حرف الكاف
-
«اِلْكَارْ مِحْنَهْ» الكار: الصناعة، وكونها محنة لأن من اشتغل بصناعة أصبح مُغْرَمًا بها لا يستطيع تركها.
-
«كَانَ عَلَى نُخ وِصَبَحْ عَلَى حَصِيرْ، فَضْلْ مِنْ رَبِّنَا اِللِّي مَا يْطِيرْ» النُّخُّ (بضم الأول): نوع غليظ يُنْسَج من الحلفاء يُتَّخَذ جوالق ثم يستعمله الفقراء كالحصير؛ أي: إنه كان يقعد على نُخٍّ فأصبح يقعد على حصير، فإن لم يَطِرْ من فرحه فذلك فضل من الله. يُضرَب لمن ينتقل من حالة إلى أعلى منها. وبعضهم يروي بدل الجملة الأخيرة: «دا شيء من شيء كثير.»
-
«كَانْ فِي جَرَّهْ وِخَرَجْ بَرَّهْ» يُضرَب في الشيء يَظْهَرُ فجأةً ولم يكن معلومًا كأنه كان مخبوءًا في جرة.
-
«كَانِتْ خَالْتِي وْخَالْتِكْ وِاتْفَرَّقِتِ الْخَالَاتْ» يُضرَب للعلاقة تكون موجودة بين شخصين ثم يحدث ما يقطعها فتزول؛ أي: كانت خالتي وخالتك تجمعاننا ثم افترقنا، ولم يبق بيننا ارتباط الآن ولا صلة.
-
«كَانِتِ الْقِدْرَه نَاقْصَه بِدِنْجَانَهْ صَبَحِتْ طَافْحَه وْمَلْيَانَهْ» البدنجان: الباذنجان. والقدرة: القِدْر، وهم لا يقولون في غير الأمثال إلا حلة. يُضرَب لمن يغتني بعد قِلَّة، ويُقْصَد به غالبًا التهكم بالشيء الزائد الطارئ وكونه ليس بذاك.
-
«كَانِتْ مِرْتَاحَهْ جَابِتْ لَهَا حَاحَهْ» المراد بالحاحة: صوت الحيوان كالمَعْز والدجاج والإِوَز؛ أي: كانت في راحة فجلبت لنفسها شيئًا يشغلها ويتعبها. وبعضهم يرويه للمتكلم؛ أي: «كنت مرتاحة جبت لي حاحه.» والأكثر ما هنا.
-
«كَبِّبْ وِرَبِّنَا الْمِسَبِّبْ» التكبيب هنا: وضع أشياء على أشياء حتى تتراكم، يُقَال للتاجر تتراكم عنده السلع تسلية له؛ أي: دَعْهَا تتراكم والله — سبحانه — يهيئ الأسباب لبيعها. وقد يراد بالتكبيب: تكبيب اللحم المدقوق لقليه وبيعه؛ أي: واصل العمل والله ييسر لك من يشتري.
-
«كِبِرِ الْبَصَلْ وِادَّوَّرْ وِنِسِي حَالُهْ الْأَوَّلْ» يُضرَب لمن يَغْتَنِي بعد فقر أو يعظم بعد ضعة، فينسى ما كان فيه للؤم طبعه. وقد جمعوا فيه بين الرَّاءِ واللام في السجع، وهو عيب.
-
«اِلْكِبَرْ عِبَرْ» يُضرَب في كبر السن وما فيه، وهم يفتحون أول «الكَبَر»، وكسروه هنا للازدواج.
-
«اِلْكَبَرْ كِبِرْنَا وِالْعَقْلْ مَا كْمِلْنَا» أي: أما السن فقد بلغنا منه عتيًّا، ولكنا لم نكمل بالعقل، فهو في معنى قولهم: «شابت لحاهم والعقل لسه ما جاهم.» وتقدم في الشين المعجمة.
-
«كُبْرِ الْكُومْ وَلَا شَمَاتِةْ الِاعْدَا» يُقْرَأ «لِعْدَا» أي: الأعداء. والمراد بالكوم: العرمة في البيدر؛ أي: لَأَنْ تكون كبيرة ولو كان أكثرها تبنًا خير من شماتة الأعداء بصغرها ولو كان أكثرها حبًّا.
-
«كُبْرِ النَّفْس قَطْعْ نَصِيبْ» أي: التَّكَبُّر يقطع نصيب المرء.
-
«كِبِيرِ الرَّاسْ فَارِسْ وَافْكَحِ الرِّجْلِينْ صَبِي» انظر: «أفكح الرجلين صبي …» إلخ. في الألف.
-
«كِبِيرِ الْقُومْ خَادِمْهُمْ» أي: سيد القوم خادمهم.
-
«اِلْكِتَابِ انْكَتَبْ وِالْمَهْرْ عَلَى الله» الكتاب؛ أي: عقد الزواج. والمعنى: عُقِدَ العقد واتَّكَلْنَا في المهر عليه — تعالى، فعسى أن يُيَسِّرَهُ. يُضرَب في الأمر يتم بعضه ويبقى أصعب ما فيه.
-
«كُتْرِ الْأَسِيَّهْ تِقْطَعْ عُرُوقِ الْمَحَبَّهْ» الأَسِيَّة يريدون بها: الإساءة والقسوة، وهي إذا كَثُرَتْ أزالت المحبة طبيعة.
-
«كُتْرِ التِّكْرَارْ يِعَلِّمِ الْحُمَارْ» معناه ظاهر، والصَّواب في التكرار (فتح أوله)، والعامة تكسره. وفي كتاب الآداب لابن شمس الخلافة: «إذا تكرر الكلام على السمع تقرر في القلب.»١
-
«كُتْرِ التَّنْخِيسْ يِعَلِّمِ الْحِمِيرِ التَّقْمِيصْ» التقميص في الحمير شبه جماح يركب فيه الحمار رأسه ويرفس برجليه، وفي هذه الرواية الجمع بين السين والصاد في السجع، وهو عيب، والأكثر في المثل: «كتر النخس يعلم الحمير الرفس.» وسيأتي.
-
«كُتْرِ الْحُزْنْ يِعَلِّمِ الْبُكَا» معناه ظاهر. ويرويه بعضهم: «كتر النوح»، والمقصود كثرة سماع النَّوْحِ.
-
«كُتْرِ الدَّلَعْ يِكَرَّهِ الْعَاشِقْ» أي: كثرة الدلال تورث البغض في نفس العاشق، والمقصود ذَمُّ الإفراط في الشيء.
-
«كُتْرِ السَّلَامْ يِقِلِّ الْمعْرِفَهْ» المعرفة، يريدون بها: الصحبة والصداقة، يُضرَب في أن الإفراط في الشيء يقلبه إلى ضِدِّه.
-
«كُتْرِ الشَّد يِرْخِي» أي: الإفراط في الشدة قد يؤدي إلى عكس المقصود منها (انظر نظمه في ص٧٩ من الكتاب رقم ٦٤٨ شعر).
-
«كُتْرِ الضَّرْبْ يِعَلِّمِ الْبَلَادَهْ» لأن الشخص يَتَعَوَّدُ عليه فلا يفيد فيه بعد ذلك.
-
«كُتْرِ الْعِتَابْ يِفَرَّقِ الْأَحْبَابْ» معناه ظاهر. والعرب تقول في أمثالها: «كثرة العتاب تورث البغضاء.» ومن الحِكَمِ المَرْوِيَّة: «أسوأ الآداب كثرة العتاب.»٢ وفي المخلاة لبهاء الدين العاملي: «الإفراط في العتاب يدعو إلى الاجتناب.»٣ وقال بشار بن برد:إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًاصَدِيقَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لَا تُعَاتِبُهْ
وقال البحتري:
أُعَاتِبُ الحبَّ فِيمَا جَاءَ واحدةثُمَّ السلَامُ عليه لا أُعَاتِبُهُ -
«كُتْرِ الْقُولْ دَلِيلْ عَلَى قِلِّةِ الْعَقْلْ» لأن العاقل الرزين لا يتكلم إلا حيث يَحْسُنُ الكلام، وانظر: «كتر الكلام خيبة.»
-
«كُتْرِ الْكَلَامْ خِيبَهْ» الخيبة (بالإمالة): الخَيْبَة، ويريدون بها هنا عدم الفائدة، وعجز المتكلم عن غير الكلام. ويقولون في معناه: «قصر الكلام منفعة»، وقد تقدم في القاف. وانظر: «كتر القول دليل على قلة العقل.» وقالوا أيضًا: «عيب الكلام تطويله.» وتقدم ذكره في العين المهملة.
-
«كُتْرِ الْكَلَامْ يِعَلِّمِ الْغَلَطْ» معناه ظاهر؛ لأن من يكثر كلامه تكثر عثراته وسقطاته، وهو من قول القائل: «من كثر لغطه كثر سقطه.» ومن أمثال العرب قول أكثم بن صيفي: «المكثار كحاطب ليل.»
-
«كُتْرِ الْكَلَامْ يِقِلِّ الْقِيمَهْ» لا ريب في أن كثرة الثرثرة تقلِّلُ قيمة المرء، وتذهَبُ بهيبته وكرامته بين الناس.
-
«كَتَّرْ مِنِ الْفُرُوشْ تِمْلَا السُّرُوجْ» أي: أَكْثِرْ من عدد الزوجات، يكن لك بنون يركبون الخيل فَتَعْتَزَّ بهم.
-
«كَتَّرْ مِنِ الْفَضَايِحْ آدِي انْتَ رَايِحْ» انظر: «ما دام رايح كتر م الفضايح.»
-
«كُتْرِ النَّخْسْ يِعَلِّمِ الْحِمِيرِ الرَّفْسْ» أي: الإفراط في الإساءة للحث على شيء يُسيء الخلق ويُنْتِجُ عكس المقصود. وبعضهم يرويه: «كتر التنخيس يعلم الحمير التقميص.» وقد تقدم والأكثر ما هنا.
-
«كُتْرِ النُّوحْ يِعَلِّمِ الْبُكَا» انظر: «كتر الحزن …» إلخ.
-
«كُتْرِ الْهَرْشْ يِطَلَّعِ الْبَلَا» الهرش: حك الجسم بالظفر. والبلا (بفتح الأول) يريدون به بثورًا خبيثة صعبة الشفاء. والمراد: الإفراط في الاستشفاء قد يُحْدِثُ أمراضًا ليست بالبال، فهو قريب من قولهم: «اللي يعاشر الحكيم يموت سقيم.» وقد تقدم في الألف فراجعه.
-
«كُتْرِ الْهِزَارْ يِقَلِّلِ الْمَقَامْ» الهِزَارُ: المُزَاح. وفي معناه من أمثال العرب: «المزاحة تذهب المَهَابة.» أي: إذا عُرِفَ بها الرجل قَلَّتْ هَيْبَتُه. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: «من كثر مزحُه لم يسلمْ من استخفافٍ به أو حقد عليه.» والظاهر أنه من أمثال المُوَلَّدِين.٤
-
«كُتْرِ الْوَدَاعْ يِرِق قَلْبِ الْمِسَافِرْ» معناه ظاهر.
-
«اِلْكُتْرَهْ تِغْلِبِ الشَّجَاعَهْ» معناه ظاهر. والمراد بالكترة: الكثرة، وقد قيل قديمًا: «وضعيفان يغلبان قويًّا.»
-
«كَتَّرُوا بِاللَّمَّهْ لَا بُد عَنِ الْفُرَاقْ» أي: مهما يطل اجتماع الشمل فلا بد من الفراق.
-
«كُتْكُتْنَا وَلَا حَرِيرِ النَّاسْ» الكُتْكُت (بالضم): ما يخرج من الكتان بعد مشطه؛ أي: نفايته. يُضْرَب في تفضيل المملوك على ما بأيدي الناس، وأن فضله قناعة به وفرارًا من تحمل المَنِّ. وفي معناه: «زيوان بلدنا ولا القمح الصليبي.» و«شعيرنا ولا قمح غيرنا.» وقد تَقَدَّمَا.
-
«كِتِيرِ الْحَرَكَهْ قَلِيلِ الْبَرَكَهْ» أي: من كثرت حركاته قَلَّتِ المنفعة منه. والمراد: من قصر همه على كثرة الحركة.
-
«كِتِيرِ النَّط قَلِيلِ الصِّيدْ» النط عندهم: القفز. والمراد هنا: كثرة الحركة بلا فائدة.
-
«اِلْكَحْكَهْ فِي إِيدِ الْيَتِيمْ عَجَبَهْ» أي: الكعكة على حقارتها تُسْتَغْرَب في يد اليتيم وتُسْتَكْثَر عليه. يُضرَب في الأمر الحقير يُسْتَكْثَر على الشخص الضعيف.
-
«كَدَّابِ اللِّي يقُولِ: الدَّهْرِ دَامْ لِي … إلخ» انظر في الهاء: «هي دامت لمين يا هبيل؟»
-
«اِلْكَدَّابْ تِنْحِرِقْ دَارُهْ» يروون في أصله: أن رجلًا كان كثير الكذب يفاجئ الناس كل يوم باستصراخهم لنجدته في أمر وقع فيه، فإذا ذهبوا لإغاثته لا يجدونه صادقًا في دعواه، ثم احترقت داره يومًا واستصرخهم فلم يغيثوه لتعودهم منه الكذب؛ فأتت النار عليها.
-
«اِلْكَدَّابْ خَرَبْ بِيتِ الطَّمَّاعْ» لأن الكذاب يلفق للطمَّاع ويحسِّن له أمورًا يطمعه فيها بالربح فيصدقه لطمعه، ويندفع في الإنفاق فيما لا يعود بثمرة فيَخُس ماله ويخرب داره. ولقد أصابوا في قولهم: «الطمع يقل ما جمع.» وقولهم: «عمر الطمع ما جمع.» وقد تقدما.
-
«اِلْكِدْبْ مَالُوشْ رِجْلِينْ» أي: ليس له رجلان يسير عليهما. والمراد: الكذب لا يسير طويلًا بل يُفْضَح عاجلًا، فيُهْمَل ويصير كالمُقْعَد. وبعضهم يروي فيه: «الباطل» بدل الكذب، وقد تقدم في الباء الموحدة. وقد عبروا بهذا التعبير في عكس المعنى في قولهم: «الحرامي مالوش رجلين.» فإنهم يريدون ليس له رجلان يقف عليهما، بل يسرع في الفرار. وقد تَقَدَّمَ ذكره في الحاء المهملة.
-
«كِدْبِ مْسَاوِي وَلَا سِدْقِ مْبَعْزَقْ» أي: كذب مقبول لا مبالغة فيه خير من صدق مُبَعْثَر؛ أي: ليس متلائمًا في أجزائه. وقالوا أيضًا: «كدب موافق ولا سدق مخالف.» وانظر في الألف قولهم: «إيش عرفك إنها كدبة؟ قال: كبرها.»
-
«كِدْبِ مْوَافِقْ وَلَا سِدْقِ مْخَالِفْ» هو في معنى: «كدب مساوي …» إلخ. وقد تقدم قبله.
-
«كَرَامِةِ الْمَيِّتْ تِظْهَرْ عَنْدْ غُسْلُهْ» يُضرَب للمرء تظهر مآثره في آخر أمره.
-
«كَرَامِةِ الْمَيِّتْ دَفْنُهْ» أي: إكرام الميت في دفنه.
-
«اِلْكِرْشَهْ عَنْدِ الْمِقِلِّينْ زَفَرْ» الزَّفَر: يريدون به أنواع اللحم وما طُبِخَ بِسَمْن ونحوه؛ أي: الكرش عند الفقراء يُعَدُّ من ذلك. يُضرَب للشيء التَّافه يراه المحتاج عظيمًا. وانظر: «الكُسْبَة عند الفقرا حلاوة.»
-
«اِلْكُسْبَهْ عَنْدِ الْفُقَرَا حَلَاوَهْ» الكُسْبة (بضم فسكون): ما يبقى من الثُّفْل بعد عصر السمسم وإخراج زيته، تُبَاع للصبيان فيستطيبونها. والمراد: أنها عند الفقراء مما يُتَفَكَّه به كما يتفكه غيرهم بالحلوى. يُضرَب في أن التَّافه عند أناس عظيم عند غيرهم بحسب أحوالهم في الغِنَى والفَقْر. وفي معناه عندهم: «الكرشة عند المقلين زفر.» وقد تقدم.
-
«كُشْكَارٍ دَايِمْ وَلَا عَلَامَةْ مَقْطُوعَهْ» الكُشْكَار: الخُشْكَار، وهو الدقيق الخشن. والعلامة: الدقيق الحُوَّارَى. والمراد: الخبز المُتَّخَذ منهما. يُضرَب في تفضيل الرديء الدائم على الجيد الذي لا يدوم بل يُنَال غِبًّا. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».٥ وقريب منه قولهم: «بيضتها أحسن من ليلتها.» وقد تقدم في الباء الموحدة.
-
«كَف بُلْطِي يَاخُدْ مَا يِعْطِي» وبعضهم يروي فيه: «يِدِّي» بدل يعطي، وهو في معناه. وأصله أدَّى يُؤَدِّي. والبُلْطِي (بضم فسكون): نوع من السمك كثير الشوك في جانبيه يُتْعِبُ من يقطعه عند الطبخ، فكأنه لا يعطي القياد من نفسه إلا بعد عناء، فشبهوا به كَفَّ الممسك. هكذا يفسره بعضهم، والصواب أنه من التبليط، وهو عندهم: القعود عن الحق والمماطلة فيه، وكان الوجه أن يقولوا: «كف بلطية»؛ لأن الكف مؤنثة، وهي مما أخطئوا في تذكيره. يُضرَب لمن هذا دأبه، ومثله المماطل في وفاء الدين.
-
«كَفَرْ زُعْرُبْ» زُعْرُب (بضم فسكون فضم): اسم لا يريدون به شخصًا معينًا. يُضرَب لشدة إنكار شخص على آخر إذا سمع منه أو رأى شيئًا لم يعجبه، فكأنه عنده بمنزلة كفر.
-
«كُلْ أَكْلِ الْجِمَالْ وِقُومْ قَبْلِ الرِّجَالْ» أي: لا عار عليك إذا أكلت كثيرًا بشرط أن تسبق غيرك إلى العمل.
-
«كُل إِنْسَانْ بَرْبُورُهْ عَلَى حَنَكُهْ حِلْوْ» البربور: ما سال من المخاط من الأنف. والحَنَك (بفتحتين): الفم؛ أي: إن الإنسان يستحسن من نفسه ما لا يُسْتَحْسَن.
-
«كُل إِنْسَانْ فِي نَفْسُه سُلْطَانْ» أي: كل إنسان لنفسه كرامة عنده، فليس من العدل احتقار شخص لفقره أو لضعته.
-
«كُلْ بِدُقَّهْ فِي الأَزِقَّهْ وِتِخْفَى الْفَرْخَهْ اللِّي وَرَاهَا المَشِقَّهْ» الدقة (بضم الأول): إدام يُعْمَلُ من الملح والنَّعْنَع الجافِّ أو غيره. ومعنى تخفى: دعاء على الدجاجة بأن تَخْفَى وتَذْهَب؛ أي: لا جاءت الدجاجة التي وراء مجيئها المشقة ولا كانت؛ فإن التأدُّم بالدقة خير منها. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «أكل الدقة والنوم في الأزقة ولا دجاجة محمرة يعقبها مشقة.»٦ وذكر في موضع آخر مثلًا بمعناه، وهو: «لقمة بدقة ولا خروف بزقة.»٧
-
«كُل بَرْغُوتْ عَلَى قَدِّ دَمُّهْ» أي: كل برغوث يحمل من الأحمال بمقدار ما فيه من الدم. والمراد: لا يخلو أحد من الهَمِّ، سواء كان غنيًّا أم فقيرًا، وإنما لكل واحد هَمٌّ بمقداره. وقد قالوا في معناه: «كل قناية مدايقة بمَيِّتْها.» وسيأتي.
-
«كُل بِرْكَهْ وِلْهَا بَلَشُونْ» البلشون: طائر يألف الماء. والمراد: كل صقع له سُكَّان أَلِفُوه.
-
«كُل بِيرْ قُصَادُهْ بَلَّاعَهْ» البئر مؤنثة، وقد تُذَكَّر على إرادة القليب، والعامة تُذَكِّرُها مطلقَا. وقصاده: أمامه، والبَلَّاعة: القَنَاة يَجْرِي فيها الماء، وهي فصيحة، ويقال فيها عند العرب: البلوعة أيضًا؛ أي: كل بئر أمامها بلاعة يذهب فيها ما يخرج من مائها إذا أريق على الأرض. والمراد: كل دخل أمامه مخرج يُنْفَق فيه، فهو في معنى قولهم: «كل مطلب عليه مهلك» الآتي.
-
«كُل تَأْخِيرَه وْفِيهَا خِيرَهْ» أي: رُبَّ تأخير في أمر حسنت به عواقبه.
-
«كُلِّ الْجِمَالْ بِتْعَارِكْ إِلَّا جَمَلْنَا الْبَارِكْ» يُضْرَب فيمن يسكن ويستكنُّ في أمر يقتضي نهوضه وقد نهض له الناس.
-
«كُل حَارَهْ وِلَهَا غَجَرْ» الحارة: الطريق دون الشارع الأعظم. والمراد هنا: المحلة. والغَجَر (بفتحتين): طائفة معروفة يقال لهم أيضًا: النَّوَر. والمراد هنا: الذين يُشْبِهُونهم في السفالة والبذاءة. يُضرَب في أن كل مكان به الصالح والطالح، وأن وجود الطالح ليس بدليل على رداءة كُلِّ مَنْ به.
-
«كُل حُجْرَه وْلَهَا أُجْرَهْ» الحجرة لا يستعملونها إلا في الأمثال ونحوها من الحِكَم؛ أي: لكل شيء قيمة.
-
«كُلِّ حْمَارَةْ سَابِتْ وَدُّوهَا بِيتَ ابُو نَابِتْ» وَدَّى بمعنى: ذَهَبَ بِهِ. وأصله من: أَدَّى. وأبو نابت ليس مقصودًا به شخصٌ هذا اسْمُهُ؛ أي: كل حمارة أطلقت يذهبون بها إلى دار أبي نابت. يُضرَب للشخص يَقْصِدُهُ كُلُّ عاطل.
-
«كُل حُمُومَهْ بِلِيفَهْ أَخِيرْ مِنْ فَرْخَهْ بِتَكْتِيفَهْ» أخير (بالإمالة): يريدون به التفضيل؛ أي: كل اسْتِحْمَامٍ بالليف والصابون خير لصحة المرء من دجاجة مُكَتَّفَة يأكلها؛ لأن الطعام لا يفيد مع قذارة الجسم. يُضرَب للحَثِّ على النظافة. والمراد بالتكتيفة: أنهم في طبخ الدجاج إذا لم يفصلوا أجزاءها يضمونها بعضها إلى بعض فتكون كالمكتوف.
-
«كُل حَي يِلْبِسْ مِنْ سَنْدُوقُهْ» أي: إنما يظهر على المرء ما في صندوقه من الثياب، فهو قريب من: «كل إناء بالذي فيه ينضح.» ويرويه بعضهم: «كل واحد من سندوقه يلبس.» ويرويه آخرون: «كل حي من سندوقه يلبس.» ويزيد فيه بعضهم: «وكل منهو ربنا يجازيه»؛ أي: يجازيه على نِيَّتِه.
-
«كُل خَرَابَهْ لَنَا فِيهَا عَفْرِيتْ» انظر: «له في كل خرابة عفريت.»
-
«كُل دَقْنْ وِلْهَا مِشْطْ» الدقن يريدون بها: اللحية؛ أي: لكل شيء ما يناسبه. ومثله قولهم: «كل شارب له مقص.»
-
«كُل دِيكْ عَلَى مَزْبَلْتُهْ صَيَّاحْ» المراد له شأن وصوت يجرؤ على رفعه، فهو مثل: «الكلب في بيته سلطان.» ومن أمثال العرب: «كل كلب ببابه نباح.»
-
«كُلْ دِينْ وِاشْرَبْ دِينْ وِانْ جَهْ صَاحِبِ الْحَق خَزَّقْ لُهْ عِينْ» خزق عينه، يريدون به: أَتْلِفْهَا وأقلعها بإدخال إصبع فيها أو عود. والمراد بالمثل: لا تهتم بشيء في الدنيا.
-
«كُل رَاسْ مِطَاطِيَّهْ تَحْتَهَا أَلْفْ بَلِيَّهْ» أي: إذا رأيت شخصًا يطأطئ رأسه إظهارًا للتواضع وطيب الخلق فلا تَغْتَرَّ به. فكم تحت هذه الرءوس المطأطأة ألوف من أنواع الأذى والبلاء والمكر. يُضرَب في عدم الاغترار بالظاهر، وفي معناه قولهم: «الساهي تحت رأسه دواهي.»
-
«كُل سَاقْطَهْ وِلَهَا لَاقْطَهْ» تريد به العامة: لكل شيء طالب؛ فللجَيِّد طالب، وللرديء طالب. وفي معناه قولهم: «كل فوله ولها كيال.» وأصله من قول العرب: «لكل ساقطة لاقطة.» أي: لكل كلمة ساقطة أُذُنٌ لاقطة، فهو عندهم مَضْرُوب للتحفظ عند النطق، وقد تريد به العامة ذلك إلا أنها تضربه في الغالب في المعنى المتقدم. وقالت العامة أيضًا: «قاعد للساقطة واللاقطة.» وهو مَعْنًى آخَرُ تقدم الكلام عليه في القاف.
-
«كُل سَجَرَهْ إِلَّا وْهَزَّهَا الرِّيحْ» كل إنسان أُصِيبَ، والأكثر فيه: «ولا سجرة إلا وهزها الريح.» وسيأتي في الواو.
-
«كُل شَارِبْ لُهْ مِقَص» في غير الأمثال ونحوها يقولون للشارب: شنب. والمعنى: لكل شيء ما يناسبه. ومثله قولهم: «كل دقن ولها مشط.» وبعضهم يرويه بلفظ: «كل شنب وله مقص.» وبعضهم يروي: «قصة» أو «قص» بدل مقص.
-
«كُل شِنْ لُهْ يِشْبِهِنْ لُهْ» هكذا ينطقون به. وأصله: كل شن؛ أي: كل شيء له، ثم أدخلوا التنوين على الفعل، فقالوا: يشبهن للازدواج، ويريدون: يشبه له؛ أي: يشبهه. والمراد: أن كل شيء له يشبهه في الرداءة؛ لأن الرديء لا يَخْتَارُ إلا الرديء، ويريدون أيضًا: كل أفعاله وأحواله تشبهه؛ أي: مُوَافِقَةٌ لِمَا فُطِر عليه فلا يصدر من مثله إلا ما ترى. ومن أمثال فصحاء المُوَلَّدِين في هذا المعنى: «ما أشبه السفينة بالملاح!»
-
«كُل شِيءْ بِأَوَانْ» أي: لا تقلق ولا تيأس؛ فالأمور مرهونة بأوقاتها.
-
«كُل شِيءْ بِالْبَخْتْ إِلَّا الْقُلْقَاسْ مَيَّه وْفَحْتْ» أي: كل شيء يُنَالُ بالحظ إلا النبات المعروف بالقلقاس، فإنه بسقيه وحرث أرضه، وهو مبالغة في احتياج القلقاس إلى تعب شديد في زرعه عناية.
-
«كُل شِيءْ بِالنَّظَرْ إِلَّا الدُّخَّانْ بِالْحَجَرْ» المراد بالدُّخان الذي يدخَّن به في القصب، فإنه يُحْرَق في حجر يُوضَع في طرق القصبة؛ أي: كل شيء يُعْرَف جيده من رديئه بالنظر إلا الدخان، لا يظهر منه ذلك إلا عند التدخين به في الحجر، فيُعْرَف بطعمه في الفم.
-
«كُل شِيء تِزْرَعُه تِقْلَعُهْ إِلَّا أَبُو رَاسْ سُودَهْ تِزْرَعُهْ يِقْلَعَكْ» أبو رأس سوداء: الإنسان؛ أي: كل زرع تغرسه فإنك تقلعه ولكنك إذا زرعت إنسانًا في مكان — أي: تَسَبَّبْتَ لَهُ في عمل أو نحوه — فإنه يسعى في قلعك، وذلك لعدم الوفاء في غالب الناس. وبعضهم يرويه: «ازرع ابن آدم يقلعك.» وقد تقدم في الألف (نُظِمَ ما هنا في مطلع زجل ص٣٤ من المجموعة رقم ٦٦٧ شعر).
-
«كُل شِيءْ دَوَاهِ الصَّبْرْ، لَكِنْ قِلِّةِ الصَّبْرْ مَالْهَاشْ دَوَا» أي: بالصبر يُعَالِجُ المرءُ الأمور ويَقْوَى عليها، ولكن إذا كان بلاؤه قلة الصبر فقد مُنِيَ بما لا دواء له. ومن الأمثال القديمة الواردة في كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: «المصيبة بالصبر أعظم المصيبتين.»٨
-
«كُل شِيءْ عَادَهْ حَتَّى الْعِبَادَةْ» يُضرَب في تأثير العادة في الناس.
-
«كُل شِيءْ عَنْدِ الْعَطَّارْ إِلَّا حِبِّنِي غَصْبْ» العطار، يريدون به: الصيدلاني بائع العقاقير، فإذا أرادوا بائع العطر قالوا فيه: المواردي. والمراد: كل شيء يُشْتَرَى إلا المحبة؛ فإنها عن ميل من النفوس لا تَتَأَتَّى بالإكراه. وانظر في معناه قولهم: «حبني وخد لك زعبوط. قال: هي المحبة بالنبوت؟» وقولهم: «القلوب ما تسَّخَّرش.» وقد تقدما في الحاء المهملة والقاف.
-
«كُل شِيءْ فِي أَوِّلُهْ صَعْبْ» وذلك لعدم التَّعَوُّد عليه والجهل بما يحتاج إليه فيه، ثم يهون بعد ذلك بالتعود والممارسة. وفي معناه قولهم: «أول شيلة في الحج تقيله.»
-
«كُل شِيءْ يِبَانْ عَلَى حَرْفِ اللَّقَّانْ» اللَّقَّان: وِعَاءٌ للعَجْن؛ أي: العجين يظهر اختماره على طرف هذا الوعاء؛ لأنه يعلو حتى يبلغه. يُضرَب في أن كل الأمور لا بد من ظهورها إذا حان حينها.
-
«كُل شِيءْ يِجِي مِنِ الصِّعِيدْ مِلِيحْ إِلَّا رْجَالْهَا وِالرِّيحْ» وذلك لأنهم يرون في أهل الصعيد شدة في المعاملة. وأما الريح فلأن التي تهب من جهة الصعيد جنوبية، وهي مذمومة.
-
«كُل شِيءْ يِنْكِتِبْ فِي الْوَرَقْ إِلَّا الزَّلَقْ» الزلق: الوحل. وأصل هذا المثل على ما يذكرون أن رجلًا أَكْثَرَ من الزواج ومارس أخلاق نسائه ومكرَهُنَّ، فجمع فيها كتابًا يرجع إليه إذا دُهِيَ بماكرة منهن لِيَتَّقِيَ كيدها بما سطره عن مكر غيرها. ثم تزوج امرأة كان لها عشيق فأعيتها الحيلة معه للاجتماع بعشيقها. ثم عَنَّ لها أن تذهب للحمام فصحبها زوجها لشدة حرصه، ولما خرجت مَرَّا أمام دار العشيق، وكانت راسلته بما ينبغي له عمله، فأراق كثيرًا من الماء أمام الدار حتى توحل الطريق، فلما اجتازت المرأة أوقعت نفسها في الوحل موهمة أن قدمها زَلَّتْ، فنزل العشيق إليها لينجدها، وكان في ثياب النساء، وأصعدها معه إلى الدار ليصلح من شأنها، وجلس الزوج منتظرًا على الباب، ثم لما علم الحيلة مزق كتابه، وقال هذا المثل.
-
«كُل شِيءْ يِوْجَعْهُمْ إِلَّا مَبْلَعْهُمْ» أي: إذا دُعُوا للعمل تَوَانَوْا وَاعْتَذَرُوا، وإذا دُعُوا للأكل أسرعوا، فكأنَّ كل عمل يؤذيهم ويسبِّبُ أوجاعهم إلا عمل الأكل، فإنه لا يؤذي حلوقهم.
-
«كُل شِيخْ وِلُهْ طَرِيقَهْ» يريدون مشايخ الصوفية. والمراد: لكل إنسان طريقة يسلكها في العمل.
-
«كُل صُدْفَهْ خِيرْ مِنْ مِيعَادْ» معناه ظاهر. والصواب في الصُّدْفَة: المُصَادَفَة.
-
«كُل طَلْعَهْ وِلَهَا نَزْلَهْ» أي: لكل صعود هبوط، ولله دَرُّ القائل:بِقَدْرِ الصُّعُودِ يَكُونُ الْهُبُوطُفَإِيَّاكَ وَالرُّتَبَ الْعَالِيَةْوَكُنْ فِي مَكَانٍ إِذَا مَا سَقَطْتَتَقُومُ وَرِجْلَاكَ فِي عَافِيَة
-
«كُل عُرْمَهْ وِلَهَا قَصَلَهْ» القَصَلة (بفتحتين): ما يتخلف في البيدر من خشن القَتِّ؛ أي: كل عُرْمة لا بد أن تتخلف عنها قَصَلة. يُضرَب في أن كل شيء به جيده ورديئه.
-
«كُل عُقْدَه وْلَهَا حَلَّالْ» معناه ظاهر.
-
«كُلْ عِيشْ حَبِيبَكْ تُسُرُّهْ وِكُلْ عِيشْ عَدُوَّكْ تُضُرُّهْ» لأن الحبيب يَسُرُّهُ أن تأكل زاده بخلاف العدو.
-
«كُل عِينْ قُصَادْهَا حَاجِبْ» المقصود: بجوارها حاجب يدفع عنها ويقيها من اللَّطْمِ ونحوه. وقد قالوا في معناه: «العين عليها حارس.» وتقدم ذكره في العين المهملة.
-
«كُل فُولَه وْلَهَا كَيَّالْ» وقد يزيدون فيه: «أعور»، والمقصود: لكل شيء ما يقوِّمه ويَزِنُهُ (أورده في سحر العيون ص١٣٤ س٢ بلفظ: «كل فولة مسوسة لها كيال أعور»). وانظر: «كل ساقطة ولها لاقطه.» من يقتصر على المثل كما كُتِبَ يريد: لكل شيء ما يُقَوِّمُهُ ويَزِنُهُ على حسب حاله، ومن يزيد لفظ «أعور» عليه فلا بد له من أن يزيد لفظ «مسوسة» بعد «فولة»، كما أورده صاحب سحر العيون حتى يصح المعنى، والظاهر أنه كان كذلك، فاختصره بعضهم ولم ينظر للمعنى.
-
«كُلْ قُرْصَكْ وِالْزَمْ خُصَّكْ» الخُصُّ (بضم الأول): الكوخ يُبْنَى من اللَّبِنِ أو من أعوادٍ تُقَام ويُجلل بجافِّ النبات. والمراد هنا: الزم دارك وإن حقرت. يُضْرَب في تفضيل الوَحْدَة والعُزْلَة (انظر خلاصة الأثر ج٤ آخر ص٢٨٥).
-
«كُل قُرْصَهْ تِحِبِّ لْهَا رَقْصَهْ» المراد: كل رغيف يُحْتَاج فيه إلى عمل؛ أي: لا يكون شيء بلا تعب وجِدٍّ.
-
«كُل قَصَّةْ بِرَصَّهْ» المراد هنا بالقَصِّ: نتف الدجاج؛ أي: كل نتفة من ريش الدجاج تزيد رصة في لحمها؛ أي: تسمنها، يُضرَب للأمر يُنْقَص منه فينفعه ذلك ويزيد في طرف آخر منه كالأشجار إذا شُذِبَت، فإن التشديد يزيدها قوةً ونموًّا.
-
«كُل قَنَايَهْ مِدَّايْقَهْ بِمَيِّتْهَا» القناية (بفتح الأول): أصلها القناة، ويريدون بها: الجدول الصغير. ومدايقة: متضايقة. والمية: الماء. والمراد: كل شخص له هَمٌّ يُضَايِقُهُ، فهو كقول القائل:والنَّاسُ طرًّا عِنْدَ كُلٍّ كُفْوُهُوَالْهَمُّ مفترق وما أَحَدٌ خَلِي
وفي معناه قولهم: «كل برغوت على قد دمه.» وقد تقدم.
-
«كُل كِلْمَهْ وِلَهَا مرَد» أي: لكل سؤال جواب، أو لكل قول رَدٌّ يُقَابَل به.
-
«كُل لُقْمَه تْنَادِي أَكَّالْهَا» أي: يُسَاق المرء لما هو مقسوم له من الرزق، حتى كأن لقمته تناديه وتدعوه.
-
«كُل لُقْمَهْ فِي بَطْنْ جَايِعْ أَخْيَرْ مِنْ بِنَايِةْ جَامِعْ» يُضْرَب للحثِّ على إطعام الفقراء ومواساتهم، وهو من النصائح التي جرت مجرى الأمثال.
-
«كُلِّ مَا اقُولْ: يَا رَبِّ تُوبَهْ، يُقُولِ الشِّيطَانْ: بَسِّ النُّوبَهْ» بس هنا، يريدون بها: فقط. والنُّوبَةْ: المَرَّةُ؛ أي: كلما أَنْوِي التوبة يُغْرِيني الشيطان بقوله: هذه المرة فقط ثم تُبْ. يُضْرَب للمُتَمَادِي في غَيِّهِ.
-
«كُل مَاعُونْ يِنْضَحْ بِمَا فِيهْ» أي: كل إناء ينضح بما فيه.
-
«كُلِّ مَا نْقُولِ انْسَدِّتْ نِلَاقِي غِيرْهَا جَدِّتْ» يُضْرَب في الفَتْح لا يكاد يَسُدُّهُ الشخص حتى يُفْتَح عليه آخر، فهو في معنى قول الشاعر:كَمْ أُدَاوِي الْقَلْبَ قَلَّتْ حِيلَتِيكُلَّمَا دَاوَيْتُ جُرْحًا سَالَ جُرْحُ
-
«كُلْ مَا يِعْجِبَكْ وِالْبِسْ مَا يِعْجِبِ النَّاسْ» لأن ما تأكله تابع لشهوة نفسك، وأما ما تلبسه فالمراد به التَّزَيُّن للناس، فليكن على ما يعجبهم (انظر نظم هذا المثل في أول ص٣١٤ من الكتاب رقم ٥٤٢ أدب. وانظر نظمه في ص١٨٩ من قطف الأزهار رقم ٥٤٥ أدب. وورد بلفظ تشتهي بدل يعجبك. وانظر نظمه في الآداب الشرعية لابن مفلح ص٤٠٦، وانظر نظمه في الجزء الذي عندنا من ربيع الأبرار ص٢٠٦، وورد بلفظ: تشتهي. وانظر في ص١٨٠ من المجموع رقم ٧٩٨ شعر: واجعل لباسك ما اشتهته الناسُ).
-
«كُل مَصَّهْ مَا تِجِي إِلَّا بْغُصَّهْ» أي: كل شَرْبَة لا تتهيَّأ لنا إلا بغصة. يُضرَب للشيء لا يُنَالُ إلا مشوبًا بالأكدار.
-
«كُل مَطْلَبْ عَلِيهْ مَهْلَكْ» المطلب هنا، يريدون به: الكنز. والمراد: كل دخل أمامه خرج يُنْفَق فيه ويَفْنَى فلا تحسدنَّ امرءًا على كثرة ماله قبل أن تعلم ما ينفقه. وفي معناه: «كل بير قصاده بلاعه.»
-
«كُل مَفْعُولْ جَايِزْ» يُضرَب هذا المثل في شيء فُعِلَ، والظاهر أنهم يريدون به: كل مفعول مقبول فهو مما يجوز فعله.
-
«كُلْ مَقَاتَكْ وِاتْرُكْ مَا فَاتَكْ» المقات والمقاتة: المقثأة. والمعنى: خذ فيما أنت فيه ولا تُفَكِّرْ فيما مضى.
-
«كُل مِنْ جَانَا يِحِبِّ مُرْجَانَهْ» مرجان ومرجانة: من أسماء العبيد والإماء، (والصواب فتح الأول) فيهما؛ أي: من جاءنا وغَشِيَ دارنا يعشق أَمَتَنَا مَرْجَانَة. يُضْرَب للشيء يشغفُ به كل من يراه.
-
«كُلِّ مَنْهُو بِيْدَوَّرْ لِقُطُّهْ عَلَى شَغَتَهْ» أي: كل إنسان يبحث لهره على شغتة، ويريدون بها الرديء من اللحم الذي يُلْقَى فيُجْعَل طعامًا للهررة والكلاب. والمراد: كل إنسان يبحث عما يعنيه.
-
«كُل مَنْهُو عُمَاصُه مْغَطِّي عَلَى عِينِيهْ» العماص (بضم أوله) يريدون به الرمص، وهو الوسخ الأبيض المجتمع في الموق. والمراد: كل إنسان قد غطت عيوبه على عينيه، فحجبتهما عن أن ترياها.
-
«كُل مِيةْ بَدْرِي لَمَّا يْخِيبْ بَدْرِي» البدري: الزرع المبكر فيه، وهم يمدحونه لما فيه من الفوائد؛ أي: كل مائة زرع بكر فيه حتى يخيب واحد منه، والمقصود: كل شيء يُبَادَر لعمله في وقته. وبعضهم يزيد فيه: «وكل ميةْ وخري لما يصح وخري.» والوخري: الزرع المتأخر.
-
«كُل نُومَهْ ع الْقُلْقِيلْ مِرْتَاحَهْ أَحْسَنْ مِنْ مَخَدَّه وْطَرَّاحَهْ» القلقيل: ما أثاره الحرث من قطع الطين. والطراحة لغتهم فيها: المرتبة؛ أي في غير الأمثال. والمراد: النوم على هذه القطع المؤلمة للجسم مع راحة البال خيرٌ من النوم على الفراش الوَثِير.
-
«كُل نُومَه وْتَمْطِيطَهْ أَحْسَنْ مِنْ فَرَحْ طِيطَهْ» الفرح: العرس، وطيطة (بكسر الأول) يريدون بها صوت المزامير. يُضرَب في تفضيل الراحة على الاشتغال بشيء حسن، ولكنه لا يفيد، ولو كان به سرور للنفس. ويرويه بعضهم: «أحسن من فرحتي يا طيطه.» أي: من سروري وانشراحي.
-
«كُل هِدْمَه تْنَادِي لَبَّاسْهَا» الهِدْمَة (بكسر فسكون): الثوب، وجمعه هُدُوم، والمعنى أن كل لباس ينادي من يليق له ليلبسه. يريدون: لكل إنسان لباس يوافقه ويَحْسُنُ عليه كما يقبح على غيره. وقد قالوا أيضًا: «اللبس ما ينطلي إلَّا على أصحابه.» وذُكِرَ في اللام. وقولهم: تنادي، من لغة القرى، وأما في المدن فيقولون: نده، بدل نادى.
-
«كُل هَم فِي الْبَلَدْ يِجِي لِقَلْبِي وِيِنْسَنَدْ» يُضرَب عند توالي المصائب والبلايا على شخص. وقد قالوا فيه: يِنْسَنَدْ (بفتح النون الثانية والسين) ليزاوج لفظ البلد؛ لأنهم يقولون في مثله: يِنْسِنِدْ، بكسرهما.
-
«كُل هَم فِي الدُّنْيَا لُهْ قَلْبْ بِالْعِنْيَهْ» العِنْيَه (بكسر فسكون) عندهم: القصد. يقولون: فعلته بالعنية؛ أي: قصدًا. والمراد هنا: له قلب خاص به؛ أي: خُلِقَ له. والمعنى: لا يخلو قلب من هَمٍّ.
-
«كُل وَاحِدْ عَارِفْ شَمْسْ دَارُهْ تِطْلَعْ مِنِينْ» منين (بالإمالة) أي: من أين. والمراد: صاحب الدار أدرى بما فيها. وانظر في معناه: «أنا أخبر بشمس بلدي.» وقد تقدم في الألف.
-
«كُل وَاحِدْ لُهْ بِدِنْجَانْ شِكْلْ» البدنجان (بكسرتين): الباذنجان؛ أي: كل شخص له باذنجان يخالف باذنجان غيره، وهو مبالغة في تصوير اختلاف الناس في المشارب والآراء، والمراد بالشكل هنا: الشكل المغاير.
-
«كُل وَاحِدْ لُهْ شِيطَانْ» أي: ما من أحد إلا له شيطان من الجن أو الإنس يغريه، ويُزَيِّنُ له الباطل، فينبغي للمرء أن يعتصم بعقله فيما يأتيه، فهو المطالب به والملوم عليه لا شيطانه.لِكُلِّ هَوًى وَاشٍ فَإِنْ ضَعْضَعَ الْهَوَىفَلَا تَلُمِ الْوَاشِي وَلَا مَنْ أَطَاعَه
-
«كُل وَاحِدْ مِنْ سَنْدُوقُهْ يِلْبِسْ» انظر: «كل حي يلبس من سندوقه.»
-
«كُل وَاحِدْ يَاخُدْ دُورُهْ» الدور: النَّوْبَةُ؛ أي: لكل شخص نَوْبَةٌ يعلو فيها ثم تنتهي، ولكل صعود هبوط، فلا يسرُّك ما فيه صاحبك، ولا يؤلمك ما فيه عدوك فكلاهما إلى الزوال.
-
«كُل وَاحِدْ يِبَرَّدْ لُقْمَهْ عَلَى قَد بُقُّهْ» القَدُّ معناه: القَدْرُ، والبُقُّ (بضم الأول وتشديد القاف): الفم؛ أي: إنما يبرد المرء اللقمة المناسبة لفمه. وانظر في الألف: «اللي يبرد لقمه بياكلها.»
-
«كُل وَاحِدْ يِنَامْ عَلَى الْجَنْبِ اللِّي يْرَيَّحُهْ» يُضرَبُ في عدم الاعتراض على من يختطُّ خُطَّة لنفسه يرى راحته فيها.
-
«كُلْ وِسْطْ وِانْعَسْ طَرفْ» أي: إذا جلست على الطعام مع قوم فكن وسطهم؛ لأن ما على جانبيك يقومون لغسل الأيدي في آخر الأكل، ويتركونك فتتضلع من الطعام، وإذا نمت بين قوم فَنَمْ في الطرف حتى لا يضايقوك إذا أردت القيام.
-
«كَلِّمِ الْقُطِّ يْخَرْبِشَكْ» يخربشك؛ أي: يَظْفِرُك، ومعناه: يُدْمِيكَ بِظُفْرِه. يُضرَب للشرير يقابلك بما طُبِعَ عليه من الإساءة بمجرد تَكَلُّمِكَ معه، وأن الأولى البُعْدُ عنه وعدم التَّحَرُّش به.
-
«اِلْكَلَامْ زَيِّ حَبْلِ الصُّوفْ، كُل مَا تْشِدُّهْ يِتْمَط» أي: الكلام شجون إذا أردت الإطالة فيه طال، فهو كالحبل من الصوف إذا جذبته امْتَدَّ معك.
-
«اِلْكَلَامْ زَيِّ النَّحْلْ مَا يِخْرُجْشْ إِلَّا بِالدُّخَّانْ» أي: إذا أنكر شخص أمرًا سُئِلَ عنه فلا يحمله على الإقرار إلا الشدة؛ لأن الكلام كالنحل، إذا أُرِيدَ إخراجه من خلاياه لجني العسل فلا سبيل إلى ذلك إلا بالتدخين عليه؛ أي: إخراجه قسرًا.
-
«اِلْكَلَامِ الطَّيِّبْ يِنْخِي» أي: القول اللين يخضع ويحمل النفس على القبول والرضا.
-
«اِلْكَلَامْ لِكِي يَا جَارَهْ وِانْتِ حْمَارَهْ» أي: التعرض مُوَجَّه لك أيتها الجارة، ولكنك لا تفهمين. وهو مثل قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» في أمثال النساء برواية: «إلا أنتي» ص٤٨ ج١ (انظر بيتًا في اليتيمة ج١ ص٢٣٨ فيه: اسمعي يا جارة. وانظر ص٥١، ٥٢ من التذكرة رقم ٤٣٥ أدب. في الإسعاف شواهد الكشاف ص٣١٠:إياك أعني فاسمعي يا جاره
وانظر نعمه في موشح أول ظهر ص١١٠ من الكتاب الشعري الذي به موشحات وأزجال. في عيون التواريخ لابن شاكر ج١٢ ص٢٠٧: اسمعي يا جارة: في بيت لأبي الرقعمق).
-
«كَلَامِ اللِّيلْ مَدْهُونْ بِزِبْدَهْ يِطْلَعْ عَلِيهِ النَّهَارْ يِسِيحْ» يُضرَب في عدم الوفاء بالوعد، وتشبيه الكلام فيه بشيء دُهِنَ ليلًا بزبد فإذا طلعت عليه الشمس سال الزبد عنه (انظر: كلام الليل يمحوه النهار، وتباري الشعراء في تضمينه في سلك الدرج ج٢ ص٩٣، ٩٤، وانظر تضمينه في ص١٨٤ من الروض النضر والأرج العطر. وانظر مستوفى الدواوين ظهر ص٨٣، ٨٤، حلبة الكميت ص٦٧، ٦٨، مراتع الغزلان ص١٩٩، خلع العذار ص٥٢، ٥٣ مقطعات في ذلك). في ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب ص٤٦ نظم المؤلف المثل: «كلام الليل مدهون بزبد.»
-
«كَلْبْ أَبْيَضْ وِكَلْبْ إِسْوِدْ. قَالْ: كُلُّهُمْ وِلَادْ كِلَابْ» أي: لا تفضل بين هذا وذاك ببعض المميزات مع رداءة الأصل، فلعنة الله على الجميع.
-
«كَلْبَ اجْرَبْ وِانْفَتَحْ لُهْ مَطْلَبْ» انظر: «أجرب وانفتح له مطلب» في الألف.
-
«اِلْكَلْبِ انْ بَصِّ لْحَالُهْ مَا يْهِزِّشْ وِدَانُهْ» انظر: «لو اطلع الكلب لحاله …» إلخ.
-
«اِلْكَلْبِ انْ طِوِلْ صُوفُهْ مَا يِنْجَزِّشْ» أي: إذا طال صوف الكلب فإنه لا يُجَزُّ للغزل؛ أي: لا فائدة منه. يُضرَب للشيء يكثر بلا فائدة تُجْتَنَى منه. وانظر قولهم: «هو حيلة اللِّي يجز الكلب صوف؟» وقولهم: «ما حوالين الصعايدة فايدة ولا جزازين الكلاب صوف.»
-
«كَلْبْ حَي خِيرْ مِنْ سَبْعِ مَيِّتْ» لأنه يُنْتَفَع به، وأما السبع الميت فقد عدمت منفعته.
-
«كَلْبْ سَايِبْ وَلَا سَبْعْ مَرْبُوطْ» وذلك لأن الأسد المربوط مأسور لا يستطيع الصِّيال بخلاف الكلب المُطْلَق. والمراد: لَأَنْ أَكُونَ كَلْبًا مطلقًا خير لي من أن أكون أسدًا مأسورًا. وقد يريدون به أن المطلق أنفع؛ لأنه يسعى لنفع نفسه ويستطيع نفع غيره. والعرب تقول في أمثالها: «كلبٌ عَس خَيْرٌ من كلب ربض.» ويُروَى: «خير من أسد رابض.» وهو قريب من معنى المثل العامي على التفسير الثاني. ورواه جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب: «كلب جَوَّال خير من أسد رابض.»٩ والذي في العقد الفريد: «كلب طواف خير من أسد رابض.» ونسبه للعامة في زمنه.١٠ وفي المخلاة لبهاء الدين العاملي:١١ «سنور طائف خير من أسد رابض.»
-
«اِلْكَلْبْ فِي بِيتُهْ سَبْعْ» أي: الكلب في داره أسد؛ لأنه يعتز بها وبمن فيها أو يرى نفسه كذلك. وقريب منه قولهم: «أبو جعران في بيته سلطان.» وقد تقدم في الألف. وانظر أيضًا: «كل ديك على مزبلته صيَّاح.» ففيه شيء من معناه.
-
«اِلْكَلْبْ كَلْبْ وَلَوْ كَانْ طُوقُهْ دَهَبْ» يُضرَب في أن الحليَّ واللباس لا ترفع الخسيس ولا تكبر نفسه، وهو من قول القائل:السَّبْعُ سَبْعٌ وَإِنْ كَلَّتْ مَخَالِبُهُوَالْكَلْبُ كَلْبٌ وَإِنْ طَوَّقْتَهُ ذَهَبَا
-
«اِلْكَلْبْ مَا يِشَّطَّرْش إِلَّا عَلَى بَابْ جُحْرُهْ» يِشَّطَّر؛ أي: يتشطر، والمراد: يُظْهِرُ المهارة والشجاعة وأنه لا يفعل ذلك إلا وهو في جحره؛ لأنه مُعْتَزٌّ به. يُضرَب لمن لا يفعل ذلك إلا في داره وبين قومه ويَجْبُنُ في غيرها.
-
«اِلْكَلْبْ مَا يْعُضِّشْ فِي وِدْنَ اخُوهْ» يُضرَب في أن الشخص لا يؤذي الذي من جنسه.
-
«اِلْكَلْبْ وِرَاحْتُهْ وَلَا فْلَاحْتُهْ» أي: لَأَنْ يُقَالَ: كلب، مع الراحة خير من التعب والمشقة في العمل، وإنما يقوله من حُمِّلَ ما لا يطيق وأرهقه العمل، وإلا فغالب أمثالهم في هذه الحالة تحث على غير ذلك، وتفضل العمل مع العزة على الراحة مع المذلة.
-
«كَلْبِ يْجُرُّوهْ لِلصِّيدْ مَا يِصْطَادْ» أي: إذا أجبروه على ذلك بلا رغبة منه فإنه لا يصطاد، وإذا اصطاد لا يعمل بالنشاط اللازم. وقريب منه قولهم: «غز الكرا ما يحاربوش.» وقولهم: «عساكر الكرا ما تضربش بارود.»
-
«كَلْبْ يِنْبَحْ مَا يْعُضِّشْ» أي: الكلب النَّبَّاح لا يعضُّ، والمقصود: كثير السفاهة والشتم جبان لا يُخْشَى منه.
-
«كِلْمَهْ بَاطِلْ تُجْبُرِ الْخَاطِرْ» أي: كلمة ولو تكون باطلة تجيب بها من يكلمك فتجبر خاطره أَوْلَى من اطِّرَاحِهِ والإعراض عنه، أو كلمة طيبة تقولها لمن هو دونك تَسُرُّهُ وتَجْبُرُ كَسْرَهُ ولو تكون كاذبًا فيها. وإذا كانوا أرادوا التسجيع فقد جمعوا بين اللام والراء، وهو عيب.
-
«كِلْمِةْ بُكْرَه اعْطِيكْ يَا مَا طَوَتْ أَيَّامْ» أي: الإحالة على الغد لا حَدَّ لها. وقالوا في معناه: «كلمة بكرة زرعوها ما طلعتش.» وقالوا أيضًا: «قولة بكرة ما تنقضيش.» وقد تقدم في القاف.
-
«كِلْمِةْ بُكْرَهْ زَرَعُوهَا مَا طِلْعِتْشْ» أي: الإحالة على الغد قد زرعوها فلم تنبت، والمراد: لا ثقة بالوعد. وقد قالوا أيضًا: «كلمة بكره اعطيك ياما طوت أيام»، و«قولة بكره ما تنقضيش.»
-
«كِلْمَه تْجِيبُهْ وِكِلْمَه تْوَدِّيهْ» أي: كلمة تجيء به، وكلمة تذهب به. يُضرَب للضعيف الرأي المتقلب الذي يتأثر بكل ما يسمعه ويتابع في الشيء ونقيضه.
-
«كِلْمِةِ الْحَق تُقَفْ فِي الزُّورْ» يُضرَب عند السكوت عن قول الحق في الشهادة؛ أي: كأن كلمة الحق تنشب في الحلق فلا تخرج.
-
«كِلْمِةِ الْفمِّ سَلَفْ وَلَوْ بَعْد حِينْ» أي: الكلمة التي تخرج من الفم كالدَّيْنِ سَتُرَدُّ لصاحبها عاجلًا أو آجلًا. والمراد: من قال خيرًا أو شرًّا فَسَيُجَازَى بمثله ولو بعد حين. والأكثر ضربه في مقالة الشر كأن يغتاب شخص شخصًا أو يرميه بما ليس فيه؛ فَيُجَازَى بمثله. وانظر قولهم: «كلمة الفم في قناني …» إلخ. وقولهم: «كله سلف ودين …» إلخ.مَقَالَةُ السُّوءِ إِلَى أَهْلِهَاأَسْرَعُ مِنْ مُنْحَدِرٍ سَائِلِ
-
«كِلْمِةِ الفُم فِي قَنَانِي لِدِرِّيِّةِ الدَّرَارِي» هو في معنى: «كلمة الفم سلف ولو بعد حين.» وقد تقدم فليراجع. والمراد هنا: أن القائل إن لم يَلْقَ جزاءه بما قال في نفسه فإنه سيلقاه في ذراريه، فكأن كلمته حُفِظَت في قنينة لهم.
-
«كِلْمِةْ يَا رِيتْ مَا عَمَّرِتْ وَلَا بِيتْ» يا ريت (بالإمالة) يريدون بها: يا ليت؛ أي: إن التمني لا تعمر به الدور. والمرء لا يفيد. وانظر قولهم: «قولة: لو كان، تودي المرستان.» وقولهم: «زرعت شجرة لو كان، وسقيتها بمية يا ريت، طرحت ما يجيش منه.» راجع ما كُتِب في «زرعت شجرة لو كان» وانقل من هنا ما يتعلق بليت.
-
«كَلْنَا خَرُّوبْنَا وِانْتَنَى عَرْقُوبْنَا» الخَرُّوب (بفتح فضم مع تشديد الراء): الخرنوب، وهو ثَمَرٌ مَعْرُوف. وانْتَنَى؛ أي: انثنى. والعرقوب (بفتح أوله) وصوابه الضم، يريدون به أسفل الرجل. والمعنى: استوفينا ما لنا وانقضى زماننا بما كان فيه، وصِرْنَا لا نصلح لهذا الزمن.
-
«كُلُّهْ سَلَفْ وِدِينْ حَتَّى الْمَشْيِ عَلَى الرِّجْلِينْ» أي: ما يفعله المرء يُجَازَى بمثله؛ إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. وانظر قولهم: «كلمة الفم سلف ولو بعد حين.»
-
«كُلُّهْ عَنْدِ الْعَرَبْ صَابُونْ» يُضرَب للجاهل لا يفرق بين شيء وشيء. والمراد بالعرب: البدو؛ أي: سكان البادية (انظر نظمه في مجموعة أزجال النجار ص٢: راحت رجالها والعرب عندهم …إلخ).
-
«كُلَّهَا عِيشَهْ وِآخِرْهَا الْمُوتْ» أي: كل أنواع المعايش من غِنًى وفَقْر ونعيم وبؤس آخرها الموت، فلا ينبغي الإغراق في الاغتباط أو الأسف. وقالوا أيضًا: «آخر الحياة الموت.»
-
«كَلْهَا لَحْمَهْ وِرَمَاهَا عَضْمَهْ» العضمة (بالضاد): القطعة من العظم بقلب الظاء ضادًا كعادتهم. والمراد أنه انتفع بها وبتسخيرها في خدمته لما كانت قادرة، فلما عجزت أعرض عنها وطَوَّحَهَا. وفي النهي عن ذلك يقول المعرِّي في لزوم ما لا يلزم:وَلَا تَكُ مِمَّنْ أَكْرَمَ الْعَبْدَ شَارِخًاوَضَيَّعَهُ إِذْ صَارَ مِنْ كِبَرٍ هِمَّا
وقد يُرَادُ به الزوج ينتفع بمال زوجته حتى إذا افتقرت أعرض عنها وطلقها.
-
«كُلَّهَا يُومْ وِلِيلَهْ وَيِجِي الْحَجِّ الرُّمِيلَهْ» أي: كل المسافة يوم وليلة، فيصل الحجاج الرميلة، وهي بقعة أمام قلعة الجبل بالقاهرة يُحْتَفَل فيها بسفر ركب المحمل وقدومه. يُضرَب في معنى: كل آتٍ قريب.
-
«كَمْ مِنْ صَغِيرِ اتْنَشَى بَاسِ الْكِبِيرْ إِيدُهْ» باس؛ أي: قَبَّل. والإيد (بكسر الأول): اليد؛ أي: كم نشأ صغير وتفوَّق حتى قَبَّلَ الكبير يده. والمثل موزون من البسيط، ويظهر أنه قطعة من نوع المواليا.
-
«كُنَّا فِي الْبَيْطَرَهْ صِرْنَا فِي الْحِكْمَهْ» أي: كنا نتكلم في البيطرة فانتقلنا إلى الطِّبِّ. يُضرَب في الخروج عن الموضوع في الكلام.
-
«كنْت بِالْهَمِّ الْقَدِيمْ رَاضِي جَانِي الْجِدِيد زوِّدَ امْرَاضِي» يُضرَب فيمن يشكو من أمر فيُصَاب بما هو أصعب منه.
-
«كُنْتْ عَنْدِ نَاسْ خِيَارِ النَّاسْ، قَالْ: يَا امَّهْ هَاتِي خْيَارَهْ» الخيار (بكسر الأول): نوع من القثاء. والمراد أن صبيًّا سمع من يقول: كنت عند أناس من الخيار، ولم يفهم المقصود، فقال: يا أماه، أريد خيارة من هذا الخيار آكلها. يُضرَب للأبله السيئ الفهم الذي لا يُدْرِكُ مَنَاحِي الكلام.
-
«كُنْتِ فِينْ يَا لَأْ لَمَّا قُلْتَ انَا آهْ؟» فين (بالإمالة) أصله: في أين؟ والمراد: أين؟ ولَأ (بفتح اللام وإسكان الهمزة في آخره) يريدون به لا. وآه (بالمدِّ وإسكان الآخر): حرف جواب بمعنى: نعم. يُقَال ذلك لمن اشتكى من قبوله أمرًا جاز عليه ولم ينتبه له؛ أي: لِمَ لَمْ تقل لا عندما قلت أنا: نعم؟ وبعضهم يروي فيه: «آي» بدل آه، وهي بمعناه.
-
«كُنْت مِرْتَاحَهْ جِبْتْ لِي حَاحَهْ» انظر: «كانت مرتاحة …» إلخ.
-
«اِلْكِنِيسَهْ تِعْرَفْ أَهْلَهَا» المراد: كل مكان يَعْرِفُ أصحابه والمنتسبين إليه لتردُّدهم عليه. يُضرَب للدخيل في قوم يَلْتَصِقُ بهم ويظن أن أمره يَخْفَى عليهم.
-
«اِلْكُوعْ مِدَبِّبْ وِالْوِش مِهَبِّبْ وِاللِّي يُشُوفْهَا لَا يْبِيعْ وَلَا يتْسَبِّبْ» يريدون بالكوع: طرف المرفق، وهو في اللغة طرف الزند مما يلي الرسغ الذي تسميه العامَّة: «خنقة الإيد.» ويريدون بالمدبِّب: الدقيق؛ أي: الذي لا لحم عليه. والوش: الوجه. والمهبب: المطلي بالهباب؛ أي: سواد المداخن، والمقصود وصفه بالقبح. والمراد أنها هزيلة قبيحة، مَنْ رآها يصيبه شؤمها، وتسد في وجهه أبواب الرزق، وهو من المبالغة. وفي معناه قولهم: «عمية وعرجه وكيعانها خارجة.» وقد تقدَّم في العين المهملة.
-
«كُونْ فِي أَوِّلِ السُّوقْ يَا جُحَا وَلَوْ بِقَصِّ اللِّحَى» جُحَا: مضحك معروف؛ أي: كن أوَّلَ داخل في السوق ولو قُصَّت لحيتك؛ لأنك بذلك تغتنم أطايب السلع قبل أن يراها غيرك، وهم لا يستعملون اللحية إلا في الأمثال ونحوها، وإلا فهي عندهم الذقن.
-
«كُوَيِّسْ وِرْخَيِّصْ وِابْنْ نَاسْ» كويس؛ أي: حسن. وبعض الريفيين يقولون فيه: كَوِيس (بفتح فكسر). وابن ناس، المقصود به: الأصيل، ويريدون به هنا: جيد النوع؛ أي: هذه السلعة أو الدابة حسنة الشكل جيدة النوع على رخصها.
-
«كِيدِ النِّسَا غَلَبْ كِيدِ الرِّجَالْ» هكذا يعتقدون ويشهدون بتفوق النساء في الخديعة والمكر على الرجال، ويروون في ذلك أقاصيص كثيرة.
١
ص٦٤.
٢
هو والبيتان في ص١٣٢ من ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب.
٣
المخلاة ص٨٦.
٤
ص٦٧.
٥
ج١ ص٤٦.
٦
ج١ ص٤٢.
٧
ص٣٦.
٨
ص٥٦.
٩
ص٦٠.
١٠
العقد ج١ ص٣٤٣.
١١
ص٧٨.