مصرع الأمين
فنخسه واحد بالسيف في خاصرته، وركبوه وذبحوه من قفاه.
(١) حلم الأمين
رأيت في منامي كأني قائم على حائط من آجر شاهق في السماء، عريض الأساس، لم أر مثله في الطول ولا في العرض، وعليّ سوادي ومنطقتي وسيفي، وكان «طاهر» في أصل ذلك الحائط، فما زال يضربه حتى سقط وسقطت، وطارت قلنسوتي عن رأسي.
(٢) في أواخر أيامه
وليس أصدق — في تمثيل ما وصل إليه من الرعب والفزع — من هذا الحلم.
على أن «الأمين» قد حاول أن يرفه عن نفسه أو يذهل عن حقيقة موقفه، فلم يستطع إلى ذلك سبيلًا، وأبى القدر المحتوم إلا أن يتضافر كل شيء على إزعاجه وتكدير صفوه!
قال إبراهيم بن المهدي: خرج الأمين — ذات ليلة — يريد أن يتفرج من الضيق الذي هو فيه، فصار إلى قصر له بناحية «الخلد» ثم أرسل إليَّ فحضرت عنده، فقال: «ترى طيب هذه الليلة وحسن القمر في السماء، وضوءه في الماء على شاطئ «دجلة»، فهل لك في الشرب؟»
فقلت: «شأنك».
فشرب رطلًا، وسقاني آخر، ثم غنيته ما كنت أعلم أنه يحبه، فقال لي: «ما تقول فيمن يضرب عليك؟» فقلت: «ما أحوجني إليه!»
فدعا بجارية متقدمة عنده اسمها «ضعف».
فتطيرت من اسمها ونحن في تلك الحال، فقال لها: «غني».
فغنت شعر الجعدي:
فاشتد ذلك عليه، وتطير منه، وقال: «غني لنا غير ذلك.»
فغنت:
فقال لها: «لعنك الله! أما تعرفين من الغناء غير هذا؟!»
فقالت: «ما تغنيت إلا ما ظننت أنك تحبه.» ثم غنت آخر:
•••
فقال لها: «قومي، غضب الله عليك ولعنك.»
وكان له قدح من بلور حسن الصنعة، وكان موضوعًا بين يديه، فتعثرت الجارية به فكسرته، فقال: «ويحك يا إبراهيم! أما ترى ما جاءت هذه الجارية، ثم ما كان من كسر القدح؟ والله ما أظن أمري إلا قد قرب!»
فقلت: «يديم الله ملكك، ويعز سلطانك، ويكبت عدوك.» فما استتم الكلام، حتى سمعنا صوتًا: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ.
فقال: «يا إبراهيم أما سمعت ما سمعت؟»
قلت: «ما سمعت شيئًا.» وكنت قد سمعت.
قال: «تسمع حسًّا.»
فدنوت من الشط، فلم أر شيئًا، ثم عاودنا الحديث، فعاد الصوت بمثله، فقام من مجلسه مغتمًّا إلى مجلسه بالمدينة.
قال: «فما مضى إلا ليلة أو ليلتان حتى قتل!»
(٣) يوم الوداع
قالوا: ودعا بابنيه، فضمهما إليه، وقبلهما وبكى، وقال: «أستودعكما الله عز وجل.» ودمعت عيناه فمسح دموعه بكمه.
ثم جاء راكبًا إلى الشط، فإذا حراقة «هرثمة» فصعد إليها فأحسن هرثمة لقاءه.
وهنا بغتهم أصحاب «طاهر» في الزواريق، فنقبوا الحراقة فغرقت بهم بعد أن رموهم بالآجر والنشاب، وسقط «الأمين» إلى الماء فشق ثيابه؛ حتى خرج إلى الشط حيث قبض عليه.
(٤) ذلة العزيز
قال من رآه: لما ذهب من الليل ساعة رأيت الباب قد فتح، وأدخلوا الأمين — وهو عريان — وعليه سراويل وعمامة وعلى كتفه خرقة خلقة.
فتركوه معي، فاسترجعت وبكيت فيما بيني وبين نفسي فسألني عن اسمي فعرفته.
فقال: «ضمني إليك فإني لأجد وحشة شديدة.»
قال: «فضممته إليَّ، وإذا بقلبه يخفق خفقانًا شديدًا.»
فقال: «يا أحمد ما فعل أخي؟»
قلت: «هو حي.»
قال: «قبح الله بريدهم، كان يقول قد مات!» (وكأنما قال ذلك معتذرًا من محاربته)
فقلت: «بل قبح الله وزراءك!»
فقال الأمين: «ما تراهم يصنعون بي، أيقتلونني، أم يفون لي بأمانهم؟»
فقلت: «بل يفون لك.»
وجعل يضم الخرقة على كتفه، فنزعت مبطنة كانت عليَّ، وقلت: «ألق هذه عليك.»
فقال: «دعني، فهذه من الله عز وجل — في هذا الموضع — خير كثير.» فبينما نحن كذلك، إذ دخل علينا رجل، فنظر في وجوهنا فاستثبتها؛ فلما عرفته انصرف، وعلمت أن الأمين مقتول.
(٥) الساعة الرهيبة: عند منتصف الليل
•••
(٦) دفاع اليائس
فدخل عليه رجل منهم، فضربه بالسيف ضربة، وقعت في مقدم رأسه، وضربه الأمين بالوسادة على وجهه، وأراد أن يأخذ السيف منه. فصاح. «قتلني! قتلني!»
(٧) كيف صرع الأمين
وهنا دخل منهم جماعة، فنخسه واحد منهم بالسيف في خاصرته. وركبوه؛ فذبحوه من قفاه. وأخذوا رأسه، ومضوا به إلى طاهر، وتركوا جثته!
(٨) الأسباب التي أدت إلى مصرعه
- (١)
نكث الأمين وغدره بأخيه المأمون.
- (٢)
حقد الفضل بن الربيع على المأمون وإلحافه في إغراء الأمين بنقض بيعته.
- (٣)
إهمال علي بن عيسى وغروره بنفسه.
- (٤)
يقظة طاهر وبعد همته.
أضف إلى ذلك عناية المأمون بتخيره قواده وأصحاب الرأي، وإلى تحمس الفرس وتعصبهم للمأمون وما أبداه أنصاره منهم من الاستماتة في نصرته. في حين كان الأمين مخلدًا بثقته إلى جماعة من المتملقين وقصار النظر وأصحاب الخلاعة والمجون.
(٨-١) غدر الأمين
أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تكون أول الخلفاء نكث عهده ونقض ميثاقه واستخف بيمينه ورد رأي الخليفة قبله.
يا أمير المؤمنين، لم ينصحك من كذبك ولم يغشك من صدقك. لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك وبيعتك، فإن الغادر مخذول، والناكث مفلول.
ولكن الأمين أبى إلا أن يصم أذنيه عن نصيحة الناصحين، وتملكه الطمع في ملك أخيه، والاستسلام إلى الفضل بن الربيع فبدأ بالغدر بأخيه القاسم فعزله ثم تطلع إلى عزل المأمون بعده.
ولقد استشار القواد — واحدًا بعد الآخر — فحذروه سوء العاقبة، ولكنه أصر على إنفاذ خطته الخاطئة التي أوردته موارد الحتف، وكانت خير مثل يلقاه الباغي المعتدي.
(٨-٢) الفضل بن الربيع
وعلم أن الخلافة — إن أفضت إلى المأمون يومًا وهو حي — لم يبق عليه وكان في ظفره عطبة.
وهكذا لم يترك الفضل بن الربيع وسيلة من وسائل الإغراء إلا سلكها حتى أقنع الأمين بوجوب الإغارة على ما في يد أخيه من ملك وعزله والدعاء لابنه بدله، كما يقولون.
فقد فكر الفضل بن الربيع — بعد مقدمه من العراق على محمد — أن ينكث بالعهود التي أخذها عليه الرشيد لابنه المأمون.
قالوا: وعلم أن الخلافة إن أفضت إلى المأمون يومًا — وهو حي — لم يبق عليه وكان في ظفره به عطبة.
فسعى في إغراء محمد به وحثه على خلعه وصرف ولاية العهد به من بعده إلى ابنه موسى، ولم يكن ذلك من رأي محمد ولا عزمه، بل كان عزمه الوفاء لأخويه عبد الله والقاسم.
قالوا: فلم يزل الفضل يصغر — في عينيه — شأن المأمون ويزين له خلعه.
•••
وهكذا بدأ الأمين أخويه بالغدر.
فعزل أخاه القاسم عما وليه من الأعمال وأقدمه إلى بغداد وكتب إلى عماله بالدعاء لابنه موسى. فعلم المأمون أن أخاه يدبر في خلعه، فقطع البريد عنه.
•••
وقد قال أحد شعراء بغداد قصيدة يندد فيها بالأمين ويذكر فيها تشاغله فيه بلهوه وبطانته وركونه إلى الفضل بن الربيع.
(٨-٣) علي بن عيسى
أما «علي بن عيسى» فقد عرف كيف يفسر لنا قول صالح بن عبد القدوس:
فقد كان الظفر له محققًا لولا استسلامه للغرور والحمق واستهانته بأمر طاهر، ولم يكن يرتاب أحد في انتصاره، ولكن للقدر تصاريف عجيبة.
ألا ترى إلى «أم جعفر» تعتقد أن أمر المأمون قد انتهى وتتمثل هزيمته كأنها أمر واقع لا سبيل إلى تلافيه، فتشفق من مصيره، وتوصي «علي بن عيسى» الذي عقد له الأمين على خمسين ألف فارس وراجل من أهل بغداد لمحاربة المأمون فتقول له: «يا علي، إن أمير المؤمنين — وإن كان ولدي — إليه تناهت شفقتي وعليه تكامل حذري، فإني على عبد الله منعطفة مشفقة لما يحدث عليه من مكروه وأذى، وإنما ابني ملك نافس أخاه في سلطان.»
ثم تقول: «فاعرف لعبد الله حق والده وإخوته ولا تجبهه بالكلام — فإنك لست نظيره — ولا تقتسره اقتسار العبيد، ولا توهنه بقيد ولا غل ولا تمنع منه جارية ولا خادم. ولا تعنف عليه في السير ولا تساوه في المسير. ولا تركب قبله ولا تستقل على دابتك حتى تأخذ بركابه وإن شتمك فاحتمل منه، وإن سفه عليك فلا تراده.»
قالوا: ثم دفعت إليه قيدًا من فضة وقالت: «إن صار في يدك فقيده بهذا القيد.» فقال لها: «سأقبل أمرك وأعمل في ذلك بطاعتك.»
وهكذا يذهب صاحبنا وهو يحسب أنه قد أسر طاهرًا أو كاد، ويبدي من صنوف الغرور ما لا قبل لإنسان بوصفه.
فقد كان يقال له: إن طاهرًا مقيم بالري يعرض أصحابه ويرم آلته.
فيضحك ثم يقول: «وما طاهر؟ فوالله ما هو إلا شوكة من أغصاني أو شرارة من ناري، وما مثل طاهر يتولى على الجيوش ويلقى الحروب؟»
ثم يلتفت إلى أصحابه قائلًا: «والله ما بينكم وبين أن ينقصف انقصاف الشجر من الريح العاصف إلا أن يبلغه عبورنا «عقبة همذان»، فإن السخال لا تقوى على النطاح، والثعالب لا صبر لها على لقاء الأسد، فإن يقم طاهر بموضعه يكن أول معرض لظباة السيوف وأعنة الرماح.»
•••
فإذا وصل «علي بن عيسى» إلى «عقبة همذان» استقبل قافلة قدمت من «خراسان» فسألهم عن الخبر فقالوا له: «إن طاهرًا مقيم بالري وقد استعد للقتال واتخذ آلة الحرب وإن المدد يترى عليه من خراسان وما يليها من الكور، وإنه في كل يوم يعظم أمره ويكثر أصحابه وإنهم يرون أنه صاحب جيش خراسان.»
فلا يكاد يسمع منهم ذلك حتى يهزأ بأقوالهم ويبدي لهم كل ما يستطيع أن يبديه من صنوف الاحتقار لطاهر وقوته، وإذا بلغ الري وقال له صاحب مقدمته: «لو كنت أذكيت العيون وبعثت الطلائع، وارتدت موضعا تعسكر فيه وتتخذ خندقا لأصحابك يأمنون به كان ذلك أبلغ في الرأي وآنس للجند.»
أجابه صاحبنا هازئًا: «ليس مثل طاهر يستعد له بالمكايد والتحفظ، إن حال طاهر تئول إلى أحد أمرين: إما أن يتحصن بالري فيبهته أهلها فيكفونا مؤنته، أو يخليها ويدبر راجعًا لو قربت خيولنا وعساكرنا منه وأتاه يحيى بن علي.»
ويقول له صاحب مقدمته: «اجمع متفرق العسكر واحذر على جندك البيات، ولا تسرح الخيل إلا ومعها كنف من القوم، فإن العساكر لا تساس بالتواني، والحروب لا تدبر بالاغترار، والثقة أن تحترز، ولا تقل: «المحارب لي طاهر» فالشرارة الخفية ربما صارت ضرامًا، والثلمة من السيل — ربما اغتر بها وتهون — فصارت بحرًا عظيمًا. وقد قربت عساكرنا من طاهر، فلو كان رأيه في الهرب لم يتأخر إلى يومه هذا.»
فيجيبه صاحبنا على هذه النصيحة الثمينة المملوءة حكمة وتعقلًا وإخلاصًا، بقوله الطائش المغرور: «اسكت فإن طاهرًا ليس في هذا الموضع الذي ترى، وإنما تتحفظ الرجال إذا لقيت أقرانها، وتستعد إذا كان المناوئ لها أكفاءها ونظراءها.»
•••
وقد كان من نتائج هذه المعركة أن قوي بأس المأمون وعز مركزه وتكاثرت عليه وفود المهنئين.
وقد أعلن في ذلك اليوم خلع أخيه ودعا لنفسه بالخلافة في جميع كور خراسان وما يليها.
وأرجف الناس ببغداد وضعف مركز الأمين، وندم أشد الندم على محاربة أخيه وما بدأه به من الغدر.
وعرف قواد الأمين أنه شديد الحاجة إلى اصطناع الرجال فاتفقوا مع الجند على إحداث الشغب ليصطنعهم بالمال، ولا يكاد الجند يشتبكون مع جنود القصر حتى يكفهم الأمين ويأمر لهم بما طلبوه من الأرزاق ويصل قوادهم وخواصهم بما يشتهون، فتكون هذه فاتحة الثورات العديدة التي جلبتها هذه الهزيمة الشنعاء.
(٨-٤) شجاعة طاهر
أما شجاعة طاهر فقد كانت تتمثل في كل مواقفه المشرفة التي تجلت في هذه الحروب الطاحنة، فقد كان يشرف على كل شأن — جل أو حقر — من شئون جيشه، ويتعرف كيف يستميل إليه جنوده ويغري جنود الأعداء بالانضمام إليه.
وكان طاهر لا تلوح له فرصة إلا أسرع إلى انتهازها، وقد رأيت ما أبداه من صنوف الحزم في حربه مع «علي بن عيسى» وليست هذه العجالة بموفية شيئًا من مواهبه وميزاته الباهرة.
(٨-٥) نكبة بغداد
ولا يسعنا أن نختم هذه الكلمة دون أن نشير إلى نكبة بغداد — التي اقترنت بمصرع الأمين — فقد لقي أهلها من صنوف العذاب ما لا قبل لإنسان باحتماله، ونحن ندع الوصف إلى شعرائها الذين شهدوا ما حل بها ورأوا بأعينهم ما أصاب أهلها من الروع والفزع.
فمن ذلك قول بعض فتيان بغداد:
ومن ذلك قول «العتري».
إلى أن قال:
•••
ثم قال بعد أبيات:
•••
ولعل أبدع وأحفل قصيدة قرأناها في وصف هذه النكبة المروعة التي حلت ببغداد هي قصيدة «الخزيمي» التي نختتم بها هذا الفصل وهي — على طولها — آية من آيات البلاغة وصدق الشاعرية ودقة الوصف، ونحن نختار منها ما يلي:
•••
إلى أن يقول:
ثم يقول بعد أبيات:
•••
إلى أن يقول:
ثم يقول بعد أبيات:
•••
ثم يقول بعد أبيات:
•••
•••
•••
إلى أن يقول:
وهكذا إلى آخر هذه القصيدة الرائعة.
هوامش
ثم طلب الناس الأرزاق فقال متضجرًا: «وددت أن الله قتل الفريقين جميعًا وأراح الناس منهم؛ فما منهم إلا عدو — ممن معنا وممن علينا — أما هؤلاء فيريدون مالي، وأما أولئك فيريدون نفسي.»
•••
وانظر إليه، وقد تفرق عنه عامة جنده وخصيانه وجواريه في السكك والطرق، لا يلوي أحد منهم على أحد.قالوا: «وحصره طاهر وأخذ عليه الأبواب.» ومنع منه ومن أهل المدينة الدقيق والماء وغيرهما.
وما زال طاهر يضيق عليه الحصار حتى لم يبق عند الأمين ما يأكله، كما يحدثنا بذلك خادمه الذي نترك له رواية ذلك:
سألني الأمين — ذات يوم من الأيام وهو محصور — أن أطعمه شيئًا، فدخلت المطبخ فلم أجد شيئًا، فجئت إلى جارية فقلت: «إن أمير المؤمنين جائع، فهل عندك شيء فإني لم أجد في المطبخ شيئًا.»
فقالت لجارية أخرى: «أي شيء عندك؟»
فجاءت بدجاجة ورغيف فأتيته بهما فأكل.
وطلب ماء يشربه فلم يوجد في خزانة الشراب، فأمسى، وقد كان عزم على لقاء «هرثمة» فما شرب حتى أتى عليه.
ومن أروع ما قرأناه في رثائه قول أبي نواس:
وهنا قال طاهر لأصحابه: اجعلوا بأسكم على كراديس القلب فإنكم لو فضضتم منها راية واحدة رجعت أوائلها إلى أواخرها.»
قالوا: «فصبر أصحابه صبرًا صادقًا، ثم حملوا على أولى رايات القلب فهزموهم وأكثروا فيهم القتل، ورجعت الرايات — بعضها على بعض — وانتقضت ميمنة علي.
ورأى أصحاب ميمنة طاهر وميسرته ما عمل أصحابه فرجعوا على من كان في وجوههم فهزموهم، وانتهت الهزيمة إلى «علي» فجعل ينادي أصحابه، ورماه رجل من أصحاب طاهر بسهم فقتله ووضعوا السيف فيهم حتى هزموهم.»