رابعًا: الموقف من التراث القديم
التراث القديم كله استجابات ذهنية لأجيال سابقة إزاء أحداث عصر مضى، ويكشف عن صراع القُوَى. ولما كان الصراع يُحسَم لفريق دون فريق، فقد ساد تراث القوة الغالبة على تراث القوة المغلوبة. وتم تدوين كل شيء في التاريخ والأصول والعقائد، أي في «أيديولوجيات» الشعوب من وجهة نظر الغالب، وحِيكَت مؤامرات الصمت والتشويه حول تراث المعارضة، فتحول هذا التراث إلى تراث سري كما هو الحال عند الشيعة، أو تراث علني لَفَّته مؤامراتُ الصمت حتى تَهدَّد بالاندثار مثل تراث الخوارج (المعارضة العلنية من الخارج) وتراث المعتزلة (المعارضة العلنية من الداخل).
لذلك كانت الحلول التي اختارها تراث القدماء، وبقيت محفوظة ومدونة في الكتب القديمة هي حلول ومواقف السلطة من حلول المعارضة. وما نقرؤه في التراث، في حقيقة الأمر، هو نتيجة معركة تم حسمها لصالح الغالب ضد المغلوب.
وإذا كانت علوم الحكمة القديمة قد تسرَّب إليها الإشراقُ الصوفي بحيث تركزَت نظرية المعرفة والسعادة فيها على الاتصال بالعقل الفعَّال والقُرب منه والاتحاد به، صارت الطبيعياتُ مُقدِّمة للإلهيات أو هي «إلهيات مقلوبة»، والمنطق صوري لا حياة فيه ولا جدل ولا صراع ولا واقع ولا بشَر، والفضائل النظرية فيها أفضلُ من الفضائل العمَلية، فقد تكون مُهمة الحكيم اليوم التخلُّصَ من الإشراقيات القديمة دفاعًا عن العقل، مع النظر إلى الطبيعة نظرة عِلمية خالصة، مميِّزًا بين الفكر العلمي وبين الفكر الديني، واختيار منطق حسِّي طبيعي تجريبي مادي كاختيار الأصوليين، وإعطاء الأولوية للقيم العملية على القيم النظرية، وللشعوب والمؤسسات على خِصال الرئيس وصفات الإمام.
لقد نشأت علوم التصوف عند القدماء كردِّ فعل على حياة البذَخ والترَف وتكالُب الناس على الدنيا، وحرصهم على الثروة والجاه، وبعد اليأس من تغيير العالم عقب استشهاد الأئمَّة من آل البيت، وانتهاء المقاومة الخارجية. وهنا لم يتبقَّ إلا النفس، فليعمل المرء على خلاص النفس إن صَعُب خلاص العالم، وعلى التغيير من الداخل إن استحال تغيير الخارج، وإنقاذ الفرد إن استعصى إنقاذ المجتمع، وإقامة ملكوت السموات خارج العالم إن استحالت إقامته في هذا العالم، وتصوره بالخيال إن استحال تحليل الواقع بالعقل. لقد تحول جدل الطبيعة والمجتمع والتاريخ إلى جدل عواطفَ وانفعالاتٍ كما هو واضح في حالات الصوفية؛ الصَّحو والسُّكر، والغَيبة والحضور، الخوف والرجاء، الفَقد والوَجْد. وظهرت القيم السلبية باعتبارها الطريقَ إلى الخلاص القريب كما هو واضح في مقامات الصوفية مثل الصبر، والورَع، والرضا، والتوكُّل، والشكر، والقناعة والزهد.
والآن تغيَّرت الظروف، فلم يَعُد الأمرُ ميئوسًا منه، ولم تنته المقاومة الفِعلية من الداخل أو من الخارج، ولم يُستشهَد منا آلاف الأئمة دفاعًا عن الشرعية. هناك إمكانية لتغيير العالم وإقامة ملكوت الله على الأرض، وتحويل الوحي إلى نظام مثالي للعالم. الجماهير حاضرة، والطلائع الجديدة متشوِّقة، والغضب والمُداراة والحسرة، والإحساس بالظلم والهوان يعمُّ الجميع.
أما علوم الحديث فقد كان الهدفُ منها عند القدماء ضبْطَ الرواية من خلال السَّنَد والعلوم المخصَّصة والموضوعة لذلك؛ مثل علم ميزان الرجال أو علم الجَرْح والتعديل. وكان هذا طبيعيًّا في عصرٍ العلمُ فيه روايةٌ ونقل، والضبطُ فيه من خلال شعور الرُّواة. ولكن مهمتنا اليومَ إعادةُ ضبط الرواية من خلال المتن والأشكال الأدبية للنصِّ ومقارنته بالأمثال العربية القديمة، ومعرفة مقدار ما فيه من خصوصٍ بالنسبة إلى عموم القرآن، وتطبيق شروط التواتر الأربعة، وفي مقدمتها الإخبار عن حسٍّ حتى يمكن تخليصُه مما علق به من آثار شعبيَّة ما زالت تُؤثِّر في خيال العامة.
وإذا كان علم الفقه القديم قد ركز على العبادات دون المعاملات في عصرٍ كانت العباداتُ فيه هي الجديدَ والمعاملاتُ هي القديمَ، كما ركز على المسائل الافتراضية النظرية، وليس على المسائل الواقعية العمَلية وذلك تركًا منه للعالم إلى السلطان، وتركًا للعلاقات الاجتماعية للنظام، وإشغالًا منه للناس بما لا يُفيد، وبمسائلَ لا ينتج عنها عمل؛ تفريغًا للطاقة، وإبعادًا للنشاط؛ فإن مهمة الفقيه اليومَ إعادةُ الاختيار من أجل تأسيس فقه المعاملات كما تأسَّس فقه العبادات من قبل، ومن أجل إعطاء الأولويَّة للمسائل العَملية الواقعية على المسائل الافتراضية النظرية، ومن أجل تأسيس فقه الطبيعة والوجود الإنساني كما أسَّس القدماء فقهَ الأحكام.
أمَّا العلوم العقلية الخالصة؛ سواءٌ العلوم الرياضيَّة (الحساب، الهندسة، الجبر، الموسيقى، الفلك)، أو العلوم الطبيعية (الطبيعة، الكيمياء، النبات، الحيوان، الطب، الصيدلة)، أو العلوم الإنسانية (اللغة، الأدب، الجغرافيا، التاريخ)؛ فإنها لم تترسَّب في وجداننا القومي ترسُّبَ العلوم العقلية النقلية الأربعة، أو العلوم النقلية الخمسة؛ لذلك توقفَت العلوم الإنسانية وحلَّت محلَّها العلومُ الشرعية، وتوقفَت العلوم الرياضية والطبيعية، وحل محلَّها النقلُ من الغرب. لم نَعُد نُساهم في تاريخ العلم، وتحول العلم عند القدماء إلى موضوع جامعي «تاريخ العلوم عند العرب» كنوع من الاعتزاز بالماضي؛ تعويضًا عن مآسي العصر في النقل عن الآخرين، واستهلاكنا للمعرفة دون إبداع لها، ونقلنا للتقنية دون اكتشاف لها. وكرَّرنا صورتنا في كتب الاستشراق كحَلْقة اتصال بين علم اليونان وبين علم الغرب الحديث، وكنقَلةٍ لا نُحسن فَهْم ما ننقل، بل نخلط ما ننقل ونزيد عليه من موضوعات الإيمان. قد تكون مهمتُنا اليوم هي البحثَ عن الصلة بين التوحيد وبين حساب اللامتناهي أو الفن العربي، والصلة بين واقعية الإسلام ونظرته الحسية المادية، وبين نشأة علوم الطب والكيمياء والصيدلة والحيوان والنبات، والصلة بين الإنسان سيدًا للكون سُخِّرت قوانين الطبيعة لصالحه وبين التقنيات الإسلامية واختراع الآلات.
إن التحديَ الذي يُواجه الباحثَ اليوم هو القدرة على تجاوز اللغة القديمة ومحاولة إعادة بنائها، والتخلي عن أشكالها القديمة ووضع معانيها في ألفاظ جديدة أكثر إغراءً للناس، وأكثر قَبولًا لدى الشباب والطلاب؛ فغالبًا ما تستهوي المفكرين اليوم ألفاظُ الحرية والعدالة، والمساواة والتقدُّم، والشعب والمجتمع والتاريخ، ولا تستهويهم الألفاظُ القانونية القديمة التي تُوحي بالغرَض؛ مثل الواجب، والحلال، والحرام، أو ألفاظ العبادات؛ مثل الصلاة، والصيام. وما أسهلَ التعبيرَ عن المضمون القديم بلفظ جديد! فالصلاة تكشف عن الفعل في الزمان، عن الفتور والتراخي، وعن الحال والقضاء، والزكاة مُشارَكة في الأموال، والصيامُ إحساس بالآخر. الواجب هو الفعل الملتزَم، والحرام هو الفعل الذي ينتج عنه ضررٌ وسلب، وعدمٌ وفناء، والمندوب هو الفعل التطوُّعي، والمكروه هو الإرادي، والمباح هو الطبيعي. ليس الأمرُ مجردَ تغييرِ لفظ بلفظ، بل تجديد الفكر وتطوير الحضارة، وهو ما مارسه القدماءُ من قبلُ خاصة الحكماء حين تمثَّلوا الغرباء، وأحالوا الثقافاتِ القديمة روافدَ أصليَّة لحضارتهم. إن اللغة الجديدة وحدها هي القادرةُ على مُخاطبة الناس وعَقْد حوار بينهم؛ فهي لغة التَّفاهم والخطاب المشترك.
إن مهمة الباحث حاليًّا هي إعادة النظر أيضًا في مستويات التحليل. هل يُريد الإبقاء على المستويات القانونية والإلهية والطبيعية، أو يريد تغيير هذه المستويات التي لم تعد قائمةً في شعور الجماعة ليقوم بالتحليل على مستويات أخرى؛ مثل المستوى النفسي والاجتماعي. هذا إذا أردنا اكتشافَ التراث كمخزونٍ نفسي لدى الجماهير على المستويَيْن؛ المستوى الحضاري والتاريخي، وإذا أردنا أن نعرف مع أيِّ نمط حضاري نحن نتعامل، وفي أية مرحلة من التاريخ نحن نعيش؛ فبهذا يتم وضعُ التراث القديم في منظور تاريخي داخل الوعي الحضاري كمرحلةِ إبداع أوَّلي (القرون السبعة الأولى)، تلَتْها مرحلةُ تدوينٍ ثانيةٌ (القرون السبعة التالية)، وبالتالي فإننا على مشارف دورةٍ ثالثة تتمثَّل في إعادة بناء القديم بضَربٍ من التأويل والقراءة؛ من أجل إبداع جديد.
- (١)
وضع الأستاذ والطالب وسطَ أحداث العصر، فيتحول الفكر بالتالي إلى واقع، والتراث إلى حياة، والفلسفة إلى رسالة، والعلم إلى قضية، وتَمَّحي الثُّنائية في الشخصية بين الباحث والمواطن، فلا يجد الطالب نفسه مُضطرًّا إلى الاختيار بين أن يسمع أستاذًا مكتسبًا بالعلم يبيع الكتاب المقرَّر ويَفرضه، فيقبل الطالب هذا الأمر من أجل لقمة العيش المتمثِّلة في حصوله على الشهادة، وبين قلبه وحسِّه وعقله المحاصَر والمهموم بقضايا الوطن؛ سواءٌ في الجماعة الدينية أو في الحزب السري، أو في الغضب والتمرد، فينتهي بهجرة إلى الخارج أو هجرة إلى الداخل، أو إجهاض نهائيٍّ يُؤدي إلى الانهيار النفسي والانتحار الفعلي، كما هو الحال عند بعض المفكرين والأدباء.
- (٢)
نزع سلاح التراث من أيدي الخصوم في الداخل وفي الخارج، ومن ثَم القضاء على أهم معوقات التقدم، وذلك ببيان نشأة تراث السلطة، وإجهاض تراث المعارضة؛ أعني مؤامرة التشويه لتراث المعارضة والصمت عنه، فتدخل معارك التراث بالتالي المعاركَ من قميص الأشعري: الواحد الذي يسمع ويرى ويُبصر ويفعل كل شيء، ومن جُبَّة الغزالي: الواحد الذي منه يفيض كل شيء، ومن جلباب ابن سينا: الواحد الذي إليه يرجع كل شيء، ومتاهات أجهزة الإعلام ودورها في تزييف الوعي القومي كما هو الحال في متاهات الفقه الافتراضي، وتأويل النصوص. فما معارك التأويل في حقيقة الأمر إلا صراعٌ اجتماعي مقنَّع بثقافة الجماهير، وبثقل التراث في وجدان العصر.
- (٣)
إبراز تراث الشعب، تراث المصلحة، وهو أكبر دافع على التقدم؛ حتى لا تحدث انتكاسات للثورة أو يقع نُكوص في التقدم: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف، وبالتالي يمكن تقوية روح الشعب، ونضال الجماهير، بإعطائهما تراثًا ثوريًّا يكون هو البديلَ المؤقت عن أيديولوجيتها الثورية، يُعطيها نظرية تنقصها؛ وذلك من خلال تثوير ثقافتها الوطنية.
- (٤)
وقف التغريب الذي حدث للخاصة التي انفصلت عن التراث؛ لأنها لم تجد نفسها من خلاله، ولم تستطع تجاوُز لغته القديمة أو اعتبار نفسِها مسئولة عنه فلم تُغير مستوياته، أو تعدل محاوره وبؤرَه، أو تُعيد الاختيارَ بين البدائل. بل قبلت كضرورة لا مفرَّ منها مزاحمةَ الفكر الغربي لتراث الأمة ومُكوِّنها الرئيسي حتى نشبَ العداء بين أنصار القديم وأنصار الجديد. يمكن إذن عن طريق هذا الموقف من التراث القديم القضاءُ على الازدواجية في الشخصية القومية، وهذا «الفِصَام النَّكِد» في ثقافتها الوطنية.
- (٥)
محو التفرقة بين الخاصَّة وبين العامة، بين ثقافة الخاصة وبين ثقافة الجماهير، وبالتالي تنتهي عزلة المثقفين وركود الثقافة الشعبية. فتتوحَّد اللغة، ويُعاد بناء الثقافة الوطنية، أي ثقافة الأمة — خاصة وعامة — بروح العصر ولغته، فيستحيل بالتالي على أية سلطة الاستحواذُ على الخاصة ووضعُهم في تناقض مع العامة، وتجنيدُ المثقفين ضد مصالح الشعوب، ومحاصرةُ العامة بالخاصة، وتزييفُ وعي الجماهير من خلال وضع أجهزة الإعلام في أيدي مثقَّفي السلطان.
- (٦) تجنيد الجماهير، فتنزل بثقلها إلى الساحة، وتأخذ مصائرها بأيديها. فما الفائدة من تدريس فلاسفة التنوير ودَورهم في إشعال الثورة الفرنسية وتحرير الأذهان بأفكار الحرية والعدالة والمساواة، حتى استولت جماهير باريس على سجن الباستيل؟ وما الفائدة من تدريس أفكار الأفغاني دون ذِكْر لثورة عرابي، أو أفكار الطهطاوي ولطفي السيد، دون إشارة إلى ثورة ١٩١٩م؟ ماذا أعددنا نحن للأجيال القادمة؟ كان الضباط الأحرار بلا مُفكرين أحرار، ثم صاروا ضد المفكرين الأحرار من الجيل السابق ومن هذا الجيل، حتى اختفى المفكرون الأحرار من جيلنا، وأصبحنا كلنا موظفين لدى الثورة، نقف خلفها بدلَ أن نكون في مقدمتها، مُبرِّرين لقراراتها بدل أن نكون ناقدين لها.١٢
وعلى هذا النحوِ يُمكن حلُّ قضايا التغيير الاجتماعي؛ ففي الشعوب التراثية لا يُمكن أن يتغير شيء في الواقع ما لم يتغير في الوعي أولًا. وإنَّ أبنيتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كلَّها لَتقوم بالأساس على أبنيتنا النفسية وقوالبنا الذهنية وتصوراتنا للعالم. وقد تكون نظمُنا التسلطية القائمةُ على الحاكم الواحد والرأي الواحد ترسبًا تراثيًّا عند القادة، ونفسيًّا عند الجماهير؛ من «آراء أهل المدينة الفاضلة»، وصفات الإمام. وقد تكون الدعامة النفسية للنظم البيروقراطية هي ما ترسب في وعينا القومي من نظرية الفيض أو الصدور، وأنه كلما صعدنا إلى أعلى وصلنا إلى أعلى مراتب الشرف، وكلما نزلنا إلى أسفل صرنا إلى أدنى مراتب الشرف. وقد يكون ما يحدث بيننا في سلوكنا القومي من أفضلية للجامعات على المعاهد التطبيقية العليا والمدارس الفنية المتخصصة قائمًا على بناء ذهني ونفسي موروث من أولوية القيم النظرية على القيم العمَلية في التراث.
لا شيء أسهل من تغيير الأبنية التحتية بانقلاباتٍ عسكرية وإجراءات ثورية وقرارات إدارية، ولكن لا شيء أصعب من الحفاظ على هذه الإنجازات والإبقاء على الثورة الدائمة. إن التغيير الاجتماعي بلا تغيير مُوازٍ في الثقافة، والعمل السياسي دون منظور تاريخي مجرَّدُ ضرب في الهواء. لقد سادت الأشعريةُ الكلامَ، والإشراقيةُ التصوفَ والحكمةَ، والصوريةُ الفقهَ أكثرَ من ألف عام، من القرن الخامس حتى اليوم، وعاش الاعتزالُ الكلامي والرُّشديةُ الفلسفية ونِضال الصوفية والواقعية الفقهية أربَعَمائةِ عام؛ من القرن الثاني حتى القرنِ الخامس، قبل القضاء على العلوم العقلية لحساب التصوف في مِحْنة القرن الخامس. وأصبح وعيُنا القومي منذ ذلك الوقتِ غيرَ متعادلِ الكِفتَين، ألف عام من المحافظة الدينية، وأربعمائة عام من العقلانية. وما لم تتعادل الكفَّتان، بضغطِ الألف عام إلى سَبعِمائة أو أقل، وإطالة الأربعمائة عام أو أكثر فسيكون من الصعب أن تقوم ثورةٌ أو أن يُعقَد حوار. في هذه اللحظة فقط تبدو إمكانيةُ الثورة، أعني حين تُضغَط المحافظة إلى أدنى ترسُّبٍ ممكِن، وتمتدُّ العقلانية والطبيعية إلى أقصى حدٍّ ممكِن. هنا فقط سيتحرَّك التاريخ من جديد، وتبدأ مرحلة ثالثة بعد الأولى التي اكتمَلَت فيها من القرن الأول حتى السابع، وبعد الثانية التي حافظت فيها على نفسها من السابع حتى الرابعَ عشر. فيكون جيلنا مُعاصرًا لمرحلة ثالثة ومُمهدًا لها؛ إذ يجمع فيها بين تأويل القديم وبين إبداع الجديد.