الدين والنزعة الإنسانية
«ولا سبيلَ إلى تجديد الفكر الديني، وتجاوز الإلهيات التقليدية، إلا بتوظيف المُعطيات الرَّاهنة للعلوم والمعارف البشرية في دراسة التراث الديني، والتوغُّل في مداراته، وغربلة مكوناته، وتفكيك عناصره، والحذر من الانخراطِ في رؤيته.»
يُقدِّم لنا المفكر «عبد الجبار الرفاعي» في هذا الكتاب حلقةً جديدة من حلقات مشروعه الفكري الرامي إلى تحقيق رؤية جديدة لعلاقة الدين بالإنسانية والكرامة. يبدأ الكاتب بالإشارة إلى مفهوم «النزعة الإنسانية» الذي يدعو إلى الإنسانية الإيمانية، واحترام كرامة الإنسان وحقه في ممارسة التفكير النقدي، ثم يبني عَرْضَه عبْر طَرح العديد من التساؤلات المهمة حول حقيقة التدين ودوره في المجتمعات العربية الحديثة، ويناقش كيف يمكن للإنسان تجديدُ فهمه للدين، ليمتد هذا التجديد إلى توظيف المناهج والدراسات العلمية في التفاسير الدينية الحديثة. يقر الكاتب بحقيقة تأثر الإنسان والدين بالعوامل الزمانية والمكانية المتغيرة، مُؤكِّدًا على أن الدين ظاهرة ملازمة للوجود البشري، وغياب الدين يجعل الإنسانية مفرَّغةً من القيم الداعية إلى تحقيق السلام وتقبُّل الآخر بلا نزاعات تعصبية.