حرف الصَّاد
-
«صَابِحِ الْقُومْ وَلَا تْمَاسِيهُمْ» أي: إذا أردت زيارتهم فلتكن في الصباح؛ لأن غشيانهم في الليل يدعو إلى إقلاقهم، وربما راعتهم هذه المفاجأة.
-
«اِلصَّابُونْ كِتِيرْ بَسِّ اللِّي يِغْسِلْ» أي: ولكن أين من يغسل؟ يُضرَب في وجود الوسائل وفقدان العامل.
-
«اِلصَّاحِبِ اللِّي يْخَسَّرْ هُوَّا العَدُوِّ الْمُبِينْ» أي: الذي يسبب الخسارة لصاحبه ليس بصاحب، بل عدوٌّ مُبين. وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «صَاحِبٌ يضُرُّ عدوٌّ مبينٌ.»١
-
«صَاحِبْ بَالِينْ كَدَّابْ» ويُروَى: «أبو بالين.» والمعنى واحد، والمراد: ما جعل الله لرجل من قلبين. وبعضهم يزيد فيه: «صاحب ثلاثة منافق.»
-
«صَاحِبِ الْحَاجَهْ أَوْلَى بهَا» معناه ظاهر.
-
«صَاحِبِ الْحَق عِينُهْ قَوِيَّهْ» لأن الحق يُقَوِّيه فلا يغض عينه عن المطالبة ولا يستحي من غريمه.
-
«صَاحِبِ الْحَق لُهْ مَقَامْ وِلُهْ مَقَالْ» أي: صاحب الحق ذو مقام مرفوع وقول مسموع.
-
«صَاحِب صَنْعَهْ خِيرْ مِنْ صَاحِبْ قَلْعَهْ» لأن صاحب القلعة قد يُعْزَلُ فلا يجد ما يعيش به، وأما صاحب الصنعة ففي يده ضيعة مغلة.
-
«اِلصَّاحِبْ عِلَّهْ» لأنه يمنُّ بصحبته فيُحَمل صاحبُه له ما لا يحتمل من غيره؛ بسبب هذه الصَّداقة، فيصير كالعلة للشخص.
-
«صَاحِبْ قِيرَاطْ فِي الْفَرَسْ يِرْكَبْ» أي: الشريك بقيراط واحد في فرس له أن يركب ولا سبيل إلى منعه؛ لأنه صاحب حق وإن قل. يُضرَب في أن الشريك له الانتفاع على أي حال وإن قَلَّ حقه. وبعضهم يرويه: «اِللِّي له قيراط في الفرس يركب.» (أورد الجبرتي هذا المثل في ج١ ص١٨١).
وانظر في معناه: «اِللِّي له قيراط في القباله يدوسها.»
-
«صَاحِبِ الْمَالْ تَعْبَانْ» المراد بالمال هنا: كل ما يُمْلَك؛ أي: مَنْ مَلَكَ شيئًا أصبح تعبًا به في استثماره وحيازته والخوف عليه.
-
«صَاحِبْ وِمَالْ مَا يِتِّفِقْشْ» أي: من اختار مصاحبة شخص ومصادقته لا ينبغي له أن ينظر إلى ما يعود عليه من النفع من ماله. فالصَّداقة غير المال وإن كانت صداقة غير خالصة مبنيَّة على غرض.
-
«صَامْ وِفِطِرْ عَلَى بَصَلَهْ» فطر؛ أي: أفطر، أي: صام ثم أفطر على شيء زهيد لا يُغْنِي من الجوع. وبعضهم يرويه: «صام صام»، ويريدون بهذا التكرار طول مدة الصوم. يُضرَب لمن يمتنع عن شيء مدة ثم يقع في أردأ أنواعه. وبعضهم يرويه بلفظ المضارع فيقول: «يصوم يصوم ويفطر على بصله.» وهو مَثَلٌ قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «صام سنه وفطر على بصله.»٢
-
«صَامِتْ يُومْ وِاتْمخْطَرِتْ لِلْعِيدْ» اتمخطرت؛ أي: تبخترت؛ أي: أفطرت في رمضان ولم تصم فيه إلا اليوم الأخير، ثم قامت تتبختر مستقبلة العيد. يُضرَب لمن يعمل عملًا حقيرًا، ويطلب أن يُنْظَر إليه بغير ما يستحقه عمله.
-
«صَبَاحِ الْخِيرْ يَا جَارِي قَالْ: إِنْتَ فِي دَارَكْ وَأَنَا فِي دَارِي» انظر: «إصباح الخير …» إلخ. في الألف.
-
«صَبَاحِ الْفَوَّالْ وَلَا صَبَاحِ الْعَطَّارْ» الفوَّال: بائع الفول؛ أي: الباقلاء، والمراد بائع نوع منه يسمونه بالمدمس يؤكل غالبًا في الصباح. والعطَّار عندهم: بائع العقاقير. والمراد به هنا: بائع العطر. يُضرَب في تفضيل شيء على شيء بحسب الحاجة إليه، فإن حاجة الناس في الصباح إلى الطعام أشد من حاجتهم إلى التعطر والتَّزَيُّن. وهو مَثَل عامي قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» بلفظه.٣
-
«صَبَاحِ الْقُرُودْ وَلَا صَبَاحِ الأَجْرُودْ» الأجرود: يريدون من لا تَنْبُت له لحية ولا شاربان، وهم يتشاءمون من رؤيته في الصباح قبل رؤية أي شيء، ويُفَضِّلون رؤية القرد على بشاعة منظره عليه، وقد جرهم هذا المثل إلى اعتقاد التَّيَمُّن برؤية القرود حتى سَمَّوا القرد ميمونًا، ثم حَرَّفُوه وقالوا: «لمون.»
-
«صَبَّحْ وَلَا تْقَبَّحْ وِالْمِسَامِحْ كَرِيمْ» صبح؛ أي: إذا لقيت في الصباح من أغضبك بالأمس فقل له: «صباح الخير» وسامحه وَاعْفُ عنه ولا تقابله بالقبيح؛ فإن المسامحة والعفو من شيم الكرام. ومعنى قبح عليه عندهم: سَبَّه وشتمه.
-
«اِلصَّبْرْ خِيرْ» معناه ظاهر، والقصد مدح الصبر والحث عليه.
-
«اِلصَّبْرْ طَيِّبْ بَسِّ اللِّي يِرضَى بُهْ» بس هنا يريدون بها: «ولكن»؛ أي: ولكن من يرضى به؟ ويُروَى: «وإن كان مر نرضى به» بدل «بس اللِّي يرضى به.» وفيها الاستخدام. ومن كلام بعض الحكماء: «ما أَحْسَنَ الصَّبرَ لولا أَنَّ الإنفاقَ عليه من العُمْرِ.»
-
«اِلصَّبْرْ مُفْتَاحِ الْفَرَجْ» حكمة جرت مجرى الأمثال عندهم للحثِّ على الصبر في الشدائد.
-
«صَبْرِي عَلَى خِلِّي وَلَا عَدَمُهْ» أي: لَأَنْ أصبر على ما لا أحب من خليلي وأتحمل سيئاته خيرٌ من أن أفقده وأبقى بلا خليل. وهو مَثَلٌ قديمٌ في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «صبري على الحبيب ولا فقده.»٤
-
«صَبْرِي عَلَى نَفْسِي وَلَا صَبْرِ النَّاسْ عَلَيَّ» أي: لَأَنْ أصبر على شظف العيش وأدبر أموري خير من أستدين ثم أحمل الناس على الصبر على مماطلتي. وبعضهم يزيد فيه: «والوسْعْ في بتاع الناس ديق.» أي: التوسع في العيش بمال الغير ما هو في الحقيقة إلا ضِيقٌ؛ لأنه مال محسوب ومطالب به ولو بعد حين. وبعضهم يجعل هذه التتمة مثلًا مستقلًّا برواية: «اِلوِسْع في بتاع الناس ديَّق.» يجعل المصدرين صفتين، وسيأتي في الواو.
-
«صَحِّتْ وِلَادِ النُّدُولَهْ وِالْأَرْضِ الْمَجْهُولَهْ» يُضرَب لأبناء الأنذال المجهولي الأصول يساعدهم الحَظُّ فَيَعْتَلُون.
-
«صَحْنِ كْنَافَهْ وِجَنْبُهْ آفَهْ» الكنافة (بضم الأول): طعام يُصْنَع من خيوط العجين ويُحَلَّى. والآفة: يريدون بها الثعبان العظيم. يُضرَب للشيء الحسن تحيط به الآفات، فهو قريب من: «حُفَّت الجنة بالمكاره.» وانظر في معناه قولهم: «ورده جنبها عقربه.» وانظر قول العتابي: «ولكنها محفوفة بالمكاره» في نهاية الأرب ج٣ ص٨٦. ص١٦.
-
«صِرْصَارِ الشِّشْمَهْ وِالْقُبْقَابْ عَمَلُوا عَلِينَا اصْحَابْ» الصِّرْصَارْ (بكسر فسكون): الصُّرصُور، وهو الجندب. والقُبقاب (بضم أوله) والصواب فتحه: نعل من خشب معروف يُسْتَعْمَل غالبًا في بيوت الماء. والششمة (بكسر فسكون): المرحاض. يُضرَب للوضِيعَيْنِ يتفقان ويتآمران على النكاية بكريم. ويُروَى: «اِلمَكْنِسَة» بدل «صرصار الششمة.» وسيأتي في الميم.
-
«صَرْصُورْ وِعِشِقْ خُنْفِسَهْ دَارْ بِهَا فِي الْبَلَدْ مِحْتَارْ» الصَّرصُور (بفتح فسكون فضم)، والأكثر عندهم أن يقولوا فيه: صِرْصار، وهو الجندب، والمراد: عشق الجندب خنفساء فطاف حيران بها في البلد. يُضرَب لمن يُولَع بالخسيس ثم يحار في إرضائه وترفيهه والإعلان عنه.
-
«اِلصِّغَارْ أَحْبَاب اللهْ» يُضرَب في الحث على الشفقة على الأطفال، وعدم مؤاخذتهم على ما يبدر منهم لصغر عقولهم.
-
«اِلصَّلَا أَخْيَرْ مِنِ النُّومْ، قَالْ: جَرَّبْنَا دَهْ وِجَرَّبْنَا دَهْ» يُضرَب في تفضيل شيء على شيء دَلَّت التجربة على خلافه.
-
«صُلْحْ خَسْرَانْ أَخْيَرْ مِنْ قَضِيَّةْ كَسْبَانَهْ» أي: الصلح الذي فيه الخسارة خير من الدعوى والتخاصم مع الربح، لما في الدعاوى من اشتغال الذهن وتعبه.
-
«صَنْعَةْ بِلَا اسْتَادْ يِدْرِكْهَا الْفَسَادْ» ويُروَى: «يركبها» بدل يدركها، والمعنى ظاهر، ولا يخفى ما فيه من الحكمة.
-
«صَنْعَةْ في الْيَد أَمَانْ مِنِ الْفَقْرْ» معناه ظاهر، وقالوا هنا: اليَد (بتشديد الدال)، ولغتهم فيها: الإيد (بكسر الأول).
-
«اِلصُّوتْ عَالِي وِالْفِرَاشْ خَالِي» الأكثر في هذا المثل «الحس عالي …» إلخ. وقد تقدم في الحاء المهملة فانظره.
-
«صُوفْتُه مْنَوَّرَهْ» كناية عن ظهور أمره في كل ما يحاول الإفصاح عنه. ومثله: «على راسه صوفه.» وانظر في نهاية الأرب طبع دار الكتب «ج٥ وسط ص٨٣» قصة للمعتصم في رده، و«على أذنه صوفه.» ولعله معنى آخر. ويُرَاجَع ذلك في كتب الكنايات.
-
«صُومعَه تْعَايِرْ بِنِّيَّهْ، كلنَا بِالطوفْ يَا مَلْهِيَّهْ» الصومعة: وعاء كبير كالزير يُبْنَى بالطين لخزن الحَبِّ، والبِنِّيَّة (بكسر الباء والنون المشددة وتشديد الياء): كِنٌّ صغير يُبْنَى بالطين للحَمَام. والطوف: هو البناء بالطين فقط بلا لَبِن ولا آجُر، هو في العربية: الرِّهْص. والمعنى: أن الصومعة لكبرها عايرت البنية لصغرها، فقالت: لا تشمخي عليَّ فكلتانا مبنية بالطين، فلا فرق بيننا ولا عبرة بالكبر والصغر.
-
«اِلصِّيتْ وَلَا الْغِنَى» يُضرَب في تفضيل الشهرة ونباهة الذِّكْرِ على الغنى.
-
«صِيدِ الْغُر وَلَا نَتْفُهْ» الغُرُّ (بضم أوله): طائر أسود يكون في المستنقعات القريبة من البحر، في صيده عسر، ونتف ريشه عند تهيئته للطبخ أعسر. يُضرَب في أن بعض الشرِّ أهون من بعض. وانظر: «الرَّك موش على صيد الغر الرَّك على نتفه.»
-
«صَيِّفْ بِمِحْرَاتَكْ وَلَا تْصَيِّفْ بمِنْجَلَكْ» التصييف عندهم: الخروج لالتقاط الحَبِّ والكلأ من هنا وهناك؛ سُمِّيَ بذلك لأن الحصد يقع في الصيف. والمراد: إذا أردت الاستحواذ على الحَبِّ والكلأ الكثير، فليكن ذلك بمحراثك وإتقان زرعك، لا بالمنجل وقت الحصد.
١
ج١ ص٤٥.
٢
ج١ ص٤٥.
٣
ج١ ص٤٥.
٤
ج١ ص٥٤.