فدائيون وعصابات

تسخر مسرحية «الأسلحة والرجل لبرناردشو، من البطولة «الدونكشوتية» التي تلقي بنفسها في غمار الحرب دون استعدادٍ حقيقي، أو تفهُّم لحقيقة القوة التي تقاتلها، ومن ثَم فإن الهزيمة تكون هي النتيجة المؤكدة. وكانت تلك — عمومًا — صورة الإرادة العربية عندما فرض العنف نفسه سبيلًا أوحد لاستعادة الوجه العربي في فلسطين.

كان صدور قرار تقسيم فلسطين — كما يقول محمود رياض — «بمثابة إشارة لبدء النزاع المسلح في كافة أرجاء فلسطين؛ إذ بدأت العصابات الصهيونية في مهاجمة المدن والقرى الفلسطينية، وارتكاب المذابح لإرغام سكانها على الهرب، وإخلاء المنطقة اليهودية، حسب قرار التقسيم، بل وتجاوزها.»١

وشكَّل عام ١٩٤٨م معلمًا مهمًّا، وحاسمًا على المستويَين الرسمي والشعبي، فقد أعلن قيام دولة إسرائيل، ودخلت الجيوش العربية أرض فلسطين لتحريرها، وتعدَّدت — في الموازاة — حوادث النسف والتدمير ضد المنشآت اليهودية، مثل إلقاء طوربيد بين محلَّي شيكوريل وأركو، وقنبلة على داود عدس، ووقع انفجار أمام بنزايون وجاتينيو، وفي مبنى شركة أراضي المعادي، وجميعها مؤسسات يهودية، وحدث انفجار هائل في حارة اليهود، قُتِل فيه وأصيب ما يزيد عن ثمانين، وانهارت أربعة بيوت، وتصدَّعت ستة، وحوادث أخرى غيرها.

وحتى عام ١٩٤٨م، كان الفلسطينيون يسيطرون على ٨٢٪ من أرض بلادهم. وذكرت حولية إسرائيل٢ أنه «بحلول مارس كان كل من لم يكن مؤمنًا، يستطيع أن يجد مبررًا كبيرًا يدعوه إلى الاعتقاد بأن النهاية قد اقتربت»، وبدأت العصابات الصهيونية في الأول من أبريل ١٩٤٨م — بمعاونة معلَنة من السلطات البريطانية — هجومًا ضد المناطق العربية، بهدف إخلائها من سكانها.
لم تحقق قوات المتطوعين — لأسبابٍ عديدة — أيًّا من الأهداف التي انطلقت نحوها في أرض فلسطين، رغم تأكيد موشى ديان — حاكم القدس آنذاك — لبواعث تجنُّب اليهود محاربة الفدائيين في بيت لحم والخليل والقدس بأن «الفدائيين يحاربون بعقيدة أقوى من عقيدتنا، إنهم يريدون أن يستشهدوا، ونحن نريد أن نبني أمة، وقد جرَّبنا قتالهم، فكبدونا خسائر فادحة؛ ولذا فنحن نحاول — قدر الإمكان — أن نتجنب الاشتباك بهم.»٣
مع ذلك، فإنه في الفترة من صدور قرار التقسيم في ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧م حتى جلاء البريطانيين التام في مايو التالي، غادر أكثر من ٣٠٠ ألف عربي منازلهم وأراضيهم في المناطق الفلسطينية التي خُصِّصت لليهود، وتحوَّلوا إلى لاجئين، وانقضَّت الجماعات المسلحة الصهيونية على المنطقة المخصصة للعرب، فاحتلت أجزاء منها، وضمَّتها إلى الأراضي اليهودية، ومنها مدينتا يافا وعكا، فقد احتلت الأولى يوم ٢٦ أبريل ١٩٤٨م، واحتلت الثانية في ٤ مايو ١٩٤٨م.٤
وكانت مذبحة دير ياسين في أبريل ١٩٤٨م ذروة تلك الأحداث المأساوية، وكانت هي الدافع المباشر لأن تقرر الدول العربية، في ٢٥ من الشهر نفسه، إرسال جيوشها لإنقاذ الشعب الفلسطيني، بمجرد انتهاء الانتداب البريطاني في ١٥ مايو: «في هذه القرية [عدد سكانها ٧٥٠ فلسطينيًّا]، طرقت أبواب المنازل كما يطرق الآن باب نسرين [بطلة الرواية]، وقامت قوات عصابة أرجون زفاي ليومي الإرهابية، التي كان يقودها مهاجر بولندي اتخذ لنفسه اسم مناحم بيجين، بإبلاغ سكان القرية أن عليهم التزام منازلهم، ثم قامت هذه القوات — بمعاونة أفراد عصابة شتيرن والهاجاناه — بمهاجمة المنازل، وقتل جميع من بها في واحد من أفظع حمامات الدم التي عرفها التاريخ الحديث، اختطفت الأرجون ٢٥٠ طفلًا وشيخًا وامرأة، وقامت — أمام أعين الأهالي — بذبح الأطفال، وبقرت بطون الحبالى، وهتكت أعراض الفتيات، ثم مزقت أجسادهم جميعًا، وألقت بها في بئر القرية.»٥
ذكرت «النيويورك تايمز» (١٣/ ٤/ ١٩٤٨م) أن مجموع عدد الشهداء بلغ ٢٥٤ شهيدًا، ويصف الراوي (أحمد وداود) ما رآه: «الجثث، أشلاء الجثث، أصابع مقطوعة، بطون خرجت أمعاؤها، رءوس مفصولة، أجزاء من أطفال، يد طفل أو طفلة، ساق طفل أو طفلة، الموت في كل بيت، الرجال في المقدمة تمزقت أجسادهم، تهشَّمت الجماجم وتناثر ما بداخلها، كل جسم فيه مائة ثقب، والدماء تغطي الأرض، عليها وقع أحذيتهم. وبعد الرجال تأتي أجساد وأشلاء النساء، كان هناك وقت للتمثيل بالجثث، للهو بالأرحام والأجنَّة، لتقطيع الأحشاء، لإخراج العيون من مآقيها.»٦

كانت المذبحة إنذارًا مبكرًا — في تقدير الإسرائيليين — لطرد ما يزيد عن سبعمائة ألف عربي من أرض فلسطين، وإحلال مستوطنين يهود من أرجاء العالم مكانهم. وقد عبَّر بن جوريون عن معنى المذبحة في قوله «إنه تم دفع العرب عبر أنحاء البلاد، للاعتقاد في الروايات المتوحشة للمذبحة، واستولى عليهم رعب لا حدود له، دفعهم للفرار بحياتهم.»

وكان هجوم العصابات الصهيونية على حيفا (ديسمبر ١٩٤٧م) هو البداية الحقيقية لأحداث رواية غسان كنفاني «عائد إلى حيفا»، امتدت عمليات القتل والذبح والتدمير في كل أرجاء المدينة، ترك العرب الفلسطينيون بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، ولاذوا بالفرار خارج المدينة، حين عاد بطل الرواية إلى مدينته وبيته، بعد أن ضُمَّت الضفتان الغربية والشرقية عقب نكسة ١٩٦٧م، وجد شقته التي استولت عليها أسرة يهودية في الحال التي تركها فيها. الأقسى أنه عثر على طفله الرضيع بعد أن أصبح شابًّا مجندًا في جيش الدفاع الإسرائيلي، وكان قد نسيَه في غمرة الرعب الذي أحدثته الهجمات الضارية للعصابات الصهيونية.٧
ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن الزعماء العرب لم يوجهوا أية دعوات، أو أوامر — حسب الميديا لصهيونية — للعرب الفلسطينيين، كي يرحلوا عن أراضيهم، وأن الهجمات الصهيونية كانت هي الباعث الوحيد كي يترك الفلسطينيون بيوتهم وممتلكاتهم، ومحاولة الفرار بأنفسهم. ويشير بني موريس إلى خطة ترانسفير، كان قد أعدها بن جوريون في ١٩٤١م وفق نقاط محددة. فقد أكد إيمانه بمبدأ الترحيل، وأنه ضرورة لإقامة الدولة ذات المساحة الجغرافية الضيقة، وذهب إلى أنه ليس ثمة جريمة في مبدأ الترحيل القسري، وأن ينفذ الترحيل القسري لقسمٍ من السكان العرب خطوة مهمة. وأشار بن جوريون إلى أنه ليس من الضروري أن تجاهر الحركة الصهيونية بفكرة الترحيل القسري، لأسبابٍ سياسية، فقد يسيء ذلك التصرف إلى سمعة الحركة الصهيونية، لكنَّ الصمت الذي يجب أن يصاحب عمليات العصابات الصهيونية لا يحُول دون أن تعلن أطراف أخرى — أمريكا وبريطانيا على سبيل المثال — تأييدها لفكرة الترانسفير، وحذَّر بن جوريون من وجود مجموعاتٍ عربية كبيرة داخل الدولة اليهودية، مما قد يحدث تعقيدات يصعب مواجهتها في المستقبل.٨

عمومًا، فقد تواصلت الهجمات بأحط الوسائل، وأبشعها، حتى أعلنت بريطانيا — التي قامت بدورها على أكمل، وأقسى (!) وجه — إنهاء الانتداب، وبدأت جولة جديدة من الصراع بدخول القوات العربية النظامية أرض فلسطين.

•••

استمرت المعارك بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية حوالي الأشهر الستة، وكان تفوق الفلسطينيين واضحًا في الأشهر الأربعة الأولى، على الرغم من قلة ما كان في حوزتهم من المال والسلاح والذخيرة … ثم تبدَّلت الأوضاع تمامًا، وكان رأي أمين الحسيني أن الفلسطينيين يستطيعون مواجهة العصابات الصهيونية إذا تم إعدادهم جيدًا، وزُوِّدوا بسلاحٍ متطور، ومن ثَم فلا حاجة إلى إقحام الجيوش العربية النظامية في المعارك.٩
اتضح — بعد فترة قصيرة نسبيًّا — عدم قدرة القوات الفلسطينية وقوات المتطوعين العرب على مواجهة العصابات الصهيونية، لعدم توافر الإمكانيات من ناحية، وخاصة الأسلحة والذخائر، ولعدم وجود قيادة موحدة تقود هذه القوات من ناحية ثانية،١٠ وانتشرت شائعات بأن الملك فاروق سوف يصدر أمرًا بالإفراج عن جميع المساجين كي يحاربوا في فلسطين،١١ ويقول فوزي السيد: «إن موضوع فلسطين يتطور تطورًا خطيرًا، إن زعيم فلسطين يستغيث في طلب السلاح والمال لشعب فلسطين، وإلا فسوف ينجح اليهود في إقامة دولتهم.»١٢
يقول الراوي: «كانت أنباء المعارك بين اليهود والعرب، ونبأ سقوط عبد القادر الحسيني زعيم المناضلين الفلسطينيين، قد روَّع العالم العربي، وأفزع الجماهير، وألهب عواطفها. وكان الحديث عن وجوب الانتقام السريع يجري على كل لسان، وبدأت الدول العربية تتسابق في إظهار العزم على بذل كل جهد من أجل إنقاذ فلسطين من المصير الذي يُعَد لها، وأعلنت سوريا عن افتتاح معسكر لتدريب المتطوعين من أنحاء العالم العربي.»١٣
وسافر أول المتطوعين من مصر — فوزي السيد — إلى دمشق، للالتحاق بمعسكر التدريب الذي افتتحته الحكومة السورية.١٤
وحين عقدت الجبهة القومية (؟!) اجتماعًا في حي الأزهر، لدراسة الخطط اللازمة لتحرير الأرض الفلسطينية، كانت الجموع حاشدة بصورة لا مثيل لها من قبل إلا في يوم الجلاء،١٥ بل إن ما كان يحدث في فلسطين فرض نفسه حتى على القضية الوطنية. يؤكد الشيخ المهدي أن قضية مصر «ليست هي التي تشغلني الآن يا أستاذ فوزي، وإنما كارثة فلسطين.»
فيقول فوزي السيد: «معك كل الحق … وهذا سبب زيارتي لك اليوم.»١٦

•••

الفنان يضغط على أن الحزب الاشتراكي سبق الجميع في إرسال المتطوعين إلى فلسطين «وقد هال الحركة المحمدية [يقصد الإخوان المسلمين] ما أحرزناه من نجاحٍ في السبق بإرسال المتطوعين من كتيبة الدكتور خالد، فأعلنوا أنهم لم يتأخروا عن إرسال المتطوعين مثلنا بالطائرات، إلا لأنهم يعدون ألوفًا من المتطوعين، ويجهزونهم بالسلاح، وهو ما يحتاج إلى استعدادٍ ووقتٍ، حتى الحكومة رأت نفسها مضطرة أن تعلن عن افتتاح مراكز لتدريب المتطوعين في معسكرات الجيش.

وطلب عشرات من ضباط الجيش المتحمسين إجازة من الجيش، لكي يتطوعوا لإنقاذ فلسطين، وسرَّحت الحكومة ضابطًا عظيمًا، هو أحمد عبد العزيز، فألَّف كتيبة ضخمة، للاشتراك في حرب فلسطين.»١٧
لم تقتصر كتيبة أحمد عبد العزيز على المتطوعين من الضباط المصريين، فقد انضم إليها ضباط وجنود وشبان مدنيون من مصر وتونس ومراكش [المغرب] وليبيا والسودان وغيرها، تطوَّعوا لمحاربة العصابات الصهيونية.١٨
وكان دخول طلائع قوات المتطوعين إلى أرض فلسطين أمرًا بالغ الطرافة، وإن كان باعثًا على الأسى. فقد كانت منطقة بنت جبيل — بين فلسطين ولبنان — هي المنطلق إلى أرض فلسطين،١٩ وبدأت الرحلة عند منتصف الليل حرصًا على السرية التامة، لكن معظم أفراد القافلة ضلوا الطريق، وكادت تقع عدة كوارث، وحين أصبحوا على حدود فلسطين كان قد طلع عليهم النهار، وتساءل فوزي السيد: فيم كانت هذه المتاعب إذن بالليل؟٢٠

وقال الشيشكلي قائد الفوج لفوزي السيد: تعال انظر معي إلى قمة الجبل، أترى هذا المبنى العسكري؟ إنه نقطة حرس الحدود الإنجليزية.

– ولكن ألا ترى أنه إذا كنا قد أصبحنا ننظر إلى الإنجليز، فهم بدورهم ينظرون إلينا كذلك، ويحصون عددنا، ويقدرون أسلحتنا، ونحن نهيئ لهم الآن الفرصة الكاملة لكي يرسموا الخطة اللازمة لإبادتنا بمجرد اجتياز الحدود، أو — على الأقل — ليرشدوا اليهود إلينا، ويُعلِموهم بموقعنا وقوتنا؟»٢١

ثم بدأت الرحلة إلى داخل فلسطين، وكانت بالغة القسوة والصعوبة، والتقى المتطوعون بالموت مرات عديدة، وتحطم جهاز اللاسلكي، وفقدت القافلة معظم ذخائرها وأسلحتها، وما كادت الجماعات الضالة تصل إلى قرية الوصول، حتى تهاوى أفرادها إلى الأرض، وسلموا أنفسهم إلى نوم عميق.

وكان مجرد وصول القافلة — دون قتال — إلى القرية الفلسطينية، انتصارًا ساحقًا، على حد تعبير القاوقجي قائد جيش الإنقاذ.٢٢
يقول الفنان: «كان قد انقضى على فوزي قرابة أسبوعين، وهو بين جبال فلسطين، ولكن روحه المعنوية — في ختام هذين الأسبوعين — كانت قد وصلت إلى الحضيض، وزحف على نفسه شعورٌ غامضٌ بخيبة الأمل واليأس. لم يكونوا — حتى هذه اللحظة — قد خاضوا أية معركة مع اليهود، بل لم تقع بصائرهم على اليهود أو الإنجليز، وكل الذي فعلوه في هذين الأسبوعين، هو أن يحطموا أعصابهم وقواهم في عملية التنقل بين الجبال، عن غير طريق الدروب المسلوكة، وقد رفضت قرية «بيت جن» الدرزية أن تستضيفهم، بل رفضت حتى أن تقدِّم لهم الماء ليشربوا، وأخيرًا استقر بهم النوى في مكان اعتبره أديب الشيشكلي أنسب موقع يتخذ منه مركزًا لعملياته، بدلًا من قرية «بيت جن» التي رفض أهلها إيواء الفوج عندهم.»٢٣
أدرك فوزي السيد — ختامًا — أن عرب فلسطين الذين يعيشون مجاورين لليهود، ويعرفون مسالك الجبال، وشعابها، ومكامنها، وأخطارها، ويعيشون في حالة تأهب مستمر للحرب مع اليهود، هم أقدر الناس على القتال، على أن تزوِّدهم الدول العربية بالأسلحة والمعدات والخبراء والفنيين والمؤن والمهمات: «أما جلب المتطوعين من الخارج، متطوعين يضلُّون طريقهم بين شعاب الجبال، ويسيرون عشرات الكيلومترات، ليصلوا إلى قرية عربية يطلبون منها أن تأويهم، وأن تطعمهم، فهذا هو العبث الذي لا يراد به إلا مجرد التظاهر والادعاء. إن ما يجب أن يعمل فورًا، هو أن تتألف حكومة لعرب فلسطين، تتولَّى تجنيدهم وتدريبهم، والدفاع عن قراهم وبلادهم، ومهمة الدول العربية هي الوقوف خلف هذه الحكومة، بكل الإمكانيات المالية والعسكرية والسياسية.»٢٤
مع ذلك، فإن أشد ما تضايق منه فوزي السيد، تلك المضاربات والمشاحنات بين الفلسطينيين أنفسهم، حتى في معسكرات الأعداء لقتال اليهود، فأبناء كل بلدة يتعصبون لبلدتهم، ولا يقبل فلسطيني من نابلس رئاسة فلسطيني من بلدة جنين، واستنجد به قائد المعسكر ليخطب في الثائرين من أبناء البلاد الفلسطينية المتشاحنة، وكيف راح يندِّد بسلوكهم، وينذرهم إن لم يكفوا عن مشاحناتهم السخيفة، فسوف يخلع رداء العسكرية ويعود لبلاده، فمن العبث أن يهجر المتطوعون من العرب بلادهم وعائلاتهم وأسرهم لإنقاذ فلسطين، في الوقت الذي يتشاحن فيه أبناء فلسطين بهذه الصورة المزرية.٢٥
نهى (طريق العودة) تحدد بواعث مأساة قوات المتطوعين الفلسطينيين: إن أفراد هذه القوات كانوا يمتلكون عصيًّا، بينما كان اليهود يمتلكون المدافع، والمدفع يغلب العصا.٢٦
وتؤكد نهى: «إذا كان معي مدفع، فلن أضل أبدًا؛ سيكون طريق العودة إلى بيتي واضحًا.»٢٧
ويشير الراوي في رباعية داريل إلى أن «نسيم» اليهودي كان يهرِّب الأسلحة إلى فلسطين قبل نشوب الحرب.٢٨
ولا شك أن رباعية داريل دعوة صريحة إلى جعل أرض فلسطين وطنًا لليهود، أشير — على سبيل المثال — إلى قول ماونت أوليف لجوستين: «نعم يا جوستين، إنها فلسطين، لو استطاع اليهود أن يكسبوا حريتهم، فإننا جميعًا سنكون في يُسرٍ وهناء، إنها أملنا الوحيد.»٢٩
كما كسب اليهودي ليفي — حسب رواية الفنان — ملايين الجنيهات في عمليات توريد الأسلحة.٣٠

•••

ثمة جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس، كان أولهما يتشكَّل من متطوعين عرب بقيادة فوزي القاوقجي، بلغ عددهم خمسة آلاف مقاتل، يعانون غياب التخطيط والتنسيق مع القوات العربية الأخرى، أما ثانيهما فقد كان يتشكَّل من متطوعين فلسطينيين يقل عددهم عن عشرة آلاف، ويعانون أيضًا ضعف القدرة القتالية، بسبب نقص التسليح.

ويؤكد العقيد اللبناني محمد صفا أن جيش الإنقاذ أُعِدَّ «بتسرع وارتجال للقتال في محاربة ثورية، وكان — واستمر — لا يعرف هذا النوع من المحاربة، ولا مؤهلًا لها، وجرى توزيعه بناء على ذلك، لكن في تشكيلات لا هي نظامية ولا ثورية، وكانت نتيجة ذلك أعمالًا قتالية هزيلة، ومبالغات في ادعاءات وبيانات تجعل من الحبة قبة.»

يضيف العقيد اللبناني: «لقد فشل هذا الجيش ككل، لأننا كنا جميعًا، قادة وضباطًا وأفرادًا، مقصِّرين، ودون المستوى اللازم للنجاح، وإننا نجرم — بحق أجيالنا القادمة — إذا نحن ثابرنا على سياسة الكذب والتضليل، وعلى تحميل الآخرين تبعات فشل لم يحصل إلا نتيجة لما كنا نعانيه من عجز وتقصير.»

فشل جيش الإنقاذ في كل مكان حلَّ فيه، وخاصة في الجليل، خسر في عكا وشفا عمرو وصفد والناصرة، وأنهى وجوده — أخيرًا — بالخروج مطرودًا من فلسطين، بعد كارثة المنارة.٣١

•••

يقول الراوي (حتى مطلع الفجر) إن الإخوان المسلمين وصلوا إلى تل أبيب، ولولا تدخل الجيوش العربية، وقيادات الاستعمار، والأسلحة الفاسدة، والتلاعب بالهدنة، لأصبحت إسرائيل في خبر كان.٣٢

ويشير الراوي إلى الدور الذي أسهم به الحكام العرب في صنع المأساة: الملك فاروق، والأمير عبد الله، والحاج أمين الحسيني، وعبد الرحمن عزام، والنقراشي، ورياض الصلح، ومزاحم الباجهجي، وحكومة عموم فلسطين؛ ثمة من جاء إسهامه بحسن نية، أو بسذاجة، وثمة من شارك في أداء الدور المطلوب منه بإدراكٍ ووعي.

أما بالنسبة للحكومة المصرية، فلم يكن الضباط يستطيعون الاشتراك في الحرب، إلا إذا أعلنت الدولة الحرب رسميًّا، واشترك الجيش فيها؛ لذلك فقد انهالت طلبات التطوع من ضباط الجيش، يؤكدون فيها أنهم على استعدادٍ للاستقالة، والإحالة إلى الاستيداع، حتى تُتاح لهم فرصة السفر إلى ميدان القتال بأسلحتهم.٣٣
رفضت الحكومة — لفترة طويلة — أن يسافر الضباط إلى ميدان القتال، مزوَّدين بغير البنادق، وبذل الضباط جهودًا لإقناع المسئولين بأن البنادق وحدها لا تكفي، وأن السفر بغير مدافع يُعَد انتحارًا، حتى وافقت الحكومة — أخيرًا — على تزويد المتطوعين بعددٍ من المدافع.٣٤
وحين وصلت سيارات القوات المتطوعة إلى العريش، بدأ رجال الصيانة في فحصها، ليفاجئُوا بأنها — دون استثناء — قديمة ومستهلَكة، قد تصلح لتكون «تاكسي أرياف»، لكنها — بالقطع — لا تصلح للسير في ميدان القتال، وكان رأي الضباط أن «الذهاب إلى الحرب بسياراتٍ كهذه نوعٌ من الانتحار.»٣٥
مع ذلك، فإن كتيبة الشهيد أحمد عبد العزيز دخلت إلى أرض فلسطين في ٢٧ أبريل ١٩٤٨م، وبها عدد كبير من أعضاء تنظيم الضباط الأحرار،٣٦ وتبعهم أعداد من الضباط والمواطنين الذين كان يُشرِف على تدريبهم الرائد محمود لبيب، وبلغ عدد قوات المتطوعين المصريين حوالي الألف مقاتل (٨٠٠ متطوع، و٣٥٠ متطوعًا يشكِّلون كتيبة الإخوان المسلمين)٣٧ وكان سيد غيث واحدًا من شهداء معارك العصابات، قبل أن تبدأ الحرب النظامية.٣٨

كانت تلك بعض صور العمل العربي على مستوى الأفراد والهيئات في سبيل تحرير الأرض الفلسطينية، أما صورة العمل العربي على مستوى الحكومات — والحكومة المصرية في الدرجة الأولى — فلعلنا نجدها في رواية يوسف السباعي «طريق العودة» التي سنعرض لها في فقراتٍ تالية.

ويقول أنور السادات: «والذي أفادته حركة الجيش من هذه الرحلة، رحلة المتطوعين إلى أرض القتال، لا يمكن تقديره بحالٍ من الأحوال … فقد كانت هذه الرحلة وحدها كافية لكي تخلق في كل ضابط قدرًا من السخط يكفي لكى يدفعه دفعًا إلى الموت، في سبيل تغيير الأوضاع القائمة في البلاد، إذا حدث أن عاد من الحرب سليمًا.»٣٩

•••

في رواية «أرض النفاق» أراد الراوي أن يجرِّب تأثير مسحوق الشجاعة، وقفزت إلى ذهنه — بلا سابق تفكير — مشكلة فلسطين «وأحسست بفرحة شديدة، إني إذا استغللت شجاعتي من أجل فلسطين، فلا شك أني أكون قد وضعت الشيء في موضعه.»٤٠
الراوي يعرض للفترة التي تسبق دخول القوات الحربية النظامية «لقد سمعت من صاحب لي عائد من فلسطين أنه ليس مع أهلها سلاحٌ يُحمَل، وأن معظم المقاتلين هناك عزل بلا سلاح ولا ذخائر، وأن المعارك التي بدأت في أول الأمر ليس بها شيء مما نعرفه عن المعارك الحربية، بل هي أشبه بمعركة بين شاة وقصاب، قصاب يهودي قد شحذ سكينه، وشاة عربية لا حول لها ولا قوة.»٤١
في المقابل، كان الوضع العربي سلبيًّا للغاية، وكما قالت إحدى الصحف آنذاك، ففي «الوقت الذي كان عرب فلسطين يحترقون بقنابل اليهود، وبيوتهم تُدمَّر، لا ترى في الشام غير الخطابات والمظاهرات وصور المتطوعين. وفي الوقت نفسه، لم يُرَ من وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة، سوى صور الاحتفالات والولائم والخُطب التي يتوعدون بها الصهاينة ومؤيديهم، وهذا كله لم يعُد بشيء على عرب فلسطين.»٤٢
وكتب عصام الدين حفني ناصف في دراسته المخطوطة: «لقد طال الانتظار بالجماهير المتوترة الأعصاب، ولمَّا تعمل الحكومة شيئًا، وقد كان الموظفون شرعوا يجمعون التبرعات لمجاهدي فلسطين، فإذا الحكومة تطالعهم ببلاغٍ رسمي تستمهلهم به حتى تضع نظامًا لجمع التبرعات، ففهموا أنها ستفرض عليهم ضريبة كالتي فرضتها عليهم — يومًا — باسم الدفاع الوطني، ولكن النظام المنشود لم يُوضَع بعدُ، ويخشى الموظفون أن يكونوا قد أحسنوا الظن، وأساءوا الفهم، فلبثوا ينتظرون على غير طائل، الوقت يمر، ولم نرَ بعدُ جيوشًا تقاتل، ولا طائرات تساقط، ولا مدافع تقذف، ولا جيوشًا تقاتل، ولا مجندين يدرَّبون، ولا عتادًا يُرسَل إلى المجاهدين، ولا أموالًا تُجمَع لتُنفَق في إمدادهم بالميرة والذخيرة، ولا بعثات طبية تُبعَث لإسعاف جرحاهم، ولم نتبيَّن من أمارات المجد غير الخُطب النارية، وهي إن زادت عن الحد، انقلبت إلى الضد، فأدَّت إلى فتور الحماسة، وتطرق الشك واليأس وذيوع الشائعات المقلقة. فلتنهض الحكومة بواجباتها، فتدعو إلى الجهاد، وتسن قانونًا يحفظ للمتطوعين من الموظفين مناصبهم ورواتبهم، وقانونًا يعفي شباب المجاهدين من الخدمة العسكرية، ولتنفق من ملايين الجنيهات، ما يقتضيه إنقاذ فلسطين، فإن العدو يجمع مئات الملايين من الدولارات، ويشتري بها السفن والطائرات والذمم، ولتفرض الحكومة من الضرائب ما يعوضها مما تنفقه.»٤٣

•••

إذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي قد أنشئ — بصفة رسمية — في ٢٧ يونيو ١٩٤٨م، فإن القوة العسكرية الإسرائيلية كانت قد تكوَّنت — بصورة فعلية وغير رسمية في آن — قبل ذلك بفترة طويلة، جماعات صغيرة تعاني نقص التجهيز والسلاح، استطاعت أن تستغل كل الإمكانات والظروف المتاحة، حتى حصلت على أضعاف ما منحه لها قرار التقسيم، وأن تحتل — يومًا — كل الأراضي الفلسطينية، فضلًا عن أراضٍ في مصر وسوريا ولبنان. وقد قدَّر أتلي رئيس وزراء بريطانيا (١٩٤٦م) في خِطاب بمجلس العموم، قوات اليهود المسلحة بما لا يقل عن سبعين ألفًا مزوَّدين بذخائر وأعتدة ووسائل حربية حديثة، وبكمياتٍ وافرة.٤٤
تركزت الاستراتيجية الإسرائيلية في الأشهر الستة التي سبقت إنهاء الانتداب البريطاني، وبدء دخول الجيوش العربية أرض فلسطين … تركزت تلك الاستراتيجية في عدم إعلان «دولة إسرائيل إلا بعد أن تكون القوات الصهيونية قد احتلت معظم المناطق الرئيسة والحيوية في فلسطين تحت حماية الانتداب البريطاني، وبهذا الشكل تضمن لنفسها في المستقبل، في مواجهة الجيوش العربية، مزيدًا من حرية العمل والأمن لعملياتها.»٤٥

•••

يقول قاسم إسحق (طريق النسر): «الليلة سيعلنون الأحكام العرفية، بالتأكيد في منتصف الليل تمامًا، الليلة ستتحرك جيوشهم إلى أرض فلسطين، هل عندها سلاح كافٍ؟ هل عندها تدريب كافٍ؟ هل هناك إعداد فكري ونفسي للعساكر الذين يروحون ربما لكيلا يعودوا؟ أبدًا، أبدًا، ليس هناك شيء من هذا كله.»٤٦

وحتى دخول الجيوش العربية أرض فلسطين، فإن الوضع لم يكن في صالح العرب، لعدة اعتبارات:

  • إن الحكومة البريطانية كانت تحاول — بطريقة وبأخرى — إمالة الميزان لصالح العصابات الصهيونية، بحجة أنها هي المسئولة عن حفظ الأمن في فلسطين، ولا تسمح للقوات الأجنبية أن تتدخل.

  • كانت قوات المجاهدين تعاني قلة التدريب والتسليح، في الوقت الذي لم تكن تواجه فيه العصابات الصهيونية وحدها، وإنما التدخلات العسكرية البريطانية أيضًا!

    وكما يقول الراوي (أحمد وداود) فلم يكن المقاتلون العرب يستطيعون الحصول على السلاح من المعسكرات الإنجليزية، فكل ما فيها يتدفق إلى أيدي اليهود، وحاول العرب من ثَم نقل السلاح والذخائر من سيناء.٤٧
  • لم يكن لدى القيادة السياسية أو العسكرية المصرية استراتيجية، ولا خطط، ولا حتى خرائط للطرق، ولمواقع العدو.

وأكد اللواء المواوي — الذي اختير قائدًا للقوات المصرية في فلسطين: «هذا فخ تنصبه بريطانيا للجيش المصري لكي تُثبِت عجزه، ولا يمكن دخول حرب لأن الجيش لم يقم بأية مناورة منذ سبعة عشر عامًا، وقد توزَّعت مهامه للاحتفال بسفر المحمل، أو المولد النبوي، ومرة لمقاومة الفيضان لحساب وزارة الأشغال، ولمقاومة وباء الكوليرا لحساب وزارة الصحة، أو لمقاومة المظاهرات لحساب وزارة الداخلية، وأخيرًا لمواجهة إضراب رجال البوليس.»٤٨
يقول محتشمي زايد (يوم قتل الزعيم): «لم نكن نرى الجيش إلا يوم المحمل»٤٩ ويقول حسنين (بداية ونهاية) لأمه: «إذا حان موعد الاحتفال بالمحمل، فسيُتاح لكِ — ولنفيسة — فرصة باهرة لتشاهداني على صهوة جوادي على رأس فرقة الفرسان.»٥٠
وكان أول ما قام به رئيس هيئة أركان حرب الجيش الجديد (١٩٥٠م) — بعد توليه منصبه — أنه أشرف على الترتيبات العسكرية التي أُعدَّت في بعض الشوارع، بمناسبة افتتاح البرلمان!٥١
ولعل الدلالة واضحة — ومؤسفة — في تغيير قادة الجيش — أذنابه! — قسم الضباط من: الله، الوطن، الملك، إلى: الله، الملك، الوطن.٥٢
في المقابل، كانت العصابات الصهيونية منظمة إلى حدٍّ كبير، وكانت أعداد كبيرة منها قد انتظمت في الجيوش النظامية للحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، فضلًا عن نجاحها في الحصول على السلاح من الشرق والغرب في آنٍ.٥٣

•••

قال مراد لنهى: لا أعرف لماذا لا نقتل هؤلاء الكلاب، ونفنيهم عن آخرهم، بل لا أعرف لماذا تركتموهم يطردونكم من دياركم، لماذا لم تطردوهم أنتم وتريحونا؟

قالت نهى: لم يكن معنا سلاح.

قال مراد: كان يجب ألا تتركوا بيوتكم أو تموتوا فيها، لو أنكم كلكم بقيتم هناك، لعرفتم كيف تُوجِدون بينهم طابورًا خامسًا، أو مقاومة شعبية، تسهِّل عمل مَن بالخارج، ولما تركتمونا نعمل الآن كأننا نحاول أن نغزو دولة معادية، بدل أن نستعيد وطنًا مغزوًّا.٥٤

وكما نرى، فقد أهمل الضابط مراد التأثيرات السلبية التي عاناها الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها — بالطبع — مذابح دير ياسين وغيرها.

ومن المهم أن نشير إلى اعتراف النقراشي — في بيان له بمجلس الشيوخ — بأن موقف الفلسطينيين كان رائعًا في الذود عن بلادهم، ولفت أنظار العالم.٥٥

لقد أعطت الجيوش العربية الشعب الفلسطيني — بدخولها فلسطين — إجازة إجبارية من النضال، بينما هو لم يتوقف عنه يومًا، منذ تبدَّت المطامع الصهيونية في أرض وطنه، وكانت تلك الإجازة الإجبارية ذروة النتائج السلبية الخطيرة التي تمخض عنها دخول الجيوش العربية فلسطين.

هوامش

(١) الاتحاد، ١٩/ ٨/ ١٩٨٥م.
(٢) حولية إسرائيل، ١٩٥٠-١٩٥١م.
(٣) حلمي سلام، دقات الأجراس، ٥٨.
(٤) الحرب والسلام في غرب آسيا، ٣٨-٣٩.
(٥) الخرز الملون، ٣٤.
(٦) أحمد وداود، ١٣١.
(٧) غسان كنفاني، عائد إلى حيفا، دار العودة، ١٩٦٩م.
(٨) الأهرام، ١١/ ٧/ ٢٠٠١م.
(٩) مذكرات الحاج أمين الحسيني.
(١٠) مذكرات محمود رياض، الجمهورية، ١٩/ ٨/ ١٩٨٥م.
(١١) نجيب الكيلاني، في الظلام، الشركة العربية للطباعة والنشر، ١٦٥.
(١٢) واحترقت القاهرة، ٢٢٤.
(١٣) المصدر السابق، ٢٤٣.
(١٤) المصدر السابق، ٢٤٦-٢٤٧.
(١٥) المصدر السابق، ٢٤٤.
(١٦) المصدر السابق، ٢٣٣.
(١٧) المصدر السابق، ٢٨٢.
(١٨) الخرز الملون، ٢٠.
(١٩) واحترقت القاهرة، ٢٤٨-٢٤٩.
(٢٠) المصدر السابق، ٢٣٥.
(٢١) المصدر السابق، ٢٥٣.
(٢٢) المصدر السابق، ٢٧٤.
(٢٣) المصدر السابق، ٢٧٥.
(٢٤) المصدر السابق، ٢٨٠.
(٢٥) المصدر السابق، ٢٥٠.
(٢٦) يوسف السباعي، طريق العودة، الشركة العربية للطباعة والنشر، ١٩٦٥م، ٧.
(٢٧) المصدر السابق، ٧٠-٧١.
(٢٨) لورانس داريل، ماونت ليف، ت. فخري لبيب، دار سعاد الصباح.
(٢٩) المصدر السابق، ٢٥١.
(٣٠) فتحي غانم، الأفيال، روز اليوسف، ١٤٦.
(٣١) الحرس الوطني، نوفمبر ١٩٨٨م.
(٣٢) كامل سعفان، حتى مطلع الفجر، ٩٢.
(٣٣) أسرار الثورة المصرية، ١٩٦.
(٣٤) المرجع السابق، ١٩٩.
(٣٥) المرجع السابق، ٢٠١.
(٣٦) مذكرات كمال رفعت، ٥٥.
(٣٧) مذكرات محمود رياض، الجمهورية، ١٩/ ٨/ ١٩٨٥م.
(٣٨) أمين ريان، مقامات ريان، هيئة الكتاب.
(٣٩) أسرار الثورة المصرية، ٢٠٠.
(٤٠) أرض النفاق، ٨١.
(٤١) المصدر السابق، ٨٢-٨٣.
(٤٢) القبس، ١٦/ ١٢/ ١٩٤٧م.
(٤٣) المرجع السابق.
(٤٤) مذكرات الحاج أمين الحسيني.
(٤٥) الحرس الوطني، يونيو ١٩٨٧م.
(٤٦) طريق النسر، ٢٣٦-٢٣٧.
(٤٧) أحمد وداود، ١٠٥.
(٤٨) كيف سقطت الملكية في مصر؟، ١٧٠.
(٤٩) نجيب محفوظ، يوم قتل الزعيم، مكتبة مصر، ٧٨.
(٥٠) بداية ونهاية، ٢٧٦.
(٥١) حلمي سلام، دقات الأجراس، ١٤٦.
(٥٢) حلمي سلام، أيامه الأخيرة، كتاب الهلال، ١٣٩.
(٥٣) من بيان النقراشي في مجلس الشيوخ، الطليعة، مارس ١٩٧٥م.
(٥٤) طريق العودة، ٢١٥.
(٥٥) الطليعة، مارس ١٩٧٥م.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥