خامسًا: خاتمة: الوعي التاريخي
إن الموقف الحضاري هو الأشمل والأعم على التيارات الرئيسية الثلاثة المتمايزة في نهضتنا الحديثة منذ القرن الماضي. وعدم الوعي التاريخي به هو السبب في كبوة الإصلاح. وما زال الموقف الحضاري لم يتغير ذا أبعاد ثلاثة؛ الموقف من القديم، والموقف من الغرب، والموقف من الواقع. إن الموقف الحضاري الآن بناءً على الوعي التاريخي يقتضي أخذ موقف نقدي من القديم وليس الدفاع عنه. كما يقتضي ثانيًا، أخذ موقف نقدي من الغرب وليس الدفاع عن الغرب. ويقتضي ثالثًا، أخذ موقف نقدي من الواقع وليس دفاعًا عن الواقع. كبا الإصلاح لأنَّ الموقف الحضاري فيه كان الدفاع. ويُمكن أن ينهض الإصلاح من جديد ويتحول إلى نهضة شاملة إذا ما تغير الموقف الحضاري من الدفاع إلى النقد، ومن الحماس إلى العلم، ومن الخَطابة إلى التحليل، ومن الإنشاء إلى الخبر. ليست كبوة الإصلاح عيبًا في الإصلاح، بل عيب في عدم تطوير الجيل الخامس له وإعادة صياغة مشروع الإصلاح طبقًا لظروف كل جيل.