوة واستقلال الوعي الإنساني عقلًا وإرادة. كما يُعبر عن حرية الإنسان شعار: «الله أكبر» أي لا متكبر سواه. لذلك كان شعار الثورة الإسلامية في إيران «الله أكبر، قاصم الجبَّارين». والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ديني، وفرض شرعي يجعل الإنسان القادر عليه حرًّا، مراجعًا للحكام وكذلك «الدين النصيحة». و«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، فالطاعة للقانون، وسلطة الحاكم من العَقد والبيعة، فإذا عصى الحاكمُ الشريعة وإذا أخلَّ بعقد البيعة فلا طاعة له، ويجب الخروج عليه. وإنَّ أعلى شهادة: «كلمةُ حقٍّ في وجه سلطانٍ جائر»، و«الساكت عن الحق شيطان أخرس». بل إن وظيفة الحكومة الإسلامية هي «الحِسْبة» أي مُراجعة نفسِها بنفسها، والرقابة على نفسها وعلى الأسواق ومظاهر النشاط الاقتصادي والتلاعب بالأسعار وبقوانين السوق. إن الحاكم هو آخر من يأكل وآخر من يشرب وآخر من يلبس وآخر من يسكن، وإلا فلا سمع ولا طاعة له.
(٣) العدالة الاجتماعية والمساواة في مواجهة سوء توزيع الثروة والفروق الشاسعة بين الأغنياء والفقراء
وهي القضية الاجتماعية بالأصالة التي اجتمعت عليها كل الأحزاب السياسية، والتي من أجلها قامت الثورات العربية الأخيرة، والتي لأجلها ستهتز العروش والتيجان. فنحن أمة يُضرَب بها المثل بأقصى درجات الغنى وبأشدِّ درجات الفقر، بالبطون المنتفخة وبالأفواه الجائعة، بالقصور المزخرفة وبالأكواخ الصفيح، وننتسب إلى أمة واحدة، ونعتنق دينًا واحدًا، ونؤمن بإله واحد. هنا تأتي العقائد الترائية لتقوية العمل السياسي وإعطائه شرعية من التاريخ. فالمُلكية لله وحده وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ [آل عمران: ١٨٩]. والإنسان مُستخلَف فيما بين يدَيه. له حقُّ الانتفاع، وحق التصرف، وحق الاستثمار، وليس له حقُّ الاكتناز أو الاحتكار أو الاستغلال، ومن حق السلطة الشرعية التدخلُ بالتأميم والمصادرة في حالة سوء استعمال الثروة. وكل أدوات الإنتاج التي تمَس الصالح العام ملكية جماعية لا يجوز وقوعُها بين أيدي الأفراد، «الماء والكلَأ» قديمًا والزراعة حديثًا، و«النار» قديمًا والصناعة حديثًا، والمِلح قديمًا والمعادن حديثًا. «الرِّكاز» أي ما في باطن الأرض، مِلك للأمة وليس ملكًا للأفراد. عرَف القدماءُ الذهب والفِضة والحديد والنُّحاس … إلخ. وعرَفنا نحن النفط. والعمل وحده مصدر القيمة بدليل تحريم الربا الذي يعني أن المال يُولِّد المال بلا جهد أو عرق. ولا يجوز أخذ فائض قيمة من إنتاج عامل، فكل نتاجه له، وللدولة رأس المال. فإذا ظهر فرقٌ في الدخول بين الأغنياء والفقراء فإن فضول الأغنياء تُرَد إلى الفقراء، والفضول ما زاد عن القوت. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [المعارج: ٢٤-٢٥]، وفي المال حقٌّ غير الزكاة. والمجتمع الواحد الذي فيه إنسان واحد جائع تبرأ ذمة الله منه. و«ليس مِنا من بات شبعان وجارُه طاوٍ». وقد صِحْنا في حركاتنا الإصلاحية الأخيرة: «عجبتُ لرجل لا يجد قوت يومه ولا يخرج للناس شاهرًا سيفه!» أو «عجبتُ لك أيها الفلاح، تشقُّ الأرضَ بفأسك، ولا تشق قلب ظالمك!» (الأفغاني). وفرقٌ بين أن نقول ذلك في أدبيَّات «الاشتراكية والإسلام» دعايةً لنظام سياسي، وبين أن نُثوِّر الجماهير به، فتُدافع عن حقوقها المسلوبة من عقائدها وتراثها.
(٤) الهُوية ضد التغريب
(٥) الوحدة ضد التجزئة
قضية الوحدة، وحدة قُطرية، وحدة وطنية، وحدة عربية أو وحدة إسلامية، هي إحدى قضايانا الرئيسية والتي تدخل ضمن برامج كل الأحزاب السياسية. ولكن ظلت القضية متعثِّرة، لا تتجاوز إعلانَ البيانات التي لا يتجاوز عمرها أيامًا ثم تنفضُّ الوحدة أو تكون وحدة عَلَمٍ ونشيد وزعيمٍ ورئيس، أو تظل أمانيَّ وأغانيَ، وأحلامًا وأهازيج. والواقع نفسُه يدعو إلى التجزيء والتشتت والتبعثر من جرَّاء الخلافات على الحدود، والحروب والحملات الإذاعية، وتَضارُب المصالح، والصراع على السلطة. في حين أن العقائد التراثية خير ضمان للوحدة على كافة مستوياتها. الوحدة الوطنية في أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: ٢٩] أي الانفتاح على الداخل والجبهة الوطنية المتحدة أمام الأعداء في الخارج، وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: ١٥٩] درس آخر في القيادة وتكوين الجبهة، ووحدة على مستوى الأمة إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون [الأنبياء: ٩٢]، أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف: ٣٩]. والإسلام أقدرُ المذاهب والأيديولوجيات على توحيد الشعوب حيث لا عنصرية ولا شعوبية ولا طائفية، وفي الوقت نفسه يعترف بالتقاليد واللغات والأعراف المحلية.
- (١)
إيجاد البدائل: ويعني ذلك أننا ونحن في بداية القرن الخامس عشر الهجري ترَكْنا العقلانية العلمية (المعتزلة والفلاسفة)؛ فالمحافظة الدينية أرسخُ في وجداننا القومي من الليبرالية. وبالتالي كانت مهمتنا ضغط الألف عام إلى النصف وزيادة الأربعمائة عام إلى الضعف. في هذه اللحظة التاريخية فقط وحتى يتمَّ ذلك يُمكن أن ينجح أي عمل سياسي؛ لأن التعدُّدية والليبرالية والعقلانية والعِلمية قد أصبحت الرافدَ الأساسي والمكوِّن الرئيسي لوعينا القومي. ومن ثَم يكون الشرط التراثي الأول لأي عمل سياسي هو الانتقالَ من الأشعرية إلى المعتزلة، ومن إشراقية الفلاسفة إلى عقلانية ابن رشد، ومن الفقه الافتراضي إلى الفقه المصلَحي، ومن التصوُّف النظري السلبي إلى التصوف العمَلي الإيجابي. وعلى هذا النحو تبدأ دورة ثالثة من الحضارة الإسلامية، بعد الدورة الأولى؛ عصر التكوين والازدهار، والقرون السبعة الأولى، والدورة الثانية؛ عصر الشروح والملخَّصات (القرون السبعة الثانية)، والدورة الثالثة والتي نحن في بدايتها في مطلع القرن الخامس عشر. لا يُمكن إذن أن يتم أي عمل سياسي بدون فلسفة في التاريخ، ومعرفة في أية مرحلة تاريخية تعيش مجتمعاتنا وفي أي عصر تعيش أجيالنا بوجه عام وجيلنا بوجه خاص. وهذا يتطلب عملًا سياسيًّا في التراث إذا أردنا أن يكون للتراث عملٌ سياسي فينا. ولا ضير في ذلك؛ فالتراث في كل عصر نِتاجٌ لظروفه السياسية والاجتماعية، وبالتالي فإن عملنا السياسي فيه يرجع إلى أصله الذي منه نشأ أولَ مرة. يتطلب العمل السياسي في التراث إعادة صياغة لغة جديدة إنسانية عقلانية مفتوحة بدل اللغة الدينية القانونية الاصطلاحية. كما يتطلب تغيير مستويات التحليل والرؤية من المستوى الفقهي إلى المستوى الطبيعي حتى تظهر حياة الناس، ثم تغيير المَحاور من الأعلى والأدنى إلى الأمام والخلف؛ حتى يقلَّ أثر نظرية الفيض فينا، ويظهر في وجداننا بُعدُ الزمان ومسار التاريخ وحرَكتَا التقدم والتخلف. فالأعلى عند القدماء هو الأمام بالنسبة لنا، والأدنى لديهم هو الخلف عندنا. كما يتطلب ذلك تغيير المحاور، من التمركز حول الله الذي دافع عنه القدماء نظرًا للدين الجديد الحديث العهد، إلى الدفاع عن الإنسان وهو مظانُّ الطِّعان في عصرنا والذي لم نبدأ الدفاع عنه حتى الآن. قد يفرض ذلك أيضًا تغيير المناهج، من المناهج الاستنباطية التي تبدأ من النص إلى الواقع، إلى المناهج الاستقرائية التي تبدأ من الواقع إلى النص، فالوحي ليس نزولًا مفروضًا بل نداءٌ للطبيعة وتلبية لمقتضياتها وقَصْدِها نحو الكمال. وقد يفرض ذلك تغيير المادة «الدينية» القديمة كلها إلى مادة اجتماعية معاصرة، فالدين تعبير عن الأوضاع الاجتماعية، والوحي حلولٌ للمشاكل الاجتماعية.
- (٢) اليسار الإسلامي: التيار الذي يُمكنه أن يقوم بقراءةٍ سياسية للتراث هو «الإسلام السياسي» أو «اليسار الإسلامي»؛ فهو الذي ينبع من تراث الأمة، ويلتزم بقضايا العصر، وقادرٌ على القيام بهذا التحول من المحافظة التاريخية إلى التقدمية العصرية. فجذوره في التراث، وفروعه في العصر، لا يُعادي الحركة الإسلامية بل يفهم متطلباتها، وصديقٌ للحركة العلمانية يفهم منطلقاتها. اليسار الإسلامي هو القادر على إعادة وحدة الصف وإنهاء الازدواجية في الثقافة الوطنية بين الثقافة الدينية والثقافة العلمانية. وهو القادر على مَلء هذا الفراغ الآن بين الطرَفَين المتعارضَين. كما أنه قادر على تجنيد الجماهير التي ما زالت تتحرك بالأنساق العقائدية أو تحت ضغط ظروف الحياة المادية: المساجد عامرة بالمصلين، والأئمةُ المستقلون، طليعة الأمة، قادرون على قيادتها. اليسار الإسلامي ينقد السلفية من موضع الاشتراك في الجذور، وينقد العلمانية من موقع الاشتراك في الثمار، ولكنه هو الأقدر على تلبية مطالب الجماهير، وصياغة مشروع قومي يربط الماضيَ بالحاضر، ويُحقق التغير الاجتماعي وقمته في الثورة من خلال التواصل لا من خلال الانقطاع. وهو وريثُ المعتزلة والفلاسفة والأصول والتصوف العملي القديم. كما أنه وريث حركة الإصلاح الديني الحديث، راجعًا إلى جذوره (الأفغاني) ومنشطًا إياه من جديد — بعد أن خفَّ صوته على مراحل — حتى وصل إلى الحركة الإسلامية الحاليَّة، فيتحول الإصلاح الديني إلى نهضة شاملة. كما أن اليسار الإسلامي قادر على إقالة الثورة العربية من عثراتها، حتى لا تبدأ هذه المرة بالضبَّاط الأحرار بل بالمفكرين الأحرار.٣
- (٣)
الوحدة الوطنية: واليسار الإسلامي إنما يقوم بهذه المهمة تثوير التراث وممارسة العمل السياسي من الجذور التراثية في إطار الوحدة الوطنية. فاليسار الإسلامي لا يُكفر أحدًا. بل إنه يقبل كلَّ التراث القديم بمعوقاته ودوافعه من أجل إعادة النظر فيها، وتصفيته من الأولى، وتحويل الثانية إلى رافد أساسي في وعينا القومي. كما يقبل الحركة العلمانية بكل فصائلها لأنه يفهم منطلقاتها ودوافعها. وقد انتشرت فوق تربتنا ثلاثة تيارات علمانية: الليبرالية قبل الثورات العربية الأخيرة، ثم الثورة العربية أو القومية العربية أو الاشتراكية العربية، وكلاهما قُدِّر لهما أن يحكما ويُحققا إنجازاتٍ وتنتج عنهما مخاسر، والحركة الماركسية التي بدأت في أوائل هذا القرن حتى الآن والتي لم يُقدَّر لها أن تحكم إلا في بعض أطراف العالم العربي (اليمن الديمقراطي) أو داخلة في حلف مع الثورة العربية (سوريا، العراق). وطالما خسرنا جميعًا باضطهاد الحركة الإسلامية على طول الخط، سواءٌ قبل الثورة العربية أو بعدها، أو باضطهاد الليبرالية بعد الثورة العربية واضطهاد الماركسية قبلها وأحيانًا بعدها. وطالما شوَّهَت كلُّ حركة الحركةَ الأخرى بتدعيم الدولة؛ فالماركسية كفرٌ وإلحاد وعمالة، والليبرالية فردية رأسمالية انحلالية، والقومية عنصرية وشعوبية واغتراب، والإسلامية تَزلُّف ورجعية ومحافَظة. فأصبح الكل خاسرًا، نزيلَ سجون، راغبًا في الثأر من المجتمع أو الانقضاض على أخيه. وقد آن الأوان أن يعمل الجميع في إطار من الوحدة الوطنية. فلا حوار بين الفُرَقاء إلا بالليبرالية، ولا تحقيق لوحدة الأمَّة إلا بالقومية، ولا إعادة لتوزيع الدخل القومي إلا بالماركسية، ولا تغيير من خلال التواصل إلا بالحركة الإسلامية. الأمة طائر جسده القومية العرية نتاج الثورة العربية، وذَيله الليبرالية، وجناحاه الإسلامية والماركسية، ورأسه الوحدة الوطنية. فلا يُمكن أن يطير إلا بمجموع جسمه، وإلا سقط أو انحرف أو أصبح كسيحًا لا يقوى على النهوض.