الفصل السابع عشر
صديقي
على الرغم من خطابك؛ الذي وجهت إليَّ فيه كثيرًا من اللوم، فإني ما زلت أدعوك «صديقي» … أوَلسنا صديقين، ما دمنا نشكو من عين الداء؟ … إني لم أستطع اليوم منع نفسي من الرد عليك؛ بل لقد هممت فعلًا بزيارتك هذا الصباح، غير أن خطابك وما فيه من صواب، وما جاء به من عتاب، قد أشعرني بقبح موقفي طول الأسبوعين «المعروفين»، ولقد عدت إلى حجرتي بعد تلاوة كلماتك، وأنا حقيقة متألمة، ولقد وددت لو لم أعش قط هذين الأسبوعين! … إني خجلة، ولا أستطيع أن أقابلك وجهًا لوجه! … كيف السبيل إلى محو كل هذا من ذاكرتك وذاكرتي؟!
نعم، لست أنكر، أني كامرأة تحب بكل جوارحها؛ قد كنت حقًّا «أنانية»! … إني فكرت بالفعل ذات يوم في تصرفاتي، وتنبهت إلى ما فيها من ضرر وشر، ولكنني مع ذلك أقدمت على هذا الشر، آملة أنك لن تعجز عن الانفصال عني! … نعم، أرجو أن تثق كل الثقة بأني عندما فكرت في كل هذا، لم يخطر لي قط على بال أن الأمر سيصل بك إلى مثل هذا اليأس.
صدقني، إني محزونة حقًّا لهذه النتيجة! … وإني، من أعماق قلبي، أبدي لك شديد أسفي.
لكن … ماذا عساي أستطيع أن أفعل؛ لأنال الصفح؟! … إن آلامك تترك في نفسي ألمًا عميقًا! … وأرجو منك أن تثق بذلك.
وبعد، أتقبل مني أن أمد يدي وأصافحك؟
حاشية
سألتني عن الببغاء الصغير، وقلت إنك لم تعد ترى قفصه في نافذتي! … هذا صحيح! … إنه ليس عندي الآن؛ فإن أمر طعامه وشرابه، والالتفات إليه؛ لمما يحتاج إلى وقت، لا أستطيع أن أكرسه له، فسمحت لنفسي بأن أهديه إلى «كلوتيلد» حارسة المقاصير، وقد أوصيتها بأن تُعنى به كل العناية؛ فكن مطمئنًا.