مدخل لدراسة الفولكلور والأساطير العربية
إذا أردنا أن نفهم شعبًا فعلينا بقراءة تراثه بما فيه من رواياتٍ حقيقية وأخرى خرافية، وإذا أردنا أن نقرأ العربَ فلا غِنَى عن كتابٍ كالذي بين أيدينا، يرسم خريطةً عربيةً للأساطير والفولكلور.
الرقعةُ الجغرافية التي تحتلُّها الدولُ العربية اليومَ تختلف في عُمْقها واتساعها عن تلك التي انفتحَتْ في عصورٍ سابقةٍ على تواشجاتٍ مكانية وثقافية أرحب، ومنابع الميثولوجيا العربية تضرب بجذورها إلى ما قبل ٦ آلاف عام، بحسب المؤلف، الذي يؤكِّد على وجود أساسٍ فولكلوري مشترك لغالبية الشعوب العربية والسامية، سواءٌ أكان فيما بين النهرين أم في شبه الجزيرة العربية أم في مصر أم في بلاد الشام. يصحبنا «شوقي عبد الحكيم» في رحلة ممتعة عبر تلافيف ذاكرتنا الشعبية؛ الأصنام التي أحاطَتْ بالكعبة، وأساطير الخلق، والغَيب والقَدر، والجن والعفاريت، والغِيلان والسحالي، و«الندَّاهات»، وسكان العالم السُّفلي، والحكايات؛ حيث تصارَعَ الإنسانُ مع الأُسُود فهزمها، ومع التابو والطوطم فحطمهما … محطات قد يُخَيَّل إلينا أنها بعيدة عن واقعنا، لكن الحقيقة أن تراكُمَها عبر الزمن شكَّلَ مجتمعاتنا الحديثة، ويُسهم في تفسيرِ ما هي عليه الآن.