الفصل الثاني عشر
استيقظ معظمُ الركاب في صباح اليوم التالي ولديهم توجُّسٌ غامض. كان لغيابِ أيِّ حركة للسفينة، والصمت الشديد وغيرِ المعتاد، تأثيرٌ محبِط. لم تكن المحركاتُ قد بدأَت في العملِ بعد؛ كان هذا على الأقل واضحًا. كان كينيون أولَ مَن صعد على سطح السفينة. ولاحظ أن المضخات كانت لا تزالُ تعمل بأقصى سرعةٍ وأن السفينة كانت لا تزال تَميل على نحوٍ غيرِ مفهوم للجانب الأيسر. لحسن الحظ، استمرَّ الطقس جيدًا كما هو؛ فقد ظل البحرُ هادئًا. بدأ مطرٌ خفيف في الهطول، ولم يكن الأفقُ بعيدًا بعدَّة أميال عن السفينة. وما كانت هناك مِن فرصةٍ كبيرة لرؤية سفينةِ ركابٍ أخرى في حال استمرار هذا الطقس.
بعد عدةِ دقائقَ من صعود كينيون على سطح السفينة، صعدَت إديث لونجوورث الدرَج المؤديَ للسطح. وسارت باتجاه كينيون وهي مبتسمة.
قال: «حسنًا، أنتِ، على الأقل، لا يبدو عليكِ أنكِ تُعانين من أي قلقٍ بشأن وضعنا.»
ردَّت: «هذا صحيح؛ أنا لم أكن أُفكر في هذا على الإطلاق، بل كنتُ أفكر في شيء آخر. هل تستطيع تخمينَ ما هو؟»
رد بتردُّد: «لا.» ثم أردف: «ما هو هذا الشيء؟»
«هل نسيتَ أن هذا هو صباح يوم الأحد؟»
«هل هو كذلك؟ بالطبع، إنه كذلك. بدا، لي، أن الوقت توقَّف عندما توقفَت المحركات. لكنني لا أفهم ما أهمية صباح الأحد على وجه التحديد.»
«هل صحيحٌ أنك لا تفهم ذلك؟ حسنًا، بالنسبة إلى شخصٍ كان يُفكر على مدى اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية بشدةٍ في موضوع واحدٍ معين، أنا مندهشة منك. صباح الأحد ولا توجد أرضٌ على مرمى البصر! فكِّر للحظةٍ.»
تهلَّل وجه كينيون.
وصاح: «آه، فهمتُ ما تقصدين الآن! لن تظهر الرسالةُ الموجودة ببرقية الآنسة بروستر في طبعة هذا الصباح من صحيفة «نيويورك آرجوس».»
«بالطبع، لن تظهر؛ أوَلَا ترى، أيضًا، أننا عندما نصل، ستكونُ لديك فرصةٌ متساوية في السِّباق؟ إذا وصلنا قبلَ الأحد المقبل، فستصلُ برقيتك إلى الناس في لندن بنفسِ سرعة وصول رسالتها التلغرافية إلى نيويورك؛ ومن ثَم لن تتعرَّض لخزيِ عرض خلاصة تقريرك في صحف لندن قبل رؤية المديرين للتقرير نفسِه. إن احتمال حدوث ذلك ليس كبيرًا بالتأكيد؛ لكن مع ذلك، يضعُك هذا على قدمِ المساواة معها؛ بينما لو كنا قد وصَلْنا إلى كوينزتاون الليلةَ الماضية، لكان هذا مستحيلًا.»
ضحك كينيون.
وقال: «حسنًا، من أجل الوصول إلى مثل هذه النتيجة، كان علينا أن نُواجه هذا الأمرَ المريع للغاية، أليس كذلك؟ إن هذا يُشبه إلى حدٍّ ما حرق المنزل من أجل شوي الخنزير!»
بعد الساعة العاشرة بقليل، صفَا الأفقُ وبدَت من بعيدٍ سفينةٌ بخارية، متجهةٌ ناحية الغرب. كان من الواضح أن السفينة تنتمي لأحدِ أكبر خطوط المِلاحة في المحيط. وفي اللحظة التي لُوحِظَت فيها، عُلِّق عددٌ من أعلام الإشارة بأعلى الصاري، واحتشد الناسُ على جانب السفينة لمشاهدةِ تأثير ذلك على السفينة القادمة. مرت دقيقة تلوَ الأخرى، لكن لم تكن هناك أيُّ استجابة من السفينة الأخرى. أخذ الناس يُراقبونها بقلقٍ لاهث، كما لو أن مصيرهم كان يعتمد على مُلاحظتها لأعلامهم. بالطبع، ظن الجميعُ أنها يجب أن تراها، لكنها ظلَّت تتجه ناحية الغرب. وخرجَت سحابةٌ من الدخان الأسود من مدخنتها، ثم خلَّفَت وراءها خطًّا أسودَ طويلًا، مثلَ ذيل مذنَّب، لكنها لم تُلاحظ الأعلامَ المرفرفة الموجودة بأعلى الصاري. ولأكثرَ من ساعة، كانت السفينةُ مرئية. وبعد ذلك، أخذت تدريجيًّا تتلاشى في الغرب، وفي النهاية اختفت.
كان لهذه الواقعة تأثيرٌ محبط على ركاب السفينة المعطَّلة. وعلى الرغم من أن كلَّ الضباط البحريِّين كانوا يقولون إنه لا يوجد خطر، فقد بدا أن رحيلَ هذه السفينة قد تركهم على نحوٍ ما بمفردهم؛ وقد رجع الناس، بعد أن أخذوا ينظرون تجاهَ الغرب حتى لم يبقَ أيُّ أثر للسفينة في الأفق، إلى كراسيِّهم على سطح السفينة، وهم يشعرون بجزعٍ أكبرَ من ذي قبل.
لكن فليمنج رأى أنه إذا كان لا بد للناسِ أن يغرقوا، فمن الأفضل أن يغرقوا وهم فَرِحون بدلًا من أن يكونوا حَزانى، ولذا، دعا الجميعَ لتناول كأسٍ من الشراب على حسابه؛ وهو عرض سخيٌّ قبِله على الفور كلُّ معتادي التردد على غرفة التدخين.
قال فليمنج، بينما كان يحتسي الكوكتيل الذي أُحضِرَ له: «فِكْرتي هي التالية: إذا كان لشيءٍ أن يحدث، فدَعْه يحدث؛ وإذا لم يحدث شيء، فلا بأس. لا فائدة من القلق بشأن أيِّ شيء، خاصة إذا كان شيئًا لا حيلةَ لنا معه. نحن هنا في المحيط في سفينةٍ معطَّلة! رائعٌ جدًّا؛ لا يمكننا فعلُ أيِّ شيءٍ حيالَ ذلك، وما دامت الحانةُ مفتوحة، ففي صحتكم، أيها الرفاق!»
وبهذه الفلسفة المبهِجة، ابتلع السياسيُّ الأمريكي الشراب الذي دفع ثمنه.
كان لا يزال بالإمكان سماعُ صوت حفيفِ الماء المتدفِّق من المضخات، لكن لم تَعُد صلصلة الصُّلب على الصلب تُسمَع من غرفة المحرك. كان هذا في حدِّ ذاته أمرًا منذرًا بالسوء لهؤلاء الذين لديهم علمٌ بهذه الأمور. لقد كان هذا يُشير إلى أن المهندس قد يئس تمامًا من إصلاح العطل، أيًّا كانت ماهيَّتُه، وأن السبب الحقيقي للكارثة لا يزال غيرَ معلوم كما كان من البداية. وقبل الغداء بقليل، أصبح من الواضح لمن هم على متن السفينة أنَّ شيئًا على وشك الحدوث. لقد فكَّ البحارةُ وَثاق أحدِ القوارب الكبيرة، ودفعوه على المرافع حتى تدلَّى فوق البحر.
وتدريجيًّا، بدأَت الشائعة تتحقَّق على أرض الواقع، وأصبح معلومًا أن أحد الضباط البحريِّين وبعضَ البحارة على وشك عمل محاولةٍ للوصول إلى شاطئ أيرلندا وإرسالِ برقية لكوينزتاون لطلب إرسال قواربِ سَحْبٍ لجرِّ السفينة إلى هناك. كان القبطان لا يزال يُؤكِّد على عدمِ وجود أيِّ خطر من أيِّ نوع، وأن السبب وراء المحاولة التي كانت على وشك البدء هو فقط الحيلولة دون حدوث تأخيرٍ كبير في ميعاد الوصول.
في حالةٍ من الإثارة الشديدة، قالت إديث لونجوورث لجون كينيون: «هل تعرف ماذا سيفعلون؟»
كان كينيون يمشي على سطح السفينة مع ونتوورث، الذي نزَل الآن لأسفل.
قال كينيون: «لقد سمعتُ أنهم يَنْوون محاولةَ الوصول إلى الشاطئ.»
«بالضبط. والآن، لماذا لا تُرسل برقيةً لرجالك في لندن وتجعلهم يُرسلون التقريرَين على الفور للمديرين؟ من المحتمل جدًّا أن الآنسة بروستر لن تُفكر أبدًا في إرسال برقيتها مع الضابط البحري الذي سيقوم بالرحلة؛ إذن، ستكون قد سبقتَها بيومٍ كامل أو يومين كاملين، وسيكون كلُّ شيء على ما يُرام. في واقع الأمر، عندما تفهم ما حدث، لن تُرسل على الأرجح رسالتها على الإطلاق.»
قال كينيون: «يا إلهي!» ثم أردف: «هذه فكرة جيدة. سأذهب للرجل على الفور، وأرى أيأخذ البرقية أم لا.»
بِناءً على ذلك، ذهب كينيون وتحدَّث إلى الرجل عن إرسال رسالة معه. قال الضابط إن أيَّ راكب يرغب في إرسال برقية له مطلقُ الحرية في ذلك. وقال إنه يسرُّه بشدة أن يكون مسئولًا عن البرقيات. ذهب كينيون إلى غرفته وأخبر ونتوورث بما سيحدث. وللمرة الأولى في غضون عدةِ أيام، بدَت بعضُ الحيوية على جورج ونتوورث. وذهب إلى المسئول عن سطح السفينة وأحضر الطوابعَ التي ستُوضع على البرقية، بينما قام جورج كينيون بكتابتها.
لقد أُعطِيَت الرسالة للضابط، الذي وضَعَها في جيبه الداخليِّ، ثم ظنَّ كينيون أن الأمر مرَّ بسلام. لكن إديث لونجوورث لم تكن متأكدةً من هذا. كانت جيني بروستر جالسة في كرسيِّها على سطح السفينة تقرأ بهدوءٍ روايتَها المعتادة ذات الغلاف الورقي. كانت فيما يبدو لا تعرف شيئًا عما كان يجري، وقد جلست إديث لونجوورث بجوارها، تملؤها إثارةٌ مكبوتة، وأخذَت تُراقبها عن كثب، بينما كان يجري الانتهاءُ من الاستعدادات الخاصة بإطلاق القارب. وفجأة، ولفزعِ إديث، ظهر المسئول عن سطح السفينة وصاح بصوت عالٍ:
«السيدات والسادة، أي شخص يرغب في إرسال برقياتٍ لأصدقائه لديه بضعُ دقائقَ الآن لكتابتها. الضابط سيأخذها للشاطئ معه، وسيُرسلها مِن أول مكتب بريدٍ يصل إليه. لا يمكن أخذُ أيِّ خطابات؛ برقيات فقط.»
نظرت الآنسة بروستر ببطء مِن كتابها في أثناء الجزء الأول من الخطاب. ثم وقفَت فجأة على قدميها، وألقت الكتابَ على سطح السفينة.
سألت الرجل: «مَن الذي سيأخذ البرقيات؟»
«الضابط، يا آنسة. إنه يقف هناك، يا آنسة.»
سارَت بسرعة إلى هذا المسئول.
«هل ستأخذ برقيةً عاجلة من المفترض إرسالها إلى نيويورك؟»
سأل: «نعم، يا آنسة. هل هي طويلة جدًّا؟»
«نعم، إنها طويلة جدًّا.»
كان الرد: «حسنًا، يا آنسة، ليس لديكِ الكثيرُ من الوقت لكتابتها. إننا سنُغادر الآن في غضون دقائقَ قليلة جدًّا.»
«إنها مكتوبةٌ بالفعل؛ فقط عليَّ أن أُضيف إليها بضعَ كلمات.»
جرَت الآنسة بروستر على الفور بسرعة إلى غرفتها. وسرعان ما كانت البرقية الخاصة بالمناجم أمامها وقد احتُسِب عدد كلماتها، وقد كانت على الطاولة العُملات الفِضية والذهبية التي ستكون مقابلَ إرسالها. وعزَمَت ألا تتعرَّضَ لاحتمالِ تأخُّر وصول الرسالة بجعلها تُرسل إلى وكالة خاصة بتوزيع الرسائل التلغرافية. ثم كتبت بأقصى سرعة لها سردًا موجزًا ومعبِّرًا بشدةٍ للكارثة التي حلَّت بسفينة «كالوريك». إذا كان هذا السردُ مبالَغًا فيه قليلًا، فما كان لدى الآنسة بروستر من الوقت لتعديلِه. إن الوصف التصويريَّ والدرامي هو ما كانت تطمح لتقديمه. كان قلمُها يسير فوق الورق بسرعة شديدة، وكانت تنظر من حينٍ لآخَر، عبر نافذةِ غرفتها، لترى القارب الذي سيُستخدَم في محاولة الوصول إلى الشاطئ الأيرلندي وهو يتدلَّى من الحبال. وحيث إنها كانت تستطيعُ رؤية كيف كانت تتقدَّمُ الاستعداداتُ للرحيل، فقد تباطأَت أكثرَ مما كانت ستفعل لو كان الأمرُ غيرَ ذلك، وأخذت تُضيف السطر تِلوَ السطر إلى الرسالة التي تسرد قصةَ الكارثة. وفي النهاية، رأت الرجال يأخذون مواقعهم في القارب الطويل. عدَّت بسرعة الكلمات في الرسالة الجديدة التي كتبَتْها، وأخرجت بسرعةٍ من حقيبتها العملاتِ الذهبيةَ المطلوبة لإتمام إرسالها. ثم وضعَت الرسالتَين في ظرفٍ وأغلقَته، وجمَعَت كومتَي العملات الذهبية في كومة واحدة بعد أن عدَّتْهما ثانيةً بسرعة، ثم ألقت نظرةً سريعة على القارب الذي كان لا يزال بلا حَراك، وأمسكَت بالعُملات الذهبية في يد، والظرف باليد الأخرى، ووقفت على قدميها، ولكن ما إن قامت بهذا، حتى أطلقت صرخةً قوية وتراجعت خطوة للوراء.
كانت إديث لونجوورث تقف وظهرها للباب. عندما دخلَت الغرفة، لم تكن الآنسة بروستر تعرف أنها فعَلَت، لكنَّ قلب الأخيرة دقَّ بسرعة عندما رأى الفتاة واقفةً في صمتٍ هناك، كما لو أنها قد طلعَت من تحت الأرض.
سألتها: «ما الذي تفعلينه هنا؟»
قالت الآنسة لونجوورث: «أنا هنا لأنني أرغبُ في الحديث معكِ.»
«أفسِحي الطريق؛ ليس لدي الوقتُ الكافي الآن للحديث معكِ. لقد أخبرتُكِ أنني لا أريد أن أراكِ ثانيةً. لقد قلتُ لكِ أفسحي الطريق.»
«أنا لن أفسح الطريق.»
«ماذا تقصدين؟»
«أقصد أنني لن أُفسح الطريق.»
«إذن سأدقُّ الجرس وأجعلهم يطردونكِ من هنا لوقاحتكِ.»
قالت إديث بهدوء، واضعةً يدها على اللوحة الخزفية البيضاء التي يوجد في وسطها زرُّ الكهرباء الأسود: «أنتِ لن تدقي الجرس.»
«هل تريدين أن تقولي لي إنك تنوين منعي من مغادرة غرفتي؟»
«أريد أن أقولَ لكِ هذا بالضبط.»
«هل تعرفين أنكِ يُمكن أن تُحبَسي لمحاولتك القيامَ بمثل هذا الشيء؟»
«أنا لا يُهمني هذا.»
«أفسِحي الطريق، أيتها الوضيعة، وإلا سأضربكِ!»
«أريني ماذا ستفعلين.»
للحظاتٍ، وقفت الفتاتان هناك، الأولى غاضبة ومهتاجة، والثانية تبدو هادئةً وظهرها قبالة الباب ويدها موضوعة على الزرِّ الكهربي. أوضحت نظرةٌ عبر النافذة للآنسة بروستر أن الضابط قد صعد على متن القارب وأنهم قد بدَءوا يُنزِلون القارب بثبات.
«دعيني أمُرَّ، أيتها … أيتها الحقيرة!»
ردت إديث لونجوورث، التي كانت تنظر أيضًا إلى القارب وهو يتأرجح في الهواء: «حين يحينُ الوقت المناسب.»
رأت جيني بروستر على الفور أنها إذا تشابكت بالأيدي مع الفتاة الإنجليزية، فلن تكون لديها أيُّ فرصة للتغلب عليها، حيث إنها من كل الوجوه أقوى منها بدنيًّا. كان في إحدى يديها الظرفُ وفي الأخرى العُملات الذهبية. وضعَت الاثنين في جيبها الذي وجدَته بعد بعضِ التحسُّس. ثم رفعَت صوتها مطلِقةً واحدةً من أقوى الصرخات التي سمعَتْها إديث لونجوورث في حياتها. وكما لو كان ردًّا لهذا الصوت الذي يُصِمُّ الآذان، جاء من السفينة صوتُ هُتاف عالٍ ومدوٍّ. نظرَت الفتاتان لرؤية مكان القارب، لكنه لم يكن مرئيًّا. كان العديدُ من الحبال متدليًا أمام النافذة. صعدت الآنسة بروستر على الأريكة، وبيدَيها الصغيرتين أدارَت المسمار الذي كان يُبقي النافذة مغلقة.
نظرت إديث لونجوورث إليها دون القيام بأيِّ محاولة لمنعها من فتح النافذة.
فتحت جيني بروستر الدائرةَ النُّحاسية الثقيلة التي كانت تُبقي الزجاج الأخضر الثقيل في مكانه، ومرة أخرى، أخذَت تصرخ بأعلى صوت لديها، وتصيح: «النجدة!» و«محاولة قتل!»
لم تتحرَّك الأخرى من مكانها. وفي مدَّة الصمت التالية، كان يُمكن سماعُ طرطشة المياه المنتظمة الناتجة عن حركة المجاديف، ومرة أخرى صدر هُتاف عالٍ من هؤلاء الذين تُرِكوا على متن السفينة المتوقفة. رفعت إديث لونجوورث نفسَها بالوقوف على أطراف أصابعها ونظرت عبر النافذة المفتوحة. وعند قمة موجة، على بُعد خَمسمائة ياردة من السفينة، رأت القاربَ وقد ظهر للحظات، وبان منه البريق الأبيض لمجاديفه الستة الغائصة في الماء؛ ثم اختفى القارب في الجانب الآخر للموجة في عمق الماء.
قالت: «والآن، آنسة بروستر، يمكنكِ الذهاب.»