الأصول الزنجية للحضارة المصرية
«وقد أكَّد هيرودوت مِرارًا على الطابع الزنجي للمصريين، بل واستخدام ذلك للتوصُّل إلى استنتاجاتٍ غير مباشِرة لإثبات أن فيضانات النيل لا يمكِن أن تعود إلى ذوبان الثلوج؛ فساق لذلك عدَّة أسباب كان يعتقد أنها صحيحة.»
يحاول «شيخ أنتا ديوب» في هذا الكتاب — الذي كان أطروحةً علمية أعدَّها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون — تسليطَ الضوء على إسهام الزنوج الأفارِقة في نهضة الحضارة المصرية القديمة، وقد اعتمد في فرضيَّته على ما ذكَره المؤرِّخون القدماء، مثل «هيرودوت» الذي ذكَر عن مصر أنها أرضُ السُّود، والرحَّالة «فولني» الذي أكَّد على أن أسلاف المصريين كانوا من السُّود. يتَّخذ المؤلِّف منهجَ المقارَنة مَدخلًا للبحث في أوجُه التشابه بين المصريين القدماء والزنوج؛ مثل التشابه بين اللغة الهيروغليفية ولغة الوُلوف في غرب أفريقيا، وكذلك تطابُق النظام الاجتماعي في مصر وأفريقيا، فضلًا عن رمزية اللون الأسود عند المصريين القدماء؛ إذ صوَّروا الإله «أوزيريس» رمزَ الخير والأخلاق باللون الأسود، في مقابل «ست» إله الشر باللون الأبيض، هذا إلى جانب العديد من الأدلة الأركيولوجية التي تؤكِّد إسهامَ الزنوج في الحضارة المصرية القديمة، التي أسهمَت بدورها في التاريخ الإنساني.