العقل والثورة: هيجل ونشأة النظرية الاجتماعية
«أُلِّف هذا الكتاب على أمل أن يُسهِم بدَورٍ بسيط، لا في إحياء هيجل، بل في إحياء ملَكَةٍ عقلية يُخشَى عليها من خطر الضَّياع.»
يُعَد هذا الكتاب واحدًا من أشهر الكتب في مسيرة مدرسة اليسار الجديد، أو ما تُعرَف باسْم «مدرسة فرانكفورت»، كتَبه واحدٌ من أبرز فلاسفة هذه المدرسة، وهو الفيلسوف المُنظِّر الاجتماعي والسياسي «هربرت ماركيوز». تنبُع أهمية الكتاب من كونه يحمل طابعًا ثوريًّا في الحياة الفكرية الغربية؛ فقد صدَر أول مرة عام ١٩٤١م؛ أي زمن الحرب العالمية الثانية، تلك الفترة التي بدأَت أوروبا تجني فيها حصادَ مفهومها الحديث عن «العقل»، الذي تحوَّل من باعثٍ نحو التنوير إلى قوةٍ محافِظة دوغمائيَّة تسبَّبَت في صعود القوميات الفاشيَّة واستفحال العُنف والحرب.
حاول «ماركيوز» من خلال إسهامه هذا أن يجمعَ بين «العقل» كمفهومٍ نظري و«الثورة» كمفهومٍ حركي، من أجل تحرير العقل الحديث من دوغمائيَّته النظرية عن طريق ربطه بالواقع العملي. ولم يجد «ماركيوز» أفضلَ من فلسفة «هيجل» الجدَلية ومَن تلاه من عمالقة اليسار الكلاسيكي لتحقيق هذا الأمر.