حرب فلسطين

القول بأن توطين اليهود في فلسطين، بعد أن تعرضوا للطرد والإبادة على يدَي هتلر، هذا القول يبدو في غاية السُّخف واللامنطق، إذا لاحظنا أن وعد بلفور سبق تولي هتلر قيادة ألمانيا بسبعة عشر عامًا، وأن مؤتمر بال سبق ذلك التاريخ — رئاسة هتلر — بستة وثلاثين عامًا، بينما سبق وعد نابليون التاريخ نفسه بمائة وخمسة وثلاثين عامًا.

ليس في الأمر إذن شبهة فرار من اضطهاد ولا طرد ولا أفران غاز، إنما هي وسائل تختلق لتبرير الهدف الذي تم تحديده منذ فترة بعيدة.

أرض إسرائيل — في مخططات الصهيونية — هي كل المنطقة من النيل إلى الفرات، بالتحديد: جزء من الدلتا المصرية وشبه جزيرة سيناء وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا والعراق، وجزء من المملكة العربية السعودية، بما في ذلك المدينة المنورة. وثمة خريطة رُسمت بها كل تلك المواقع، عُثِر عليها في خزينة عائلة روتشيلد بألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، والقول بأن تحقيق ذلك مستحيل، أو صعب، نجد ردًّا عليه في الاستخفاف الذي كنا نواجه به بدايات الصهيونية.

لماذا فلسطين؟

قال ناحوم جولدمان في خِطابه بمدينة مونتريال بكندا عام ١٩٤٧م: «كان في استطاعة اليهود أن يحصلوا على أوغندا أو مدغشقر أو غيرهما، لينشئوا وطنًا يهوديًّا في أي مكان، لكن اليهود لا يريدون على الإطلاق إلا فلسطين، ولا ينبع إصرارهم هذا عن اعتباراتٍ دينية، أو لأن التوراة أشارت إلى فلسطين، ولا لأن مياه البحر الميت تستطيع أن تعطي عن طريق التبخُّر ما قيمته خمسة آلاف مليار دولار من المعادن والأملاح، ولا لأن تربة فلسطين الجوفية تحتوي على كمياتٍ من البترول تحتوي على عشرين ضعفًا للموجود في أمريكا، بل لأن فلسطين هي ملتقى الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولأنها المركز الحقيقي للقوة السياسية العالمية، والمركز العسكري الاستراتيجي للسيطرة على العالم.»١
وكتب بول دي مان في صحيفة Le Soir (٤ مارس ١٩٤١م) يدعو إلى حل المشكلة اليهودية، بإقامة مستعمرة يهودية معزولة عن أوروبا، وقال دي مان: «إذا ما أُرسِل اليهود إلى مدغشقر، أو إلى أحد الأماكن الأخرى المنعزلة عن أوروبا، فإن الثقافة الغربية لن تفقد — في نهاية الأمر — إلا قلة من الشخصيات الأدبية ذات القيمة المتواضعة.»٢

مدغشقر إذن، بمعنى أي مكان، وليس ما يزعم اليهود أنه أرض الميعاد.

•••

كتب هرتزل في جريدته (٣/ ٩/ ١٨٩٧م) في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول في بازل — ٢٧/ ٨/ ١٨٩٧م — «إذا كان هناك ما يمكن تلخيصه في بال في كلمة، لقلت: في بازل تأسَّست الدولة اليهودية، ولو أنني أفصحتُ عن ذلك اليوم لأثَرْت ضجة من الضحك في جميع أنحاء العالم، بعد خمس سنوات؟ ربما، بعد خمسين سنة بالتأكيد، فإن العالم كله سوف يرى دولة إسرائيل.»

واللافت أن المخططات الصهيونية لم تكن غائبة عن القيادات السياسية في العالم، ربما منذ نابليون بونابرت — حين أصدر لهم وعدَه قبل أن يبدأ رحلته المشرقية — حتى هتلر زعيم ألمانيا النازية.

يقول هتلر لمفتي فلسطين في مقابلة بينهما: «إن خطط كفاحي واضحة، وهي أولًا أني أكافح اليهود بدون هوادة، ويدخل في هذا الكفاح ما يقال عن «الوطن القومي اليهودي بفلسطين» لأن اليهود إنما يريدون أن يؤسسوا دولة مركزية، تساعدهم على مقاصدهم التدميرية، ونشاطهم الهدَّام نحو دول العالم وشعوبه.»٣
لكن كمال الدين جلال يؤكد أن هتلر ظل — إلى ما بعد توليه الحكم في ١٩٣٣م بثلاثة أشهر — يتلقَّى المعونات من البنوك الصهيونية في نيويورك، فقد «رأت الصهيونية بذكائها، عندما قام الأومباشي هتلر بالمناداة بالعداء للسامية واليهود، أنه — أي هتلر — هو الرجل الذي ستبني الصهيونية على يديه دولة إسرائيل.»٤

والدلالة واضحة في ذلك النبأ الذي أوردته «الأهرام»، نقلًا عن مراسلها في لندن، بتاريخ ٢٢/ ٣/ ١٩٢٧م: «خطب الكولونيل جوسياه ودجود في اجتماعٍ حافلٍ عقده الصهيونيون في لندن يوم الأحد، فقال إن سكان فلسطين ٧٥٠ ألفًا، لا يتجاوز عدد اليهود منهم ١٥٠ ألفًا، ومع ذلك أصبحت فلسطين اليوم، على الرغم من هذه الحقيقة، بلادًا يهودية … فاليهود فيها روح البلاد ودمها، وهم يستعمرونها بعرق جبينهم، فلا يستعبدون الوطنيين، ويستثمرونهم كما كان الذين تقدموهم من المستعمرين يفعلون.»

وفي رسالة من الرئيس الأمريكي الأسبق ترومان إلى الملك عبد العزيز آل سعود، تستوقفنا هذه الكلمات: «إن حكومة الولايات المتحدة وسكانها عاضدوا مفهوم الوطن القومي اليهودي في فلسطين منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى التي أثمرت تحرير الشرق الأدنى، ومن ضمنه فلسطين، وإقامة عدد من الدول المستقلة التي هي أعضاء في هيئة الأمم اليوم.» والتحرير الذي يعنيه ترومان بالطبع هو فصل أقطار دولة الخلافة عنها، تمهيدًا لإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين!

وقد أدى العسف النازي في ألمانيا، إلى تصاعد الهجرة اليهودية بين عامَي ١٩٣٣م و١٩٣٥م، دخل فلسطين في تلك الأعوام عشرات الألوف من اليهود، بمتوسط ٤٢٩٨٥ يهوديًّا في العام، اتجه قرابة ثلاثة أرباعهم إلى المدن،٥ وبلغ عدد اليهود في فلسطين ٣٤٣ ألف نسمة، يمثِّلون نسبة ٢٩٫٦٪ من المجموع الإجمالي للسكان.٦

•••

حكمت بريطانيا فلسطين ما بين عامَي ١٩٢٠م و١٩٤٨م كدولة انتداب، وكان واضحًا من حكمها خلال تلك الفترة أن الهدف في النهاية هو أن تسلِّم بريطانيا فلسطين إلى اليهود.

وفي ١٩٣٠م كان هناك ٢٠٤ صحف صهيونية في جميع أنحاء العالم، فضلًا عن ٥٠ صحيفة مناصِرة للصهيونية.٧ وحتى عام ١٩٣١م كانت الجمعية الأهلية الإسرائيلية وحدها تملك ٥٠٠ ألف دونم — أي ١٢٥ ألف فدان — من عمليات شراء الأراضي وإصلاحها واستثمارها.٨

وكان من النتائج المباشرة لثورة ١٩٣٦م، التي امتدت لفترة طويلة، تقديم الحكومة البريطانية لخطة جديدة تناقض وعد بلفور، تشتمل على:

  • تأسيس حكومة فلسطينية مستقلة، ترتبط بمعاهدة تضمن لبريطانيا مصالحها العسكرية والتجارية.

  • تضع جمعية تأسيسية فلسطينية، منتخَبة، أو معيَّنة، دستورًا لدولة يضمن حرية زيارة الأماكن المقدسة، وحماية الطوائف، وفقًا لتعهدات بريطانيا للعرب واليهود، ومركزًا خاصًّا للوطن القومي اليهودي في فلسطين، ويضمن المصالح الدولية التي تعتبر بريطانيا نفسها مسئولة عنها.

  • فترة انتقال تسبق تأسيس الحكومة الفلسطينية، تكون الدولة المنتدبة — بريطانيا — خلالها مسئولة عن الحكم.

  • بعد عودة النظام واستتباب الأمن، تُتخذ إجراءات على مرحلتين، لإضافة عدد من الفلسطينيين — أي العرب واليهود — إلى المجلس الاستشاري، وعدد آخر إلى المجلس التنفيذي، مع بقاء المندوب السامي متمتعًا ببعض السلطات.

  • لا يمكن تحديد مراحل التطور الدستوري خلال فترة الانتقال، ولا تحديد نهاية هذه المدة، لأنها تتوقف على نجاح التطورات الدستورية، وتعاون أهل فلسطين — أي العرب واليهود — ولا تتخلى بريطانيا عن مسئوليتها في الحكم، إلا بعد اطمئنانها إلى أن حُسن اندماج الطوائف سيجعل قيام حكومة صالحة أمرًا ممكنًا.

  • تستمر الهجرة اليهودية خلال خمس سنوات حتى يبلغ اليهود ثلث السكان، وتصبح الهجرة — بعد ذلك — خاضعة لقرار الهيئات الدستورية، خلال فترة الانتقال، أو بالتشاور بين الحكومة البريطانية وممثلي العرب واليهود.

وقبل أن يفلت الزمام من يد الحكومة البريطانية، أجرت الحكومة تعديلات على هذه المقترحات، وأصدرتها — في كتاب أبيض في ٧ مايو ١٩٣٩م — ضمن خطة سياسية جديدة، تضغط على الحد من شراء اليهود للأراضي في بعض أنحاء فلسطين، والعمل على إقامة نوع من البرلمانية في البلاد.

رفضت اللجنة العربية العليا هذا الكتاب، وأعلن محمد محمود رئيس الوزارة المصرية — آنذاك — أنه لا يستطيع أن ينصح الشعب الفلسطيني بقبول الكتاب الأبيض، واتخذت الحكومتان العراقية والسعودية قرارين مماثلين بالرفض، وكان صدور الكتاب — في الوقت نفسه — باعثًا لتحوُّل اليهود من إنجلترا إلى الولايات المتحدة.

وفي يوليو ١٩٣٧م أعلنت الحركة الصهيونية في مصر أخطر آرائها دون مواربة، فقد عقد ألبير ستراسلسكي مؤتمرًا صحفيًّا بفندق سيسل بالإسكندرية (!) رفض فيه فكرة تقسيم فلسطين، ووجوب إقامة الدولة اليهودية على كل أرض فلسطين، وأضاف جابوتنسكي — في المؤتمر الصحفي — بأنه يجب ألا تنتظر الدولة اليهودية موافقة العرب، وإنما عليها أن تفرض وجودها — بالقوة — عليهم!٩
وكان للحرب العالمية الثانية تأثيرها الإيجابي على الحركة الصهيونية، وكما تقول إستر تسيمر لي هارتمان، فقد كانت الجالية اليهودية في الإسكندرية — أعوام الحرب الثانية — أهم الجاليات، نظرًا لعددها الضخم، وكان من أعضائها كبار رجال الصناعة، وتجار القطن الأثرياء.١٠
وقد أفاد اليهود من فنون القتال، بما مكَّنهم من استخدامها في حرب ١٩٤٨م، كما أتقنوا وسائل التجسس.١١ وبدءوا سلسلة حملاتهم الإرهابية منذ ١٩٤٤م إلى ما بعد منتصف ١٩٤٧م، فدمروا العديد من المنشآت، وقتلوا المئات من العرب والإنجليز، وشنقوا، وجلدوا، وأصابوا أعدادًا أخرى كثيرة.

وكانت الحرب العالمية الثانية فرصة سانحة، مهمة، للإسراع في خطوات إقامة الدولة الصهيونية، بتأثير دوافع ثلاثة:

  • خشيتهم من قيام حركة عربية واسعة النطاق، تضطر بريطانيا وأمريكا إلى التريث في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين.

  • خشيتهم من أن يعارض بعض الزعماء البريطانيين تحويل فلسطين إلى دولة يهودية، لأسبابٍ ترجع إلى مصلحة الإمبراطورية البريطانية.

  • رغبتهم في أن تقوم دولتهم قبل أن يزول عطف الدول الغربية عليهم، وهو ما استطاعوا الحصول عليه بدعايتهم الواسعة ضد ألمانيا النازية، واضطهادها اليهود.١٢

أفاد اليهود بالفعل من ظروف الحرب، وبالذات العطف العالمي الذي مثَّل رد فعل للمعاملة القاسية التي عاملهم بها هتلر.

والحق أن مزاعم المحرقة النازية — في غالبيتها — كانت مجرد ابتزازٍ للغرب الأوروبي، كي يدعم اليهود في محاولات استيلائهم على فلسطين. جارودي في كتابه الذي هُوجِم من أجله بتهمة ارتكاب المحرقة، ومعاداة السامية، أشار إلى آلاف الوثائق الألمانية في الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (روسيا) التي تحتاج إلى قراءة موضوعية، ومتفهمة، نتيجتها الوحيدة — في تقدير جارودي — هي نفي المزاعم اليهودية، وتقويضها تمامًا.

كانت مهمة هتلر الأهم، ورسالته الأولى في الحياة — على حد تعبيره — «هي تصفية قضية اليهودية العالمية، فإن اليهودية الأممية بمنظماتها الواسعة ونيَّاتها السيئة نحو العالم تشكِّل خطرًا يهدِّد الإنسانية جميعًا.»١٣

وأحرز اليهود أول انتصار لهم في ١٩٤٠م، عندما وافق تشرشل رئيس الوزراء البريطاني آنذاك على تكوين لواء يهودي يكون جزءًا من القوات البريطانية في فلسطين. ورغم أن وظيفة ذلك اللواء كانت الإسهام في الدفاع عن الشرق الأوسط ضد الغزوة النازية، فإن دوره الحقيقي كان الإعداد لمنظمة عسكرية صهيونية، تُستخدَم — فيما بعد — في الأعمال المسلحة ضد العرب. كما أفلح اليهود في الإفادة من ظروف الحرب، بأن حملوا السلطة البريطانية في فلسطين على تحصين البلاد ضد قوات المحور، وتجنيد الآلاف من شباب اليهود، وتدريبهم، وتسليحهم، وإشراكهم في بعض العمليات الحربية، وإلحاق أعدادٍ كبيرة أخرى بمصانع الجيش البريطاني والثكنات والمستودعات والوظائف الفنية، والاعتماد على بعض المصانع اليهودية في إنتاج الذخائر والمتفجرات.

ونقل اليهود — بمساعدة الإنجليز — كمياتٍ هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى فلسطين، وقاموا بتوزيعها على المستعمرات، والمنظمات الإرهابية الصهيونية،١٤ وفي ١٩٤٣م نجح اليهود في إقناع تشرشل بتكوين فيلق يهودي، أُلحِق بالجيش البريطاني كوحدة مستقلة، وبعد انتهاء الحرب، عاد أفراد الفيلق إلى فلسطين، ومعهم أسلحتهم الخفيفة.١٥
وقبل أن تصل الحرب إلى نهايتها، كانت العسكرية الصهيونية قد استكملت تنظيمها — نسبيًّا — وبدأت في العمل المسلح لتهويد فلسطين، خشية التحرك العربي عقب قيام الحرب، وخوفًا — كما أشرنا — من تلاشي العطف الغربي على مذابح النازية ضد اليهود، وهو ما أفلحت الرعاية الصهيونية في استغلاله جيدًا، خلال أعوام الحرب.١٦ وأقدمت منظمتا أرغون زفاي ليومي وشتيرن على سلسلة من العمليات الإرهابية، شملت الدوائر الحكومية والفنادق والمؤسسات والشركات والجسور والمحطات والأسواق، وحاول رجال المنظمتين اغتيال المندوب السامي البريطاني في فلسطين، وحاولوا أيضًا اغتيال القائد العام البريطاني هناك، ونجحوا في اغتيال اللورد موين الوزير البريطاني لإدارة شئون الحرب في الشرق الأدنى، في قلب القاهرة،١٧ ففي السادس من نوفمبر ١٩٤٤م، تسلل شابان يهوديان من القدس إلى القاهرة، ترصدًا لسيارة اللورد موين، وأفرغا في جسده أكثر من ٦٠ رصاصة، ولاذا بالفرار.١٨
تبيَّنت الحركة الصهيونية — في نهايات الحرب العالمية الثانية — غروب شمس الإمبراطورية البريطانية، مقابلًا لبزوغ شمس الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية عظمى. وفي مؤتمر بلتيمور، حوَّلت الحركة الصهيونية ولاءها — رسميًّا — من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، لقاء تمويل الوطن القومي الصهيوني في فلسطين، وتحويله إلى دولة كاملة؛ وبدأ السعي في هذا الاتجاه — بالفعل — عقب الحرب العالمية الثانية.١٩ وتحوَّل اتجاه القيادة الصهيونية إلى واشنطن بدلًا من لندن، وحلَّ بن جوريون بدلًا من وايزمان في قيادة المعركة.٢٠

وكان حاييم وايزمان — رئيس الوكالة اليهودية العالمية — قد ألقى خِطابًا في القدس (١٩٣٨م) أكد فيه أن اليهود يفضِّلون الاستقلال على قسمٍ من فلسطين، على أن يكونوا أقلية فيها كلها «أما الوصول إلى أكثرية يهودية في فلسطين كلها، فهذا لا يمكن التفكير فيه.» لكن الرجل ما لبث في عام ١٩٤١م أن عرض على الحكومة البريطانية مساعدة رءوس الأموال اليهودية، وتعاون الصهيونية العالمية لكي تكسب بريطانيا الحرب، بشرط الموافقة على إطلاق أيدي اليهود في فلسطين وشرقي الأردن وجنوبي لبنان. ولأن ظروف الحرب لم تكن — آنذاك — في صالح القوات البريطانية، فلم تُجِب الحكومة على العرض، إيجابًا أو سلبًا.

ثم بدأ زعماء اليهود في تنظيم المظاهرات، وعقد الاجتماعات التي تدعو لإقامة الدولة اليهودية، وأعلن بن جوريون في يناير ١٩٤٢م، أن اليهود لن يتخلَّوا عن شبرٍ من أرض فلسطين، حتى قمم الجبال وأعماق البحر، وأن فلسطين يجب أن تصبح دولة يهودية.

وفي مايو ١٩٤٢م عقدت المنظمة الصهيونية بالولايات المتحدة مؤتمرًا بنيويورك، أقرَّت — في نهايته — برنامجًا من ثلاث نقاط، كخطة عملٍ للحركة الصهيونية:

  • تأكيد الهدف الأساس، وهو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

  • تشكيل قوة عسكرية يهودية، تحارب تحت علمها الخاص في صف الحلفاء.

  • السعي لإعادة فتح باب الهجرة إلى فلسطين أمام اليهود.

جعل بن جوريون من ذلك المؤتمر نقطة تحوُّل لتلقي المنظمة الصهيونية العالمية كل ثقلها في الولايات المتحدة بدلًا من بريطانيا؛ لأن نشوب الحرب خلق لها مصلحة تكتيكية في أن تحصل على صداقة العرب، أو — في الأقل — لا تفعل ما يزيد عداءهم لها، فضلًا عن اقتناع بن جوريون بأن الولايات المتحدة — وليست بريطانيا — هي التي ستخرج من الحرب قوة حاسمة، ومسيطرة، ومن ثَم فلا بد من ضمان وقوف هذه القوة من الآن إلى جانب الحركة الصهيونية، ولا بد بالتالي من تركيز ثقل العمل الصهيوني كله فيها.

وفي نوفمبر، قدَّم عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأمريكي مذكرة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت، يطالبون بالعطف على مطالب اليهود بإنشاء دولة لهم في فلسطين. والواقع أن روزفلت لم يبدِ سياسة محددة إزاء الصراع العربي الصهيوني، والثابت — تاريخيًّا — أنه لم يفِ بأيٍّ من وعوده للصهاينة، بل إنه لم يسلم بتطابق المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

وفي ديسمبر من العام نفسه، أعلن زعماء اليهود — عقب مؤتمر عقدوه في القدس — أنهم يرفضون مشروع التقسيم، وأن الدولة اليهودية يجب أن تشمل كل فلسطين.

وفي صيف العام التالي، أيَّد أعضاء كل من مؤتمر الحزب الجمهوري ومؤتمر الحزب الديمقراطي في انتخابات رئاسة الجمهورية، فكرة جعل فلسطين دولة يهودية. وفي فبراير ١٩٤٤م أعلن الكونجرس الأمريكي أنه «سوف تُفتَح أبواب فلسطين أمام الدخول الحر لليهود، وسوف تُتاح لهم الفرصة كاملة للاستيطان، كي يستطيع الشعب اليهودي أن يعيد — في النهاية — بناء فلسطين على هيئة كومنولث يهودي ديمقراطي حر.»٢١
وحين أُعيد انتخاب روزفلت، أعاد تأكيد تعهده لليهود بمساعدتهم على إقامة دولة لهم في أرض فلسطين، وأعلن — في الوقت نفسه — رفضه للكتاب الأبيض البريطاني.٢٢
أثارت تصريحات روزفلت ردودَ فعل سلبية بين أبناء الشعب العربي، وقدم أربعة سفراء أمريكيين في العواصم العربية استقالة جماعية، احتجاجًا على المخططات الأمريكية المسانِدة لإقامة دولة صهيونية بدلًا من دولة فلسطين الموجودة فعلًا، وقال السفراء في استقالاتهم إن المصالح الأمريكية بالمنطقة ستواجِه كارثة، إذا وجدت تلك المخططات سبيلها إلى التنفيذ.٢٣
ثم كانت وفاة روزفلت، وتولي ترومان الرئاسة خلفًا له، مناسبة للضغط على الرئيس الجديد، حتى أعطى اليهود من التأييد ما دفع قضية إقامة وطنهم القومي خطواتٍ واسعة إلى الأمام. كان في مقدمة تحرُّك ترومان السياسي بيان صحفي يقول: «إن وجهة النظر الأمريكية في فلسطين، هي أننا نريد أن نسمح بدخول عدد من اليهود إليها قدر الإمكان، وبعد ذلك يُجرى بحث الموضوع مع العرب وبريطانيا بالطرق الدبلوماسية، حتى إذا ما أمكن قيام دولة هناك، فإن ذلك يمكن أن يتم على أسسٍ سلمية، ولم يكتفِ ترومان بالمساعدة الإعلامية، أو المادية فحسب، لكنه ضغط على الحكومة البريطانية، حتى ألغت الكتاب الأبيض، ووافقت على فتح باب هجرة اليهود إلى فلسطين، والنظر إلى تطور الأوضاع في الأرض الفلسطينية، من زاوية المصالح اليهودية وحدها.٢٤ وكان في مقدمة ما طالب به ترومان — عقب الحرب العالمية — إدخال ٢٠٠ ألف مهاجر صهيوني إلى فلسطين.٢٥
يروي الفنان (أين صديقتي اليهودية؟) أنه ذهب إلى فلسطين لأول مرة في ١٩٤٥م، والتقى الشخصيات الفلسطينية العربية، كما التقى بشخصياتٍ من الوكالة اليهودية، وعاد الفنان من فلسطين، وكتب تحقيقًا بعنوان «ضاعت فلسطين»، وذلك بعد أن اكتشف «مدى القوة التي يعتمد عليها اليهود، ومدى الضعف الذي يأكل في الكيان العربي.»٢٦ يعمِّق هذا المعنى قول إريك رولو — نقلًا عن الكاتبَين اليهوديَّين — جومينيك فيدال وسيباستيان بوسوا — إن حرب عام ١٩٤٨م لم تكن — حسب الادعاء — حرب داود ضد جوليات، فالقوات اليهودية كانت متفوقة بشكلٍ واضحٍ على أعدائها على مستوى العتاد والسلاح. وحتى ليلة ١٥ مايو ١٩٤٨م، كان عدد القوات العربية أقل بكثيرٍ من عدد مقاتلي الهاجاناه، بل إن القوات العربية دخلت فلسطين — وهي مدركة — حسب رأي المؤرخ أفي شلاييم — أنها عاجزة عن تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، كما ورد في خطة المنظمة الدولية في ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧م، ربما لذلك جاء قول بن جوريون لموشي شاريت «نحن قادرون على احتلال كل فلسطين، أنا واثق من ذلك.»٢٧

•••

من المؤكد أن اليهود كانوا يعدون لإنشاء دولتهم في فلسطين بالعديد من الوسائل، ولعل إقدام الأطباء اليهود على إجراء عمليات الإجهاض، كان — في واقعه — عملًا دينيًّا من وجهة النظر اليهودية، ذلك لأن الطبيب اليهودي هنا يقتل طفلًا ليس يهوديًّا، ومن ثَم فإن الإجهاض عمل ديني. إن بروتوكولات حكماء صهيون تنص على قتل كل من ليس يهوديًّا، وكانت عمليات الإجهاض مناسبة لتحقيق تلك البروتوكولات.

يتناول الفنان بعض مؤامرات اليهود لتحطيم الساسة العرب، بأن يسلطوا عليهم النساء، يحتلن عليهم، حتى يقعوا في حبائلهن، «فالمرأة اليهودية تجر السياسي العربي إلى حجرة في أحد الفنادق، حتى إذا احتوتهما الحجرة مزقت ملابسها، وعمدت إلى الصراخ والاستغاثة، مدعية أن الرجل استدرجها، ثم هَمَّ باغتصابها كرهًا، ويأتي البوليس، ويجري تحقيقًا، وتملأ الفضيحة الصفحات الأولى من الصحف، وتظل أيامًا تتحدث عن هذا العمل الفاضح، وقد ينتهي التحقيق بإثبات التدبير والافتعال وبراءة المتهم، ولكن الصحف تسكت عن نشر ذلك، ولا سلطان لأحدٍ يجبرها على النشر، وهكذا تبلغ حملة التشهير ذروتها، ويُقضى على الضحية.»٢٨
ويروي الحاج أمين الحسيني — في مذكراته — أنه عثر بمدينة فرانكفورت على خريطة لمملكة إسرائيل كما يريدها اليهود، في خزانة تملكها عائلة روتشيلد، وهي تضم فلسطين وشرقَي الأردن وسيناء حتى نهر النيل، والعراق حتى خليج البصرة، باستثناء المنطقة الجبلية في شمال العراق، والقسم الشمالي من المملكة العربية السعودية، الذي يشمل المناطق الواقعة شمالي المدينة المنورة، بما فيها أراضي بني قريظة وبني النضير في المدينة المنورة نفسها.٢٩

أما في بريطانيا، فقد طالبت الأحزاب المختلفة أيضًا بإلغاء الكتاب الأبيض، وطالبت بالسماح لليهود في إقامة دولة لهم في فلسطين.

ومما يثير التأمُّل، قول اللورد كيلرن في مذكراته: «كان لديَّ إحساسٌ غامضٌ أن وايزمان وزوجته وليدي بافي كانوا على علمٍ سابق بآرائي التي بعثتُ بها إلى وزارة الخارجية في لندن في برقياتي الأخيرة عن تطورات المشكلة الفلسطينية، فهل هناك أحد في لندن يطلعهم على الأسرار؟»٣٠

والملاحَظ أن الصهيونية العالمية حرصت أن تكون غالبية المهاجرين إلى إسرائيل من دول أوروبا الشرقية، ومن الاتحاد السوفييتي بالذات، برغم ما نشأ من صعوباتٍ في طريق تلك الهجرة، بينما لم تبذِل الصهيونية العالمية الحرص ذاته في استجلاب المهاجرين من دول أوروبا الغربية، ومن الولايات المتحدة الأمريكية، رغم سهولته النسبية. والسبب — في تصوري — أن التأثير الصهيوني داخل المجتمعات الاشتراكية، سيظل محدودًا، وبلا قيمة إيجابية، بعكس الحال في الدول الرأسمالية التي يمكن للتأثير الصهيوني أن يتحوَّل إلى أداة ضغط على الحكومات والرأي العام، بتأثير دعاوى وأساطير بالية، مثل عقدة الذنب وغيرها، وبوسائل في مقدمتها التحكم في اقتصاديات تلك البلاد.

ومنذ ١٩٤٥م (انتهاء الحرب العالمية الثانية) إلى ١٩٤٨م، بلغ عدد المهاجرين اليهود حوالي ١٠٠ ألف، وكان الهدف من تلك الهجرة، كما يقول إيجال آلون: إنقاذ بقايا المجتمعات اليهودية في أوروبا … زيادة عدد اليهود في فلسطين … كشف عدم الكفاية المؤسف في حصص الهجرة اليهودية التي تسمح بها بريطانيا، وفق الكتاب الأبيض.٣١
وكان قتال الإنجليز — في تقدير القيادات الصهيونية — مقدمة ضرورية لإخافة العرب، وإجبارهم على إخلاء أراضيهم «لا بد من طردهم لإفساح المكان للقادمين.»٣٢

•••

كانت إسرائيل قد دأبت — منذ ١٩٤٨م — على دفع الطوائف اليهودية في الأقطار العربية إلى الهجرة لإسرائيل، وظهرت دراسات غربية ذات ميولٍ صهيونية واضحة، تناقش أوضاع الطوائف اليهودية في الوطن العربي، باعتبارها جيتوات أو جزرًا منفصلة، وأنها تعيش في المنفى، وتنتظر العودة إلى أرض الميعاد،٣٣ وكان اليهود المصريون يسافرون بالطائرة إلى قبرص، ومنها إلى إسرائيل.٣٤
يتحدث رفعت السعيد عن الرشوة التي تقاضاها رئيس الوزراء في عام ١٩٤٨م (هل يعني محمود فهمي النقراشي؟) من اليهودي المصري أوفاديا سالم، لقاء تسهيل إجراءات ترحيل اليهود المصريين إلى الخارج، ومن ثَم ترحيلهم إلى إسرائيل، وكانت الحجة التي استند إليها رئيس الوزراء هي «تطهير مصر من اليهود.»٣٥
ويشير الفنان (إسكندرية ٦٧) إلى أن معظم الأسر اليهودية كانت تتبنى فكرة ترحيل فقراء اليهود المصريين إلى فلسطين، وإن كان هناك البعض من اليهود ينادون بأن اليهود جزء من مصر، مصريون، ديانتهم اليهودية، مثلهم مثل المسلمين والأقباط.٣٦

ورغم الدعاية الصهيونية، فالملاحَظ أن عدد يهود مصر الذين هاجروا إلى فلسطين قبل عام ١٩٤٨م لم يزد عن ١٨٤٥ فردًا، وحسب إحصاء ١٩٤٧م، فقد بلغ عدد اليهود في مصر ٦٤٤٨٤، تركز معظمهم في القاهرة (٣٦١٥٥)، وفي الإسكندرية (٢٥١٨٣)، وبقيتهم في الدلتا ومنطقة القناة، ومثَّل اليهود ٠٫٤٪ من مجموع السكان الذين كان عددهم آنذاك حوالي ١٦ مليونًا.

وعندما ازداد النشاط الصهيوني، تكوَّنت جماعة برئاسة الثري السياسي اليهودي قطاوي باشا، وجَّهت الاتهام إلى الصهيونية بأن ما تسعى إليه من تحقيق آمال يهود فلسطين السياسية، قد يكون خطرًا على يهود البلاد العربية.٣٧ وكان زكي إبراهيم صدوق، اليهودي الديانة (طريق النسر) ابن بلد سكندري قح، شديد الإيمان بالثورة، وعدوًّا لدودًا للصهيونية، ومناهضًا لفكرة قيام دولة إسرائيل.٣٨
وكانت وجهة نظر الماركسيين المصريين أنه يجب التمييز بين اليهود كيهود، وبين الصهيونية، وأن مطاردة اليهود من أرضٍ وُلِدوا فيها، سيدفعهم إلى الوقوع في براثن الصهيونية، فيصبحوا أعداء لمصر.٣٩

•••

للأسف، فقد كانت وجهة النظر الغالبة بين الرأي العام المصري، مثقفيه والمواطنين العاديين، أننا ندخل الحرب دفاعًا عن شعب عربي شقيق (حتى العروبة لم تكن — في تقدير الكثيرين — تسمية مستقرة)، وجهات نظر خافتة الصوت، تركزت في فهم محدود، ومحدَّد، للقضية التي تدافع عنها.

ورغم التجاهل واللامبالاة والتعتيم، وربما السذاجة اللامسئولة التي تصرَّف بها الساسة المصريون في تطورات القضية الفلسطينية، فإن الكثير من المفكرين والمؤرخين والساسة والصحفيين نبَّهوا إلى خطورة ما يجري في الأرض الفلسطينية، وما يتصل بتأثيرات ذلك على مصر.

أشير — على سبيل المثال — إلى ما كتبه سليمان حزين عن وضع فلسطين الملاصق — بصورة مباشرة — للأراضي المصرية، فحدود مصر البرية من الشرق لا تلاصق بلدًا غيرها، ولا يمكن أن يتم الاتصال البري بيننا وبين بقية بلدان الشرق العربي إلا عن هذا الطريق «وإذن فإن فلسطين — إن هي بقيت خارج نطاق الجامعة العربية الجديدة — تستطيع أن تكون حاجزًا حقيقيًّا بين مصر وبقية بلدان الجامعة.»٤٠ وثمة قيمة أخرى، هي أن فلسطين تُعتبَر قاعدة عسكرية من الدرجة الأولى، وتستطيع أية سلطة تسيطر عليها أن تهدِّد كيان الشرق العربي كله، وإذا لم يضمن العرب أعضاء الجامعة الجديدة أن تبقى فلسطين للعرب، وإذا لم يضمنوا — فوق ذلك — أن تبقى أرضها في أيدٍ صديقة، حتى يتم إنشاء الدولة الفلسطينية العربية، فإنهم لا يضمنون شيئًا بالنسبة لكيان الجامعة العربية كلها من الناحية العسكرية، ولعل مصر تتأثر من هذه الناحية أكثر من غيرها.»٤١ وكتب عبد الرحيم نافع المحامي في الأهرام «إن هذه حرب وقائية لا تستكثر مصر في سبيل كسبها أي ثمن، مهما غلا في الأرواح والأموال، والخطر الصهيوني يستفحل على الأيام، فإذا لم تُقتَل الصهيونية في مهدها، باتت جبارًا في الأرض تصعب هزيمته، والحرب امتداد للسياسة، والسياسة الحكيمة تقضي بالإجهاز على العدو قبل استكمال عدَّته … فهي حرب وقائية، مشروعة، لم يتعمَّدها أحد لتحويل الأنظار — بالحرب الخارجية — عن الخلافات الداخلية، ولا هي فرصة لتوجيه النقد للإجراءات المشروعة التي تتطلَّبها سلامة الجيوش المحاربة، وبين الإسراف في التقييد، والاقتصاد في النقد، حدٌّ يجب أن نقف عنده، حتى يُكتَب لنا النصر. إن أنظار العالم تتجه إلى العالم العربي، فإما ضعف واحتقار، وإما قوة واعتبار.»٤٢

هوامش

(١) الطليعة، مايو ١٩٦٥م.
(٢) موت الأدب، Le Soir، ٤ مارس ١٩٤١م.
(٣) مذكرات الحاج أمين الحسيني، آخر ساعة، ١٩٧٣م.
(٤) المرجع السابق.
(٥) شئون فلسطينية، يناير ١٩٧٣م.
(٦) المرجع السابق.
(٧) الحكم غيابيًّا، القضية الفلسطينية في نظر العالم الغربي.
(٨) عزيز خانكي، أحاديث جديدة، ١٠.
(٩) اليهود والحركة الصهيونية في مصر، ١٠٥.
(١٠) إستر تسيمر لي هارتمان، ت. محمد أبو رحمة، جريف ليف.
(١١) اليهود في مصر، ١٨٧.
(١٢) مذكرات الحاج أمين الحسيني.
(١٣) المصدر السابق.
(١٤) المصدر السابق.
(١٥) المصدر السابق.
(١٦) المصدر السابق.
(١٧) المصدر السابق.
(١٨) فتحي غانم، أحمد وداود، روايات الهلال، ١٩٨٩م، ١٢٩.
(١٩) محمد عودة، ميلاد ثورة، ٦٢.
(٢٠) المرجع السابق، ٨٧.
(٢١) الحرب والسلام في غربي آسيا، ٢٩.
(٢٢) قال بن جوريون: «سنقاتل ضد النازية كأن الكتاب الأبيض غير موجود، وسنقاتل ضد الكتاب الأبيض كأن النازية غير موجودة.»
(٢٣) كيف سقطت الملكية في مصر؟، ١٥٤.
(٢٤) مذكرات الحاج أمين الحسيني؛ وأيضًا: الصهيونية غير اليهودية، ٢٠٥.
(٢٥) ميلاد ثورة، ٦٢.
(٢٦) إحسان عبد القدوس، أين صديقتي اليهودية؟، الهزيمة كان اسمها فاطمة، مكتبة مصر.
(٢٧) Monde Diplomatique، مايو ٢٠٠٨م.
(٢٨) واحترقت القاهرة، ١٤٤.
(٢٩) مذكرات الحاج أمين الحسيني.
(٣٠) الدبابات حول القصر، ٤٦.
(٣١) إنشاء وتكوين الجيش الإسرائيلي، ٩٩.
(٣٢) أحمد وداود، ١٣٠.
(٣٣) علي إبراهيم عبده وخيرية قاسمية، يهود البلاد العربية، ٨.
(٣٤) مصطفى نصر، إسكندرية ٦٧، ١٢٥.
(٣٥) رفعت السعيد، مجرد كلام، المدى، ٧١.
(٣٦) إسكندرية ٦٧، ١١٣-١١٤.
(٣٧) يهود البلاد العربية، ١٨١.
(٣٨) طريق النسر، ١٩٧.
(٣٩) المصدر السابق، ١: ٤٣.
(٤٠) سليمان حزين، الجامعة العربية: مقوماتها الجغرافية والتاريخية، الكاتب المصري، يناير ١٩٤٦م.
(٤١) المرجع السابق.
(٤٢) الأهرام، ١١/ ٥/ ١٩٤٨م.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥