أحداث فلسطين
صدر الكتاب الأبيض الإنجليزي يقرُّ بفكرة تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق: عربية، ويهودية، وثالثة تحت الانتداب البريطاني. ورغم أن الكتاب الأبيض صدر لاكتساب ثقة العرب بعد وعد بلفور، الذي أعطى لليهود حق إقامة دولة صهيونية في أرض فلسطين، فإنه ثبَّت فكرة إقامة تلك الدولة، وهو ما أثار الرأي العام في الأقطار العربية؛ فقد رفض مجرد تصور إقامة «دولة غريبة» في منطقة قوامها من العرب.
ولم يفلح القمع الإنجليزي في إسكات الثورة، حتى بدأت نذر الحرب العالمية الثانية في نهايات ١٩٣٨م، وبدايات ١٩٣٩م، وتوسَّط الملوك والرؤساء العرب لعقد هدنة، توصلًا إلى التسوية.
ونشرت «الأهرام» (٢٥ يناير ١٩٣٨م) نبأ مشروع لنوري السعيد، يرمي إلى توحيد فلسطين وإمارة شرقَي الأردن والعراق، على أن يُتاح لمليونَي يهودي الهجرة إلى الأقطار الثلاثة بعد توحيدها.
•••
تكوَّنت لجنة مصرية برلمانية للدفاع عن فلسطين برئاسة محمد علي علوبة باشا، دعت إلى مؤتمر برلماني عربي «لمقاومة مطامع الصهيونية في فلسطين، والدفاع عن حقوق العرب.» وبدأت أولى جلسات المؤتمر في يوم الجمعة ٧ أكتوبر ١٩٣٨م، وأعلنت قراراته في يوم الثلاثاء ١١ أكتوبر ١٩٣٨م، وتدعو إلى:
-
(١)
اعتبار تصريح بلفور باطلًا من أساسه، ولا قيمة له في نظر العرب والمسلمين.
-
(٢)
ضرورة منع هجرة اليهود لفلسطين من الآن منعًا باتًّا.
-
(٣)
رفض تقسيم فلسطين على أي نحوٍ، والتمسك ببقائها قطرًا عربيًّا.
-
(٤)
ضرورة إنشاء حكومة وطنية دستورية، بمجلسٍ نيابي منتخَب بالتمثيل النسبي من العرب واليهود، وعقد معاهدة تحالف ومودة بين إنجلترا وفلسطين ينتهي بها الانتداب.
-
(٥)
العفو العام الشامل عن المتهمين والمحكوم عليهم في حوادث الثورة الفلسطينية، وإطلاق سراح المعتقلين والمسجونين، وإعادة جميع المُبعَدين والمنفيين السياسيين.
-
(٦)
حث ملوك وحكومات الأمم العربية والإسلامية وشعوبها على العمل لتنفيذ هذه القرارات بكافة الوسائل الممكنة.
-
(٧)
تشكيل لجنة برئاسة محمد علي علوبة، تتكوَّن من تسعة أعضاء، أربعة بينهم مصريون، يكون مقرها القاهرة، لتتابع تنفيذ القرارات التي توصَّل إليها المؤتمر.٦