المجتمع السليم

«وإذا اعتقدنا أن المجتمع قد يكون سليمًا وقد يكون مريضًا، وأن لذلك مقاييسَ محدودة معروفة، تحتَّم علينا أن نؤمن بأن لمشكلة الوجود الإنساني، أو غُربة الإنسان في الكون، ووَحشته في الوجود، وشذوذه بسيكولوجيته الخاصة عن كافة الكائنات؛ تحتَّم علينا أن نؤمن بأن لهذه المشكلة حلولًا صائبة وأخرى خاطئة، حلولًا تَفِي بحاجات النفس وأخرى لا تَفِي بها.»

ثَمة علاقةٌ بين الرفاهية والمَلل، بين التقدُّم الاقتصادي وحالات الانتحار والجنون والإدمان، ويُرجِع «إريك فروم» هذه العلاقة إلى الكيفية التي يُعامَل بها الإنسان في ظِل النظام الرأسمالي؛ فعلى الرغم من نجاح الرأسمالية في تحقيق رغد العيش على المستوى الاقتصادي، والديمقراطية على المستوى السياسي، فإنها أفرغَت الإنسان من كينونته؛ حيث فقَدَ مكانتَه السيادية في المجتمع، وأصبح خاضعًا لمختلِف العوامل، يتأثَّر بها ولا يُؤثِّر فيها، بل بات أيضًا منفصلًا عن عالَمه وعن الأشياء التي يستخدمها وعن إخوانه في الإنسانية؛ ومن ثَم يرسم هذا الكتاب صورةً جديدة مختلفة لمجتمع سليم، ترتكز على الاهتمام بالنواحي الإنسانية، وتُخضِع جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والثقافية لهدف واحد هو نُمو الإنسان والقضاء على الحياة الآلية التي يحياها.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ محمود محمود.

تحميل كتاب المجتمع السليم مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الإنجليزية عام ١٩٥٥.
  • صدرت هذه الترجمة عام ٢٠١٣.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

إريك فروم: عالِم نفس واجتماع وفيلسوف ألماني أمريكي، ويُعدُّ أحد أشهر المفكرين الغربيين في القرن العشرين. تركت أفكارُه وتحليلاته النفسية أثرًا كبيرًا في مجال علم النفس.

وُلِد «إريك سيليجمان فروم» عام ١٩٠٠م في مدينة فرانكفورت الألمانية، وهو الابن الوحيد لوالدَين يهوديَّين. تخصص في دراسة القانون أولًا بجامعة فرانكفورت عام ١٩١٨م، لكنه لم يكمل دراسته، وقرر الانتقال إلى جامعة هايدلبيرج من أجل دراسة علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة.

نال درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة هايدلبيرج عام ١٩٢٢م، وبعدها التحق بمصحة نفسية تابعة للجامعة نفسها؛ حيث تدرب على التحليل النفسي للإنسان والمجتمع، وساعدته الطبيبة النفسية «فريدا رايخمان» كثيرًا في هذا المجال، ومن خلالها استطاع التعرف على التحليل النفسي الفرويدي، وكانت هذه نقطة تحول كبيرة في حياته العملية والعلمية. استكمل دراسته للتحليل النفسي في معهد فرانكفورت للبحوث الاجتماعية عام ١٩٢٦م. بعد سنواتٍ، غادر ألمانيا هربًا من الإبادة النازية لليهود، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على جنسيتها.

اشتغل «فروم» بتدريس علم النفس في عددٍ من الجامعات منها: جامعة كولومبيا، ونيويورك، وميتشيجان، وييل، وكلية بنينجتون، كما درَّس في الجمعية المكسيكية للتحليل النفسي، وفي عام ١٩٤٢م ساهم في تأسيس فرع لمدرسة واشنطن للتحليل النفسي في نيويورك.

عُني كثيرًا خلال مسيرته العلمية الطويلة بدراسة الطبيعة الإنسانية، ولكن من منظور نفسي أخلاقي وروحي، وكان له الكثير من الآراء النقدية المعارضة للنظامين الشيوعي والرأسمالي، معتبرًا أن كليهما ينزِع عن الإنسان صفة الإنسانية، كما انتقد بعض نظريات عالِم التحليل النفسي «سيجموند فرويد» التي تدور حول الدوافع الإنسانية.

ومن أشهر مؤلفاته نذكر: «الهروب من الحرية»، و«التحليل النفسي والدين»، و«اللغة المنسية»، و«أزمة التحليل النفسي»، و«رسالة سيجموند فرويد: تحليل لشخصيته وتأثيره»، و«فن الوجود»، وغيرها من المؤلفات والأبحاث العلمية القيمة.

توفي «إريك فروم» عام ١٩٨٠م في مدينة مورالتو السويسرية.

رشح كتاب "المجتمع السليم" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤