الفلسفة طريقة حياة : التدريبات الروحية من سقراط إلى فوكو
«ليسَت المهمة الأولى للفيلسوف إيصالَ معرفةٍ موسوعية في شكلِ نسقٍ من القضايا والمفاهيم يعكس على التقريب نسقَ العالم، إنما ترمي الفلسفة إلى تحويل شخصية المرء وتعليم فن العيش؛ العيش حياة فلسفية. والعنصر الجوهري في الحياة الفلسفية ليس عنصرًا قوليًّا، بل هو عنصرٌ عملي؛ فالغاية من المبادئ الفلسفية هي تطبيق المبادئ.»
ليس الفيلسوف مَن يكتب في الفلسفة فحسب، بل مَن يتَّخذها فنًّا للعيش أيضًا؛ ولذا فإن كل مَن يعيش تحت مِظلَّة الفلسفة يُعَد فيلسوفًا، حتى إن لم يكُن له إنتاجٌ فلسفي مكتوب؛ فقد كان كثير من الفلاسفة القدماء لا يدوِّنون إنتاجَهم الفكري والفلسفي، وما وصَل إلينا منهم كان من تدوين تلامذتهم. وقد عكف «بيير آدو» في هذا الكتاب على دراسة نصوص هؤلاء الفلاسفة ومذاهبهم الفلسفية — خاصةً المذهب الأفلاطوني والرُّواقي والأبيقوري — التي تضمَّنت أساليبَ العيش في كنَف الفلسفة، والتي يمكِن من خلالها التعرُّف على أهم الأفكار والرُّؤى حول قيمة الحياة، وفَهم طبيعة الوجود، وإدراك مكانة الذات الإنسانية، والنظر إلى الأشياء من منظور كوني.