الفصل الحادي عشر
ذهبَت إديث لونجوورث إلى غُرفتها، وهناك بكَت بسبب فشلِها، لكن هذا البكاء أراحَها كثيرًا. واستمرت جيني بروستر في كتابتِها، لكن أخذت تتوقفُ بين الفينة والأخرى لتُفكِّر، بندمٍ، في شيءٍ حادٍّ ربما كان عليها أن تقوله، ولم يخطر ببالها في وقتِ اللقاء. وقضى كينيون وقتَه في ذَرْع سطح السفينة جيئةً وذَهابًا، آمِلًا في ظهور الآنسة لونجوورث؛ وهو توقعٌ كان، لبعض الوقت على الأقل، يُعَد الرجاءَ المماطل الذي يُمرِض القلب. جعل فليمنج، السياسيُّ الأمريكي، المرِحُ يُهيمن على أرجاء غرفة التدخين، وذلك من خلال استماعِ الموجودين فيها للقصص التي يَسردُها. وغيَّر الأجواء من آنٍ لآخر بأنْ كان يطلب من الجميع تناوُلَ الشرابِ معه، وهي دعوة لم تكن تقابَلُ بأيِّ رفضٍ عام. وكان السيد لونجوورث العجوزُ ينعس معظم وقته وهو جالسٌ على كرسيِّه على سطح السفينة. ولم يكن ونتوورث، الذي كان لا يزال يتَّهِم نفسَه بمرارةٍ بأنه أحمق، يتحدث مع أحد، حتى صديقه كينيون. وطوال الوقت، كانت السفينة البخارية الكبيرة مستمرَّةً في سيرها وسطَ مياه هادئة نسبيًّا كما لو أن شيئًا لم يحدث أو سيحدث. كان هناك مطرٌ في أحد الأيام، وعاصفة في ليلة وجزء من يوم. وأشرق صباحُ السبت، وكان من المتوقَّع الوصولُ إلى كوينزتاون في وقتٍ ما من الليل. وقد بدَت السحبُ في وقتٍ مبكر من صباح السبت، منخفضةً، كما لو أن لها الحقَّ في النظرِ بالقرب من أيرلندا.
ونتوورث، الذي سبَّب المشكلة بالكامل، لم يُساعد كينيون كثيرًا في المسألة التي كانت تَشغل باله. وكان من عادته، عندما يُشار إلى الأمر، أن يُمسِّد شعره بيدَيه أو يدسَّهما بسرعةٍ في جيبيه، ثم يتحدث بكلماتٍ بائسة ومعبِّرة في الوقت ذاتِه. وكلما كان كينيون ينصحُه بأن يهدأ، قلَّ احتمالُ أن يتبع ونتوورث نصيحتَه. وبوجهٍ عام، كان يقضي معظمَ وقته بمفرده في حالةٍ مِزاجية حزينة جدًّا. وفي إحدى المرات، عندما ضرَبه فليمنج المرِحُ برفقٍ على كتفه، التفتَ، لدهشةِ فليمنج الشديدة، بعنفٍ وصرَخ فيه قائلًا:
«إذا قمتَ بذلك ثانيةً، يا سيدي، فسأطرحك أرضًا.»
قال فليمنج فيما بعدُ إنه «اندهش بشدة» من هذا القول — بغضِّ النظر عما قد يَعْنيه هذا — وأضاف أن الإنجليز بوجهٍ عام شعبٌ غريب. والحقيقة أنه قد تمالكَ نفسه في تلك الحادثة وبعد أن ضحك ضحكةً صغيرة على الملاحظة، قال لونتوورث:
«تعالَ وتناول كأسًا معي؛ وستشعر حينَها بأنك أفضل.»
ولم يكلِّف ونتوورث نفسَه حتى عناءَ رفضِ تلك الدعوة، لكنه دسَّ بسرعةٍ يدَيه في جيبَيه مرةً أخرى، وأدار ظهرَه للسياسي الأمريكي الشهير.
لخَّص ونتوورث الموقف لجون كينيون عندما قال له:
«لا جَدْوى من حديثنا عن الأمر أو تفكيرِنا فيه أكثرَ من ذلك. إننا ببساطة لا يُمكننا فعلُ شيء. سوف أتحمل وزر الأمر بالكامل. وأنا مصرٌّ على عدم تعرضِك لأيِّ مشكلة بسبب سوء تقديري. والآن، لا تتحدَّثْ معي بشأن هذا الأمر مرةً أخرى. أريد أن أنسى ذلك الأمرَ البائس، إذا كان هذا ممكنًا.»
وهكذا، أصبح من الطبيعيِّ جدًّا أن يتخذ جون كينيون، الذي كان منشغلًا بشدةٍ بالأمر، من إديث لونجوورث، التي أبدَت أيضًا اهتمامًا شديدًا بالمسألة، صديقةً حميمة له. كانت الآنسة لونجوورث تبقى بمفردها حتى أكثرَ من ذي قبل؛ لأن ابن عمِّها أدمنَ الذَّهاب إلى غرفة التدخين. وقد عرَّفه أحد الأشخاص بلعبة البوكر المثيرة، وفي ممارسة هذا النوع من التسلية، كان السيد ويليام لونجوورث يُنفق الآن جانبًا كبيرًا من فائض ماله، وكذلك وقته.
كانت جيني بروستر نادرًا ما تظهر على سطح السفينة. وقد انكبَّت بكدٍّ على كتابة تلك المقالات الرائعة التي ظهرَت فيما بعدُ في طبعة الأحد من صحيفة «نيويورك آرجوس» تحت العنوان العامِّ «الحياة في البحر»، التي ظهرَت بعدَ ذلك في شكل كتاب. وكما أصبح واضحًا بالفعلِ للجميع، فإنَّ تناوُلَها لشخصية السياسي الأمريكي المرح، وكذلك لشخصيةِ الرجل الإنجليزي المتجهِّم والمتحفظ، كان يُعَد من أطرفِ الأمور الواردة في هذا الكتاب الصغير. وقد اقتُبِس بكثرةٍ باعتباره مثالًا نموذجيًّا لروح الدعابة الأمريكية.
عندما كانت جيني بروستر تظهر على سطح السفينة، كانت تمشي بمفردِها جيئةً وذَهابًا بطول السطح، وكانت تظهر في عينيها نظرةٌ شبهُ متحدِّيةٍ بينما كانت تمرُّ على كينيون وإديث لونجوورث، اللذَين كانت تراهما أغلبَ الوقت معًا.
في صباح يوم السبت هذا الحافلِ على نحوٍ خاص، كان كينيون وإديث بمفردِهما على سطح السفينة. تمركز الحوارُ بينهما على نحوٍ طبيعي حول الموضوع الذي كان يَشغَلُ بالَ الاثنين في الأيام القليلة الماضية.
قالت الفتاة: «هل تعرف أنني كنتُ أعتقد طَوالَ الوقت أنها ستأتي إليَّ في النهاية وتقبل المال؟»
ردَّ عليها كينيون: «أنا لستُ متأكدًا على الإطلاق من هذا.»
«ظننتُ أنها ربما ستُبقينا في حالةٍ من التوتر الشديد لأطولِ مدَّة ممكنة، ثم ستأتي في اللحظةِ الأخيرة وتقول إنها ستَقْبل العرض.»
قال كينيون: «إن فعلَت، فلن أثقَ بها. سأُعلِمُها أننا لن نُعطيَها الشيك إلا عندما نكون متأكِّدين من عدم استخدامها لما بين يدَيها من معلومات.»
«هل تعتقد أن هذه ستكون طريقةً آمنة للتصرُّف إن جاءت وقالت إنها ستأخذ المالَ مقابل عدم إرسال البرقية؟ ألا تعتقد أنه سيكون من الأفضلِ أن ندفع لها ونثقَ في كلمتها؟»
ضحك كينيون.
«أنا لا أعتقد أنني سأثقُ كثيرًا في كلمتها.»
«هل تعلم أنَّ لدي رأيًا مختلفًا فيها؟ أنا متأكدة أنها إذا قالت إنها ستفعل شيئًا، فإنها ستفعله.»
رد كينيون: «أنا لا أعتقد هذا.» وأضاف: «أرى، على العكس، أنها يُمكنها أن تطلب المال ومع ذلك تُرسل البرقية.»
«حسنًا، أنا أشكُّ أنها ستفعل ذلك. أعتقد أن الفتاة ترى بالفعل أنها تقوم بالشيء الصحيح، وتتصوَّر أنها قد قامت بفعلٍ لافتٍ بطريقة ذكيَّة جدًّا. إن لم تكن تتَّصف بما تُطلق عليه «الأمانة»، فما كانت ستُبدي انفعالًا شديدًا كما فعَلَت. أعتقد أنني أبديتُ انفعالًا مؤسفًا، لا مبرر له في واقع الأمر.»
رد كينيون بحرارة: «أنا متأكدٌ من أنكِ لم تفعلي شيئًا من هذا. في كل الأحوال، أنا متأكدٌ من أن كل ما فعَلتِه كان صحيحًا على نحوٍ تام؛ وأعلم أنك كنتِ محقةً في أي شيء قلتِه.»
«ليتني أستطيعُ الاعتقادَ بصحة هذا.»
قال كينيون: «أريد أن أسألَكِ سؤالًا.»
لكن لم يُعرفَ قطُّ ماذا كان هذا السؤال. إنه لم يُطرَح على الإطلاق؛ وعندما سألت إديث لونجوورث عنه بعد مدة، كان قد ذهَب كُليةً من ذهن كينيون. اهتزت السفينة البخارية، التي كانت تتقدم بثباتٍ عبر الماء، فجأة، كما لو أنه قد ضرَبها زلزال؛ وكان هناك ثلاثُ خبطات هائلة، كالتي تتعرَّضُ لها زلَّاجة عندما تصادف فجأة قطع أشجار مخبَّأة في الجليد. قام كلٌّ من كينيون والآنسة لونجوورث على قدمَيهما على الفور. وكان هناك صخبٌ لم يكن عاليًا لانطلاق البخار، وقد رأَيا سحابةً تصعد من وسط السفينة، التي تتدفَّق على ما يبدو من كلِّ فتحة يُمكنها الخروجُ عبرها. ثم ساد الصمت. لقد توقفَت المحركات، ومالت السفينة على نحوٍ واضح إلى جانبها الأيسر. وعندما بدأت إديث لونجوورث في إدراك الموقف، وجدَت نفسها قريبةً للغاية من كينيون، ورأت أنها كانت تُمسك ذراعه بكلتا يديها.
صاحت بانزعاج: «ما … ما هذا؟»
قال كينيون: «هناك مشكلةٌ ما.» ثم أضاف: «آمُل ألا تكون كبيرة. هل لك أن تنتظري هنا للحظاتٍ حتى أذهبَ وأرى ما الأمر؟»
ردَّت، محرِّرةً ذراعه: «إن هذا غباءٌ مني، لكنني خائفة بشدة.»
«ربما من الأفضل ألا تُترَكي بمفردكِ.»
«أوه، لا، لقد انتهى الأمر الآن؛ لكن عندما وقعَت أُولى تلك الصدمات الرهيبة، بدا لي أننا قد اصطدَمْنا بصخرة.»
قال كينيون: «لا توجد صخور هنا.» ثم أضاف: «اليوم صافٍ على نحوٍ مثالي، ومن الواضح أننا لم نخرج عن مسارنا. هناك مشكلةٌ ما في الآلات، على ما أعتقد. فقط انتظريني للحظاتٍ، وسأكتشف الأمر.»
بينما كان يُسرع كينيون باتجاه الدرَج، قابَل بحَّارًا يُسرع في الاتجاه الآخَر.
سأل كينيون: «ما الأمر؟»
لم يردَّ البحار.
ولدى دخولِ كينيون من الباب الخاصِّ بالدرَج المؤدي لأسفل السفينة، وجد المكان مليئًا بالبخار، وقابل هناك ضابطًا.
سأله: «ما الأمر؟ هل هناك خَطبٌ ما؟»
كان الرد، الذي كان مقتضبًا بشدة: «كيف لي أن أعرف؟ رجاءً لا تطرح أيَّ أسئلة. كل شيء سيكون على ما يُرام.»
لم يكن هذا مشجعًا. وبدأ الناسُ يحتشدون على الدرَج، وهم يسعلون ويتنفَّسون بصعوبةٍ وسط البخار، وسرعان ما امتلأَ السطحُ — الذي كان منذ لحظاتٍ خاليًا تقريبًا من أيِّ شخص — بأناسٍ منزعجين بعضهم بملابسَ كاملة، وأما البعض الآخر فلا.
«ما الخطب؟» كان هو السؤال الذي كان يجري على كلِّ لسان، والذي لم تكن له، بعدُ، إجابةٌ. كان الضباط الذين كانوا يَجْرون هنا وهناك صامتين، أو كانوا يُعطون رُدودًا قصيرة وغيرَ مُرضِيَة على الاستفسارات التي كانت تنهالُ عليهم من كل حَدبٍ وصَوْب. لم يتوقف الناس للحظةٍ ليُفكِّروا أنه حتى الضابط البحري ليس منتظرًا منه أن يعرف مقدمًا ماذا قد يكون السببَ وراء التوقف المفاجئ للمحرِّك. وبعد مدَّة قصيرة، ظهر القبطان، وهو يبتسمُ ويتَّسم بالهدوء. وأخبرهم بأنه ليس هناك خطر. قال إنه قد حدثت مشكلةٌ ما في الآلات، لم يكن بإمكانه حينها تحديدُها على وجه الدقة؛ لكن لم يكن هناك أيُّ داعٍ للفزع، وأضاف أنَّ كل شيء سيُصبح على ما يُرام في خلال وقتٍ قصير فقط إنِ احتفظَ الجميع بهدوئه. أسهَمَت هذه الكلمات، والعديدُ من الأكاذيب الأخرى، التي دائمًا ما تُقال في مثل هذه المناسبات، في تهدئةِ مخاوفِ الركَّاب؛ وتدريجيًّا، غادر الواحد تِلوَ الآخر إلى غرفته عندما عرَف أن السفينة لن تغرق في الحال. كلُّهم ظهروا بعد بعض الوقت مرتدين الملابسَ المناسبة. وسرعان ما اختفى البخار الذي كان قد ملأ القاعةَ الرئيسية، تاركًا الأثاثَ تعلوه الرطوبةُ الدافئة. وفي النهاية، دقَّ جرس الإفطار ذو الصوت العالي كما لو أنَّ شيئًا لم يحدث، وربما أدَّى هذا، أكثرَ من أي شيء آخر، لتبديدِ مخاوف الركاب. إذا كان الإفطار على وشك أن يُقدَّم، إذن، فالأمورُ، بالطبع، لم تكن خطيرة. ومع ذلك، فالعديد من الركاب في ذلك الصباح لم تكن لديهم شهيةٌ كبيرة لتناول الإفطار المقدَّم لهم. الشيء السار الوحيد، كما قال الجميع، كان أن الطقس ظلَّ رائعًا بشدةٍ والبحرُ هادئًا جدًّا. بالنسبة إلى القليلين الذين يعرفون شيئًا عن كوارث البحر، فإنَّ ميل السفينة للجانب الأيسر كان علامةً شديدةَ الخطورة. لكن غالبية الركاب لم يُلاحظوا الأمر. بعد الإفطار، صعد الركاب على السطح. وكان هناك تجنُّبٌ رائع للعجَلة، من جانب الضباط البحريِّين والبحَّارة على حدٍّ سواء. كانت الأوامر تُعطى بهدوءٍ وبرَزانة، وتُطاع بنفس الهدوء والرزانة. وكان الضباط البحريُّون لا يزالون موجودين على منصَّة القيادة، على الرغم من عدم وجود أوامرَ ليُعطوها للرجل المسئول عن الدفة أو تدويرٍ للمراوح الدافعة. كلُّ هذا الغياب للعجَلة كان له تأثيرٌ مهدِّئ جدًّا على الركاب، الذين كان الكثيرُ منهم يحتاجون فقط إلى مبررٍ صغير للدخول في حالة خوفٍ هيستيري. لكن مع تقدُّم اليوم، بدا أن شعورًا عامًّا بالأمن كان يُسيطر على كل مَن كان على متن السفينة. كلهم هنَّئوا أنفسَهم على حقيقة تصرفهم على نحوٍ مثالي في ظل الظروف المفزعة بعضَ الشيء التي مرُّوا بها. ومع ذلك، أولئك الذين كانوا يُراقبون تحركات القبطان رأَوا أنه كان يفحص خطَّ الأفق الطويل عبر نظارته المكبِّرة من آنٍ لآخَر بقلق كبير، ولاحظوا عند النظر إلى خطِّ المستوى الطويل حيث يلتقي البحرُ والسماء عدمَ وجود أيِّ شِراع حول الدائرة الكاملة. وكان يأتي من غرفة المحرِّك صوتُ صلصلةِ المطارق، وكان الاعتقادُ السائد هو أنه يمكن تصليحُ المحرك، بغضِّ النظر عن المشكلة الموجودة فيه. كان هناك شيءٌ واحد أكيد وهو عدمُ وجود أي مشكلة في أعمدة الإدارة. كانت المشكلة، أيًّا كانت ماهيتها، موجودةً في المحرك وحده. وجد كلُّ الركاب أنفسَهم متأثرين بنحوٍ أو بآخرَ بالإحساس الغريب الناتج عن توقف السفينة — الإدراك العجيب والمحيِّر للصمت التام — بعد الصخب المستمرِّ الذي اعتادوا عليه بشدةٍ طَوال رحلتهم. في تلك الليلة وفي وقت العشاء، أخذ القبطان مكانَه على رأس الطاولة، وهو في شدة اللطف والتهذيب، وكأنه لم يحدث شيء غير عادي؛ ولاحظ الركابُ، الذين كانوا في حالةٍ من التوتر والقلق، بغضِّ النظر عن الهدوء الخارجي البادي عليهم، ذلك مُبدِين مشاعرَ تقديرٍ وإعجاب.
سأل أحدُ الركاب القبطانَ: «ما المشكلة؟ وما مدى الحادث؟»
نظر القبطان عبر أنحاء الطاولة الطويلة.
وقال: «لو دخلتُ في تفاصيلَ فنية، أخشى أنكم لن تفهموها. كان هناك خللٌ في أحد أذرُع التوصيل المرتبطة بالمحرك. لقد انكسر هذا الذراع، وبانكساره، أتلفَ أجزاءً أخرى من المحرك. أنتم بلا شكٍّ سمعتم الخبطاتِ الثلاث الناتجة عن ذلك قبل أن يتوقَّف المحرك. في الوقت الراهن، من المستحيل تحديدُ الوقت الذي سيستغرقه إصلاحُ هذا الخلل. ولكن، حتى إذا كان الحادث خطيرًا، فنحن في مسار السفن، ولا يوجد أيُّ خطر.»
كان هذا مطمئنًا؛ لكن هؤلاء الذين ظلُّوا مستيقظين تلك الليلةَ سمعوا الصوت المخيفَ للمِضخَّات، وحفيفِ الأمواج في المحيط.