الفصل الثالث
المشهد الأول
(في الخلفية بيت تظهر نوافذه. في الوسط شرفة. في أسفل مقهى اصطفت أمامه ثلاث موائد، يقع أوسطها تحت الشُّرفة. إلى اليسار عمود للصق الإعلانات كُتبَ عليه بالخط الأحمر «جريمة قتل». الشحاذ يقف إلى اليمين في مواجهة العمود.)
(المساعد يجلس إلى المائدة اليمنى.)
(الشحاذ يعزف أغنية «السيدة نشيطة» على آلة البيان الشعبية «البيانولا» – الطبيب وليسي يظهران في الشرفة.)
(النادل العجوز يفتح شيش النوافذ في المقهى.)
(إسكندر يأتي حاملًا شواله ويقف أمام عمود الإعلانات.)
(الطبيب يغادر البيت ويجلس مع المساعد.)
(إسكندر يجلس إلى المائدة اليسرى.)
(النادل العجوز يُحضر الطلبات ويشتري صحيفة.)
(إسكندر يتطلَّع إليه.)
(الطبيب يهز رأسه.)
(الشحاذ يدير آلة الغناء «البيانولا».)
(الصم البكم يجلسون إلى المائدة الوسطى.)
(النادل العجوز يذهب إليهم.)
(الصم البكم يشيرون بأيديهم ويحركون رءوسهم.)
(النادل العجوز يهز رأسه ويدخل المقهى.)
(المساعد يدفعها بعيدًا عنه.)
(الطبيب يضحك.)
(الصم البكم يتصدقون عليها.)
(إسكندر يأخذها من ذراعها.)
(تختفي.)
(ينهض.)
(الشحاذ يدير آلة الغناء.)
(الطبيب ينصرف.)
(المساعد يتبعه.)
(الصم البكم يشيرون ويهزون رءوسهم، يشيرون إلى الإعلان الذي كتب عليه «جريمة قتل».)
المشهد الثاني
(طرقة إلى اليمين تؤدي إليها سلالم، سطح مائل، للخلف نافذة تُطل على أسطح البيوت المجاورة، الأم إلى اليسار تُحتضَر على فراش الموت، مائدة في الوسط، حولها ثلاثة كراسي، يجلس الأب الأشيب على الكرسي الأوسط منها، إلى اليمين سلة من سلال السفر، تُضاء الغرفة.)
(الأم تتنهد.)
(الأب لا يتحرك. تُضاء الطرقة. أجاثه وإسكندر يصعدان السُّلَّم. تُظلم الطرقة.)
(إسكندر يدخل.)
(إسكندر يقترب من الفراش.)
(أجاثه ترتب المخدات.)
(إسكندر يتجه للسلة.)
(إسكندر يفتح السلة.)
(إسكندر يتجه للدولاب. يخرج منه بعض الأسمال التي يضعها في السلة.)
(إسكندر يتجه للكومودينو، يجد البروش.)
(إسكندر يتجه للمائدة، ويُخرج الكتاب المقدس.)
(إسكندر يقفل السلة.)
(الأم تتنهد).
(الأم: حشرجة … هدوء … تفتح النافذة.)
(يجلسون جامدين، تُضاء الطرقة، بعض الناس يصعدون السُّلَّم، ينظرون من ثقب الباب، ويتهامسون، تُظلم الطرقة، يدخلون، تمتلئ الغرفة بالظلال.)
(يقتربون، يضغطون المائدة، الأب وأجاثه وإسكندر يتصافحون، تختفي الأشباح، تظلم الغرفة، تضاء المائدة.)
(إسكندر ينحني أمامه.)
(أجاثه تبتسم. تُظلم المائدة. أسراب من الطيور تحوم فوق الأسطح.)
المشهد الثالث
(حجرة الاستقبال في الوسط. قاعة العمليات إلى اليمين. محطة الإجهاض إلى اليسار. تضاء قاعة العمليات وحجرة الاستقبال.)
(الممرضة تجلس في حجرة الاستقبال.)
(الطبيب في قاعة العمليات. يتجه للدولاب الزجاجي ويُخرج منه جنينًا، يعرضه للضوء. يضعه على مائدة العمليات.)
(الممرضة تغزل.)
(الطبيب يُغلق الباب. تُظلِم قاعة العمليات. تُضاء محطة الإجهاض.)
(البغايا يرقدن على ثلاثة أسرَّة. السرير الرابع خالٍ.)
(الفتاة تدخل حجرة الاستقبال مترنِّحةً، تتلمس الحائط، تنهار.)
(الممرضة تسحب الفتاة المغشي عليها إلى محطة الإجهاض وتضعها في السرير الرابع.)
(الطبيب يدخل حجرة الاستقبال.)
(الممرضة تعود، إجهاض.)
(الممرضة تدفع عربة صغيرة عليها أدوات وآلات طبية.)
(الطبيب يمسكها بقوة.)
(الممرضة تضع قناع التخدير على وجهها.)
(الممرضة تضع الفتاة المخدَّرة على عربة المرضى.)
(الطبيب يعبر حجرة الاستقبال إلى قاعة العمليات.)
(الممرضة تدفع العربة. يُغلق الباب المؤدي إلى قاعة العمليات.)
(تيا تتنهد.)
(تيا تتقايأ.)
(تسقط إحدى الآلات في قاعة العمليات. ويصدر عنها رنين حاد).
المشهد الرابع
(الشحاذ جالس أمام عمود الإعلانات. الصم البكم يجلسون إلى المائدة التي في الوسط. المائدتان الأخريان خاليتان.)
(الصم البكم يلوِّحون بأيديهم ويهزون رءوسهم. يشيرون للإعلان الذي كتب عليه بخط كبير «جريمة».)
(النادل العجوز يكنس أمام الباب.)
(النادل العجوز يشتري صحيفة.)
(بائع الجرائد ينصرف.)
(الشحاذ يدير «البيانولا».)
(تظهر الجنازة آتية من اليمين؛ رجال يرتدون السواد ويحملون المائدة التي عرفناها في غرفة السطوح، الأم ملفوفة في الكفن، ترقد على المائدة، ويداها معقودتان على صدرها على هيئة الصليب، القسيس يمشي خلف المائدة، يتبعه الأب ومعه أجاثه، ووراءهما إسكندر ومعه شوال. يظهر ناس قادمون من اليسار يصطدمون بالجنازة في منتصف الشارع فيسدون عليها الطريق، ويكورون قبضاتهم مهددين، ويُلوِّحون بقوائم الحساب.)
(الناس يُلقون المِزَق الباقية من الكفن على الأرض. الجثة عارية.)
(الرجال الذين كانوا يحملون المائدة يتركونها في مكانها.)
(القسيس يتنهد، يصافح الأب ويهزُّ يده. الجثة وحيدة على أرض الشارع.)
(إسكندر يتقدم فيتراجع الجميع إلى الوراء. ينتزع ثوبه من على جسده ويغطي به الجثة.)
(القسيس يهزُّ رأسه وينصرف.)
(إسكندر يحمل الجثة بين ذراعَيه.)
(الناس يختفون ومعهم المائدة.)
(الصم البكم ينهضون من أماكنهم، يزحزحون أحجار الطريق، ويحفِرون قبرًا بأيديهم.)
(إسكندر يضع الجثة في الأرض. الناس ينظرون من كل النوافذ. ليسي تُطل من الشرفة.)
(الصم البكم يردمون القبر.)
(إسكندر يضع الشوال على كتفَيه.)
(أجاثه تركع أمام إسكندر، تُقبِّل يديه.)
(النادل العجوز يتطلع إليه باهتمام.)