احتياج مصر إلى طبيبات ومعلمات وخياطات وغيرهن
إنَّ الأمة لا تنجح إلا إذا كانت نشيطة عاملة، ولا تكون نشيطة ما دام نصفها أشل لا حياة فيه، فهو بمعزل عن أعمال الدنيا، فإن لم نعمل — نحن النساء — كان نصف الأمة المصرية مُهملًا لا ذكر له، مع أننا في أشد الحاجة إلى العمل، ولا سبيل إلى أنْ نعمل ونحفظ الثروة المصرية للأمة المصرية، إلا إذا تربينا وتعلمنا مختلف العلوم والصنائع اللائقة بنا، فعلى من تريد إصلاح الأمة أنْ تسعى في ذلك بالاشتراك في إنشاء المدارس المختلفة للنساء.
يسوءني أنْ أرى أنَّ موارد العلم الحقيقية لا تزال عسرة الورود على النساء، وأنَّ الصنائع الحية النافعة محجورة عليهن إلى الآن، نعم … يسوءني أنْ أرى المصرية وراء النساء علمًا وصناعة، وهي في مقدمتهن ذكاءً واستعدادًا، فإلى متى تبخل الغنية ببذل المال في تعليم النساء، في الوقت الذي تسخو به في سبيل الزينة والحضارة الفاسدة؟!
حتى إذا جادت بشيء للتعليم كان ذلك لتعليم البنين، فنسمع من يوم لآخر أنَّ السيدة فلانة قد تبرعت بمبلغ كذا للأزهر وغيره من معاهد العلم الخاصة بالرِّجال، كما تبرعت أمينة هانم كريمة سليم باشا السلحدار بوقف جميع أطيانها على الأزهر والجمعية الخيرية الإسلامية، ولم توقف شيئًا من هذا — على كثرته — لتعليم ذلك الجنس الضعيف.
قام الأغنياء الرِّجال بنشر التعليم بين أولاد الأمة، فأدوا بذلك واجبهم نحو وطنهم المحبوب، ونامت الغنيات منا عن فعل الخير، حتى إذا استيقظت إحداهن من هذا السُّبات قلدت الرِّجال ذلك التقليد الأعمى، فساعدت على نشر التعليم للبنين لا للبنات، وكان من العدل والحكمة أنْ تهتم السيدات بتعليم البنات كما اهتم الرِّجال بتعليم البنين، لا أنْ يلتفت الجنسان إلى تعليم جنس واحد، ويهملا شأن الثاني، وفي رقيِّه نجاح الأمة المهضومة لو يعلمون.
أهملنا تربية المصريات وتعليمهن، فظللن قاصرات الإدراك، عاجزات عن إتقان أعمالهن، ثم احتقرناهن لذلك النقص، وأغلقنا في وجوهنَّ أبواب الطلب، ورحبنا بالأجنبيات في منازلنا، ووثقنا بهن في جميع أعمالنا كالخياطة والتعليم وغيرها، فما منا إلا من تفخر أنَّ رئيسة خدمها ألمانية وخائطتها فرنسية ومعلمة ابنتها كذلك أوروبية، ومُربية أطفالها سويسرية، فلا بدع أن انتقلت ثروة مصر إلى هؤلاء اللاتي ننسب إليهن الكمال وإلى فتياتنا العجز والنقص، ولو بذلنا المال في تعليم المصريات لقمن بكل هذه الأعمال أحسن قيام، ولم تخرج الثروة المصرية من أيدي أهلها.
قاسينا أشد الآلام للحصول على استقلالنا الإداري مع وعورة السبيل إليه، فما بالنا نسكت عن استقلالنا الاقتصادي وهو سهل ميسور؟!
تحتاج مصر إلى طبيبات بارعات، وهنَّ أولى بمعالجة السيدات من الرِّجال؛ لما في ذلك من مراعاة الآداب، فإن الطبيبة أرأف بالسيدات من الرِّجال، وأخف على نفوسهن، هذا فضلًا عن أنَّ السيدة التي تُصاب بداء داخلي يضطرها إلى استحضار الطبيب قد تكابد من الخجل عند حضوره أشد مما تكابده من ذلك الدَّاء، وقد يؤثر هذا الخجل في أعصابها فيورثها داء آخر.
إذا قيل إنَّ العادات الشرقية لا تسمح للفتاة بالدراسة مع الأطباء، ولا يبيح لها الدين الإسلامي الاختلاط بهم، قلت إنَّ الحالة الحاضرة تضطر جميع النساء إلى الاختلاط بالأطباء، وقد أباح الدين وأجازته العادات، وإنه أفضل للبلاد أنْ تنجب من متعلماتها النابغات العاقلات فئة تخالط الأطباء؛ لتختص بعد ذلك بمعالجة النساء من أنْ تُترك جميع النساء عرضة للاختلاط بالأطباء لمعالجة أدوائهن، ولقد سمحت العادات الشرقية منذ زمن للفتاة المصرية أنْ تكون مُمرِّضة أو قابلة فتخالط الأطباء، وليتها تخالطهم مخالطة النظير لنظيره، فتحفظ كرامتها وعفتها إنْ شاءت، وتكون مهيبة في أنظارهم، فلا يطمعون في قيادتها، ولكنها تخالطهم بصفة مرءوسة لهم خاضعة لسلطتهم، فهي تسعى بالطبع في استمالتهم إليها، وربما جارتهم في أهوائهم طلبًا لرضاهم، وفي هذا خطر على طهارة نفسها إنْ لم تكن شديدة الحرص.
رضي الرِّجال للفتاة أنْ تكون مرءوسة خاضعة للأطباء، فتخالطهم ويتحكمون فيها ما شاءوا، وإن طلبنا أنْ تكون الفتاة طبيبة تخالط ولكن بصفة نظير أو رئيس ليس لهم على نفسها من سلطان، قالوا إننا خرجنا عن العادات والدين! فأي دين قضى بذُلِّ النساء وامتهانهن وديننا دين عدل ومساواة؟ إنَّ تعليم البنات متأخر في مصر، فلم لا تقوم الغنيات منا بسد هذا الخلل وفتح المدارس الثانوية للبنات، حتى إذا توافر لدينا العدد الكافي من الحاملات لتلك الشهادة طالبنا الحكومة أنْ تفتح مدرسة الطب لفتياتنا كما فعلت ذلك الإنجليزيات.
نحن في حاجة شديدة إلى خيَّاطات مِصريات؛ لعلَّنا نتلاقى ما قد فات، فقد سلبت الخياطات الأجنبيات نصف أموالنا، ولو سعينا جميعًا في تعليم بنات الوطن هذه الحرفة الجميلة لأمكن أنْ يقلَّ أجر الخياطة علينا، ويتحول ذلك المال الذي ينصب في الجيوب الأجنبية إلى جيوب وطنية، وهي أعظم خدمة تقوم بها من أرادت نفع البلاد، فتتألف جمعية من السيدات؛ لفتح مدرسة خاصة لذلك الفن وغيره من الفنون الجميلة كالبيانو والعود ونحوهما لاحتياجنا إلى من يدرس هذه الفنون ويتقنها.
إنَّ بناتنا في حاجة إلى مُعلِّمات ماهرات، يُعلِّمن اللغات الأجنبية والبيانو بدلًا من المعلمات الأجنبيات، فلم لا نسعى في تعليم فتياتنا ذلك، ونقوم بالواجب علينا، فيقل أجر التعليم ويتوفر المال في الجيوب المصرية؟ وفضلًا عن ذلك، فإن الأطفال يكسبون من مُعلماتهم طباعًا لا يُستهان بها كحب الوطن والغيرة على منعته، ولا يكون هذا في الأجنبيات، ولا يَخفَى أنَّ لكلِّ أمة عادات حسنة وأخرى مستهجنة، فإذا سلمنا بناتنا إلى الأجنبيات تَعلَّمنَ منهنَّ العادات الأجنبية على علَّاتها … ممدوحة كانت أو مرذولة، على أننا لو ربينا المصريات وعلمناهن لعرفن الفرق بين عاداتنا والعادات الأخرى، واتبعن الحسن من هذه وتلك، تاركات ما لا يليق بنا منها، وتسري هذه الأخلاق منهن إلى المتعلمات.
تضطر كثير من السيدات إلى رفع الدعاوى المدنية في بعض الظروف، فلم لا يكون بيننا محاميات يركن إليهن هؤلاء السيدات؟
على أنَّ اختلاط المحامية برجال القضاء مع غزارة مادتها وبُعد نظرها أفضل من اختلاط هؤلاء السيدات بالمحامين؛ لأن الأولى تربَّت تربية راقية، تجعلها مع الرِّجال في مستوًى واحدٍ، فلا يسهل عليهم إيقاعها في شراكهم، ولا يطمعون في جانبها، وأما السيدات الأخريات فهن أقل من الرِّجال علمًا، والقوي قد يتغلب على الضعيف، فتقع هؤلاء السيدات في حبائل كيد الرِّجال، ويخسرن كل عين نفيس.
هذا ولا يخفى أنَّ الفتاة تعرف ما يجول في صدر السيدات، وتشعر شعورهن، فهي أقرب للدفاع عنهن وتمثيل أفكارهن من الرِّجال؛ لبعدهم عنهن في المشارب والوسط، كذلك أرى أنَّ مثل هؤلاء السيدات قد يحتجن إلى كَتبة، وأفضل أنْ تكون السيدة كاتبة لا كاتب، كل هذا يضطرنا إلى تعليم الفتيات تعليمًا صحيحًا يؤهلهن لمثل هذه الأعمال … ولعل قائلًا يقول: مالنا ولكل هذه الأعمال وعادتنا الشرقية لا تسمح للفتاة بالعمل؟ فأقول إنَّ هذه الأفكار — فضلًا عن فسادها وتقادم عهدها — قد كذبتها الطبيعة وظواهر الأحوال في الشرق نفسه، واضطرت الحال النساء إلى العمل على جهلهن، فركنَّ إلى الأعمال الدنيئة الشاقة، فكان منهن بائعات، يجلسن على قارعة الطريق، تتناولهن أنظار المارة على اختلافهم وكثرتهم، مع أنهن في مقامهن ما يدعو إلى احترامهن، ولكنهن بحكم الحاجة خاضعات لأهواء سفهاء الرِّجال، ولا يخفى ما في ذلك من خرق حجاب الصيانة والأدب.
ومنهن دلَّالات تتقاذفهن حوانيت الباعة من هذا لذاك، وتلفظهن المنازل من منزل لآخر، فيعاملن الرِّجال على اختلافهم وتشعب أهوائهم.
ومنهن خادمات تتداولهن الرِّجال، وقد تضطرهن الحال إلى الخضوع لأطماعهم … والفاقة أم الجرائم، وعملهن شاق متعب، قد يضطرُّهن لشدته إلى تركه والانصراف إلى ما هو أسهل منه من أسباب الفجور.
كل هذه الحِرَف الشاقة الدنيئة مُباحة لنساء مصر الآن، وهي لا ضمان فيها على الشرف والآداب، خصوصًا إذا أضفنا إلى ذلك جهل النساء وخضوعهن ذلك الخضوع الأعمى لسلطة الرِّجال الأجانب، فكيف نُحرِّم عليهن العمل بما هو أرقى وأشرف؟ وقد سمحت العادات الشرقية بذلك، وأجازه الدين لاحتياج الفتاة إليه، ولقد جاء في الشريعة أنَّ الخادمة يجوز لها كشف ذراعيها أمام سيدها لاضطرارها إلى ذلك أثناء العمل، ممَّا يدل على أنَّ الشرع لم يحرم على المرأة العمل حتى بما يخل بحجابها، فمن المحال أنْ يمنعها عن غيره من الأعمال الشريفة، على أنَّ قيام الفتاة بتلك الأعمال الشريفة أضمن لصيانة نفسها، خصوصًا وهي متعلمة تعرف قيمة الشرف، فلا شك أنْ تترفع عن الرذائل.
إنَّ وقوف المحامية أمام السلطة القضائية ذلك الموقف المهيب أطهر من وقوف البائعة أمام فئة ساقطة من سفلة الناس، ودخول الطبيبة في دروس الطب مع الرِّجال أشرف من دخول الدلَّالة الجاهلة حوانيت البيع والشراء؛ لأن الأولى يحترمها الرِّجال، ويخشون أنْ يسقطوا أمامها لما لها من المكانة العلمية، أما الثانية فهي مهينة يطمع في جانبها سفهاء الرِّجال، وربما احتالوا في الإيقاع بها.
من الجهل أنْ يقال إنَّ الدين يحجر علينا تعاطي الأعمال الشريفة، فيدفعنا ذلك إلى تلك الأعمال الدنيئة، وديننا دين تسامح وكمال ما جُعِل إلا لنفع البشر، ولقد قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ولكن هو الجهل القديم قد أعمى البصائر وأصمَّ الآذان، وأرانا لا نزال عاكفين عليه متمسكين بأوهامه، نعارض كل إصلاح جديد.
اشترك نساء أوروبا مع الرِّجال في مثل هذه الأعمال السامية، وكانت نتيجة هذا الاشتراك إصلاح الأمم، فترى السيدة عالمة بالفن الذي يشتغل به زوجها، فهي تقوم بإصلاح منزلها مدة غيابه عنه، حتى إذا عاد من عمله جلست معه يتفاوضان فيما يجب في إصلاح شأنه، وربما أشارت عليه بما فيه الخير والنجاح، ولا شك أنَّ رجلًا يعمل برأيين أفضل من ذلك الرَّجل الذي يعمل بمجرد رأيه لجهل امرأته بأعماله.
نعم، قد يستشير في ذلك بعض أصدقائه، إلا أنَّ الأصدقاء لا يهمهم أمر الصديق كما يهم امرأته ذلك، فهم إنْ أشاروا عليه أبدوا له أول فكرة تخطر على بالهم دون أنْ يتفرَّغوا لفحصها من جميع الوجوه، ففي قيامنا بهذه الأعمال خيرٌ للرِّجال أنفسهم، ولكنهم يُعارضون في ذلك أول الأمر كما كان ذلك — ولا يزال بعضه — في أوروبا، فقد رشحت مدام كوري نفسها للانتخاب في عضوية الأكاديمية، وهي تلك العالمة المشهورة في اكتشافات الراديوم، وكادت تنجح لولا أنْ قصد إسقاطها الرِّجال خوفًا على مراكزهم من أنْ تأخذها النساء منهم، فغضبت النساء لذلك، وعوَّلن على إنشاء أكاديمية خاصة بهن.
كل ذلك تفعله نساء أوروبا، ونحن جامدات لا نتحرك، فلا تبذل الفقيرة أو المتوسطة مِنَّا جهدًا من أجل نَيل العلم، ولا تجود الغنية بما يسهِّل للفقيرات ذلك، وما دمنا كذلك فأنَّى لنا النجاح؟ وإنما النجاح بالأعمال، ولا فوز لنا إلا إذا أخذنا في طلب العلم وتسهيله لجميع الطبقات المصرية، كلُّنا مصريات … وإن اختلفت المنابع فمن تُنسب منا إلى تركيا أو إلى العرب أو إلى العجم، فقد أصبحت الآن مصرية بالمولد والإقامة والاشتراك في المنفعة، وأصبح من الواجب علينا جميعًا رفع شأن مصر.
لم ينحط شأننا؛ لأننا علَّمنا أولادنا «البعبع» كما يقال، فإن أوروبا تعد للأطفال كتبًا خاصة بحكايات وهمية على الجن والسحرة، وفيها ما هو أشد من «البعبع» غرابة، ومع ذلك لم ينحط شأنهم، ولكننا تأخرنا لنومنا عن الأعمال والعلم وقيام الأجنبيات بجميع الأعمال ومحاربتهن الوطنية الصادقة في نفوس الصغيرات.
قلَّت ثقة بعضنا ببعض، فنحن نعتقد في كل مصرية النقص، فلا نثق بها، وننسب إليها الكذب والغش والعجز عن القيام بالأعمال النافعة قيامًا يُرضينا، وقد يكون كل ذلك في بعض المصريات، ولكن هل منشؤه أنَّ الله — سبحانه وتعالى — قد خلقهن غير خلقة البشر؟ أم هن كغيرهن من النساء، ولكن أُهملت تربيتهن وتعليمهن وأصبحن عاجزات؟ نعم … نشأ كل ذلك من إهمال التربية والتعليم، فلِمَ لا نسعى في إزالته؟! نرى الإنجليزية تتكلَّم عن نزاهة الإنجليزيات وقدرتهن بعبارة حماسية تكاد تجعل السامع يظن أنَّ إنجلترا ليس به مجرم ولا كسلان، حتى إذا نظر بعين الحقيقة وجد نفسه مخطئًا؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لاستغنت إنجلترا عن القضاة والنيابة والبوليس ووفَّرت ما تصرفه من الأموال العظيمة.
يعجبني من الإنجليزية ذلك؛ لأنه يجعلها تثق بأبناء جنسها، كما قد يثق بهم سامعها والثقة أساس النجاح في جميع الأعمال، أمَّا نحن فإذا تكلمنا عن المصريات نسبنا إليهن من العيوب ما قد يكون وهمًا لا حقيقة له، حتى يتصور السامع أنَّ مصر يجب أنْ تكون كلُّها سجونًا لتسع كل هذا العدد من المجرمين والمجرمات، فنحن نختلق للمصري كل عيب، وننسى كرمه وإباءه، ننسى صدقه المُكتسب من العرب، ولا نذكر للمصري إلا الجهل والكسل، ولا ذنب للمصري والمصرية في ذلك، وإنما الذنب على من أهمل شأنهما، وأعدهما للفراغ والظروف التي ساعدت على ذلك.
تفتخر إحدانا بكل شيء أوروبي نالته، ولا أدري لم تحتقر كل شيء مصري وهو أقرب إليها من غيره؟ فكأننا بهذا نحتقر أنفسنا، ولا تسود أمة لا تعرف حق نفسها.
إنَّ تضامن أفراد الأمة وثقة بعضهم ببعض لمن أهم أسباب نجاحها، فلا يذهب بنا حب الذات كل مذهب، فلا يفكر كل منا إلا في نفسه فقط، بل يجتهد كل فرد منا في إصلاح الأمة ببث التعليم على قدر استطاعته، ولقد قضى الرِّجال واجبهم نحو الأمة في ذلك، ولم يتقاعد عن البذل في نشر التعليم إلا نحن معاشر النساء، على أننا نصرف المال فيما لا يُفيد، بل نسرف فيه إلى حد ممقوت، ولو اقتصدت غنيَّاتنا لتوفَّر لديهن ما يُشيِّد كليات لا مدارس.
على أنه يسرني أنْ أقول إنَّ كثيرًا من سيدات مصر الآن أجلُّ وأرقى من أنْ أنصح لهن؛ فقد رأيت منهن من لا يوجد نظيرها في أوروبا، فهي تميل إلى البساطة والاقتصاد، وتباشر جميع أعمال المنزل، حتى إنها تباشر خياطة ملابسها وملابس أطفالها وتلبسهن من الملابس ما ارتفعت قيمته وقل ثمنه، فلو تكونت جمعية من مثل هؤلاء السيدات لقمن بما نريده من نشر التعليم.