الخدم … تكوين في الصورة

لا شك أن الخدمة في البيوت هي — على حد تعبير إبراهيم عامر — «أدنى فرص العمل للفقراء الذين لا تتوفر لهم فرص العمل الأفضل والأكرم.»١ كان شحوب التصنيع، والأوضاع الاقتصادية السيئة، عاملًا في اتساع ظاهرة الخدم. كان الخدم بُعدًا هائلًا في تركيبة المجتمع المصري، وحين لاحظ الأب عدم وجود خادم في بيت ابنه، نصحه بأن يبحث له عن خادم: «لا تعِش هكذا، إنها عيشة كلاب.»٢
والعادة أن الخادمة تأتي من القرية لتخدم ناس المدينة.٣ وبالتحديد، فإن مشكلة الفقر في الريف عامل مباشر لعمل الأطفال خدمًا في المدينة.٤ وكان بعض الأمهات في القرية يأتين إلى بيت أليفة رفعت، حين كانت تقضي وقتًا في بيتها بالقرية، وتستعد للعودة إلى القاهرة، يرجونها أن تأخذهن بمقابل اللقمة النظيفة.٥ الخادمة — كما يقول الفنان — تخدم في بيوت القادرين لتأكل ما تشتهي، وتلبس ثيابًا جديدة، وتظفر — من وقت لآخر — ببعض النقود.٦ وقد عاد الصغير بدراوي (الحب في أرض الشوك) من المدرسة ذات مساء، ليجد أخته ذات السنوات التسع قد غادرت القرية. يلح في السؤال، فيعرف أن ابن الطبيب البيطري أخذها لتشتغل في بيته، في المدينة. وتواجه الأم غضبه بالقول: لا حيلة لأبيك، فقد هدد ناظر الخواجا بحرمانه من الفدانين إذا لم يعطهم البنت!٧ وجاء وقت كانت فيه كل العمارات تضم خادمة، أو خادمتين، إحداهما كبيرة، والأخرى صغيرة تحت التمرين، فإذا تزوجت الكبرى يومًا، حلَّت الصغرى محلها.٨ وكان للخدم في القاهرة — مثل كل الطوائف — مشايخهم، يفتح كل شيخ دكانًا يستقبل فيه من يحتاجون إلى خدم. يدفع كل من يأخذ خادمًا قرشًا أو ثلاثة قروش، في مقابل أن يضمن الشيخ الخادم الجديدة، فإذا سرقت الخادمة من سيدها شيئًا، فإنه يتقاضى تعويضًا من الشيخ، سواء استرد المسروقات من الخادم أو لم يستردها!٩ ويشير حسين (خادمك المليونير) إلى مكتب عم أحمد المخدم، ويقول: «تجارة الرقيق لا تزال، ويخطئ من يزعم أن إبراهام لنكولن قد أحدث في الدنيا حدثًا، فهذا سوق رقيق.»١٠
يقول جوبلو Goblot «إن البرجوازية تهتم اهتمامًا كبيرًا بحفظ المساحة التي تفصلها عنها، كما تفعل مع خدم المنازل.»١١ كان غالبية الخدم يعملون بلا أجر، ولم يكن لهم حق الحصول على ثياب خاصة بهم، وإنما هم يلبسون الثياب القديمة التي يهبها لهم سادتهم. ولم يكن لهم كذلك حق الحصول على فراش يسندون إليه جنبهم، لكنهم ينامون في المطبخ، أو في الطرقة المفضية إليه، على ملاءة قديمة، أو ما شابهها. وقد تعدَّدت الخادمات اللائي عملن في بيت الست لطيفة. عشرات الفتيات طردتهن من الخدمة في بيتها لأسباب متعددة، أهمها أنهن جميعًا لا يعترفن بالفروق الواضحة بين السادة والخدم، ولا يقنعن بالأجر الضئيل، ولا بالطعام القليل، ولا يرضين بالإهانة والتأنيب.١٢ وكانت مشكلة زهيرة (الوارثة) جمالها الذي صار شؤمًا عليها؛ ظلت تنتقل من دار إلى دار، ولعنة الجمال تطاردها حيثما ذهبت، وحقد سيدات البيوت التي خدمت فيها يطاردها، حتى استقر بها المقام في بيت تاجر، أهمل — وزوجته — شائعات السوء، وهيآ المأوى للفتاة.١٣
كان الخادم يعمل بلا حق، وبلا كرامة، وبلا تطلُّع حتى إلى تحقيق المستوى الأدنى من الحياة، وكان يتعرض لأبشع أساليب الاستغلال والاستبداد والمهانة. فإذا كان فتاة، فإنها عرضة للاعتداء الجنسي من أحد سادتها، وكان من السهل — ربما إلى بداية الستينيات — التساؤل في دهشة: «الخدم؟ هذه مشكلة سهلة، إنهم من كثرتهم كالهم على القلب.»١٤ ويتحدث الراوي (رجال ونساء ذلك الزمان) عن الخادمة روحية، أول من علَّمته الشبق، وأدخلته التجربة.١٥ وتؤكد الإحصائيات الرسمية أن عدد الخدم — هؤلاء الذين يستأجرهم أشخاص آخرون لكي يقوموا لهم بالخدمة المنزلية — بلغ في ١٩٥١م ثلاثة ملايين شاب وفتاة، وكان مجموع تعداد الشعب المصري عشرين مليونًا.١٦

•••

الخادم (قصة: زينب) تكنس، وتمسح، وتنفض، وتلمع الخشب، وتُحاسَب حساب الملكين، عقب عودتها من السوق، وتحمل السلة وراء سيدتها، وقد تبعث بها السيدة إلى الجارة، تستلف منها بعض ما ينقص عن البيت.١٧ فإذا حلَّ موعد النوم، مضت إلى المطبخ، أو فرشت شلتتين متلاصقتين تحت بطانية خشنة.١٨ وكان «السيد» يدرك أن إيقاظه للخادم سيكون صعبًا؛ لأنها تذهب إلى النوم بعد أن يهدها التعب.١٩ ومع أن متاعب الولادة هدَّت حَيْل الخادمة فاطمة (النوم على الجانب الأريح) فإنها أقبلت على عملها بجدٍّ وحماس، حتى لا تظن سيدتها أنها لم تعد قادرة على القيام بأعباء عملها بعد الإنجاب، فتفكر في أن تأتي بخادمة أخرى بدلًا منها، وتفقد المصدر الوحيد لقوتها.٢٠ وتجيب مبروكة (الرجل الذي فقد ظله) عن سؤال السيدة الكبيرة: اسمي مبروكة، فتلكزها أمها كأنها ارتكبت جرمًا كبيرًا: خدامتك مبروكة، وكلنا خدامينك يا ست!٢١ وكان الخدم في بيت آل شداد (قصر الشوق) يتناولون أدنى الأجور، ويأكلون أقل الطعام، وإن كسر أحدهم طبقًا، خُصِم ثمنه من مرتبه.٢٢ وكان «العايق» (أيام الإنسان السبعة) يُلحِق بناته بالخدمة في بيوت أهل البندر، ثم يسافر لتحصيل أجورهن، وحمل ما سرقته البنات له من هذه البيوت!٢٣ وتعدد أنيسة (أنيسة وأربعة رجال) لأمها أنواع المخدومين: «ناس يكونوا بيشخطوا كتير … ناس يكونوا بيرجعوني بالحاجة اللي اشتريها … ناس ابنهم الكبير يشيل من فوقي الغطا بالليل، وكلهم نايمين.»٢٤ وكالعادة، فإنه حين أخذ عبد الخالق (زهر الليمون) من أمه، دون أن يستأذنها، اتهمت الأم الخادم سعدية، وضربتها حتى سال منها الدم، وهربت البنت بعد أن أقسمت أنها لا تعرف شيئًا عن النقود، وقررت ألا تعود أبدًا.٢٥ وعندما صارح الابن (الحاجز) أمه برغبته في الزواج من فتاته سميرة، قالت الأم في ذهول: سميرة مين يا منيل؟ دي خدامة … ورثت الخيبة من أبوك! كان برضه بيسيبني ويجري ورا الخدامين! ورغم أنه كان يحب سميرة، فإنه تخلى عن وعده لها، ودخل في قوقعة أنانيته.٢٦

•••

وربما يصلح الخادم مبروك (عودة الروح) أساسًا، نناقش — من خلاله — إغفال الفنان للجانب الاجتماعي. العادة أن تُلغى الفروق بين السادة والخدم في مجتمع القرية، وكما تنمحي الفروق بين أماكن المعيشة في القرية، فإنها تنمحي بين من يعيشون في هذه الأماكن حتى بين الإنسان والحيوان على اختلافه.٢٧ وكانت الخادم آمنة (دعاء الكروان) تلعب مع خديجة بنت المأمور، وترافقها إلى كتَّاب القرية، دون أن تشاركها التعلم، وترافقها حين يأتي المعلم قبل الغروب ليعطيها الدرس دون أن تتلقَّى الدرس معها «كنت لها خادمًا، ألحظها من بعيد، وأجيبها إلى ما تريد، ولا أشاركها في أي شيء مما تعمل به.»٢٨
وعلى الرغم من أن مبروك لم يكن خادمًا عاديًّا — على حد تعبير الفنان — فهو رفيق الصبا لأفراد الأسرة، وهو الذي لاعب في الصغر حنفي وعبده وسليم، ونشأ معهم في الدلنجات، ويأكل معهم على نفس المائدة، وينام في نفس الحجرة.٢٩ ومع أن عبده يدافع عنه: ومبروك مش بني آدم؟ ومبروك مش واحد منا؟ ومن إمتى مبروك له معاملة غير معاملتنا؟ من إمتى ظهر التمييز ده في البيت؟ … وعلى الرغم من أفراد «الشعب» تركوا في يده مصروف البيت ليتولى هو الإنفاق، بعد أن اتضح تبذير زنوبة في جريها وراء السحر والشعوذة والتنجيم سعيًا وراء العرسان: فليحيا مبروك! يعيش مبروك! بطوننا معتمدة على الله وعليك يا مبروك أفندي! على الرغم من ذلك، فإن مبروك ظل هو مبروك بقفطانه القذر الممزق، ونظراته المختلسة إلى ثياب محسن الجديدة الثمينة، والعيشة الأدنى بين أولئك الذين يعايشهم عيشة الأهل، فلا يحاول التعليق على قول زنوبة: «أنت في زمانك كنت فلاح في الدوار، تنام وتقوم مع الجحش والعجلة والجاموس، داحنا اللي جبناك البندر، وهيَّأناك ومدَّناك، وعلمناك سكن البيوت، وبقيت بني آدم.»٣٠ ويؤكد التفرقة قول زنوبة حين وقع نظرها على مبروك وهو يرقد في سرير المستشفى، مشابه لما يرقد فيه أفراد الشعب: جاتك نيلة يا مبروك! صبرت ونلت، ونمت على آخر الزمن في سرير بحق وحقيق. فقال مبروك: أنت واخدة بالك؟! ثم أضاف: بقا أما أقولك … أنا خلاص جتتي خدت على نوم السراير، وشرفك وشرف أمي ما أنام بعد النهاردة على الترابيزة الخشب إياها. أنتم بلا قافية استغفلتوني وحسبتوها عليَّ سرير. والحق أن مبروك يبدو راضيًا بهوانه الطبقي، مستسلمًا له؛ فعلى الرغم من المساواة المظهرية بين أفراد الشعب، إلا أنه حتى السرير الذي كان ينام عليه مبروك لم يكن سوى ترابيزة من الخشب، بحيث أعلن — يومًا — أنه لن ينام إلا على سرير مثل أسياده تمامًا، في لهجة هي أقرب إلى الدعابة البريئة، منها إلى الاحتجاج الساخط. وعندما تواجهه زنوبة بأنه كان ينام ويقوم مع الجحش والعجلة والجاموسة، ثم أصبح — بفضلهم — بني آدم، فإنه ينظر إلى قولها كأمر مسلَّم به، دون أن تبدو عليه بادرة ضيق. تنفجر فيه زنوبة: اخرس بقى! أنت كمان يا خدَّام يا لوَّاص يا لحَّاس الأصحن! فيقول ببساطة: وأنا قلت حاجة؟!٣١ حتى اللحظة الإنسانية الوحيدة التي يدرك فيها مبروك حقيقة وضعه الطبقي بين أفراد الشعب، لا يبين الفنان عن كنه مشاعره، ويكتفي بأن يداخله إحساس بشيء لا يفهمه. لقد خفض «مبروك الخادم بصره خجلًا، وجعلت أصابعه تلعب بأزرار قفطانه القذر الممزق، وأحس في أعماق قلبه أشياء لا يفهمها، وشعر بدافع خفيٍّ يدفعه إلى اختلاس النظر لثياب محسن الجديدة، الثمينة، غير أن شيئًا آخر جعله يغض من بصره، ثم إذا الدافع يدفعه ثانية إلى النظر سرًّا إلى ثياب محسن الجديدة الثمينة. وكانت تلك النظرات بريئة ساذجة لا تؤدي أي معنًى، ولكن فيها بعض الخضوع والانكسار والكآبة! ولعل ذلك على غير علم منه! ولعله كان يحس في تلك اللحظة بشيء من الفرق يجب أن يظل موجودًا بينه وبين أولئك الذين يعايشهم — منذ أمد — عيشة الأهل! إلا أنه لم يفطن لشيء من هذا، ولم يدرك قَط شيئًا، إنما هو مجرد إحساس سريع مرَّ كالبرق.»٣٢

وفي المقابل منذ ذلك، كان أفراد الشعب يدركون هوة الطبقية التي تفصل بينهم وبين مبروك. فزنوبة تنتهز الفرصة لمواجهته بحقيقة وضعه، وعبده الذي كان يدافع عنه، ما يلبث أن يعلن — في صراحة قاسية — بعد أن أضاع مبروك نصف المصروف في شراء نظارة: الغلطة غلطتي، اتغشيت، كنت فاكر إنه بني آدم … لكن صحيح طول عمر الخدام خدام. وكان بقية أفراد الشعب يكتفون بترديد شعارات «المساواة» دون أن تجد سبيلها إلى الواقع.

•••

وعلى النقيض من شخصية مبروك، تتبدى شخصية الخادم عبده في رواية عبد الرحمن الشرقاوي «الشوارع الخلفية». إن عبده يحرص على عدم مناداة أحد بلفظة «يا سيدي»، ويخلص في اهتماماته السياسية إلى حد إبداء رغبته في التطوع للقتال ضد غزو الفاشية الإيطالية للحبشة، ثم يسهم في الثورة عندما يشارك في طبع المنشورات، ويقوم بتوصيلها إلى أماكنها المحددة. واللافت أن عبده في المدينة كان استمرارًا لأبيه في القرية، فقد كان أبوه يتكفل بالبهائم عند الحاج خليفة، ويحسب نفسه واحدًا من البيت، فلا يتقاضى أجرًا، وإنما يزرع من الأرض نصف فدان لحسابه نظير عمله هو في البلد، وعمل ابنه في القاهرة، بالإضافة إلى أن عبده كان يتقاضى ٥٠ قرشًا في الشهر، لا يصرف منها شيئًا؛ لأن أبناء الحاج خليفة يتكفلون بكل نفقاته، حتى بمصروفه الشخصي.٣٣ وكان عبده يقرض الشيخ عبد الحي أحيانًا، يقول لعبد العزيز: اسكت … اسكت … الشيخ عبد الحي بيتقهر قوي لما أقول له يا شيخ عبد الحي … أنا عارف أقول له إيه أمال؟ أقول له إيه يا خواجة؟

يقول عبد العزيز متسليًا: قل له يا سيدي.

ويهز عبده رأسه متحرجًا، مضطربًا، في استكبار: حضرتك عارف إني ما بقولش لحد أبدًا كلمة يا سيدي دي.

وكان عبده — بالفعل — يرفض أن يقول لفظة «يا سيدي» لأحد، وكان يرفض الاعتراف بأنه خادم: «قال خدام قال؟! أنا خدام أنا؟!» وكان يشعر بالمساواة التامة بينه وبين الآخرين، حتى إنه يقول للضابط الذي يطلب معلومات عن الشيخ عبد الحي المعتقل سياسيًّا: «اكتب يا حضرة الضابط إنه ما وردش على شارعنا، ولا حا يورد عليه، واحد أطيب من الشيخ عبد الحي … أنا بأقول أهه … والشهادة لله.»

بالإضافة إلى ذلك، كان عبده يجاهد ليتعلم القراءة والكتابة، ويظن أن الزمن رماه في الشارع ونسيه، ويتمنى أن يعود إلى بلده، يزرع ويريح نفسه من وجع الدماغ في المدينة التي يبيعون فيها كل شيء، حتى الماء والنور والقراءة والكتابة. وكان يتوقد بالطموح، ويحلم بأن يترك الخدمة، ويعمل «تمرجيًّا» عند الدكتور عبد العزيز بعد تخرجه. وواتته الفرصة لتحقيق حلمه، ولو أن ذلك حدث لفترة قصيرة، عندما اشتغل في مطبعة الأسطى عبد المعبود، بعد أن أُلقي القبض عليه. وكانت له كذلك اهتماماته السياسية الجادة، فهو يجري وراء بائع الجرائد، يسأله عن آخر أخبار الثورة في فلسطين، ويتوق لأن يذهب إلى هناك ليحارب الإنجليز، ويرمي بهم في البحر من بر الشام كله، ومن بر النيل أيضًا. ولا يكاد يرى عبد المعبود حتى يلاحقه بالسؤال، ليعرف منه آخر ما حدث في حرب الحبشة. فإذا فرغ من كل هذا، جلس يتهجى في جريدة، أو في صفحات الكتاب الذي يعلِّمه منه الشيخ عبد الحي. ويدرك عبده حقيقة الاجتماعات التي كان يعقدها الشيخ عبد الحي في بيته، ومن ثَم يُعِد الشاي، له ولرفاقه، في حماسة، ويحرس الطريق، ويتأكد دومًا أنه لا يوجد على أية ناصية للشارع رجل غريب يراقب، ثم أصبح كالنملة، يحمل المنشورات من المطبعة إلى شقة عبد الرافع، مزهوًّا بأنه يحمل أسرارًا خطيرة، يستطيع أن يكتمها.

وبقدر ما كان الإحساس بالفارق الطبقي يلف أفراد «الشعب» في نظرتهم إلى الخادم مبروك، فإن ذلك الإحساس لا يتبدَّى على الإطلاق في العلاقة بين أبناء خليفة في «الشوارع الخلفية»، وبين الخادم عبده: «عبده هذا، تربَّى معهم، جاءوا به من البلد وهو غلام منذ أكثر من عشرة أعوام، وأوصاهم أبوه أن يعاملوه كواحدٍ منهم، وأنَّب عبد اللطيف — يومًا — لأنه سمعه يناديه «يا ولد»، وأفهمهم أن عبده هذا قريبهم، وأنهم هم وعبده يلتقون عند أحد الجدود.» وحذَّرهم «من إذلال الفقراء الذين يخدموننا، فهذا شيء لا يليق بأولاد الناس الطيبين.» وذكَّرهم أبوهم إذ ذاك أنه يأكل — أحيانًا — على صينية واحدة مع الرجال الذين يشتغلون له ويخدمونه. وظل يروي لهم وصايا الإمام علي بن أبي طالب وسيرته مع الذين لم يوسَّع عليهم في الرزق. وفي الحق أن عبده كان يتعامل مع عبد العزيز وإخوته كأنه واحد منهم، مسئول عنهم. فهو يعرف ما في جيب عبد العزيز أكثر مما يعرف عبد العزيز نفسه، وهو يقف معهم في ساعات الطعام، يسمع أحاديثهم، ويشترك معهم، ويعلق على الموقف السياسي. وعندما تسوء حالة شوقي المالية يقرضه عبده في السر، وشوقي هو الآخر يخرج معه — أحيانًا — إلى سينما الأهلي بالسيدة زينب، ويحكي له كثيرًا مما يحدث في المدرسة، وهو الذي اشترى له من مصروفه الخاص كتاب «القراءة الرشيدة»، وأقنع عبد الحي بأن يعلِّمه. وكثيرًا ما يترك شوقي المذاكرة؛ ليستمع إلى عبده وهو يقرأ، ويصحح له قبل أن يذهب إلى درس عبد الحي. واللافت أن الخادم عبده (قلوب خالية) هو الوحيد من بين شخصيات الرواية الذي تأثر لمأساة الخادمة ألطاف الدامية.٣٤

•••

وربما تكون الإشارة إلى شخصية مبروكة في رواية فتحي غانم «الرجل الذي فقد ظله» خروجًا على مسار «القضية» التي تعرض لها هذه الفقرات، لكن مبروكة تُعَد — في رأيي — ذروة الرفض للمهانة الطبقية.

بدأت مبروكة حياتها، وهي لا تعلم طبيعة عملها، ولا معنى أن تكون خادمة، تسألها الست الكبيرة عن اسمها، فتجيب: اسمي مبروكة، فتلكزها أمها كأنها ارتكبت جرمًا كبيرًا: «خدامتك مبروكة، وكلنا خدامينك يا ست.»٣٥ ثم بدأت مبروكة تفيق إلى الواقع المحيط بها، وحاولت أن تتغلب على ذلك الواقع بآمال لا تحد. كانت تحسد سعاد على حبها لأحمد، وحب أحمد لها، وسعت للتقرب من مدحت حتى يتقدم إليها، ويتزوجها. لم يخطر ببالها — لحظة — تلك الطبقية التي تحتم عليها أن تظل خادمة، وأن يظل الآخرون سادة. وفي اليوم الأول لعملها في بيت عبد الحميد السويفي، شعرت نحوه بتعالٍ وكبرياء «كأني من طبقة أرفع عنه، كأني راتب بك.»٣٦ ونظرت إلى أرجاء البيت في سخطٍ وهي تتساءل: هل هذا هو البيت الذي سأعيش فيه؟ الموت أهون من الحياة هنا. هذه عشة دجاج … زريبة … ماذا يتوقعان مني؟ أن أمد يدي إلى هذه القذارة؟! إني لا أجد مكانًا أستطيع أن أضع فيه حاجاتي وملابسي النظيفة؛ كل شيء قذر، قذر، مستحيل أن أبقى في هذا البيت.»٣٧ وبعد أن أحكمت مبروكة سيطرتها على قلب عبد الحميد السويفي، ثار تساؤل جديد: «ما قيمة هذا الذي أنا فيه؟ ما قيمة سيدة بلا سيد؟ امرأة بلا رجل؟ صاحبة بيت، وصاحب البيت عاجز، يعلن كل يوم هزيمته وعجزه.»٣٨ ثم رفضت قول عبد الحميد السويفي لابنه — من ورائها — «البت مبروكة»: «يقول عني أنا البت … البت مبروكة … أنا التي يتوسل إليها … أنا التي يبكي هزيمته على صدرها … أنا التي يقبِّل أصابع قدميها … أنا التي أضربه على قفاه، وأدفعه، وأصرخ فيه: ابعد عني خلاص أنا زهقت منك … أنا التي يسلِّمها معاشه أول كل شهر، ثمانية عشر جنيهًا وسبعة وثمانين قرشًا ومليمين، ويطلب مني أن أصرف كما أشاء، ألبس كما أشاء … ويقول لي: أنا معنديش غيرك، لا عندي ولد ولا أهل ولا حد في الدنيا غيرك يا حبيبتي.»٣٩ وأصبحت الخادمة، الخادمة الثائرة، زوجة، وذلك ما فعله مصيلحي في رواية يوسف جوهر «أمهات في المنفى» حين فاجأ الجميع — وهو الموظف الكبير — بأن أقدم على الزواج من خادمته، بعد أن ماتت زوجته.٤٠ لكن آمالها ظلت في نمو؛ بدأت العلاقة بينها وبين يوسف هي التي تزعجها، كانت تريد أن تحطم ذلك الحاجز الذي يفصل بينهما: حاجز الخادم والسيد «أريد أن يعرف أن كل ما أتمناه هو أن أتحدث معه، وأبادله أفكاري وعواطفي، وأستمع إليه، وأقول له، ونضحك معًا، ونخرج معًا.»٤١ ثم بدأت تفكر في أن تدعو أمها لزيارتها: «أريد أن أرى في وجهها الفرحة بهذا الزواج، الفرحة التي افتقدتها، أريد أن أرى النظرة، وأسمع الكلمة التي تؤكد لي أني قد ارتفعت وأصبحت سيدة.»٤٢ ولما جاءت أمها لزيارتها — تلبية لرسالة منها — تبخرت كل الصور التي داعبت خيالها قبل أن تأتي «ووجدتني أواجه مخلوقة لا صلة لي بها، وحديثها يرهقني، وندمت على أنها جاءت، وتمنيت لو سافرت إلى قريتها في الليلة نفسها؟»٤٣ وقالت لأمها أن ترفض الخادمة الصغيرة يأسًا من قذارتها وقبحها وجهلها، فأظهرت الأم دهشتها، وواجهتها بالحقيقة المؤلمة: «ما هو أنتِ كنتِ زيها يا بنتي يوم ما جبتك مصر.»٤٤ وأدركت مبروكة أنها قد فشلت في إعادة أية صلة لها بأمها، وبالقرية وأهلها «إن مجرد مواجهتي لهم تثيرني وتستفزني، ففضَّلت أن أبتعد عنهم، وأكتفي بذكراهم، وحنيني إليهم في الخيال.»٤٥ لكن رفض مبروكة للمهانة الطبقية تحوَّل — شيئًا فشيئًا — إلى رغبة في السيادة، ولو بإسقاط كل ما ينتمي إليه ماضيها وحاضرها، فهي — كما رأينا — تخجل من أمها حين تزورها، وهي تحرص أن تقطع كل صلة بينها وبين أهلها وقريتها، وهي تنفر من الصغيرة نفيسة، ولا تسمح لها بالجلوس أمامها حتى لا يؤثر شكلها القبيح في خلقة المولود. وبعد وفاة عبد الحميد السويفي — زوجها — تنصحها الأم بالعودة إلى القرية، فتنظر إليها في شراسة: «أهكذا أتخلى عن كل شيء، وتضيع أيامي وأحلامي، ويضيع مستقبل ابني، وأعود إلى القرية كما جئت؟! الموت أهون من هذا، لن أعود إلى القرية، لن أترك بيتي، أنا لست مبروكة الفلاحة الفقيرة، لست مبروكة الخادمة، أنا مبروكة زوجة عبد الحميد أفندي، أنا أم إبراهيم.»٤٦ وطبيعي أن أسرة راتب بك قد استنكرت تلك الزيجة، ووجدت فيها أمرًا معيبًا، برغم أن قرابة عبد الحميد السويفي لم تكن وثيقة جدًّا. ولما زارت مبروكة الأسرة — بعد وفاة زوجها — قابلتها السيدة الصغيرة بجفاء واضح، واكتفت بأن دسَّت في يدها جنيهًا.٤٧
ثم اتخذ رفض مبروكة أسلوبًا آخر، فهي لم تعد — بعد أن تعرَّفت إلى شوقي وأحبته — تريد المساواة لذاتها، بل عهدت إلى نفسها بمسئولية أن يقف شوقي على قدميه «بكل حماسه وثقته بنفسه وحيويته» … «يوسف ده مين كمان عشان يخاف منه، والله أروح له الجرنال وأوريه.»٤٨ وقد ظلت مبروكة — حتى بعد سقوطها — هي الوحيدة التي تتحدى يوسف عبد الحميد السويفي، حتى بعد أن أصبحت ريري. الكل صار في حمايتها: شوقي، سعد عبد الجواد، شهدي باشا، محمد ناجي … ما عدا مبروكة «إنها تتحداني، البغي، الخادمة … لو تموت!»٤٩

•••

قد تذوب الخادمة — أو الخادم الذكر بالطبع — في نسيج الأسرة التي تعمل لديها، فتصبح واحدة منها، ذلك ما عاشه مبروك، رغم كل العوامل المثبطة. في «عودة الروح»؛ لقد أصبح واحدًا من أفراد «الشعب»، يواجه نفس الظروف والتحديات، رغم قوله في لحظة إحباط «صحيح طول عمر الخدام خدام.» حتى سنية يشارك الجميع تطلعهم لاستمالة قلبها. ذلك أيضًا ما عاشه عبده (الشوارع الخلفية)، ولم تعد أم حنفي (السكرية) خادمة، فقد اندمجت في الأسرة، بتوالي الأحداث، حتى ورثت عنها همومها.٥٠ وهو ما تحقق كذلك — رغم ظروف معاكسة — لمبروكة (الرجل الذي فقد ظله) وهنادي (دعاء الكروان). وعمومًا، فعندما يكبر الخدم في بيوت سادتهم، قد ينسون أنهم وُلِدوا في بيت آخر غير الذي كبروا فيه، مثل أمينة في «سكون العاصفة»،٥١ وقد لاحظت الإنجليزية إليزابيث كوبر أن النساء المصريات كن يتعاملن دون تكلف مع خادماتهن اللائي يدخلن ويخرجن من الغرف دون استئذان، وربما تدخلن في النقاش دون حرج. وكان وضع بعض الخدم في داخل الأسرة كأنه أحد أفرادها، وربما تتزوج الخادم زوجها في السر، ويظل الزواج سرًّا، فلا يُعلَن إلا بعد وفاة الزوج.٥٢

•••

ثمة أُسر أخرى تتحدد نظرتها إلى الخادمة في إطار من الدونية «يستطيع أن يحصل على ما يعطيه السيد له، لا أن يأخذ لنفسه من السيد ما يرفض أن يعطيه. يظل الخادم حرًّا في أن يظل خادمًا، لكنه لا يستطيع أن يصبح سيدًا. ويظل السيد حرًّا في أن يظل سيدًا دون أن يتنازل عن خادمه.»٥٣ وقد اعتاد ليمو (الواد ليمو) منذ عمل خادمًا، أن يستيقظ مع الديكة، ليعمل كالحمير حتى ينام أهل البيت جميعًا، وبعد أن يناموا.٥٤ وأخطر ما تخشاه الخادمة عندما تبدأ الغيرة تتسلل إلى نفس سيدتها منها، بعد أن تلمح بوادر إشفاق من الزوج الطيب — أو العكس! — على الخادمة الصغيرة الحلوة.٥٥ وكانت مشكلة الخادمة الصغيرة (من كان بلا خطيئة) أنها لم تدخل بيتًا إلا ووجدت فيه من يراودها عن نفسها؛ فإذا أمنت هذا الشر، لم تأمن شر الغيرة من سيدة البيت.٥٦ وربما لا تجد الخادمة الجميلة عملًا؛ لأن سيدة البيت تخشى منها على زوجها، أو على أولادها.٥٧ وعندما حاول منير أفندي (مجرد ثقة) استمالة خادمته حسنة، فإنها قررت أن تترك العمل في بيته، لكن الواقع الذي تحياه أسرتها، وحاجتها إلى المرتب الذي تتقاضاه، عادا بها إلى بيت منير أفندي، وهي لا تستند إلا على ثقتها بنفسها.٥٨ وكانت لحظات السعادة عند الصغير عبد الخالق المسيري (زهر الليمون) حين تلعب معه الخادمة سعدية التي تكبره بعام أو عامين، في الطين، أو تتركه يتحسس جسدها.٥٩ الخادمة الصغيرة هي بداية تعرُّف محمود (الغبي) إلى الحياة الجنسية.٦٠ وإقامة — أو محاولة إقامة — علاقة مع الخادمة، نجدها عند ياسين (بين القصرين) في الحصار الليلي الذي فرضه حظر التجول، فهو يحاول مع الخادمات في بيت أبيه. وقد أحبَّت ربيبة أحمد محجوب (كان طفلًا فصار شابًّا) ابن مخدومها في طفولته كأم حنون، فلما صار شابًّا جميلًا، أحبته كعشيقة مدلهة.٦١ وأقامت عنايات (الربيع القادم) علاقة جسدية مع مخدومها وابنه في آن معًا، ثم ظهرت المفاجأة المذهلة بإقامة عنايات علاقة جسدية مع الأبناء الذكور الثلاثة.٦٢ ولم تنشغل الأم (الضفيرة السوداء) أن كان ابنها الشاب على علاقة بخادمة الأسرة، لكنها انزعجت لما شكت في قيام علاقة بين ابنة الخادمة وبين ابنها، فمن يدري؟ ربما يحبها، ويتزوجها، وتحدث كارثة! أما الأم في قصة «الولد نجح» فقد لاحظت اشتداد الميل الجنسي لابنها، فاستقدمت خادمة من البلد ليفرغ فيها شهوته.٦٣ ومارست أزهار في بعض فترات حياتها، دور الخادمة التي أحبها سيدها الصغير، ثم اعتدى عليها، وأصبحت شبه زوجة له، فإذا تحركت الثمرة في أحشائها، طردها من البيت. الواقعة تتكرر في العديد من الإبداعات الروائية والقصصية: الذئب، والترحيلة، على سبيل المثال.٦٤ واعتادت الخادمة (خادمة) غزل مخدوميها، حتى تربى لها ذوق خاص في كل منهم، وكانت تهجر بيتًا إلى بيت آخر، لمجرد أن صاحب البيت لا يعجبها، أو أنها ملَّته، أو لأنها تعرفت إلى مخدوم آخر استهواها. مع ذلك، فقد كان شاغلها أن تصبح — يومًا — إنسانة لا مجرد خادمة!٦٥ وظلَّت زكية الحنش — لفترة — خادمًا عند إحدى الأسر، ثم غادرت بيت الأسرة لتهيم على وجهها، وباعت جسدها لمن يدفع، قبل أن تعمل في كباريه، وتنتظم أوضاعها المادية والاجتماعية حتى تكوِّن — في النهاية — شركة للإنتاج السينمائي.٦٦ وكانت مرزوقة (ميرفت هانم) واحدة من الخادمات اللائي انتقلن — دفعة واحدة — إلى طبقة السراة بعد اشتغالهن بالفن.٦٧

•••

ثمة البك الذي يُعجَب بقروية، فيقرر أخذها إلى القاهرة بحجة العمل مربية لأولاده، نجده في مسرحية توفيق الحكيم «الصفقة» عندما يصر حامد بك على أخذ مبروكة، ويهدد بعدم التخلي عن الصفقة لو لم يقبل الفلاحون طلبه، وما تذكره الصبيَّة (من كان بلا خطيئة) أنها انتُزعَت من بين صديقاتها في الحارة قسرًا لتعمل كخادمة، وظلت تنتقل من بيت إلى آخر.٦٨ والخادم في قصة «نظرة» ليوسف إدريس هي الخادم في قصة «فتاة في المدينة» لمحمد أبو المعاطي أبو النجا، تلك التي تقف تتفرج على فتيات في مثل سنها يلعبن على الحبل، ثم تمضي عائدة إلى البيت بما اشترته من البقال قبل أن تشعر سيدتها بتأخرها.٦٩ ظروف الطفلتين تشبه ظروفًا لطفلة (شربات) شُلَّت ذراع أبيها، فانقطع رزقه، واضطرت زوجه للعمل في البيوت، وأخرج كبرى بناته شربات من المدرسة، وألحقها خادمة عند إحدى الأسر. وعانت شربات؛ فهي تصحو في الفجر قبل أن تشبع من النوم، وتنام — في الليل — آخر الجميع، وتقضي يومها في تلقي الأوامر: شربات … هاتي للبنت تشرب … شربات اغسلي الأطباق … شربات امسحي الأرض … نظفي السفرة … انزلي اشتري كراسة للولد … انزلي هاتي شيكولاتة … هاتي رغيفين … إلخ، وظلت شربات تحلم بالعودة إلى المدرسة.٧٠ وقد تشابهت ظروف سيدة (نحن لا نزرع الشوك) مع ظروف مبروكة (الرجل الذي فقد ظله) من حيث تطلعهما للإفلات من الواقع الطبقي. وحين حاولت كل منهما أن تجاوز ذلك الواقع، فإنها اصطدمت بالرفض أحيانًا، وبالغدر والاحتيال أحيانًا أخرى. تقول مبروكة: «كانت أمنيتي في حياتي أن أهزمه، أن أضطره إلى الاعتراف بأني سيدة ولست خادمة، وها هو يدوس بقدميه ويصعد فوق تعاستي.»٧١ وعلى الرغم من اختلاف التفصيلات في رحلة مبروكة، فإنها انتهت النهاية نفسها التي تنتهي إليها رحلة الخادمة في الرواية المصرية والقصة المصرية، انتهت إلى الجريمة والضياع. وفي المقابل من الخدم الذين يرفضون واقعهم، يبدو جعفري خادم الأستاذ عبد الله القاضي (قاع المدينة) مثل الكلب في ولائه وإخلاصه. إنه «من أولئك الناس الذين لم يكتفوا بالقناعة بمصيرهم، بل عبدوا ذلك المصير وبجَّلوه. كلمة «سيدي» عندهم لها قداسة ووقع، وحاجة السيد كحاجة الله أرفع من أن تمتد إليها يد.»٧٢
والحق أن خدم المنازل كانوا تأكيدًا لفقر مجموع الفلاحين. وكلما تحقق للفلاحين مستوًى معيشي أفضل، أصبحوا في غير حاجة لتأجير أبنائهم وبناتهم كخدم في البيوت. وهو ما تحقق بعد ذلك بعشرات الأعوام، وبالذات منذ امتص التصنيع الأيدي العاملة الرخيصة. من هنا، تأتي ملاحظة السيدة أن الخادمات قلَّت أعدادهن للغاية، وبالكاد يمكن الحصول على واحدة منهن.٧٣

هوامش

(١) إبراهيم عامر، الثقافة العربية، العدد العاشر، السنة الأولى.
(٢) محمود البدوي، امرأة في الجانب الآخر، الأعمال الكاملة، هيئة الكتاب.
(٣) سعد مكاوي، الشبكة، كلمات في المدن النائمة، هيئة الكتاب.
(٤) عبد الله الطوخي، في ضوء القمر، ٩٢.
(٥) منى أبو سنة، تحقيق الذات في أدب المرأة المصرية والألمانية، مكتبة الأنجلو المصرية، ١٠٠.
(٦) محمد كمال محمد، شيء صغير، شيء لا أملكه، دار النيل.
(٧) المصدر السابق.
(٨) سليمان فياض، الذئبة، الأعمال الكاملة.
(٩) إنجليزي يتحدث عن مصر، ٢٤.
(١٠) خادمك المليونير، ٣٨.
(١١) دراسات في الطبقات الاجتماعية، ١١٥.
(١٢) نقولا يوسف، الست لطيفة، مواكب الناس، دار نشر الثقافة بالإسكندرية.
(١٣) بنت الشاطئ، الوارثة، الهلال، أبريل ١٩٥٣م.
(١٤) يحيى حقي، حجاب لدوام المحبة، فكرة فابتسامة، هيئة الكتاب.
(١٥) توفيق عبد الرحمن، رجال ونساء ذلك الزمان، دار البستاني، ٢٠٠٦م، ١١.
(١٦) الثقافة العربية، العدد العاشر، السنة الأولى.
(١٧) سليمان فياض، زينب.
(١٨) نجيب محفوظ، الربيع القادم، الشيطان يعظ، مكتبة مصر.
(١٩) طه حسين، دعاء الكروان، دار المعارف بمصر، ١٩٧٦م، ٩.
(٢٠) سلوى بكر، النوم على الجانب الأريح، عجين الفلاحة، سينا للنشر.
(٢١) الرجل الذي فقد ظله، ١: ١٣.
(٢٢) قصر الشوق، ١٦٨.
(٢٣) أيام الإنسان السبعة، ١٠٧.
(٢٤) صبري موسى، أنيسة وأربعة رجال، حادث النصف متر، الكتاب الذهبي.
(٢٥) علاء الديب، زهر الليمون، هيئة الكتاب، ٢٤.
(٢٦) محمود البدوي، الحاجز، الأعرج في الميناء، هيئة الكتاب.
(٢٧) دعاء الكروان، ١٢١.
(٢٨) المصدر السابق، ١٨.
(٢٩) عودة الروح، ١: ٢٩.
(٣٠) المصدر السابق، ١: ١٥٤.
(٣١) نفسه، ١: ١٨٤.
(٣٢) نفسه.
(٣٣) الشوارع الخلفية، ١٦٧.
(٣٤) عبد الرحمن الشرقاوي، الشوارع الخلفية، الشركة العربية للطباعة والنشر، ١٩٥٨م، ١٨٢.
(٣٥) الرجل الذي فقد ظله، ١: ١٣.
(٣٦) المصدر السابق، ١: ٤٧.
(٣٧) نفسه، ١: ٥١.
(٣٨) نفسه، ١: ٧١.
(٣٩) نفسه، ١: ٧٣.
(٤٠) يوسف جوهر، أمهات في المنفى، هيئة الكتاب، ١٩٩٤م، ٢٣٣.
(٤١) الرجل الذي فقد ظله، ١: ١٠٥.
(٤٢) المصدر السابق، ١: ١٠٦.
(٤٣) نفسه، ١: ٩٥.
(٤٤) نفسه، ١: ٩٥.
(٤٥) نفسه، ١: ٩٥.
(٤٦) نفسه، ١: ١٠٤.
(٤٧) نفسه، ١: ١٠٧.
(٤٨) نفسه، ١: ١٥٠.
(٤٩) نفسه، ٤: ٢٣٧.
(٥٠) السكرية، ٧.
(٥١) محمد عبد الحليم عبد الله، سكون العاصفة، ٥١.
(٥٢) سهير القلماوي، لقاء مع بطلة قصة تافهة، الليلة الثانية بعد الألف، هيئة الكتاب.
(٥٣) إبراهيم عامر، الثقافة العربية، العدد العاشر، السنة الأولى.
(٥٤) إسماعيل جبر، الواد ليمو، رسالة إلى مجهول، هيئة الكتاب.
(٥٥) يحيى حقي، ذكريات دكان؛ أم العواجز، الكتاب الذهبي.
(٥٦) عبد المعطي المسيري، من كان بلا خطيئة، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
(٥٧) لقاء مع بطلة قصة تافهة.
(٥٨) محمد صدقي، مجرد ثقة، الأيدي الخشنة.
(٥٩) علاء الديب، زهر الليمون، هيئة الكتاب، ٢٣.
(٦٠) فتحي غانم، الغبي، روايات الهلال، ١٠٧.
(٦١) محمد تيمور، كان طفلًا فصار شابًّا، مؤلفات محمد تيمور، المكتبة العربية.
(٦٢) نجيب محفوظ، الربيع القادم، الشيطان يعظ، مكتبة مصر.
(٦٣) يوسف جوهر، الولد نجح، شيء كان ممنوعًا، هيئة الكتاب.
(٦٤) قصتان من مجموعة أمين يوسف غراب «هذا النوع من النساء».
(٦٥) إحسان عبد القدوس، خادمة، منتهى الحب، ٢٦.
(٦٦) يوسف السباعي، زكية الحنش، الشيخ زعرب وآخرون.
(٦٧) أمين يوسف غراب، ميرفت هانم، آثار على الشفاه.
(٦٨) من كان بلا خطيئة.
(٦٩) محمد أبو المعاطي أبو النجا، فتاة في المدينة، الأعمال الكاملة، هيئة الكتاب.
(٧٠) يوسف الشاروني، الزحام، دار الآداب ببيروت.
(٧١) الرجل الذي فقد ظله، ١: ١٢٦.
(٧٢) يوسف إدريس، قاع المدينة، أليس كذلك؟، مركز كتب الشرق الأوسط.
(٧٣) سلوى بكر، نونة الشعنونة، زينات في جنازة الرئيس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥