حرف الفاء
-
«فَاتِتِ ابْنَهَا يْعَيَّطْ وِرَاحِتْ تِسَكِّتِ ابْنِ الْجِيرَانْ» يعيط: يَبْكِي؛ أي: تركت ابنها يبكي وذهبت لابن الجيران تلهيه وتسليه ليسكت ويكف عن البكاء. يُضرَب لمن يهمل أموره ويهتم بأمور غيره.
-
«فَاتِتْ عَجِينْهَا فِي الْمَاجُورْ وِرَاحِتْ تِضْرَبِ الطَّنْبُورْ» الماجور: وعاء للعجن. يُضرَب لمن يهمل شئونه ويشغله عنها اللهو واللعب.
-
«فَاتُهْ نُص عُمْرُهْ» النص: النصف. يُضرَب لمن فاته الشيء الكثير، فكأنه خسر نصف عمره.
-
«اِلْفَاجْرَهْ دَادِيهَا وِالْحُرَّهْ عَادِيهَا» الأصل في المداداة أنهم يريدون بها تربية الأطفال، ومنها الدادة للمربية، ثم استعملوها في التلطُّف في معاملة الشخص ومداراته؛ أي: دَارِ الفاجرةَ لسفاهتها. وأمَّا الحرة فلا تَخْشَ من مُعَاداتها؛ لأن لها من طباعها ونفسها ما يمنعها عن السفه، وهو قريب من قولهم: «عادي أمير ولا تعادي غفير.» وقد تَقَدَّمَ في العين.
-
«اِلْفَاجِرْ يَاكُلْ مَالِ التَّاجِرْ» أتوا بالتاجر للسجع وإلا فالفاجر يأكل مال كل أحد. والمراد به القادر الجريء على أموال الناس.
-
«اِلْفَاحِرْ نَازِلْ وِالْبَانِي طَالِعْ» المراد بالفاحر: الحافر؛ أي: الذي يسعى وراء الناس ليوقعهم، ولا بد لمثله أن يظهر أمره لهم فيقابلوه بمثل عمله ولا يُرْجَى له أن يعلو بعمله هذا السيئ، فهو كالحافر الحقيقي فإنه نازل طبيعة، بخلاف الساعي في خير الخلق، فإنه كالباني يعلو كل يوم. وانظر في الياء آخر الحروف: «يا باني يا طالع، يا فاحت يا نازل.»
-
«فَارْ مَا سَاعُهْ شَقُّهْ عَلَّقُوا فِي ذِيلُهْ مِجْدَالْ» ويُروَى: «مرزبة» بدل مجدال، وهي المرزبة. ومعنى المجدال: الحجر الطويل الكبير. والشق يراد به الجحر، وبعضهم يرويه: «فار ما ساعه جحره، قال: دسوا وراه مدقة.» والمراد واحد في الكل؛ أي: إذا كان الجحر لا يسع الفأر وحده فكيف يسعه إذا علق بذنبه حجر عظيم أو ما يشبهه. يُضرَب في الأمر يضيق عن الشيء فيزيدون فيه.
(انظر نظم هذا المثل في قطف الأزهار رقم ٦٥٣ آداب أول ص١٩٧، وقد ورد فيه مكنسة).
وتقدَّم في الجيم: «جحر ما ساع فار قال: دسوا وراه مدقة.» والصَّواب ما هنا.
-
«اِلْفَارِ الْمِدَّفْلَقْ مِنْ نِصِيبِ الْقُط» المدفلق يريدون به: المتدفق؛ أي: المتهور في رمي نفسه في كل مرمى، فإنه يكون من نصيب الهر لتعريضه نفسه له. يُضرَب للمتهور المقدم على الزج بنفسه في كل غمار غير حاسب للعواقب حسابًا.
-
«اِلْفَارْ وِقِعْ مِ السَّقْفْ قَالْ لُهْ الْقُط: اسْمَ اللهْ عَلِيكْ، قَالْ: سِيبْنِي وْخَلِّي الْعَفَارِيتْ تِرْكَبْنِي» يُضرَب لمن يشفق ويهتمُّ بنجاة شخص لمصلحة له فيه فوق ضررها بذلك الشخص كل ضرر.
-
«اِلْفَاضِي يِعْمِلْ قَاضِي» أي: الخالي مما يشغله يستطيع أن ينظر في شكاوى الناس ومخاصماتهم، ويفصل فيها فيشغل نفسه بها.
-
«فَايْدِة إِيَّامِ الْبِطَالَه النُّومْ» لأنها لا عمل بها فالنوم فيها خير من اليقظة؛ لأنه يريح الجسم على الأقل.
-
«اِلْفَايْقَهْ تِشْتَر» أي: تجتر، ومعناه: تفيض بما أكلته فتأكله ثانية، وإنما يفعله الحيوان الصحيح المرتاح. يُضرَب في أن العمل متوقف على استطاعته والقدرة عليه.
-
«فَتَحُوهَا الْفِيرَانْ وِقْعُوا فِيهَا التِّيرَانْ» التيران: جمع طور إذا أفردوا نطقوا فيه بالطاء وإن جمعوا رققوها حتى تصير تاءً، والصواب: ثور وثيران. والمراد: فحتت الفيران في الأرض فكانت سببًا لعثور الثيران ووقوعها. يُضرَب للشيء يفعله الصغار فيسبب الضرر للكبار ويؤخذون به، وفي معناه قولهم: «عملوها الصغار وقعوا فيها الكبار.»
-
«اِلْفَتْلَهْ تِبَيِّنِ الْعَمْلَهْ» أي: ربما اسْتُدِلَّ بالشيء الحقير التافه على كشف ما غَمُضَ من الأمور؛ لأن الفتلة — وهي الخيط يُخَاط به الثوب — ربما دلت عليه إذا فقد من لونها أو شيء آخر، فيبحث عنه في مكان وجودها.
-
«فَخْرِ الْمَرْء بِفَضْلُهْ أَوْلَى مِنْ فَخْرُه بْأَصْلُهْ» معناه ظاهر، وهو كقوله المأموني:وَمَا شَرُفَ الإِنْسَانُ إِلَّا بِنَفْسِهِأَكَانَ ذَوُوهُ سَادَةً أَمْ مَوَالِيَا١
-
«اِلْفَرَحِ الدَّايِمْ يِعَلِّمِ الرَّقْصْ» الفرح: العُرْس؛ أي: من دامت له ليالي الأعراس واستمر سروره، استفزه الطرب إلى الرقص. يُضرَب في تأثير الأحوال بالأشخاص.
-
«فَرْحَةْ مَا تَمِّتْ خَدْهَا الْغُرَابْ وِطَارْ» انظر: «يا فرحه ما تمت …» إلخ في المثناة التحتية.
-
«اِلْفَرْخِ الْعِرْيَانْ يِقَابِلِ السِّكِّينْ» العريان: الذي لا ريش عليه خِلْقَة، والعادة أن يكون سمينًا. والمراد: الفرخ المستحق للذبح يُسَخَّر للذابح. وبعضهم يروي: «العيان» أي: المريض. والأول هو المعروف.
-
«فَرْخَه بْكِشْكْ» الفرخة: الدجاجة. والكشك: طعام يُعْمَل أقراصًا من اللبن والدقيق، ويُجَفف ويحفظ لوقت الحاجة، وهم يستطيبونه مطبوخًا مع الدجاج. والمراد بالمَثَل: إنه شيء ثمين. يُضرَب للشخص العزيز عند آخَرَ، فيقال: هو عنده فرخة بكشك.
-
«فَرْخَهْ بِينَ ارْبَعَهْ مَا مِنْهَا مَنْفَعَهْ» أي: دجاجة يشترك فيها أربعة لا نفع منها؛ لأنها لا تُشْبِع واحدًا منهم. يُضرَب للشيء القليل يشترك فيه كثيرون فتضيع فائدته لتَفَرُّقِهِ بينهم.
-
«اِلْفَرْخَه تْقُولْ لِصَاحْبِتْهَا: مَا تْجُخِّيشْ عَلِينَا دَا تَعَبْ رِجْلِينَا» الفرخة: الدجاجة. والجخ: التفاخر، والمراد هنا: المَنُّ؛ أي: تقول الدجاجة لمن تملكها لا تَمُنِّي علينا بطعامك فإن ما طعمناه كان بكدنا ونبش أرجلنا. يُضْرَب لكثير المَنِّ على شخص بالباطل. وقد قالوا في عادة النبش عند الدجاج: «الفرخة دايمًا تنبش ولو على صليبة غلة» وسيأتي.
-
«اِلْفَرْخَهْ دَايْمًا تِنْبِشْ وَلَوْ عَلَى صَلِيبِةْ غَلَّهْ» الفرخة (بفتح فسكون): الدجاجة. والصليبة (بفتح فكسر): العُرْمة؛ أي: من عادة الدجاجة ولو كانت على عُرْمَة قمح، مع أنه كثير ظاهر أمامها. يُضرَب في تمكن العادات من النفوس. وتقدم قولهم: «الفرخة تقول لصاحبتها: ما تجخيش علينا دا تعب رجلينا.» وهو معنى آخر.
-
«فَرَّقْ شِمْلُهْ يِخِف حِمْلُهْ» أي: الشيء إذا تفرَّقَ هان حَمْلُه. وفي معناه قولهم: «إن اتفرقت الحملة انشالت.» وقد تقدم في الألف.
-
«اِلْفَرَسِ الْأَصِيلَهْ مَا يْعِيبْهَا جْلَالْهَا» لفظ الجلال لا يستعملونها إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فيقولون: شُل (بضم الأول وتشديد الثاني)، وهو غطاء الدابة الذي يقيها من البرد. والمراد: المرء بنفسه لا بثيابه، فرثاثة ثوبه لا تُعيبه ولا تحط من شأنه. وفي معناه قولهم: «إن لبست خيشة برضها عيشة.» وقولهم: «إن لبسوا الردية هما العُرُنْبِيَّة …» إلخ.
-
«فِرِغِ السَّلَامْ بَقَى التَّفْتِيشْ فِي الْأَكْمَامْ» أي: بعد فراغهم من السلام أخذوا يبحثون ويفتشون في أكمامنا لعلهم يجدون شيئًا. يُضرَب في التعرض للاستطلاع والاهتمام بمعرفة الدخائل. ويُروَى: «خلص السلام …» إلخ. وتقدم ذكره في الخاء المعجمة.
-
«اِلْفُرْنِ الْحَامِي إِدَامْ تَانِي» أي: كأنه إدام ثانٍ يُضَافُ إلى الإدام الذي يُعَالج فيه؛ لأن ما يُطْبَخ فيه يطيب نضجه فيصير كأنه إدام مضاعف، والخبز الذي يُخْبَز فيه كذلك يكاد يكتفي به الإنسان لجودته عن الإدام، فهو كقولهم: «نص المئونة على الطابونة.» وذُكِر في النون، وهم لا يستعملون الإدام إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فيقولون: غموس.
-
«اِلْفَشْر وِالنَّشْر وِالْعَشَا خُبِّيزَهْ» الخبيزه (بضم الأول) ثم الإمالة: الخُبَازَى، وهي من الخضر التي تُطْبَخ، وتكثر في الريف أيام الشتاء فلا تخلو منها دار؛ أي: التفاخر الكاذب ونشره بين الناس مع أن الطعام خُبَازَى. يُضرَب للمتظاهر بالغِنَى والعظمة كذبًا، وهو قديم في العامية رواه الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».٤
-
«اِلْفَصِّ التِّقِيلْ يِخْلِي لُهْ مَطْرَحْ» المراد بالفصِّ هنا: القطعة من الطين المتجمد، فإنها إذا تدهورت على الشاطئ زحزحت ما هو أخف منها عن طريقها حتى تستقر في قرار. يُضرَب للقويِّ يتغلب بقوته على ما يعترضه ويتبوأ المكانة التي يريدها.
-
«اِلْفَضْلَهْ لِلْفَضِيلْ» الفضلة: ما بقي من الشيء. والفضيل: يريدون به الفاضل المُبَجَّل المستحق للإكرام. يُضرَب عند تقسيم حباء أو ألطاف اعتذارًا لمن يحضر متأخرًا فلا يناله إلا اليسير الباقي، كأنهم يريدون: هي وإن تكن فضلة فقد نالها فضيل. وفيه التجنيس.
-
«فِضِي أَبْلِيسْ لِقَلْعِ الدِّيسْ» الصَّوَاب في إبليس (كسر أوله)، والعامة تفتحه. والديس (بالكسر): نوع من النبات. يُضرَب للشرير يتفرغ للشر والإفساد.
-
«فَقْدِ الْبَصَرْ أَهْوَنْ مِنْ فَقْدِ الْبَصِيرَهْ» معناه ظاهر.
-
«فُقَرَا ويِمْشُوا مَشْيِ الْأُمَرَا» يُضرَب للمتشبه بمن هو أعلى منه.
-
«فَقْرْ بِلَا دينْ هُوَّ الْغِنَى الْكَامِلْ» معناه ظاهر، وهو من روائع حكمهم.
-
«اِلْفَقْرْ حِشْمَهْ وِالْعِز بَهْدلَهْ» البَهْدَلَة: الإهانة، والمعنى: الفقر حامل على الحياء والاحتشام لقلة الموجود. والعز أي الغنى يُغْرِي صاحبه بما لا يُحْمَد، ويحمله على الاستهتار بالملذات والتعرض للإهانة والاحتقار. وليس مقصودهم أن ذلك على إطلاقه، بل يريدون في الكثير الغالب، وكأنه من قول أبي العتاهية:إنَّ الشبابَ والفراغَ والجدةْمَفْسَدَةٌ للمرءِ أَيَّ مَفْسَدَةْ
وإن كان في هذا زيادة.
-
«اِلْفَقْرِ خْزَامِ الْعَتْرِيسْ» الخُزام (بضم أوله): ما يُجْعَل في أنف البعير القوي ليُذَلَّل به، والعتريس (بفتح فسكون فكسر): الجَبَّار القوي. ويُروى بدله: العنطيز، بضبطه ومعناه، أو هو العنطيظ كما ينطق به بعضهم. والمراد: الفقر يذلل كل جبار. وانظر في معناه قولهم: «الفشل خزام العنتيل.»
-
«فَقْرِ الْمَرْء فِي وَطَنُهْ غُرْبَهْ» لأن الفقير كالغريب بين أهل بلده، وقالوا في عكسه: «غنى المرء في الغربة وطن.» وتقدم ذكره في الغين المعجمة، وذُكِر ما ورد في معنى المثلين من الشعر، وأنهما مَثَلٌ قديم لفصحاء المُوَلَّدين، وهو: «غنى المرء في الغربة وطن، وفقره في الوطن غربة.» ويرادف ما هنا من حكم الإمام عليِّ بن أبي طالب — عليه السلام — قوله: «المُقِلُّ غريبٌ في بِلاده أجنبيٌّ في غيرها.»
-
«اِلْفَقِيرْ رِيحْتُهْ وِحْشَهْ» أي: الفقير رائحته كريهة، يريدون أنه مبغض منفور منه، وليس المراد رائحته الحسية.
-
«فَقِيرِ السَّاحَهْ أَفْضَلْ مِنْ فَقِيرِ السَّوَّاحَهْ» أي: الأقربون أَوْلَى بالمعروف.
-
«اِلْفَقِيرْ صِيفْةِ الْغَنِي» أي: مادته التي يَغْتَنِي بها، وهو من التصييف، ويريدون به الخروج للمزارع والحقول للجمع من هنا وهناك. وفي معناه: «خُدُوا من فقرهم وحُطُّوا على غناكم.» وقد تقدم في الخاء المعجمة.
-
«اِلْفَقِيرْ لَا يِتْهَادَى وِيِدَّادَى وَلَا تْقُومْ لُهْ فِي الشَّرْع شَهَادَهْ» يدادى؛ أي: يُدَارَى ويُتَلَطَّفُ معه، وأصل المداداة: التربية، ومنها «الدادة» لمربية الأطفال. والمراد بالمثل بيان إهمال الناس لشأن الفقير.
-
«اِلْفِقِي يِقِيسِ الْمَيَّهْ فِي الزِّيرْ» الفقي: يريدون به القارئ، الحافظ للقرآن الكريم، وأصله الفقيه. والمية: الماء. والمقصود من كونه يقيس الماء وصفه بالشح؛ وذلك لأنهم يرمون القراء بالشح وحبِّ الجمع.
-
«فَكِّ الْخِنَاقْ تَشْرِيبَهْ» أي: إذا فُكَّ الخناق ولو قليلًا ففيه تنفيس عن النفس، ويرادفه قول امرئ القيس:أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِيبِصُبْحٍ وَمَا الْإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ
-
«فَلَّاحْ مَكْفِي سُلْطَانْ مَخْفِي» أي: زارع كُفِيَ مئونته سلطان وإن خفي أمره على الناس. وبعضهم يرويه: «زبال مكفي …» إلخ، وقد تقدم في الزاي.
-
«اِلْفلَّاحْ مَهْمَا اتْرَقَّى مَا تْرُحْشِ مِنُّهْ الدَّقَّهْ» الدقة: الوشم، وهو كثير الشيوع بين القرويين، والمثل من تندير أهل المدن بالفلاحين. والمراد أنه مهما يَرْتَقِ في المعالي ومهما يهذب فهيهات أن يزول عن جسمه أثر الوشم، بل يبقى دالًّا على أصله وبيئته؛ أي: هيهات أن يزول عنه ميسم الفلاحة وما انطوى عليه من جفاء الطبع وغلظ الفهم، والواقع خلاف ذلك. ومن أمثالهم في التندير بهم قولهم: «عمر الفلاح إن فلح.» وذُكِر في العين المهملة. وقولهم: «إن طلع من الخشب ماشه يطلع من الفلاح باشا.» وذكر في الألف.
-
«اِلْفِلْفِلْ بِالْوِقِيَّهْ وِالْجِيرْ بِالْقِنْطَارْ» الوقيَّة: وزن معروف، والصواب ضم أولها، والجير (بكسر الأول) محرف عن الجيار وهو الصاروج. والمراد من المثل مدح سمرة اللون؛ أي: الفلفل مع أنه يَضْرِبُ إلى السواد عزيز يُبَاع بالوزن بالوقية. والجير مع بياضه كثير مبذول يُبَاع بالقنطار.
-
«اِلْفُلُوسْ زَيِّ الْعَصَافِيرْ تُرُوحْ وِتِيجِي» الفلوس؛ أي: النقود، والمراد أنها تذهب من اليد كالعصافير في طيرانها ثم يأتي غيرها.
-
«فُؤَادِي وَلَا أَوْلَادِي» هذا مَثَلٌ يَضْرِبونه في تفضيل النفس على الأولاد، كقولهم: «إن جاك النيل طوفان خد ابنك تحت رجليك.» وقد تقدم في الألف، وفي معناه ما أنشده ابن الفرات في تاريخه لابن حمدان:فَدَى نفسَه بابنٍ عَلَيْه كَنَفْسِهِوفي الشِّدَّةِ الصَّمَّاءِ تَفْنَى الذَّخَائِرُوَقَدْ يُقْطَعُ الْعُضْوُ النَّفِيسُ لِغَيْرِهِوَتَذْخَرُ لِلأَمْرِ الْكَبِيرِ الْكَبَائِرُ٥
-
«فُوتْ عَلَى عَدُوَّكْ جِيعَانْ وَلَا تْفُوتْ عَلِيهْ عِرْيَانْ» انظر معناه في قولهم: «فوت على عدوك مكسي …» إلخ.
-
«فُوتْ عَلَى عَدُوَّكْ مِعَرَّشْ وَلَا تْفُوتْ عَلِيهْ مِكَرَّشْ» معرش؛ أي: لابسًا ثيابًا تجعلك كعريش العنب. ومكرش: مملوء الكرش طعامًا. وانظر معناه في قولهم: «فوت على عدوك مكسي …» إلخ.
-
«فُوتْ عَلَى عَدُوَّكْ مَكْسِي وَلَا تْفُوتْ عَلِيهْ مَحْشِي» جمعوا فيه بين السين والشين في السجع، وهو عيب. ومعناه: مُرَّ على عدوك مكتسيًا بأحسن الثياب حتى لا يشمت بك، ولا تمر عليه مَحْشُوًّا بالطعام؛ لأنه لا يعلم ما في بطنك وإنما يهمه ظاهرك؛ أي: اقتصد من ثمن طعامك للباسك سترًا لفاقتك عن عدوك. وانظر في معناه: «فوت على عدوك جيعان …» إلخ. و«فوت على عدوك معرش …» إلخ.
-
«فُوطَه بْحَوَاشِي وِمَا تَحْتَهَاشِي» الفوطة (بضم الأول): منديل يُسْتَعْمَل الكبير منه في الحمامات، والصغير لمسح الماء عن الوجه؛ أي: هي فوطة مُطَرَّزَةُ الحواشي حسنة الأهداب، ولكنا لما رفعناها لم نجد تحتها شيئًا، وكنا نظنها تغطي شيئًا ثمينًا يناسب حسن منظرها. يُضْرَب للظاهر الحسن الذي لا طائل تحته.
-
«فَوِّتْ كِلْمَه تْفُوتَكْ أَلْفْ» أي: إذا سمعت كلمة تسيئك دعها تَمُرُّ، وأغض عنها تسلم من ألفٍ غيرها؛ لأنك إن لم تفعل ورددت على قائلها اتَّسَعَ مجال القول وتفاقم الشَّرُّ.
-
«فِي أَفْرَاحْكُمْ مَنْسِيَّهْ وِفِي أَحْزَانْكُمْ مَدْعِيَّهْ» أي: لا أَمُرُّ بخواطركم إلا في الحالات التي تحتاجون فيها إليَّ لمساعدتكم ومواساتكم، وأما في أوقات السرور والابتهاج فإنكم تنسونني. وفي معناه قولهم: «في فَرَحْكُمْ أبص وارجع وفي غمكم ليَّ التلات والأربع.» وسيأتي.
-
«فِي الْأَكْلْ سُوسَهْ، وِفِي الْحَاجَهْ مَتْعُوسَهْ» أي: إنها كالسوسة في الأكل، ولكنها عند الخدمة وقضاء الحاجات خرقاء متوانية. وانظر: «ياكل ويشرب ووقت الحاجة يهرب.» وفي معناه قول بعضهم:يُحَمْحِمُ لِلشَّعِيرِ إِذَا رَآهُوَيَعْبَسُ إِنْ رَأَى وَجْهَ اللِّجَامِ٦
-
«فِي فَرَحْكُمْ أَبُصِّ وَارْجَعْ وِفِي غَمُّكُمْ لِيَّ التَّلَاتْ وِالْأَرْبَعْ» أبص بمعنى: أنظر. و«لِيَّ» (بفتح الياء المشددة) يريدون بها: لِي. والمراد: إنكم لا تذكرونني إلا حينما تحتاجون إليَّ في شدائدكم فأقوم بأغلبها، وأما مسراتكم فحالي معكم فيها حال من ينظر نظرةً ويعود. وفي معناه قولهم: «في أفراحكم منسية …» إلخ. وقد تقدم.
-
«فِي كُل عِرْسْ لُهْ قُرْصْ» يُضرَب لمن يحرص على الانتفاع من كل أمر. وجمعهم بين السين والصاد في السجع عيب.
-
«فِي الْمِشْمِشْ» يُضرَب للشيء المُسْتَبْعَد حصوله، كأن يقال: سأصنع ذلك، فيقال له: في المشمش؛ أي: تصنعه عند ظهور المشمش، ومقصودهم المستحيل.
-
«فِينْ عَزْمَكْ يَا فَشَّارْ آدِي السِّيفْ وَآدِي صَاحِبِ التَّارْ» أي: أين عزمك أيها الفَخَّار الكَذَّاب وها هو ذا السيف وصاحب الثأر، فما لك جبُنتَ وتأخَّرتَ؟!
-
«فِينِ الْمَنَوَاتْ يَا عِنَبْ» فين (بالإمالة) مركبة من «في» و«أين»، والمراد: أين. والمنوات (بثلاث فتحات) بلدة كانت بها كروم يجود عنبها. يُضرَب للشيء الرديء على سبيل التحسر على الجيد.
-
«فِيهَا وَالَّا أَخْفِيهَا» فيها؛ أي: في الغنيمة وما في معناها، أو أيِّ أمر يجتمع أناس عليه ويشتركون فيه. والمراد: إما أن تشركوني معكم فيما أنتم فيه، وإما أن أفسده عليكم وأسعى في زواله حتى يخفى من الوجود. يُضرَب لمن لا يُشْرَك في أمر فيهدد بإفساده.
-
«فِي الْوِشِّ مْرَايَهْ وِفِي الْقَفَا سِلَّايَهْ» الوش (بكسر الأول مع تشديد الثاني): الوجه. والمراية (بكسر الأول): المرآة. يُضرَب لمن يُظْهِر المحبة في وجه الشخص ويسيء إليه إذا غاب، فكأنه في حضوره يجعل نفسه مرآة له؛ أي: موافقًا له في كل شيء، وإذا أدبر غَرَزَ في قفاه سلاية، وهي الشوكة، وصوابها: سلَّاءة. ومثله قول منصور الفقيه المقرئ:كُلُّ مَنْ أَصْبَحَ فِي دَهـْـرِكَ مِمَّنْ قَدْ تَرَاههُوَ مِنْ خَلْفِكَ مِقْرَاضٌ وَفِي الوجه مِرْآه٧
وفي كتاب الآداب لابن شمس الخلافة لبعضهم:
يُرِيكَ الْبَشَاشَةَ عِنْدَ اللِّقَاءويَبْرِيكَ فِي الْغَيْبِ بَرْيَ الْقَلَمْ٨ -
«فِيَّ وَلَا فِيكْ يَا أَحْمَرْ» يريدون بالأحمر هنا الشخص المحبوب المُفْدَى؛ أي: أنا فداؤك من كل مكروه.
١
نهاية الأرب للنويري ج٣ ص١١٢.
٢
الكشكول ص١٧٠.
٣
الكشكول ص١٧١.
٤
ج١ ص٤٢.
٥
تاريخ ابن الفرات ج١٦ أواخر ص١١.
٦
الآداب لابن شمس الخلافة ص١١١.
٧
نهاية الأرب للنويري ج٣ ص١٠٢.
٨
نهاية الأرب للنويري ص١٢٤.