صدام بين الزاهدين والجشعين
كيف يختار الإنسان حضارته؟
حيَّرتَنْي المشكلة طويلًا، فمِن المؤكَّد أن الإنسان هو الذي يصنع الحضارة، لتعود وتصنعه حضارته. المشكلة عندي — وأنا واقف أمام أحد المعابد الهندوكية، أتأمَّل مبناه وتماثيل آلهته، والناس المتردِّدين — كانت هي كيف ولماذا يختار الإنسان حضارته. لأي سبب يُفضِّل نوعًا من الحضارة على نوع آخر؟ وما دافِعُه ليُفضِّل؟ أهو يَختارها لتُكمل نقصه؟ أيختارها لتُطلق كوامن طاقاته وكفاءاته؟ أم يَختارها لتقودَه في الطريق الذي يُصبِح فيه أكثر إنسانية وأكثر استحقاقًا للقب الإنسان؟
والحق أنَّ الحل الأمثل لهذه المشكلة ليس في استطاعتي، أو حتى في استطاعة مَن هم أكثر مني عِلمًا ودراسة لعلم الإنسان.
إنَّ معظم آسيا بلاد زراعية، مثلها مثل بلادنا هنا. هناك أيضًا أنهار وقمح وأرز وقطن، نفس التجمُّع الذي حدث على ضفتَي النيل حدث هناك، فلماذا اختلف الإنسانان؟
الجنس البشري واحد، ما في ذلك شك، ولكنه سلالات، وأجواء، وأنواع عديدة من التكوينات النفسية والأمزجة. وكل مجموعة بشرية تُولَد تحمل في ثناياها وجهة نظر مسبقة إلى العالم، وموروثة منها تستقي الدوافع ثم تُخرجها فلسفة ودينًا وتصرُّفات ومواقف.
أيكون نوع الديانات هو السبب؟
لكأنما قصة الدين، وفكرة الخلق والله، تنشأ على الدوام لنفس الحاجة وتأخذ في تطورها نفس الأسلوب.
مثلما كانت منطقتنا العربية — وبالذات فلسطين — مهبط الديانات؛ فالهند هي أرض الديانات الآسيوية.
وتقريبًا، وفي نفس الحقب والأزمان، وفي خطٍّ مُوازٍ لنشوء اليهودية من الأخناتونية، والمسيحية من اليهودية وانبثاق الإسلام، وُجدت الهندوكية في الهند، فكانت بمَثابة الديانة الأم؛ إذ منها ولأجل تطويرها نشأ بوذا بتعاليم جديدة وأسلوب عبادة جديد، ومِن الهند انطلقت البوذية شرقًا وجنوبًا لتُصبح دين منطقة الهند الصينية وأجزاء من الصين واليابان. ومن البوذية نشأت ديانة «الزن»، ليس خروجًا عليها وإنما محاولة لجعلها أكثر تلاؤمًا مع الواقعية والحياة، وربما لهذا استوطنَت اليابان ولعبت في تطور اليابانيين أخطر الأدوار.
هذه الديانات لا تزال كلها قائمة ومُعتنَقة ومُتعايشة، ليس في آسيا فقط، إنما في كل بلد من بلادها أيضًا.
وأنا لا أريد الدخول في تفاصيل هذه الديانات كلٍّ على حِدَة؛ فهي معقَّدة كلها غاية التعقيد. إنَّ الديانات في عالَمنا نحن تبدو إذا قُورنت بالهندوكية أو البوذية كالمُعادَلات البسيطة السهلة ذات الحدِّ الواحد. هناك إله واحد خلق هذا الكون كله بما فيه الإنسان، وعلى هذا الإنسان أن يَنبِذ كلَّ عقائده الوثنية البدائية ويؤمن ويوحِّد ويعبد هذا الإله. وعبادة الله هنا بسيطة هي الأخرى حتى ليستطيع الطفل نفسُه مزاولتها. أين هذا مثلًا من تعاليم جواتاما بودا وعجلته الدائرة «الداما كاكا بافاتانا»، والحقائق النبيلة الأربع؛ حقيقة الألم، وحقيقة سبب الألم، وحقيقة منع الألم، والحقيقة النبيلة الرابعة عن الطريق الذي يقود إلى منع الألم؟ ناهيك عن كل الطرق المُضنية والبالغة التعقيد لتحقيق السيطرة الكاملة على النفس، والوصول بالإنسان إلى حالة «النيرفانا» أو قمَّة القمم. إني إنما أذكرها لكي أستطيع أن أُحدِّد أشياءَ هامَّة جدًّا، وفاصلة وقادرة حتمًا على إلقاء الضوء على النواة الوجدانية التي يَختلِف بها إنسان هذا العالم الآسيوي عن إنساننا.
قصة الخلق
في أديان عالَمنا توجد قصة الخلق أيضًا على هيئة معادلة بسيطة؛ فهناك الخالق الواحد — كما قلنا — وهناك الكون الواحد الذي خلقه في ستة أيام، والذي سيظلُّ قائمًا وموجودًا إلى يوم تقوم القيامة وتبدأ الحياة السرمدية الأخرى.
هناك إذن في أدياننا كَونان؛ كَون عابر مؤقَّت يُخلق مرة واحدة له بداية وله نهاية، وهناك كَون خالد يبدأ مع القيامة ولا ينتهي أبدًا.
هذا مفهوم واضح ومحدَّد لفلسفة الخلق، مفهوم له بداية، وله زمن محدَّد، وله أيضًا نهاية.
مفهوم مُختلف كل الاختلاف عن مفهوم الهندوكية مثلًا، باعتبارها الديانة الأم لعملية الخلق.
إنَّ الهندوكية ترى الكون أرحب بكثير من تصورنا نحن، وترى عمرَه أكثر طولًا بكثير، بل يكاد يكون في تصوُّرها لا بداية ولا نهاية، وإنما هو تعاقُب مستمر لفترات من النمو والخمود. إنَّ الدورة الكونية الأساسية تُسمى «يوم براهما» وطولها ٤٣٢٠٠٠٠٠٠٠ عام.
في بداية هذا اليوم يكون الإله فيشنو راقدًا فوق الحية الكوبرا «شيشاء» التي ترمز إلى الزمن الخالد، وتكون شيشاء بدورها سابحة فوق المحيط الكوني، ومِن سُرة فيشنو تنمو شجرة لوتس، ومن برعمها ينمو الإله «براهما» الذي يتولى عملية خلق الكون بالنيابة عن الإله فيشنو، ذلك الذي يَستيقظ بعد خلق الكون ويتولى أمره خلال بقية يوم براهما. وفي نهاية اليوم يُدمَّر العالم. بعض الروايات تذكر أن تدميره يتمُّ بواسطة الإله «شيفا». ويُمتَص العالم المدمَّر في جسد «فيشنو» مرةً أخرى، وهكذا ينام الإله لفترة تُماثل في الطول يوم براهما، وتُسمى «ليلة براهما» بعدها يستيقظ ليبدأ «يوم براهما» مرةً أخرى، ويعاد خلق الكون، وهكذا إلى ما لا نهاية.
وبعض المصادر تَذكر أن عُمْر «فيشنو» مائة عام، كلُّ يوم من أيامها طوله طول يوم براهما، وأن عمره الآن خمسون عامًا، وحين يَبلغ المائة ستذوب شخصيته وتَختفي في الحقيقة الواحدة الخالدة، أو الإله الأوحد الأعلى «البراهمان».
وبعد فترة خرافية الطول لا يكون فيها موجودًا سوى «رُوح العالم المُطلَق»، تظهر فيشنو أخرى، ونبدأ العملية من جديد.
وهناك بعض القطاعات الهندوكية التي تومن أن العالم من خلق الإله «شيفا»، وأنه خلقه بعملية تُماثل عملية الرقص، وأنه هو الذي يتولى تدميره أيضًا حين ينتهي زمنه، وبعملية رقص مماثلة أيضًا. ولولا هذا الفهم ما استطاع العالم أن يَظفر ببعضٍ من أرشق وأجمل الأيقونات الهندوكية؛ صور وتماثيل الإله الراقص شيفا «أناتاراجا».
هذا الفهم لعملية الخلق وإعادة الخلق لكون يكاد يكون لا نهاية لطوله، كان محتمًا أن يقود إلى فهم آخر مؤداه أنَّ الحياة نفسها عبء كئيب. فهي ليست حياة واحدة نحياها ونتخلَّص منها بنهايتها. إنها — حسب المفهوم الهندوكي لتناسُخ الأرواح — سلسلة متصلة من الحيوات التي لا تَنتهي، تظلُّ قائمة ما استمرَّ الوجود، يموت صاحبها ليولد على هيئة أخرى أو حيوان آخر، ليموتَ ويعود يولد من جديد، وهكذا. والنتيجة الحتمية لهذا أن يُصبح منتهى أمل الهندوكي أن يصل إلى مرحلة الخلاص أو الإفراج (الموكشا) من دائرة الميلاد والوفاة والتناسُخ المفرغة، مرحلة قد يَستغرق الوصول إليها عددًا كبيرًا من الأعمار والحيوات، وبرنامج طويل من الطاعة الروحية والاستغراق ووهب الذات. وكل مدارس الفلسفة، بل أصبح سر قبض الحياة كسرِّ الحياة وخلقها من أسرار الله، ولم يكن غريبًا أن تخلد الحضارة المصرية القديمة عن طريق نفس الوسائل التي ابتكرتها لتصنَع الحياة الأخرى قبل الحياة الفانية، ولتضع الموت في مرتبة أسمى من مراتب الحياة.
موقف الآسيوي من الموت
أما الإنسان الآسيوي فما أغرب الوسيلة التي لجأ إليها ليتَّخذ موقفه من الموت، بالمقارنة إلى عمر الكون المحدود وبدايته الواحدة ونهايته النهائية، وما استتبع هذا من ضيق بعمر الإنسان الواحد القصير المحدود، ونشوء فكرة الحياة الخالدة لتؤنس وحشة الإنسان الحي المُطارَد بفكرة انقضاض الموت عليه في أيَّة لحظة. بالمقارنة مد الإنسان الآسيوي في عمر الكون إلى درجة المالانهاية، وكان محتَّمًا أن يمتدَّ عمر الإنسان هو الآخر ليشملَ بالتناسخ العديد من الأعمار، ويظلَّ يُولَد ويتناسَخ ويموت ليعود يُولَد حتى يستحيل استمرار الحياة إلى عبء ما أروع أن يتحرَّر الإنسان منه. الموت لدينا «بُعبع» والموت هناك أمر مرغوب ومطلب. البقاء لدينا نصل برغبتنا فيه إلى حدِّ الهوَس، والبقاء هناك لعنة. العمر هنا سر محجوب عن صاحبه وعن البشر أجمع، وأمر يُقرِّره الله سبحانه، العمر هناك مرهون بقدرة شخص على إخضاع ذاته لإرادته، وكبْح الرغبة في المتعة واللذة لكي يأتي التحرُّر والإفراج أسرع.
الموقف من الحياة
وما دام قد تحدَّد فهم الإنسان للكون وموقفه من الموت، فمِن المحتَّم أنه تبعًا لهذا يتحدَّد موقفه من الحياة. والحياة في عالَمنا قصيرة كما قلنا، ومرة واحدة وتنتهي الحياة الدنيا إلى الأبد. لهذا كان محتَّمًا أيضًا أن يكون موقف إنساننا من الحياة هو موقف النهم الجشع الذي يستعدُّ للعبِّ منها ومن مباهجها قبل أن يهبط عزرائيل ليَقتلع روحه من جسده. إنه موقف المُستمتع الذي لا وقت لديه حتى للاستمتاع، موقف من يريد في أقل فترة من الوقت أن يَجمع أكبر ثروة ويحصل على أكبر مركز ويُشبع أكبر قدر من شهواته، دافعه لهذا خوف أصيل من موت مفاجئ، وعمر ليس في مقدوره أو بيده، وإحساس محضٌ بالزمن وبمُضيِّ الزمن، ورعب هائل من المشيب أو المرض أو الإحساس باقتراب المنون.
•••
الإنسان الآسيوي مُختلِف، الحياة عنده امتداد طويل، والخلاص هو في الموت والتحرُّر، والتحرر لا يكون إلا بضبط النفس والسيطرة على مطالب الجسد والتحكُّم فيها لتستطيع الحياة في كفاف. الموت عملية سهلة تمامًا وطبيعية، مثلها مثل الميلاد تمامًا، مثلها مثل الحياة.
لقد رأيت بنفسي جنازة هندوكية تُشيِّع ميتًا إلى حيث تضعه في المحرَقة تمهيدًا لنثر رماده في النهر المقدس الذي يَغسِل ماؤه الخطايا، ولم أكن أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بأن من يُشيِّعون الجثة ليسوا غير حزانى على الميت فقط، ولكنَّهم في الحقيقة يَحسُدونه على خلاصه من حياة هي في الواقع سقيمة ومُضنية ولا شيء فيها سوى العذاب.
ورأيت بنفسي أيضًا «فرحًا» هنديًّا، فرحًا له طقوس ضاربة في القِدَم؛ حيث يُزفُّ العريس من بيته إلى مكان الفرح راكبًا حصانًا مزينًا بطريقة أخاذة، وواضعًا فوق وجهه — وقد ارتدى البدلة العادية — غطاء رأس يَنسدِل على الوجه ويصبح نوعًا من القناع الغريب.
كنت مدعوًّا من قِبَل عمِّ العريس الذي أخذ يشرح لنا تفاصيل حفل الزفاف، وأهم ما فيه أن وقت عقد القران الديني لا يتحدَّد هكذا كيفما اتفق، ولكنه يتحدَّد بواسطة الكاهن، وقبل ميعاد القران بشهور، وباستشارة النجوم والأفلاك، وساعته محدَّدة مقدسة — وكانت ليلتها العاشرة تمامًا — حيث يجلس العريس بجوار العروس على مقعد واحد وحولهما دائرة من النار، والكاهن يتلو التعاويذ والتراتيل والأدعية. ولقد دهشتُ حقًّا حين عرفتُ أن العريس جراح وحاصل على ماجستير في الجراحة، وأن العروس موظَّفة في بنك؛ إذ مهما كانت درجة تعليم الهندوكي ومكانته وثقافته فإن التقاليد العريقة في آسيا هي التقاليد، وليكن خريج كامبردج أو أكسفورد فإنه حين يعود إلى الهند فإنما يعود إلى حيث نشأتْ وترعرَعَت تقاليد لا يمكن الثورة عليها أو زحزحتها، يعود راضيًا سعيدًا؛ فالدين في الهند ليس علاقة بين الله والناس، إنما هو أساسًا وأولًا طريقة حياة وموقف من الحياة، موقف كثيرًا ما يرتفع إلى مرتبة التعصُّب. والمذابح بين الطوائف تنشأ ربما بلا سبب؛ فالتحيُّز لموقف الإنسان من الحياة شيء ليس قابلًا للمساوَمة أو الاتفاق، بل من هنا استطعتُ أن ألتقط بعض الحقائق التي دفعَت إلى قيام دولة باكستان الإسلامية.
اختلاف جذري
إنها إذن ليست قارة أخرى، إنها عالم آخر، إنه إنسان آخر. إنَّ الاختلاف بيننا وبينهم جذري؛ إنهم يكادون يكونون على طرفَي نقيض معنا، وبالذات معنا هنا في مصر حيث اتجاه المجتمع من قديم الأزل إلى الوحدة. إله واحد، وملك واحد، ومسجد واحد، وكنيسة واحدة، حيث على الجميع أن «يتوحَّدوا»، بل إنَّ شعار الوحدة نفسها ليرتفع إلى مرتبة الحقائق المقدَّسة، في حين أن حضارتهم هناك كانت وكأنما هي حضارة التنوع، المعبد الهندوكي خير مثلٍ يُجسِّده؛ فليس في المعبد كله بهو كبير واحد يَجمع الناس على صعيد واحد ليعبدوا إلهًا واحدًا، إنما المعبد مكون من أركان كثيرة في كل ركنٍ منها إله، هنا كريشنا، وهنا شيفا، حتى أسوكا الملك يكاد يكون معبودًا. وليست المسافة بين الإله والإنسان هناك بالغة الضخامة بحيث يبدو الكائن الإنساني مجرَّد حصوة أو رملة تخرُّ ساجدة أمام الجبل الأعظم. إنَّ الإله هناك أليف، حتى تماثيلُه صغيرة، التمثال منها لا يتعدى طوله المتر، والعبادة تتم بلا رهبة وبلا ركوع أو سجود وإنما هي تحية عابرة كالتي يُلقيها عابر سبيل إلى عابر سبيل. والنذور بسيطة، معظمها من فقراء وأكثرها لا يتعدى القرش. وإذا شئت أن تجعل طعامك أو شرابك مقدسًا فما عليك إلا أن تطعم فمَ الإله بعض هذا الطعام ليصير كله مقدسًا. وحتى المعابد الكبيرة أحيانًا لا لزوم لها بالمرة؛ فالإله مُمكن أن تعبده في بيتك، أو إذا لم يكن في البيت متَّسع — وغالبا لا يكون في البيوت الفقيرة متَّسع — ففي كل حارة أو حي هناك كوخ صغير لتمثال الإله.
•••
راودتْني أفكار كثيرة وأنا أجوس خلال الهند وتايلاند وقرى الصين في مستعمرة هونج كونج. كنتُ أحاول أن أعثر على تعريف دقيق لهذا النوع من الحضارات، أتكون حضارة الفقراء المتقشِّفين؟ أتكون حضارة الزهد؟ أتكون الحضارة الأحدث باعتبار أن حضارتنا الأقدم وباعتبارها عاشت طويلًا حتى كادت تشيخ، في حين أنهم هناك لا يزالون في مرحلة تقديس العجل أبيس أو البقرة المقدَّسة التي يرمزون بها أحيانًا للهند، بل إنهم يعبدون الهند نفسها باعتبارها الأم ومغادرتها أو السفر خارجها أمر مكروه وغير مُستحَب.
وعلى هذا العالم الآخر المختلف أقدمت أمريكا تُمثِّل قمة الجشع في عالمنا، وكان الصدام المروع بين الزاهدين والجشعين، بين من يرعبهم الموت باعتباره نهاية الأشياء كلها ومن يسعون للموت باعتباره الخلاص الأعظم، بين من يحيَون بالكفاف وللكفاف ومن يحيا الفرد منهم بأعظم مستوى للدخل في العالم، بين من يَشمئزُّون من أكل اللحوم ويتورَّعون عن ذبحها والتهامها وبين مَن هم على استعداد لالتهام لحوم البشر نفسها لو كانت تصلح مادة للطعام، أو لو كان في التهامها تفوُّق لإمبراطورية القوة الغاشمة التي يُحاولون تثبيت دعائمها في عالَمنا هذا.