تمهيد
-
أننا جميعًا موجودون في المكان الثلاثي الأبعاد نفسه.
-
أن الزمان يمر على الجميع بالسرعة عينها.
-
أن حدثين يمكن أن يقعا في الوقت عينه، أو يسبق أحدهما الآخر.
-
أننا لو امتلكنا القوة الكافية، فلا حدود للسرعة التي يمكننا التحرك بها.
-
أن المادة لا يمكن تخليقها أو إفناؤها.
-
أن مجموع زوايا المثلث ١٨٠ درجة.
-
أن محيط الدائرة = ٢ ط نق.
-
أن الضوء ينتقل في خطوط مستقيمة في الفراغ.
المنطق السليم يتكون من طبقات من التحامل ترسخت في العقل قبل سن الثامنة عشرة.
في الواقع، تتحدى نظرية النسبية لأينشتاين كل العبارات المذكورة أعلاه؛ فهناك ظروف بعينها تكون فيها كل واحدة من تلك العبارات خاطئة. وبقدر ما تثير هذه الاكتشافات ذهولنا، فليس من العسير استعراض فكر أينشتاين. وفي هذا الكتاب سنرى كيف أننا — انطلاقًا من ملاحظات يومية معروفة جيدًا، ومصحوبة بنتائج تجارب معينة — قادرون على التوصل إلى هذه الاستنتاجات على نحو منطقي. من وقت لآخر سنستعين بقدر يسير من الرياضيات، لكنها لن تتجاوز في صعوبتها الجذر التربيعي ومبرهنة فيثاغورس. أما القراء القادرون على أن يُتبعوا قراءة هذا الكتاب بمزيد من المعالجة الرياضية التفصيلية — والراغبون في ذلك — فيمكنهم الاستعانة بقائمة القراءات الإضافية.
تنقسم النظرية إلى قسمين: «النسبية الخاصة» التي صاغها أينشتاين في عام ١٩٠٥، و«النسبية العامة» التي ظهرت في عام ١٩١٦. تركز النسبية الخاصة على تأثيرات الحركة المنتظمة على كلٍّ من المكان والزمان. أما النسبية العامة فتتضمن التأثيرات الإضافية للعجلة والجاذبية. والنسبية الخاصة — كما يتضح من اسمها — ما هي إلا حالة خاصة من النسبية العامة الأعم والأشمل. وسنبدأ رحلتنا مع تلك الحالة الخاصة …