الشاعر
(يظلم المسرح تمامًا، ولكن ترى في الخلف إلى اليسار ست حِسان ذوات دلال على ضوءٍ شاحب، يغفين مستغرقات في نعاس اللذة والشهوة، والشفاه لا تزال مفتوحة على التنهيدة الأخيرة، وملامح الوجوه مُتعَبة من عذوبة القُبل الأخيرة، والأذرع مرتخية بعد العناق الأخير.)
مرحى بالحسناوات، في نعاس البغايا (يميل على الحسناء الأولى ويهمس في أذنها) استيقظي، استيقظي بنفسك، هل ارتكبت الخطيئة؟ أأنتِ إنسانة؟ (يهمس للثانية) مذنبة أنت؟ هل أنت وضيعة؟ (يهمس للثالثة) هل أنت منبوذة؟ (للرابعة) هل أنت ملعونة؟ استيقظن بأنفسكن، لا تخَفْن اليقظة، استيقظن لحياة الخلود. هل أنتن بشر؟ هل أنتن من أبناء الأرض؟ أم أنتن صدفة؟ ما الإنسان؟ ما الصدفة؟ خالدات أنتن، أنتن لذَّةٌ خالدة. (تصحو البغايا من النوم ويقمن من الفراش في بطء) اخرجن من القبور، من قبوركن الأرضية، اصعدن للسماء. (تكون البغايا قد نهضن جميعًا وكأنهن في حُلم. يتوارى الحائط الخلفي في بقية المشهد وتبدو للعين سماء الليل. في الخلف إلى اليمين وعلى ارتفاع قليل ترى شعلة نار محمرة، وإلى اليسار (في الخلفية أيضًا) ترى نجومًا أكبر وأشد سطوعًا من النجوم العادية، وبينها قمران كبيران مُتوهِّجان يدوران حول بعضهما. عاصفة.)(تغوص الحسان ويختفين.)
(قصف الرعد – ظلام – تهدأ العاصفة، ثم يُضاء المسرح قليلًا وتظهر غرفة السطوح من جديد. يقف الشاعر في الوسَط وجذعه مائل للوراء وعيناه مغمضتان، وذراعاه مضمومتان بشدة حول بطنه. تباشير الفجر.)
(ينهار ويسقط … ويسود الصمت.)