حرف الميم
-
«مَا اسْخَمْ مِنْ سِتِّي الَّا سِيدِي» أسخم؛ أي: أقبح وأردأ. يُضرَب عند تفضيل شخص على آخر ظنًّا بأنه يفضله وهو أردأ منه. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «الهابي شرٌّ من الكابي.» والهابي: الذي هبا من الجمر فصار رمادًا كالهباء. والكابي: الجمر إذا صار فحمًا، وهو أن تُخْمَد ناره. يُضرَب للفاسدَيْن يزيد فساد أحدهما على الآخر.
-
«مَا الْتَقَاشِ الْعِيشْ يِنْتِشُهْ جَابْ لُهْ عَبْدْ يُلْطُشُهْ» انظر: «ما لقوش عيش ينتشوه …» إلخ.
-
«مَا الْتَقَى لُهْ عِيلَهْ جَابْ لُهْ خِيلَهْ» العيلة (بالإمالة): يريدون بها الأسرة والأهل. وجاب معناه: جاء بكذا. والخيلة (بالإمالة): يريدون بها الخيل، وألحقوا بها تاء التأنيث لتزاوج العيلة؛ أي: لم يجد له أهلًا يأنس بهم فاقتنى خيلًا يشتغل بها. يُضرَب لمن يستعيض عن شيء بشيء لا يقوم مقامه.
-
«مَا بَعْدْ حَرْقِ الزَّرْعْ جِيرَهْ» أي: لا جوار بيننا بعد ذلك، ولا سبيل إلى الصفاء بعد إحراقكم أقواتنا. يُضرَب للأمر يبلغ في الشدَّة مبلغًا لا سبيل معه إلى إعادة الصفاء.
-
«مَا بَقَاشْ فِي الْعُمْرْ مَا يِسْتَاهِلِ التُّوبَهْ» أي: لم يبق في عمري ما أعمل فيه الصالحات وأُكَفِّر عما فات، فدعني فيما أنا فيه فإن المدة الباقية لي لا تستحق التوبة. يُضرَب للشيء يفوت أوانه.
-
«مَا بَقَى فِي الْخُن رِيشْ إِلَّا الْمِقَصَّصْ وِالضَّعِيفْ» جمعوا فيه بين الشين والفاء في السجع، وهو عيب، فأتوا به ركيكًا ممجوجًا، والمراد بالريش: ذوات الريش؛ أي: الدواجن. والخنُّ (بضم الأول وتشديد الثاني): كِنُّ الدجاج ونحوها الذي تبيت فيه. يُضرَب لمن لم يبق عندهم إلا التافه الذي لا فائدة فيه.
-
«مَا بَلَاشْ إِلَّا الْعَمَى وِالطُّرَاشْ» بلاش: أصله بلا شيء، ويريدون به المأخوذ مجانًا بلا عِوَض. والطُّراش (بضم الأول): الصَّمَم، والمعنى: لا تظنوا أن شيئًا يحاز بلا عِوَض إلا أن يكون عاهة من العاهات كالعمى والصمم ونحوها، فهذه تُعْطَى مجانًا ولكن من يريدها؟
-
«مَا بِالْمَيِّتْ مُوتُّهْ وِمَا بُهْ زَنْقِةِ الْقَبْرْ» يُضرَب للمصيبة تحيط بها أخرى (في «الكنز المدفون» أوائل ص١٤٥: «ما كفى الميت ميته حتى حذقه القبر»).
-
«مَا بِينِ الْخَيِّرِينْ حِسَابْ» يُضرَب عند وثوق الأخيار بأمثالهم وقت المحاسبة.
-
«مَا تْآمِنْشْ لابُو رَاسْ سُودَهْ» أبو الرأس السوداء يريدون به الإنسان، وهو مبالغة في وصفه بالغدر. وانظر: «آمنو للبداوي …» إلخ و«ربي قزون المال …» إلخ.
-
«مَا تَاكُلِ الَّا الْقَمْلَهْ وَلَا تِوْجَعِ الَّا الْكِلْمَهْ» المقصود من هذا المثل بيان أن الكلام أشد إيلامًا للنفس من أي إيلام، وقد جمعوا فيه بين اللام والميم في السجع، وهو عيب.
-
«مَا تْبَانِ الْبُضَاعَهْ إِلَّا بَعْدِ الْحَبَلْ وِالرِّضَاعَهْ» البضاعة: سلع التاجر المعروضة للبيع. يُضرَب للشيء لا تظهر حقيقته إلا بعد التحقق من آخرته؛ أي: لا تمدحوه ولا تذموه إلا بعد أن تَمُرَّ عليه أوقات تمحيصه فتظهر لكم حقيقته. والأصل في معنى المثل أنَّ الحمل والوضع والإرضاع تهزل المرأة وتقلل من محاسنها، فلا ينبغي التسرع بمدحها والاغترار بحسنها حتى تلد وتُرْضِع.
-
«مَا تْبِعْش رِخِيصْ. قَالْ: مَا تْوَصِّيشْ حَرِيصْ» أي: قيل لإنسان: لا تَبِعْ رخيصًا، فقال: لا تُوصِ حريصًا يعرف كيف يُدَبِّر أمره. يُضرَب لمن لا يحتاج للإرشاد ليقظته، والمراد بالبيع رخيصًا: بالتفريط.
-
«مَا تِبْكِيشْ عَلَى اللِّي فِرِغْ مَالُهْ، اِبْكِي عَلَى اللِّي وِقِفْ حَالُهْ» وقف الحال كناية عن كساد التجارة؛ أي: لا تَبْكِ على من ذهب ماله، بل ابك على من كَسَدَتْ تجارته؛ لأن المال يُعَوَّض إذا نفقت السوق.
-
«مَاتِتِ الْحُمَارَهْ، وِانْقَطَعِتِ الزِّيَارَهْ» يُضرَب في زوال الشيء لزوال أسبابه ووسائله.
-
«مَا تْتِمِّ الْحِيلَهْ إِلَّا عَلَى الشَّاطِرْ» انظر: «ما يقع إلا الشاطر.»
-
«مَا تِجِي الطُّوبَهْ إِلَّا فِي الْمَعْطُوبَهْ» الطوبة (بضم الأول): الآجُرَّة. والمعطوبة: التي أصابها العطب؛ والمراد: العضو المصاب؛ أي: لا تصيب الآجرة إذا رميت إلا الشخص أو العضو المصاب. يُضرَب للرزايا تتبع الرزايا.
-
«مَا تِجِي الْمَصَايِبْ إِلَّا مِنِ الْحَبَايِبْ» أي: أكثر ما تجيء المصائب من الأحباء. يُضرَب عند وقوع أذى من حبيب. وانظر في معناه: «البلاوي تتساقط من الجيران.» وقد تقدَّم في الباء الوحدة. وتقول العرب في أمثالها: «شرق بالريق»؛ أي: ضرَّه أقرب الأشياء إلى نفعه.
-
«مَا تْزَغْرَطُوا إِلَّا لَمَّا تِتْقَمَّطُوا» الزغرطة: لقلقة بوضع الإصبع في الفم وتحريك اللسان، تفعلها النساء لإعلان السرور. والتَّقْمِيط هنا يريدون به: ارتداء الملابس؛ أي: لا تعلنوا سروركم وتكثروا من الضجيج إلا بعد نوال ما تشتهون. يُضرَب لمن يتسرع في الابتهاج بالشيء يتوقع نواله وهو لم ينله بعد.
-
«مَا تْزَغْرَطُوشْ يَا وْلَادْ جَنْجَرَهْ دِي الدَّاهْيَه تَحْتِ الْقَنْطَرَهْ» الزغرطة: صياح المرأة في الأعراس بصوت طويل تخرجه بتحريك إصبعها في فمها، وأصلها من زعردة البعير. وجنجرة: بلدة بالشرقية، زوجوا امرأة منها لرجل في بلدة بعيدة، قبيح المنظر، قَذِر الثياب، كَبِير السن، ولم يكن أهل جنجرة رأوه، فلما ذهبوا بالعروس في موكبها أظهروا السرور والفرح وغَنَّوْا وزغردت نساؤهم كالعادة، وخرج الزوج للقائهم، فوقف متسترًا تحت قنطرة قريبة من بلدته، فلما رآه بعضهم وشاهد ما عليه من القبح قال ذلك. يُضرَب لإظهار السرور بشيء قبل التحقق منه.
-
«مَا تِسْتَكْتَرْشِ الرَّفْصْ عَلَى الْبَغْلِ النِّجِسْ» النجس: يريدون به الماكر الجَمُوح؛ أي: لا تستكثر على مثله الرفس فإنه أهون ما يأتي به؛ لأنه قد يكون منه ما هو أكبر جرمًا كأن يجمح فيُلْقِي براكبه ويَقْتُله. يُضرَب بعدم استبعاد شيء على الشخص الماكر الرَّديء.
-
«مَا تُعْرُجْشْ قُدَّامْ مِكَسَّحِينْ» انظر: «تعرج قدام مكسح؟!» في التاء المثناة الفوقية.
-
«مَا تِعْرَفْ خِيرِي إِلَّا لَمَّا تْشُوفْ غِيرِي» أي: لا تعرف مقدار معروفي حتى ترى غيري وتجرب ما عنده. يُضرَب لِمُسْتَقِلِّ معروف شخص وأياديه عنده.
-
«مَا تْعَيَّطُوشْ عَلَى فُخَّارْكُمْ دَا لُهْ عُمْر زَيَّ اعْمَارْكُمْ» أي: لا تبكوا على فَخَّاركم الذي كُسِرَ؛ لأنه مثلكم في الفناء لا بد له من يومٍ يُكْسَرُ فيه، كما لا بدَّ لكم من يوم تموتون فيه. والمراد: كل من في الوجود إلى الفناء.
-
«مَا تِفْرَحْشْ لِلِّي رَاحْ لَمَّا تْشُوفِ اللِّي يِجِي» أي: لا تفرح لذهاب من ذهب، حتى ترى من سيجيء بدله، فربما كان مثله أو أقبح منه. يُضرَب في عدم التعجل بالسرور من الخلاص من شخص أو أمر إلا بعد رؤية الذي يحل محله. وهو قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» في أمثال العامة برواية: «لا تفرح لمن يروح حتى تنظر من يجي.»١
-
«مَا تِفْعَلُه الْآبَاءْ مِخَلَّفْ لِلْأَبْنَاءْ» معناه ظاهر.
-
«مَا تْقُولُوشْ لَابُوهْ، إِيدُه فِي إِيدَ اخُوهْ» يريدون به السُّقْط؛ أي: الولد لغير تمام، والمراد: لا تخبروا والده به فإن يده في يد أخيه؛ أي: ستحمل أمه سريعًا؛ وذلك لأنهم يزعمون أنَّ مَنْ تُسْقِط سريعةَ الحمل بعد إسقاطها. وقد وَلَّدَ لهم هذا المثل اعتقادًا آخر فزعموا أن عدم إخبار الأب بالإسقاط يسبِّب سرعة الحمل. ويروي بعضهم فيه: «ما تدرُّوش أبوه …» إلخ. والمعنى واحد. يُضرَب لإذهاب الكدر عند حصول ذلك.
-
«مَا تِكْرَهْنِي عِينْ تِوِدِّنِي» يُضرَب في صدق الوِدَاد.
-
«مَا تِلْتِقِيشِ الْبِيضَهْ إِلَّا فِي الْخُمِّ الْعِفِشْ» الخمُّ (بضم الأوَّل وتشديد الميم): مكان الدجاج الذي تأوي إليه وتبيض فيه. والعفش (بكسرتين): القَذِر؛ أي: لا تجد البيض إلا في المكان القذر؛ لأن قذارته إنما جاءت من كثرة الدجاج فيه، والمراد: لا تنظر إلى قبح الظاهر.
-
«مَا تِتْهَزِّيشِي مَا فِي الْوِسْطِ إِيشِي» أي: لا تهتزي ولا تميسي فليس في وسطك شيء يستدعي ذلك؛ أي: ليس فيه حزام مزركش ذو عذبات يحمل على الرقص. يُضرَب للمعجب بنفسه، وهو لا يملك ما يتباهى به بين الناس.
-
«مَا جَمَعْ إِلَّا لَمَّا وَفَّقْ» أي: ما جمعهم الله حتى وفق بينهم. يُضرَب للمجتمعين المتوافقين في الطباع، وفي الغالب يقصدون بهم المتفقين في سوء الطباع.
-
«مَا جُودْ إِلَّا مِنْ مَوْجُودْ» انظر في الجيم: «الجود من الموجود.»
-
«مَا حَدِّ بْيِجِي مِن الْغَرْبْ يُسُرِّ الْقَلْبْ» لا يقصدون ذَمَّ أهل الغرب، وإنما أتوا بالكلمة للسجع. يُضرَب للشخص المبغَض وهو من قوم مشهورين بذلك.
-
«مَا حَدِّ بِيْنَادِي عَلَى زِيتُه عِكِرْ» أي: ليس في الناس من يَذْكُرُ عيوب سلعته إذا عرضها للبيع فيعرِّضها للبوار، وفي معناه قولهم: «ما حدِّش يقول عن عسله حامض.» غير أن هذا عامٌّ فيما يُعْرَض للبيع وما لم يعرض.
-
«مَا حَد مِسْتَرِيحْ وَلَا ابْنِ الْجَرِيحْ» يروون عن ابن الجريح هذا أنه كان وافر النعمة، وله زوجة حسناء هي بنت عمه، وكانت كثيرة الإطاعة له، وأنَّ أحد الرعيان كان يتبرَّم دائمًا من شقائه وشظف عيشه، فمرَّ بابن الجريح يومًا وهو مع زوجته يتنزهان فظنَّ أنه في سعادة، فقال مُتَأَوِّهًا: «ما حد مستريح إلا ابن الجريح.» وسمعه ابن الجريح فاستدعاه واختلى به، وروى له قصة له تدل على أنه في تعاسة وشقاء، وإن أوهم ظاهره خلاف ذلك. فعاد الرجل يحمد الله على ما هو فيه وغَيَّرَ المثل. وقد أضربنا عن ذكر القصة، والمقصود من المثل أن لا راحة في الدنيا، وأن ليست السعادة بالغنى أو حسن المظاهر.
-
«مَا حَدِّشْ يُقُولْ طَق إِلَّا لَمَّا يْكُونْ مِنْ حَق» المراد هنا بلفظ طق: الشكوى؛ أي: لا يشكو أحد إلا ولشكواه وأنينه سبب؛ أي: لا دخان بلا نار. ويرويه بعضهم: «هوَّ طق إلا من حق.»
-
«مَا حَدِّشْ يُقُولْ عَنْ عَسَلُهْ: حَامِضْ» هو في معنى قولهم: «ما حد بينادي على زيته عكر.» غير أنَّ ما هنا عام. يُضرَب فيما يملكه الشخص، سواء أعرضه للبيع أم لم يعرضه.
-
«مَا حَدِّشْ يقُولْ: يَا جِنْدِي غَطِّي دَقْنَكْ» الجندي (بكسر فسكون) وصوابه ضم الأوَّل، يريدون به الأمير من الترك. والمراد: لا يستطيع إنسان أن يشير على الأمير بأن يستر لحيته. يُضرَب للعظيم الجبَّار لا يستطيع أحد أن ينصحه.
-
«مَا حَش إِلَّا مِنْ رش» الحشُّ: حش خامات من الأرض. والرش: البزر؛ أي: إن لم يكن بزر فلا حش. يُضرَب في أن الشيء لا يكون من لا شيء، وقد حَثُّوا على الإكثار من البزر بقولهم: «املأ إيدك رش تملاها قش.» وتقدَّم ذكره. وانظر: «من رش دش.»
-
«مَا حَوَالِينِ الصَّعَايْدَه فَايْدَهْ، وَلَا جَزَّازِينِ الْكِلَابْ صُوفْ» هو من تندير أهل المدن والريف، (أي الوجه البحري) بأهل الصعيد، وكثيرًا ما يرمونهم بالجفاء وغلظ الطباع والأذاة، فإذا نبغ منهم نابغة قالوا فيه: «صعيدي وصح» تعجبًا من نبوغه، والواقع خلاف ذلك. والمعنى: ليس حول أهل الصعيد فائدة تُرْجَى منهم كما أن جزاز الكلاب لا يتحصل على صوف فيُطْلَب منه. وقالوا في المعنى الثاني: «الكلب إن طال صوفه ما ينجزِّش» و«هو اللِّي يجز الكلب صوف.» وذُكِرَا في الكاف والهاء.
-
«مَا خَلَّاشْ فِي الْقَنَانِي شَرَابْ» أي: لم يترك في القناني شرابًا وأتى على كل ما فيها. يُضرَب لمن تصل يده إلى شيء فلا يُبْقِي فيه ولا يَذَر.
-
«مَا دَامْ رَايِحْ كَتَّرْ مِ الْفَضَايِحْ» أي: متى كنت عازمًا على الرحيل أكثر من الفضايح، وافعل ما شئت؛ لأنك غير باقٍ بالمكان فتستحي من أهله. وبعضهم يرويه: «كتر من الفضايح آدي انت رايح.»
-
«مَادْنَهْ وِقْعِتْ عَلَى هِدْهِدْ» المادنة: المَنَارَة التي يُؤَذَّنُ عليها في المساجد، وهي مُحَرَّفة عن المئذنة. والهدهد: طائر معروف، وصوابه (بضم الهاءين) والعامة تكسرهما. يُضرَب للأمر العظيم يُعْمَل لشيء حقير لا يستحقه، فإنَّ قَتْل الهدهد لا يحتاج لأن تقع عليه مئذنة.
-
«مَا رِيتِ الْمَعْرُوفْ يِنَقَّصْ صَاحْبُهْ إِلَّا يْزِيدُهْ عَلَى الْكَمَالْ كَمَالْ» أي: ما رأيت فعل الخير يُزْرِي بفاعله، بل يزيده كمالًا على كمال.
-
«مَا زَادْ عَلِيكِي يَا مَرَهْ إِلَّا الْمِجَرْجَرْ مِنْ وَرَا» أي: ما زاد عليك أيتها المرأة إلا تطويل الذيل المجرور على الأرض من ورائك، يُضرَب فيمن ينال منالًا لا يغير من حاله ولا يغنيه من جوع، بل يزيده خبالًا.
-
«مَا زُولْ زَيِّ زُولْ وَلَا الصَّلَايَهْ زَيِّ دَقِّ الْهُونْ» الزول: الهيئة والسيماء. والصلاية يريدون بها: الهاون من الخشب، وهي عند العرب مدق الطيب، وقد تهمز فيقال: صلاءة. والهون: الهاون؛ أي: الناس ضروب غير متساوين كما أن الأشياء والأعمال تختلف، فليس المدقوق بالهاون الخشب في الجودة كالمدقوق في النحاس أو الرخام. وقد جمعوا فيه بين اللام والنون في السجع، وهو عيب.
-
«مَا سِيلِ الَّا مِنْ كِيلْ» يريدون بالسيل: سيل الدقيق في الطاحون من المَسْيَل (بفتح فسكون ففتح)، وهو موضع سيله في القاعدة، وصوابه (بفتح فكسر)، والمراد: بقدر ما تكيل القمح للطاحون يسيل الدقيق؛ أي: بمقدار ما تعطي تأخذ، فهو قريب بعض القُرْب من قولهم: «اطبخي يا جارية، كَلِّف يا سيد.» وتقدم في الألف.
-
«مَا شَاتْمَكْ إِلَّا مْبَلَّغَكْ» أي: لم يشتمك إلا مَنْ بلغك ونَقَلَ إليك ما قيل فيك، ولولاه لم تسمع ما تكره. يُضرَب في ذم النميمة، وفي معناه قول بعضهم:لَعَمْرُكَ مَا سَبَّ الأَمِيرَ عَدُوُّهُوَلَكِنَّمَا سَبَّ الأَمِيرَ المُبَلِّغُ٢
ومن أمثال العرب: «من سَبَّك؟ قال: من بلغني.» أي: الذي بلغك ما تكره هو الذي قاله لك؛ لأنه لو سكت لم تعلم.
-
«مَا شَافْهُمْش وهُمَّا بِيِسْرَقُوا شَافْهُمْ وهُمَّا بِيِتْحَاسْبُوا» يُضرَب لمن يريد إلصاق تهمة بأشخاص؛ أي: لَمَّا لم يجد سبيلًا إلى ادعاء أنه رآهم يسرقون ادَّعى أنه رآهم وهم يتحاسبون.
-
«مَا شُفْنَاكْ يَا نُورْ إِلَّا لَمَّا رَابِتِ الْعُيُونْ» شفناك؛ أي: رأيناك، والمراد هنا: حصلنا عليك. يُضرَب في الشيء العزيز يُرْجَى نواله فلا يُنَال إلا بعد يأس وزمن طويل؛ أي: لم تَرَكَ يا نورُ عيونُنا إلا بعد طول رجاء وانتظار ورَيْب من الحصول عليك، وهو مثل قديم في العاميَّة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «ما رأيتك يا نور حتى ابيضت العيون.»٣
-
«مَا شِلْتِكْ يَا دِمْعِتِي إِلَّا لشِدِّتِي» الشيل هنا: الحفظ؛ أي: ما حفظتك يا دمعتي إلا لتنجديني في الشدَّة، وتفرِّجي عني إذا عدمت المعين. والمثل قديم أورده الأبشيهي بلفظه في «المستطرف» في الأمثال العامية. وانظر قولهم: «حيلة المقل دموعه» في الحاء المهملة.
-
«مَاشِي نِدَّكْ وِامْشِي عَلَى قَدَّكْ» يُضرَب في الحث على مصاحبة الأنداد، وعدم مجاوزة الحد، والتزام القصد في السير. وانظر قولهم: «من عاشر غير بنكه …» إلخ. وقولهم: «يا واخد ندَّك على قدَّك …» إلخ.
-
«مَا عَاشْ مَالِي بَعْدْ حَالِي» يريدون بالحال هنا النفس، وهي قليلة الاستعمال في هذا المعنى عندهم؛ أي: لا عاش مالي، ولا بقي بعد ذهاب نفسي؛ أي: موتي، فهو قريب من قول أبي فراس:إِذَا مِتُّ ظَمْآنًا فَلَا نَزَلَ الْقَطْرُ
-
«مَا عَنْدَكْ إِحْسَانْ مَا عَنْدَكْش لْسَانْ» أي: إذا لم تكن مُحْسِنًا بمالك، أفلا تكون محسنًا بالقول؟ ومثله قولهم: «لا إحسان ولا حلاوة لسان.» وقد تقدم.
-
«مَا عَنْدُوشْ تِخِينْ إِلَّا الْفَل، وَلَا كْبِيرْ إِلَّا التَّل» الفَلُّ (بفتح الأوَّل وتشديد الثاني) نسيج غليظ، وهو أغلظ نوع من المسمى عندهم بالخيش. يُضرَب لمن لا يُوَقِّرُ أحدًا لفضل أو معرفة، فلا عظيم عنده إلا عظيم الجرم.
-
«مَا قْدِرْشْ عَلَى الْحُمَارْ اِشَّطَّرْ عَ الْبَرْدَعَهْ» اشطر ويقولون: اتشطر؛ أي: تشطر، يريدون به: أظهر المهارة. والبردعة: الإكاف؛ أي: لَمَّا لم يقدر على الحمار وعجز عن إيصال الأذى به أظهر مهارته في إيذاء الإكاف. يُضرَب لمن يعجز عن القويِّ فينتقم من الضعيف. ويرويه بعضهم: «عَضَّ البردعة.» (وقد رواه الجبرتي في تاريخه ج٣ أول ص٢٢٣ بلفظ: «ما قدر على ضرب الحمار ضرب البردعة»).
-
«مَا كَانْ نَاقِصْ عَلَى سِتِّي إِلَّا طَرْطُورْ سِيدِي» الست: السيدة. والسِّيد (بالكسر): السَّيِّد. والطرطور: قلنسوة طويلة دقيقة الطرف كالقُمْع؛ أي: لم يكن ينقص سيدتي من بلهنية العيش وعظم المقام إلا هذا الطرطور يذهب ويجيء في الدار بلا طائل، والمراد: أنها تزوَّجت بهذا الرجل ليحسن به حالها فكان ضغثًا على إبالة.
-
«مَا كُل طِيرْ يِتَّاكِلْ لَحْمُهْ» أي: ما كل طائر يُؤْكَل، والمراد: ليست المخلوقات سواءً ولو اتَّحدت في النوع، بل فيها الطيب والخبيث.
-
«مَا كُل مَرَّهْ تِسْلَمِ الْجَرَّهْ» أي: إذا سلمت الجرَّة من الكسر مرَّة فليس ببعيد كسرها في مرَّة أخرى. يُضرَب في أنَّ الخلاص من خطر أقدم عليه شخص لا يدعو إلى إقدامه مرَّة أخرى، فربما لا يتهيَّأ له ما تهيأ في المرَّة الأولى (انظر نظمه في أوَّل ص٧٧ من الكتاب رقم ٦٤٨ شعر).
-
«مَا كُل مِنْ رِكِبِ الْحُصَانْ خَيَّالْ» الحصان (بضم أوَّله): الفرس الذكر، والصواب فيه كسر الأوَّل؛ أي: ليس كل من ركب فرسًا يكون فارسًا. فهو كقولهم: «ما كل من صف الأواني قال: أنا حلواني»
وقولهم: «هو كل من نفخ طبخ؟» وبعضهم يروي المثل هكذا: «ما كل من لف العمامة يزينها ولا كل من ركب الحصان خيال.» وهم لا يستعملون العمامة إلا في الأمثال ونحوها، وفي غيرها يقولون فيها: «عمة.» وفي المعنى لبعضهم:
مَا كُلُّ مَنْ لَفَّ عَلَى رَأْسِهِعمامةً يحظى بِسَمْتِ الْوَقَارِمَا زِينَةُ المرءِ بأَثْوَابِهِالسِّرُّ في السُّكَّانِ لا في الديارِوقال آخر:
وما كُلُّ مَخْضُوبِ الْبَنَانِ بُثَيْنَةُوَلَا كُلُّ مسلوبِ الفؤادِ جميلُ -
«مَا كُل مَنْ صَفَّ الْأَوَانِي قَالْ: أَنَا حَلَوَانِي» الأواني مما لا يستعملونها إلا في الأمثال ونحوها. والحلواني (بثلاث فتحات): بائع الحلوى؛ أي: ليس كل من تشبه بغيره في أمر يكون أهلًا له، ويروي بعضهم فيه: «الصواني» بدل الأواني، ومثله قولهم: «ما كل من ركب الحصان خيال» وقولهم: «هو كل من نفخ طبخ؟!»
-
«مَا كُل مِنْ لَفِّ الْعِمَامَة يْزِينْهَا» انظر: «ما كل من ركب الحصان خيال.»
-
«مَا كُل مِنْ نَفَخْ طَبَخْ، وَلَا كُل مِنْ طَبَخْ نَفَخْ» يُضرَب في أن الغايات حظوظ قد تُدْرَكُ بلا مشقة، وقد يحرم منها من جهد في وسائلها. ويقتصر بعضهم على صدر المثل ويريد به: ليس كل من حاول أمرًا يُحْسِنُه. ويرويه بعضهم: «هو كل من نفخ طبخ؟!» وسيأتي.
-
«اِلْمَالِ اللِّي مَا تِتْعَبْ فِيهِ الْيَد مَا يِحْزَنْ عَلِيهِ الْقَلْبْ» أي: المال الذي لا يكد المرء في تحصيله لا يحزنه فقده فيسرف فيه. والعرب تقول في أمثالها: «ليس عليك نسجه فاسحب وجر.» قال الميداني: «أي: إنك لم تنصب فيه فلذلك تفسده.»
-
«اِلْمَالِ اللِّي مَا هُو لَكْ عَضْمُهْ مِنْ حَدِيدْ» المراد بالمال هنا الدواب، فإنها إذا لم تكن لك بل عارية عندك فعظامها في نظرك من حديد فلا تُشْفِقُ عليها إذا استخدمتَها، فهو في معنى: «أحق الخيل بالركض المُعار.» ومثله قولهم: «حمار ما هو لك عافيته من حديد.» وقد تقدم في الحاء المهملة. وانظر قولهم: «اِللِّي ما هو لك يهون عليك.» وقولهم: «اِللِّي من مالك ما يهون عليك.» وقد تقدما في الألف.
-
«اِلْمَالِ اللِّي مَا يِشْبِهِ اصْحَابُهْ حَرَامْ» يراد بالمال ما يُملك من عروض وماشية وعقار وغيرها. المعنى: ما كان من هذه الأشياء لا يشبه حال أصحابه، وليس مما يُظَنُّ أن في مقدورهم اقتناءه، فاعلم أنه مسروق لم يُكْتَسَب من وجه حل، وهو مَثَلٌ قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «كل شيء لا يشبه قانيه حرام.»٤ وأورده الراغب الأصفهاني في محاضراته برواية: «شيء لا يشبه صاحبه فهو سرقة.»٥
-
«مَالْ تِجِيبُه الرِّيَاحْ تَاخْدُه الزَّوَابِعْ» تجيبه؛ أي: تجيء به، والمقصود: مال يأتي مسوقًا بالريح؛ أي: من غير وجهه لا بد من ذهابه في غير وجهه (اذكرها نهابر إلخ، وانظر من نعظمه، ولعله في نوع العقد في علم البديع). ومن كناياتهم عن هذا المال قولهم: «طايح ابن رايح.» وسيأتي في الكنايات.
-
«مَالْ تُودِعُهْ بِيعُهْ» أي: مال تُودِعُهُ إنسانًا وتتركه عنده مهملًا له بعه وانتفع بثمنه فإنه قد يتلف عنده. وقد تقدَّم في الألف: «اِللِّي بدك ترهنه بيعه.» وهو معنى آخر، والمقصود بالمال في المثالين ما يُقْتَنَى من عروض وماشية ونحوها.
-
«مَالْ طَاقِيِّتَكْ مِقَوَّرَهْ؟ قَالْ: مِنْ تَدْبِيقِكْ يَا مَرَهْ» الطاقية: قلنسوة خفيفة تُعْمَل من البَزِّ. ومقورة؛ أي: مقطوعة من أعلاها. والتدبيق يريدون به: التدبير؛ أي: قالت المرأة لزوجها متنادرة عليه: ما لقنسوتك مخرقة؟ فقال لها متهكمًا: ذلك من حسن تدبيرك لشئوني أيتها المرأة. يُضرَب للمستهزئ بالشيء وعيبه من نتيجة تفريطه فيه.
-
«مَالِ الْكُنَزِي لِلنُّزَهِي» الكنزي (بضم ففتح): يريدون به البخيل الذي يكنز المال، والنزهي بهذا الضبط: من يتنزه وينفق على مسراته. والمراد: أن البخيل الذي حَرَمَ نفسه من ماله سيئول بعده لوارث ينفقه بغير حساب. ومعنى المثل صحيح مطابق للواقع في الغالب، وسببه أن البخلاء يُقَتِّرُون على أولادهم فينشئون في ضيق يَدٍ ونفس، حتى إذا نالوا تراثهم اندفعوا فيما كانوا ممنوعين عنه فأنفقوه بغير تَبَصُّر. ولفظ الكنزي قليل الاستعمال إلا في الأمثال ونحوها. ويُروَى: «مال المحروم» والأول أشهر. وفي كتاب الآداب لابن شمس الحلافة: «ما جُمْعَ مال بتقتير إلا أُنْفِقَ في تبذير.»
-
«مَالْ لَحْمِتَكْ مِشَغَّتَهْ؟ قَالْ: مِنْ جَزَّارْ مِعْرِفَهْ» مال؛ أي: ما لكذا؟ والشَّغَتة (بفتحتين): رديء اللحم الذي يُلْقَى. والمعرفة (بكسر فسكون فكسر) والصواب فتح الأول فيها: مصدر وُصِفَ به، والمراد: من جزار نعرفه؛ أي: صاحب لنا، والمعنى: قيل لشخص: ما للحم الذي اشتريته يكثر فيه الشغت؟ فقال: لأنه من جزار صاحب. يُضرَب في أن الغالب على التجار النظر إلى مصلحتهم فقط، فإذا صادفوا صاحبًا لهم غَشُّوه؛ لأنه لوثوقه بهم يطمئن لهم. ولا يدقق فيما يشتريه فيسهل غشه.
-
«اِلْمَالْ مَالَ ابُونَا وِالْغُربْ يِطْرُدُونَا» أي: أيكون المال مال أبينا ويذودنا الغرباء عنه؟! يُضرَب فيمن يُمْنَع من التمتع بماله، وفي معناه: «يبقى مالي ولا يهنا لي؟!» وسيأتي في الياء آخر الحروف.
-
«مَالِ الْوَقْفْ يِهِدِّ السَّقْفْ» أي: من اغتال مالَ وقف وخصَّ به نفسه ولم ينفقه فيما حُبِسَ له؛ فعاقبته هدم سقف داره؛ أي: الخراب.
-
«مَالَقُوشْ عِيشْ يِتْعَشُّوا جَابُوا فِجْلْ يِدَّشُّوا» العيش: الخبز. وجابوا: جاءوا بكذا؛ أي: أحضروا. ويدشوا؛ أي: يتجشون، قلبوا الجيم دالًّا فيه، والمعنى: لم يجدوا خبزًا يتعشَّون به فأكلوا الفجل وظلوا يتجشون إظهارًا للشبع؛ وذلك لأن الفجل يسبب الجشاء، وهو ما تسميه العامة بالتكريع. يُضرَب لمن يظهر غناه وحسن حاله للناس وهو فقير ومعدم.
-
«مَالَقُوشْ عِيشْ يِنْتِشُوهْ جَابُوا عَبْدْ يُلْطُشُوهْ» النتش هنا كناية عن الأكل. واللطش: اللطم على الوجه؛ أي: هم فقراء لا يملكون قُوتَهُم، ومع ذلك يشترون عبدًا يشتغلون بلطمه. يُضرَب للسفيه المتعالي بما لا يفيده. وبعضهم يرويه بالإفراد فيقول: «مالْتَقَاش العيش ينتشه جاب له عبد يلطشه.»
-
«مَالَقُوشْ فِي الْوَرْدْ عِيبْ قَالُوا: يَا احْمَرِ الْخَدِّينْ» أي: لم يجدوا في الورد عيبًا فعابوه بمحاسنه وجعلوا الحمرة نقصًا فيه. ومن أمثال العرب في ذلك: «لا تعدم الحسناء ذامًا.» والذَّامُ (بتخفيف الميم) ومثله الذيم: العيب.
-
«مَا لَكْ بِتِجْرِي مَا بْتِدْرِي؟ قَالْ: نِسِيبْ نِسِيبِي فِي السَّاحِلْ» النسيب (بكسرتين): الصهر؛ أي: ما لك مهتم بالجري ذاهلًا لا تلوي على شيء؟ فقال: إن صهر صهري بالساحل. وبعضهم يرويه: «ما لك بتجري وتنطرشي؟ قالت: نسيب نسيبي راكب فرس» بالخطاب للأنثى، ومعنى تنطرشي: تقعين على وجهك عاثرة. يُضرَب لمن يهتم بالافتخار بشخص بعيد عنه لا يشرفه.
-
«مَا لِكْ بِتِجْرِي وِتْشَلَّحِي؟ قَالِتْ: مُفْتَاحِ الْقَوَالِحْ مَعِي» فيه الجمع بين الحاء والعين في السجع، وهو عيب، وهو من الأمثال الريفية. ومعنى القوالح: كيزان الذرة بعد فرط الحب منها، وهم يستعملونها في الوقود؛ أي: ما لك تَجْرِين وترفعين ثيابك؟ فقالت: لأن معي مفتاح القوالح وقد أصبحتُ قَيِّمَةً عليها، يُضرَب للمهتم والمتفاخر بشيء لا قيمة له.
-
«مَا لَكْ بِتْقَاوِي مِنْ غِيرْ تَقَاوِي والله حْسَابَكْ مَا جَايِبْ هَمُّهْ» انظر: «دايرة تقاوي …» إلخ. في الدال المهملة.
-
«مَا لَكْ مِرَبِّي؟ قَالْ: مِنْ عَنْدْ رَبِّي» يريدون بالمربي: مربي الماشية؛ أي: صاحبها، والمراد: ما لك غَنِي صاحب ماشية؟ ومن أين لك كل هذا؟ فقال: ذلك من فضل ربي عليَّ. وقد يكون مرادهم: ما لك مؤدب؟ وهو يأتون باسم المفعول بصيغة اسم الفاعل في مثله فيقول: مِبْتِلِي (بكسر اللام) في مُبْتَلَى (بفتحها).
-
«مَا لِكْ مَرْعُوبَهْ؟ قَالِتْ: مِنْ دِيكِ النُّوبَهْ» ديك: تلك. والنوبة: المرَّة؛ أي: قيل لها: ما لك يا هذه مرعوبة هذا الرعب؟ فقالت: لِمَا كان في تلك المرة السالفة. يُضرَب للمكروه يصيب المرء مرة فيحمله على الخوف منه والاحتراس مرة أخرى. وانظر قولهم: «مين علمك دي العُلِّيمَة …» إلخ، وهو قريب منه.
-
«مَا لَكْ وِالْخِيطِ الْمِعَلَّقْ؟» أي: ما لك وللأمر المُعَلَّق بأمور الذي يُسَبِّبُ لك التعب، فالأَوْلى لك اجتنابه وعليك بالخالص.
-
«مَا لِكْ يَا خَايْبَهْ بِتِتْعَلَّقِي فِي الْحِبَال الدَّايْبَهْ؟» أي: ما لك أيتها الخرقاء السيئة الحَظِّ تتعلقين في الحبال البالية؟ يُضرَب للضعيف الرأي والسيئ الحظ يتوسل في أموره بالوسائل الضعيفة، ويتعلق بالآمال الكاذبة.
-
«مَا لُهْ الدِّسْتْ بِيِغْلِي؟ قَالْ: مِنْ كُتْرْ نَارُهْ» الدِّست (بكسر فسكون): المِرْجَل؛ أي: قيل: ما له يغلي؟ فقال قائل: من كثرة النار التي تحته. يُضرَب في أنَّ الحزن الشديد تسببه الشدائد، فمن أصيب به معذور غير ملوم.
-
«مَالُهْ رَايِحْ وِعرْضُهْ فَايِحْ؟» أي: ذهب ماله وساءت سيرته، فليته إذ أذهبه أنفقه فيما يُمْدَح عليه.
-
«مَا لْهَا إِلَّا رْجَالْهَا» أي: ما لهذه الأمور إلا رجالها الكفاة القادرون على القيام بها وإصلاحها. يُضرَب للأمر المرتبك يتولاه الكافي العارف به فيصلحه. ويرويه بعضهم: «ما يجيبها إلا رجالها»؛ أي: لا يجيء بها، والمراد: لا يُذَلِّلُهَا ويتغلب عليها.
-
«مَا لْهَا إِلَّا النَّبِي» كلمة جرت مجرى الأمثال يقولونها في الأمر العظيم؛ أي: ليس لهذه النازلة إلا النبي — عليه الصلاة والسلام — نلتجئ إليه فيها فيكشفها عنا.
-
«مَا مْحَبَّه إِلَّا بَعْدْ عَدَاوَهْ» أي: ما محبة أكيدة إلا بعد معاداة، كأنَّ اشتداد الشيء قد ينقلب إلى ضدِّه. يُضرَب للمتعاديين يتحابان بعد ذلك. وبعضهم يزيد في أوله: «مكتوب على ورق الحلاوة.» ولعلهم يريدون الأوراق التي تُلَفُّ بها الحلوى، وهي جملة لا معنى لها، والمقصود بها التسجيع، كما قالوا في مثل آخر: «مكتوب على ورق الخيار من سهر الليل نام النهار.»
-
«مَا نَابْنَا مِنْ غُرْبِتْنَا إِلَّا عَوجِةْ ضَبِّتْنَا» المراد بالضب هنا: الفكُّ؛ أي: لم نَنَلْ من غربتنا التي كنا عليها الربح وتحسين الحال إلا اعوجاج الفم. يُضرَب في الأمر يُرَادُ به الإصلاح، وتتحمل فيه المتاعب فينتج عكسه.
-
«مَا وَاحْدَهْ عَ الْكُومْ إِلَّا وْشَافِتْ لَهَا يُومْ» أي: ما فقيرة من الجالسات على الكوم إلا رأت لها يومًا اعتزت فيه. يُضرَب في عدم الاستهانة بأحد، فقد يكون من تستهين به مثلك فيما سبق من أيامه. وفي معناه قولهم: «ولا خلقه على الكوم إلا لما شافت يوم.» وسيأتي في الواو. ويرويه بعضهم: «ولا شرموطه …» إلخ.
-
«مَا وَرَا الصَّبْرْ إِلَّا الْقَبْرْ» يُضرَب عند اليأس بعد طول الصبر، فهو في معنى القائل:وَقَائِلٍ قَالَ لِي: لا بدَّ من فرجٍفقلتُ للنفسِ: كَمْ لاَ بُدَّ مِنْ فَرَجِوقال لي: بعد حين، قلتُ وا أسفيمَنْ يَضْمَنُ النفسَ لي يا باردَ الحججِ
-
«مَا يِبْكِي عَلَى الْمَيِّتِ الَّا كَفَنُهْ» يُضرَب في سرعة السَّلْوَى، وعدم اهتمام الناس بمن يموت.
-
«مَا يِتْعِمِلْشْ كِيسْ حَرِيرْ مِنْ وِدْنْ خَنْزِيرْ» الودن (بكسر فسكون): الأذن. يُضرَب للشيء لا يصلح عمله من شيء.
-
«مَا يْجِيبْهَا إِلَّا رْجَالْهَا» انظر: «ما لها إلا رجالها.»
-
«مَا يِحْمِلْ هَمَّكْ إِلَّا اللِّي مِنْ دَمَّكْ» من دمَّك؛ أي: ولدك أو قريبك، فهو الذي يَسْتَاءُ لك ويشاركك في همومك.
-
«مَا يْدَايِقِ الزِّرِيبَهْ إِلَّا النَّعْجَه الْغَرِيبَهْ» أي: لا يضيق مربض الغنم إلا عن الشاة الغريبة التي لغير المالك. يُضرَب لتأفف أصحاب الدار من الطارئ عليهم. وانظر في الواو: «الوسع في بتاع الناس دِيق.»
-
«مَا يْدُوبْشْ دَايِبْ وِوَرَاهْ مِرَقَّعْ» الدايب بمعنى: البالي، والمراد هنا: الثوب القديم الذي قرب أن يَبْلَى، والمعنى: لا يبلى مثل هذا الثوب ما دام وراءه من يُرَقِّعُهُ ويُصْلِحُه؛ أي: من يحسن تدبير أموره تستقيم. ويُروَى: «اِللِّي يرقع ما يدوبش تياب.» وقد تقدَّم في الألف.
-
«مَا يْرَادِحِ الْعَلَّامِ الَّا مْطَاوِعْ» العلام ومطاوع: فارسان لهما ذكر في قصص الهلالية وحروبهم. ومعنى يرادح: يقاوم بالكلام، ويراد به هنا مطلق المقاومة؛ أي: لا يقاوم الفارس الشجاع إلا من كان مثله شجاعة. يُضرَب في هذا المعنى. والعرب تقول في أمثالها: «إن الحديد بالحديد يفلح.»٦
-
«مَا يُشْكُرِ السُّوقْ إِلَّا مِنْ كِسِبْ» معناه ظاهر. ويُضرَب في أن المدح إنما يكون لِعِلَّة.
-
«مَا يِصْعَبْ عَ الْعِرْيَانْ قَد يُومِ الْخِيَاطَهْ» قد بمعنى: قدر؛ أي: لا يشقُّ على الفقير المحتاج للثياب شيء مثل اليوم الذي يرى الناس يخيطون فيه ملابسهم الجديدة؛ لأنه يتذكر بذلك حاله وحاجته، وبعضهم يروي فيه: «إلا» بدل قد. يُضرَب في أن رؤية الشخص ما هو في حاجة إليه في أيدي غيره شاقَّة على نفسه؛ لأن الرؤية تهيج الذكرى، وقد يريدون أن أصعب يوم يمر عليه من أيام عريه يوم يخيطون له ثوبًا؛ لأن المحروم من الشيء إذا تحقق أمله ودنا وقته استطال المدَّة القصيرة الباقية عليه، كما قال إسحاق الموصلي:وكُلُّ مُسَافِرٍ يَزْدَادُ شَوْقًاإِذَا دَنَتِ الدِّيَارُ مِنَ الدِّيَارِ٧
-
«مَا يِضْحَكْشْ وَلَا لِلرَّغِيفِ السُّخْنْ» يُضرَب للمتجهم الدائم العبوسة؛ لأن الرغيف الحديث الخَبْز يهش له الناس، فإذا لم يهش له هذا الشخص فأَحْرِ به ألَّا يهش لغيره.
-
«مَا يِطْلَعْشِ العِلْوِ الَّا اللِّي مَعَاهْ سِلِّمْ» أي: لا يصعد للمكان العالي إلا من معه سلم يرتقي عليه، والمراد: أن المعالي لا ينالها إلا الكفء الذي توافرت عنده وسائلها.
-
«مَا يِعْجِبَكِ الْبَابْ وِتَزْوِيقُهْ، صَاحْبُهْ فِطِرْ وَالَّا عَلَى رِيقُهْ» أي: لا يغرَّنَّك حسن الظاهر في الدار وزخرفة بابها، وانظر لصاحبها هل أفطر؛ أي أكل طعام الصباح، أم لم يزل على الريق لفقره؟ يُضرَب في أنَّ الظاهر قد لا يدل على الحقيقة. وانظر: «يا شايف الجدع وتزويقه …» إلخ في المثناة التحتية. وانظر: «إن شفت من جوَّه بكيت لما عميت.»
-
«مَا يِعْجِبَكْ رُخْصُةْ تِرْمِي نُصُّه» انظر: «ما يغرَّك رخصه …» إلخ.
-
«مَا يِعْجِبُه الْبَشْنِينْ وِمِنْ زَرَعُهْ» البشنين: النيلوفر، وهو نبات ينبت في الماء الراكد له نور، وهو معروف بمصر. يُضرَب لمن لا يعجبه شيء، فهو كقولهم: «ما يعجبه العجب …» إلخ.
-
«مَا يِعْجِبُه الْعَجَبْ وَلَا الصِّيَامْ فِي رَجَبْ» يريدون بالعجب (مُحَرَّكًا): الشيء المعجب، فهو مصدر وصفوا به. يُضرَب لمن لا يعجبه شيء حتى الصيام تطوُّعًا في رجب.
-
«مَا يِعْرَفِ الدَّفَّهْ مِنِ الشَّابُورَهْ» الدفة (بفتح الأوَّل وتشديد الفاء): سُكَّان السفينة الذي يعدل به سيرها ويكون في مؤخرها. والشابورة: الخشبة التي يقوم عليها صدر السفينة. يُضرَب للجاهل الذي لا يفرق بين قبيله ودبيره. وانظر: «من الدفه للشابوره.» وهو معنى آخر.
-
«مَا يِعْرَفْشْ طُظ مِنْ سُبْحَانَ الله» طُظ (بضم الأول وتشديد الثاني): كلمة تقال للشيء لا طائل تحته، وقد يُرَادُ بها استهزاء، فيقال: طظ في فلان. يُضرَب للشخص الأبله الجاهل الذي لا يفرِّق بين الكلام التافه وبين التسبيح.
-
«مَا يْغُرَّكْ تَحْفِيفِي، اِلْأَصْلْ فِيَّ رِيفِي» التحفيف عندهم: نتف الشعر من الوجه، ولا يفعله إلا النساء، والمراد به هنا: النظافة والتزين؛ أي: لا يغرَّك حسن روائي ووضاءة وجهي، فإن أصلي من الريف، لم يفارقني جفاء طباع أهله ولا عجرفتهم. ورأيت هذا المثل في بعض المجاميع المخطوطة مَرْوِيًّا فيه: «تزويقي» بدل تحفيفي، وفيه الجمع بين القاف والفاء في السجع، وهو عيب. وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية. «لا يغرك تظريفي …» إلخ.٨ يُضرَب في أن حسن الظاهر ليس بدليل على حسن الخافي.
-
«مَا يْغُرَّكْ رُخْصُهْ تِرْمِي نُصُّهْ» النُّصُّ (بضم الأول وتشديد الصاد المهملة) يريدون به: النصف؛ أي: لا يغرك رخص الشيء فتُقْدِم على شرائه؛ لأنك ستضطر إلى رمي نصفه لرداءته. بل اشتر الغالي ولا تستكثر ثمنه؛ لأنك تنتفع به. ويُروَى: «ما يعجبك» بدل ما يغرك، وانظر في معناه: «الغالي تمنه فيه.» وقد تقدم في الغين المعجمة. وانظر أيضًا في الألف: «إن لقاك المليح تمنه.»
-
«مَا يِغْلِبشِ الْمَكَاسْ إِلَّا اللِّي فِي عِبُّه قْمَاشْ» فيه الجمع بين السين والشين في السجع، وهو عيب، ومعنى العب (بكسر الأول وتشديد الباء الموحدة): ما يلي الصدر من القميص؛ لأنه يكون كالعَيبَة تُحْمَل فيه بعض الأشياء. والقماش (بضم الأول): يريدون به النسيج الذي تُصْنَعُ منه الثياب وغيرها.
-
«مَا يْفَرْقَعْشِ الَّا الصَّفِيحِ الْفَاضِي» الفرقعة: صوت يحدثه الانفجار، والمراد به هنا: الرنين، والصفيح: صفائح رقيقة من الحديد تُعْمَل منها أوعية؛ أي: لا يصوت إلا الإناء الفارغ؛ لأن الملآن إذا نقرت عليه لا يُسْمَع له رنين. والمراد: لا يجعجع بالدعوى إلا الخالي منها. وانظر في معناه قولهم: «البرميل الفارغ يرن.» وقولهم: «الأبريق المليان ما يلقلقش.»
-
«مَا يِقْطَعْشْ بِالْحَشَّاشِينْ، يِفْرَغِ الْعِنَبْ يِجِي التِّينْ» ما يقطعش: مرادهم به لا يخلون من عناية. والحشاشون: آكلوا الحشيشة المعروفة، ومن عادتهم حب الحلوى والفاكهة؛ أي: لا يخلو الحشاشون من عناية تحف بهم. فإذا انقضى أوان العنب ظهر التين. يُضرَب في تيسير الأمور على ما يُشْتَهى.
-
«مَا يُقَعِ الَّا الشَّاطِرْ» الشاطر: الماهر النشيط الحذر. يُضرَب عند إخفاق مثله أو وقوعه في محذور؛ أي: من كان مثله قد يعتمد على نفسه ويثق بمهارته، فيقع فيما لا يقع فيه من هو دونه. ويُروَى: «ما تتم الحيله إلا على الشاطر.» والمراد واحد.
-
«مَا يُقْعُدْ عَلَى الْمَدَاوِدْ إِلَّا شَرِّ الْبَقَرْ» ويُروَى: «ما يبقى» أو «ما يفضل»، والمراد واحد. والمداود جمع مدود (بفتح فسكون فكسر)، وهو مُحَرَّف من المذود؛ أي: معلف الدابة. يُضرَب في موت الصالح أو ذهابه وبقاء الطالح (انظر في «طراز المجالس» ص١٨٧ بيتًا يرادف هذا المثل).
-
«مَا يْكُبِّ الْمُلُوخِيَّه إلَّا الزَّبَادِي العُوجْ» يكب هنا يريدون به: يُرِيق. والملوخية (بضمتين): نبات معروف بمصر يُتَّخَذُ طعامًا. والزبادي جمع زبدية (بكسر فسكون): وعاء يُقَال له أيضًا: السلطانية؛ أي: إنما أريقت الملوخية بسبب اعوجاج وعائها. يُضرَب في أن الجاهل الغير المستقيم يسبب الضرر بأعماله؛ أي: لا يأتي القبيح إلا من القبيح.
-
«مَا يِلْعَبِ السُّوسْ إِلَّا فِي الْخَشَبِ النَّقِي» انظر: «السوس ما يلعبش …» إلخ في السين المهملة.
-
«مَا يِمْسَحْ دِمْعِتَكْ إِلَّا إِيدَكْ» أي: لا يشفق عليك مثل نفسك.
-
«مَا يِمْلا عِينِ ابْنِ آدَمْ إِلَّا التُّرَابْ» يُضرَب لطمع بني الإنسان؛ أي: لا يقنع بشيء ولم يَزَلْ متطلعًا حتى يموت ويملأ التراب عينه (أورده بلفظه في «سحر العيون» أوائل ص١٣٤). (انظر الحديث الوارد في ذلك). وانظر في الجيم: «جفن العين جراب ما يملاه إلا التراب.»
-
«مَا يِمْنَعْش وْلَايَهْ» يُضرَب للشيء يكون مع آخر لا يضرُّ به وجوده معه وإن تخالفا ظاهرًا.
-
«مَا يْمُوتْ عَ السَّد إِلَّا قَلِيلِ الْفِلَاحَهْ» وذلك لأنهم كانوا يسدون الماء عن غيرهم حت تُسْقَى مزارعهم في الزمن الماضي قبل تنظيم أمر الخلجان، فيقع النزاع بينهم والتضارب، والمقصود أن الذي يعرِّض نفسه للموت في النزاع على السد صغار الزراع الفقراء الأجراء الذين لا مزرعة لهم، وأما صاحب المزرعة ففي الدسكرة آمن على نفسه. يُضرَب في أن محور الأمور إنما يدور على رءوس الأصاغر.
-
«مَا يِنْفَعَكْ إِلَّا خَمْسِتَكِ اللِّي في إِيدَكْ» الخمسة: نقد من الفلوس النحاس، وهي نصف العشرة، وقد بطل التعامل بهما الآن. والمراد: لا ينبغي للإنسان أن يَتَّكِلَ على ما عند غيره، وإنما ينفعه درهمه الذي بيده.
-
«مَا يِنْفَعَكْ إِلَّا عِجْلْ بَقَرْتَكْ» أي: لا ينفعك إلا ما تملك.
-
«مَا يِنْفَعْنِيشْ إِلَّا قِدْرِي، آكُلْ وَاكُبُّ عَلى سِدْرِي» لا يستعملون القدر إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فإنهم يقولون فيها: حلة، والمراد: وعاء الطبخ. وأما القدرة فهي عندهم إناء من الفخار كالبرنية تُحْفَظ فيه الأشياء، ومرادهم بالسدر (بكسر فسكون): الصدر؛ أي: لا ينفعني غير قدري التي طبخت فيها طعامي؛ لأني آكل منها كفايتي ولا يعارضني فيها معارض إذا ألقيت منها على صدري؛ لأنها لي لا لغيري. يُضرَب في أن التمتع إنما هو فيما يملكه الإنسان لا فيما هو لغيره ولو أُبِيحَ له.
-
«مَا يْنُوبِ الْكَدَّابْ إِلَّا سَوَادْ وِشُّهْ» الوشُّ (بكسر الأوَّل وتشديد الثاني): الوجه؛ أي: لا يجني الكذاب من كذبه إلا سواد الوجه. اذكر الأبيات٩ التي منها:فَتَعَجَّبُوا لِسَوَادِ وَجْهِ الكَاذِبِ
-
«مَا يْنُوبِ الْمِخَلَّصْ إِلَّا تَقْطِيعْ هُدُومُهْ» الهدوم (بضمتين): الثياب، وبعضهم يروي مكانها: «تيابه.» والمخلص (بكسر الأوَّل وفتح اللام): الذي يتداخل بين متشاجرين لتفريقهما، والصواب (ضمُّ أوَّله وكسر اللام) لأنه اسم فاعل؛ أي: لا يعود على المُخَلِّص المتعرِّض لإصلاح ذات البين إلا تمزيق ثيابه أثناء تداخله لفض الخصام. يُضرَب لمن يحاول إصلاح غيره فيصيبه هو الضرر.
-
«مَا يُهْرُشْ لَكْ إِلَّا إِيدَكْ» الهرش: حك الجسد بالظفر. والإيد (بكسر الأول): اليد، وهو كقول القائل:مَا حَكَّ جِلْدَكَ غَيْرُ ظُفْرِكْفَتَوَلَّ أَنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكْ
وانظر قولهم: «احضر أردبك يزيد.» وقد تقدم في الألف. والعرب تقول في أمثالها: «ما حكَّ ظهري مثل يدي.» يُضرَب في ترك الاتكال على الناس.
-
«مَبْرُوكِ الطِّهَارَهْ يَا مَعَاشِرِ الْأَمَارَهْ» الطهارة: الختان. والأمارة عندهم: جمع أمير. يُضرَب هذا المثل للتهكم غالبًا، ويُقْصَد به التهنئة للوضيع على شيء حقير.
-
«اِلْمِبَشَّهْ وَلَا أَكْلِ الْعِيشْ» أي: حسن اللقاء خير من الطعام؛ فإنه بدونها غير مقبول في النفوس، وليس من البرِّ في شيء.
وانظر: «وش بشوش ولا جوهر بملو الكف» و«بلاش توكلني فرخة سمينة وتبيتني حزينة.» و«لاقيني ولا تغدِّيني.» فكلها في معناه.
-
«مَبْلِي بِهَا قُلْقِيلِ الْغِيطْ كِتِيرْ وَلَا يْكِلِّشْ» مَبْلِي اسم مفعول في صورة اسم الفاعل، والمراد: مبتلًى بها. والقلقيل: ما تجمع وجمد من الطين. والغيط: المزرعة. يُضرَب للمرأة السليطة اللسان المشاغبة، وهو دعاء؛ أي: ليُبْتَلَ بها القلقيل تشاغبه وتشاتمه؛ فإنه كثير وليس من شأنه الكلال، فهو الذي يطيق هذه الأخلاق ويصبر لها.
-
«اِلْمَتْعُوسْ إِنْ جَهْ يِتْسَبِّبْ فِي الطَّواقِي يِخْلَقْ رَبِّنَا نَاسْ مِنْ غِيرْ رُوسْ» يتسبب؛ أي: يَتَّجِر. والطواقي: جمع طاقية، وهي الكُمَّة من البَزِّ تُقَوَّر وتُلْبَس في الرأس. والروس: الرءوس. والمعنى: لو اتَّجَر سيئ الحظ المحارف في الكُمَم والقلانس لَخَلَقَ الله أناسًا بلا رءوس. وفي معناه قولهم: «جا يتاجر في الحنة كترت الأحزان.» وتقدَّم في الجيم. وانظر: «عملوك مسحر …» إلخ. ومن أمثال فصحاء المولدين التي أوردها الميداني قولهم: «لو اتجرت في الأكفان ما مات أحد.»
-
«اِلْمَتْعُوسْ مَتْعُوسْ وِلَوْ عَلَّقُوا عَلَى رَاسُهْ فَانُوسْ» يُضرَب لمن غلب عليه نَحْسُ الطَّالِع.
-
«اِلْمِتْغَطِّي بِالْأَيَّامْ عِرْيَانْ» أي: من اتَّكَلَ على الأيام وإقبالها وتَغَطَّى بها، فهو في حكم العاري؛ لأنها تَمُرُّ ولا يُؤْمَنُ انقلابها إلى إدبار.
-
«اِلْمِتْغَطِّي بُهْ عِرْيَانْ» أي: من يَتَّكِلُ عليه يضيع. يُضرَب للشخص لا يساعد من يلتجئ إليه ويتوكل عليه.
-
«مَتَى مَا خُلِي سِدْرُهْ غَنَّى» خُلِي (بضم فكسر) أي: خلا، وبعضهم ينطق به (بكسرتين). والسدر (بكسر فسكون): الصدر. والمراد: حجر الطاحون إذا خلا من الدقيق ظهر له صوت عند الإدارة. يُضرَب في أن السرور والغناء لا يأتيان إلا لمن خلا صدره من الهموم.
-
«مَجْنُونَهْ وِادُّوهَا طَارْ» أدى: أعطى. والطار: الدُّفُّ، وإذا أُعْطِيَت المجنونة الدف فقد مُنِيَ أهل المحلة بِشَرٍّ مستطير وأقلقت راحتهم.
-
«مِجَّوِّزَهْ عَدْسْ، عَازْبَهْ عَدْسْ» مجوزة؛ أي: متزوجة؛ أي: لا فرق بين الحالتين؛ فإن الطعام في كلتيهما عدس فلا معنى للزواج إذن. يُضرَب في عدم تفضيل حالة على حالة، وهو في الأمثال القديمة للنساء أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «أرملة عدس، متزوجة عدس، اقعدي بعدسكي.»١٠
-
«اِلْمَحَبَّه تْقَلِّلْ شُرُوطِ الْأَدَبْ» أي: الألفة ترفع الكُلْفة.
-
«اِلْمُحْدَثْ لِيْلَة يُطْبُخْ يِبَاتْ يُسْرُخْ» المحدث (بزنة اسم المفعول) يريدون به: حديث النعمة المتفاخر بها، وهم ينطقون بثائه سينًا؛ أي: من كان حديث النعمة يكثر من التحدث والتفاخر بها، فإذا طبخ ليلة طعامًا فإنه يبيت يصرخ به ويلعن ما هو فيه. يُضرَب في أن كثرة التحدث بالنعم والتفاخر بها كبيرها وصغيرها دليل على أن صاحبها غير عريق فيها. ويرويه بعضهم: «المحدث لما تجد عليه نَصَفَة يبقى ينفخ وعياله تصرخ.» والمراد واحد، ويريدون بالنَّصَفَة (محركة): السعة وارتقاء الحال، كأن الدهر أنصفه بعد ظلمه له.
-
«اِلْمِخَبِّيَّهْ تِكْسَرِ الْمِحْرَاتْ» ويُروَى: «المستخبيَّة.» ويُروَى: «المدفونة.» والمعنى واحد؛ أي: الحصاة المخبأة في الطين إذا أصابت حديدة المحراث كسرتها، ولا يستطيع أحد رؤيتها فيتقيها. والمراد: سريرة الإنسان الرديئة. وبعضهم يروي فيه: «المغموشية» بدل المخبية، ويريدون بها الكلمة التي لا يُصَرَّح بها وتُكْتَم، فإن كتمانها قد يضر. ومعنى المغمشة عندهم: التفاف المرأة في إزارها ومبالغتها في التستر به. يقولون: «ما لها ممغمشة؟» أي: ما بالها مبالغة في التستر؟
-
«اِلْمُخُوزَقْ يِشْتِمِ السُّلْطَانْ» المخزوق: المقتول بالخازوق، وهو عود غليظ يدخل في أسفل الشخص فيمزق أحشاءه ويميته، ومن وضع على مثل هذا العود لا يبالي بأحد؛ لأنه مقتول وليس بعد القتل عقاب. يُضرَب في أن اليأس يَحْمِل على عدم المبالاة، كما قيل: «إذا يئس الإنسان طال لسانه.»
-
«اِلْمُدُوغِي يُقَعْ فِي كِلَابُهْ» المدوغي: الذي يُدَاغِي في لعب السيجة ونحوها، ويريدون به من يغش ويتلاعب. ويقع هنا بمعنى: يخطئ، والكلاب: حجارة السيجة التي يُلْعَبُ بها. وبعضهم يقول: «زوزغ في اللعب» بدل داغي. يُضرَب في أن الغاشَّ مآله للخسارة والافتضاح.
-
«مِرَاةِ الْأَب سُخْطَهْ من الرَّب» السخط هنا يريدون به: الغضب، وفي غيره يستعملونه في معنى المسخ. والمراد من المثل ذم امرأة الأب؛ لأنها لا تحب أولاد زوجها عادة.
-
«مِرَايْةِ الْحُب عَمْيَهْ» انظر: «عين الحب عميه.»
-
«مَرَتَكْ مَا تْزَوَّرْهَاشْ فِي الْبَلَدِ اللِّي مَا تِعْرَفْهَاشْ» هو من أمثال الريف. ومرتك (بفتحتين) معناه: امرأتك، وأهل المدن يقولون في حالة الإضافة: مراتك (بكسر الأول). والبلد مذكر وهم يُؤَنِّثُونَهُ. والمراد بالزيارة هنا: زيارة قبور الصالحين. والمعنى: لا تدخل امرأتك في بلد لا تعرف طباع أهله وما هم فيه من مظاهر الترف؛ لئلا يُغْوِيَهَا بعض من لا أخلاق لهم ويبهرها بزيه الحسن فتفتتن به. وبعضهم يزيد فيه: «لا تشوف أبو طربوش تقول: أكننا ما اجوزناش.» أي: لئلا ترى لابس الطربوش فتتأسف وتقول: كأننا لم نتزوج؛ لأن أهل الريف لا يلبسون الطرابيش. وأكن (بفتح فكسر): يريدون بها كأن. والشوف: الرؤية والنظر. والطربوش: قلنسوة حمراء معروفة. والجواز: الزواج.
-
«اِلْمِرْسَالْ لَا يِنْضِرِبْ وَلَا يِنْهَانْ» المرسال: أصله المُرْسَل، فكسروا أوله وأشبعوا فتحة السين، فتولدت الألف. والمراد: الرسول في أمر لا يُضرَب ولا يهان كما يقتضيه العدل؛ لأنه مجرد ناقل مأمور ليس عليه تبعة ما في الرسالة.
-
«مَرْضَاةِ الْعَيِّلْ قَلِيلَهْ يَا بْخِيلَهْ» العَيِّل: الطفل، وهو يَرْضَى ويلهو بالشيء القليل؛ أي: أَيَّتُهَا البخيلة تتركين طفلك يغضب ويبكي وأقل شيء يرضيه؟ يُضرَب لشدة البخل وللأمر يُسْتَطَاع حسمه بقليل من العناية فيتفاقم لسوء التدبير. والعرب تقول في أمثالها: «ما أسكت الصبي أهون مما أبكاه.» يُضرَب لمن يسألك وأنت تظنه يطلب كثيرًا، فإذا رضخت له بشيء يسير أرضاه وقنع به.
-
«مَرْعِةِ النَّعْجَهْ مَا تَاكُلْهَاشِ الْجَامُوسَهْ» لأن النعجة؛ أي: الشاة، ترعى القصير من النبت ولا تستطيع ذلك الجاموسة. يُضرَب في تباين الشيئين، وأن ما يصلح لهذا ربما لا يصلح لذاك.
-
«اِلْمَرْكِبِ اللِّي تْوَدِّي أَخْيَرْ مِنِ اللِّي تْجِيبْ» تودي: أصله تُؤَدِّي؛ أي: تذهب بالشيء، وتجيب؛ أي: تجيء بكذا. يُضرَب في رحيل أناس مُبْغَضِين؛ أي: السفينة التي تذهب بأمثالهم خير من التي تأتي بهم.
-
«اِلْمَرْكِبِ اللِّي لَهَا رَيِّسِينْ تِغْرَقْ» أي: السفينة التي لها رئيسان مآلها للغرق؛ لأنهما يتشاحنان على الرئاسة، ويختلفان في الرأي فيُسَبِّبَانِ الدمار. ومثله قولهم: «الإبرة اللِّي فيها خيطين ما تخيطش.» وقد تقدم في الألف.
-
«مَرْكِبِ الضَّرَايِرْ سَارِتْ وِمَرْكِبِ السَّلَايِفْ حَارِتْ» ويُروى «غارت» بدل حارت. والسلائف: نساء الإخوة. يُضرَب في أن ما بينهن أشد مما بين الضرائر.
-
«مَرْكِبْ مِسَخَّرَهْ وَلَا مَرْكِبْ مِجَفَّرَهْ» أي: لَأَنْ تكون لنا سفينة ماخرة، ولو مُسَخَّرَة لغاصب بغير أجر خير من أن تكون لنا أخرى عاطلة بالشاطئ وقد علاها الغبار.
-
«اِلْمَرَه الطَّهَّايَهْ تِكْفِي الْفَرَحْ بِوِزَّهْ» لا يستعملون الطهي إلا في الأمثال ونحوها، والمستعمل في غيرها الطبخ. والمراد: المرأة الصناع الحاذقة في الطبخ تكفي مَنْ في العرس بإوزة واحدة، وهو من المبالغة. يُضرَب في أن الحاذق بالشيء في استطاعته حُسْنُ التدبير فيه.
-
«اِلْمَرَه الْمِفَرَّطَهْ عَلِيهَا قُطَّه مْسَلَّطَهْ» الصواب (ضم الأول وكسر الراء) من المفرطة؛ لأنها للفاعل؛ أي: المرأة المُفَرِّطَة في شئونها كأنما سُلِّطَتْ عليها هِرَّة تأكل ما عندها ولا تُبْقِي لها شيئًا. يُضرَب للسفيهة المهملة في أمورها.
-
«مِرَيَّحِ الْعَرَايَا مِنْ غَسِيلِ الصَّابُونْ» ويُروَى: «من شِرَا الصابون»؛ لأن العاري الذي ليس له ثياب لا يحتاج لشراء الصابون ولا يتكبد مشقة الغسل به، ويُروَى: «ربنا ريح العريان من غسيل الصابون.» وقد تقدم. يُضرَب للمستغني عن الشيء، وهو في معنى قولهم: «العريان في القفلة مرتاح.» وإن اختلف التعبير.
-
«اِلْمِرِيسِي يِرْمِي الرَّيِّسْ مَحَل مَا يِكْرَهْ» المريسي (بكسر أوله) والصواب فتحه، يريدون به الريح الجنوبية، وهي مذمومة عندهم؛ أي: الريح الجنوبية لا حيلة لربان السفينة فيها، فقد ترمي به إلى المكان الذي يكرهه. يُضرَب في العمل يأتيه الإنسان مضطرًّا بحكم الحوادث.
-
«مِزَيِّنْ فَتَحْ، بِرَاسَ اقْرَعِ اسْتَفْتَحْ» أي: حلاق فتح حانوته فافتتح عمله بالحلق لأقرع من سوء حظه. يُضرَب للسيئ الحظ حتى في مبدأ عمله؛ لأن الأقرع لا شعر برأسه يُحْلَق فضلًا عن بشاعة منظره.
-
«اِلْمِسَافِرْ مِسَافِرْ وِالْمِقِيمْ مِقِيمْ» يُضرَب في اختلاف أحوال الناس وغاياتهم، وأن لكل واحد منهم وجهة، وكثيرًا ما يُضرَب عند الفراق للتسلية.
-
«اِلْمِسْتَعْجِلْ مَا يْسُوقْشِ جْمَالْ» يُضرَب للأمر لا تفيد فيه العجلة.
-
«اِلْمِسْتَعْجِلْ وِالْبِطِي عَلَى الْمِعَدِّيَّهْ يِلْتِقِي» المعدية (بكسر ففتح مع كسر الدال المهملة المشددة وفتح المثناة التحتية المشددة): المَعْبَر؛ أي: السفينة التي يُعْبَرُ عليها من شاطئ لآخر. ومعنى المثل: أن أصحاب المعابر لا يعبرون بالأفراد بل ينتظرون من يحضر حتى يتكامل عدد من تسعهم السفينة فيعبرون بهم جميعًا، فَسَوَاء في ذلك من تعجل وأسرع في الحضور ومن أبطأ؛ لأنهما يلتقيان في السفينة. يُضرَب في التعجل في أمر لا يفيد التعجيل فيه أو نحو ذلك. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «عند» بدل «على» (انظر نظمه في أول ص١٨٠ من المجموعة رقم ٦٦٧ شعر: «وفي المعادي يلتقي دا ودا …» إلخ).
-
«مَسِّكُوا الْقُط مُفْتَاحِ الْبُرْجْ» الصواب في المفتاح (كسر أوله) وهم يضمونه. ومعنى المثل: جعلوا مفتاح برج الحمام في يد الهِرِّ فسوف لا يُبْقِي فيه على شيء. ويروي بعضهم فيه: «سلموا» بدل مسكوا، و«الكرار» بدل البرج، ويريدون به مخزن المئونة. يُضرَب في تسليم مقاليد أمر لمن ليس بأمين عليه مع سبق تطلعه إليه. والعرب تقول في أمثالها: «من استرعى الذئب ظلم.» يُضرَب لمن يُوَلِّي غَيْرَ الأمين.
-
«مِسَلَّه بْعَشَرَهْ تِفَلِّسْ حُمَارْ» العشرة: نقد من الفلوس النحاس. والمراد بالتفليس هنا: الإعجاز؛ أي: مسلة تُشْتَرَى بعشرة نحاس وتُنْخَس بها مائة حمار، فإنها تدفعها إلى سرعة السير حتى تكل وتعجز. يُضرَب في الشيء الحقير يؤلم الكبير ويعجزه.
-
«مِسِيرِ الْإِبْن مَا يِبْقَى جَارْ» أي: مصير الابن أن يكبر ويتزوج، وتكون له دار جوار دار أبيه، والمقصود: يماثله، فهو في معنى قولهم: «إن كبر ابنك خاويه.» أي: اتَّخِذْهُ أخًا وعاملْه معاملته، وقد تقدم في الألف.
-
«مِسِيرِ الْأَخ جَارْ» أي: مصير الإخوة إلى الافتراق، واستقلال كل واحد بدار بعد اجتماعهم في الصغر بدار واحدة، وذلك لتباين الأخلاق في الغالب، وقد يكون ذلك لتباين أخلاق زوجاتهم. يُضرَب في هذا المعنى وعدم استغراب حصوله.
-
«مِسِير الَاقْرَعْ لِبَيَّاعِ اللَّوَاطِي» أي: مصير الأقرع أن يذهب إلى بائع النعال القديمة؛ ليصنع له من جلودها ما يستر به رأسه، ويترك بائع القلانس لسرعة فسادها مما برأسه، فاللواطي على هذا جمع وَطَهْ، وهي عندهم النعل القديمة، وهو من غريب جموعهم. يُضرَب في أن كل شخص لا بد أن ينتهي إلى ما يلائمه.
-
«مِسِيرِ الْحَيِّ يِلْتِقِي» أي: مصير المفترقين إلى اللقاء ما داما في قيد الحياة؛ فلا معنى لليأس وقطع الأمل.فَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَيْنِ بَعْدَمَايَظُنَّانِ كُلَّ الظَّنِّ أَنْ لَا تَلَاقِيَا
ويرويه بعضهم: «يِلْتَقَى» بفتح التاء والقاف، وهو من اختلاف اللهجات.
-
«مِسِيرْهَا تِجِي الْبَر، وَلَوْ أَلْوَاحْ» أي: مصير السفينة أن ترسو على البر ولو كُسِرَت وتفرقت ألواحًا. والمراد: لكل شيء مستقر معلوم يئول إليه إما صحيحًا وَإِمَّا معطوبًا.
-
«اِلْمَشْرُوطَهْ مَحْطُوطَهْ» أي: ما اشْتُرِطَ أداؤه لا بد منه، فلا معنى للمحاولة. وبعضهم يزيد فيه: «والشرع تسليم.»
-
«اِلْمَشْنَقَةْ مَاتِتْ بِحَسْرِةْ مَدْيُونْ» المشنقة خشبات تُنْصَب للشنق. والمراد به عندهم: الخنق بحبل يُرْبَط بالعنق ويعلق بهذه الخشبات؛ أي: المشنقة شفت غليلها من القاتل بالقصاص. ولكنها ماتت وفي قلبها حسرة من إفلات المديون من هذا العقاب؛ لأن المديون لا يُعَاقَبُ بالقتل. يضربه المديون إذا هدده الدائن وأوعده.
-
«اِلْمِضَّلِّفْ يُقُولِ: الرِّزْقْ عَلَى الله» المضلف: يريدون به الذي أكل في الصباح وملأ بطنه، فإنه يكسل عن السعي في طلب الرزق، ويُظْهِرُ التوكل؛ لأنه قد كُفِيَ مئونة يومه. وبعضهم يروي فيه: «المستوطن» بدل المضلف؛ أي: من وطَّن نفسه على شيء. وفي معناه: «الغراب الدافن يقول: النصيب على الله.» وقد تقدم في الغين المعجمة.
-
«اِلْمَطْرَحْ دَيَّقْ وِالْحُمَارْ رَفَّاصْ» ديق؛ أي: ضيق. والرفَّاص: الرفاس. ومعنى المَطْرَح: المكان. يُضرَب في الشدة تصيب حيث لا يُوجَد عنها مُتَحَوَّل.
-
«مَطْرَحْ مَا تْآمِنْ خَافْ» المطرح يريدون به: المكان؛ أي: خَفْ في موضع أَمْنِك، فقد يحدث فيه ما ليس في حسبانك.
-
«مَطْرَحْ مَا تِرْسِي دُقِّ لْهَا» المطرح: يريدون به المكان. والمراد: دُقَّ أوتاد سفينتك موضع ما ترسو؛ أي: لا تعاند القدر وانزل على حكمه. ومثله قولهم: «مطرح ما تمسي بات.»
-
«مَطْرَحْ مَا تِطْلَعِ الْكِلْمَهْ تِطْلَعِ الرُّوحْ» المطرح: الموضع. وتطلع هنا: تخرج. والمراد صَوْنُ اللسان عما يجلب الضرر، فقد تقتل الكلمةُ صاحبَها.
-
«مَطْرَحْ مَا تْكَاكِي بِيضِي» تكاكي — أي: الدجاجة — بمعنى: تصيح، ومن عادة الدجاج الصِّيَاحُ وقت البيض؛ أي: بيضي في مكانك الذي تصيحين فيه ولا تزعجي الناس في دورهم فدارك أَوْلَى بك.
-
«مَطْرَحْ مَا تِمْسِي بَاتْ» المطرح: الموضع والمكان؛ أي: إذا أمسيت في سيرك بِتْ في المكان الذي انتهيت إليه ولا تتحكم، فإنك لا تستطيع غير هذا، وإِلَّا عرضت نفسك للأخطار. وانظر: «مطرح ما ترسي دق لها.»
-
«مَعَاكْ مَالْ اِبْنَكْ يِنْشَالْ، مَا مْعَاكْشِي اِبْنَكْ يِمْشِي» أي: إذا كان معك مال فإنك تجد من تستأجره لحمل ولدك الصغير، وإذا لم يكن لك مال مشى على قدميه كما يمشي أبناء الفقراء. والمراد: إنما العزة بالمال. وانظر قولهم: «اللِّي يدفع القرش يزمر ابنه.»
-
«اِلْمِعَدَّاوِي الْقَدِيمْ مَرْحُومْ» المعداوي: الذي يعبر بالناس في سفينته من شاطئ إلى شاطئ. يُضرَب للشخص تكثر الشكوى منه، فيظهر أن من خلفه أولى بالشكوى والذم.
-
«اِلْمِعَدِّدَه تْعَدِّدْ وِكُلِّ خَزِينَهْ تِبْكِي بُكَاهَا» التعديد عندهم: النوح في المأتم بذكر شمائل الميت وتعظيم المصيبة به، وهو حرفة خاصة بالنساء يُسْتَأْجَرْنَ لذلك عند موت عزيز. والمعنى: النائحة تنوح وتذكر شمائل من مات، وكل حاضرة في المأتم توجه كلامها إلى ثكلها فتبكي فَقِيدَها. وانظر في معناه: «المغني يغني وكل منهو على معناه يِسَال.»
-
«اِلْمَعْرُوفْ سَيِّدِ الْأَحْكَامْ» المعروف: يريدون به حسن المعاملة وإسداء الجميل، فإذا أردت أن تحكم فاحكم به الناس، فإنهم يطيعونك؛ لأنه سيد أنواع الحكم. وهم لا يقولون سيِّد (بتشديد الياء) إلا في الامثال ونحوها، وإلا فهو عندهم: السِّيد (بكسر فسكون مع التخفيف).
-
«اِلْمِعْزَه الْعَيَّاطَهْ مَا يَاكُلْشِ ابْنَهَا الدِّيبْ» ويُروى «ما يسرقوش ولادها.» انظر: «النعجة العياطه …» إلخ.
-
«اِلْمِعْزَهْ كُومْ، وِوْلَادْهَا كُومْ» أي: إذا وُزِنَتْ وَوُزِنَ أولادها فعادلتهم. والمراد: لا يغرنَّك أنها واحدة فإنها تقوم مقام كثيرين في أكلها. يُضرَب في كثرة الطالبين للشيء، وأن فيهم من يُعَدُّ بالكثير وإن كان واحدًا.
-
«اِلْمَعِيشَه تْحِب طُولْةِ الْبَالْ» طولة البال؛ أي: سعة الصدر. والمراد: مراعاة المعيشة تقتضي الصبر وسعة الصدر والتحمل، ولا سيما من المرءوس مع رئيسه.
-
«مِغَسِّلْ وِضَامِنْ جَنَّهْ؟!» انظر في الغين المعجمة: «غسله واعمل له عمه …» إلخ.
-
«اِلْمَغْلُوبْ مَغْلُوبْ وِفِي الْآخْرَهْ يِضْرَبْ طُوبْ» ضرب الطوب هو: عمل اللَّبِن؛ أي: المغلوب سيئ الحظ، يبقى كذلك، حتى في الآخرة يدركه سوء حظه، فيشتغل هناك بعمل اللَّبِن، وهو من الصناعات الدنيئة المتعبة.
-
«اِلْمَغْمُوشِيَّهْ تِكْسَرِ الْمِحْرَاتْ» انظر: «المخبية تكسر المحرات.»
-
«اِلْمِغَنِّي يِغَنِّي، وِكُلِّ مَنْهُو عَلَى مَعْنَاهْ يِسَالْ» كل منهو؛ أي: كل شخص. ويسال: يسأل؛ أي: المغني يُغَنِّي وكل شخص من سامعيه يوجه المعنى إلى ما يهمه فيطرب عليه (في «خزانة البغدادي» ج٣ ص٩٨ لغة من يقول: سَالَ يَسَال، كخَافَ يَخَاف. وانظر شرح شواهد الشافية ص٣٨٠ و٣٨٤، وانظر في الروض الأنف ج٢ آخر ص١٧٣، سال: لغة في سأل وليس تسهيلًا للهمزة).
وانظر في معناه: «المعددة تعدِّد وكل حزينة تبكي بكاها.»
-
«اِلْمِقَرَّطْ أَوْلَى بِالْخُسَارَه» ويُروَى: «المبزر»، والأول أكثر، ومعناه ظاهر.
-
«اِلْمِفَلِّسْ فِي أَمَانِ الله» أي: المفلس لا شيء عليه فهو في أمان الله، وقالوا فيه: «المفلس يغلب السلطان.»
-
«اِلْمِفَلِّسْ يِغْلِبِ السُّلْطَانْ» ويُروَى: «غلب السلطان»؛ لأنه متى كان مفلسًا فقد ضاع كل حق عنده ولو كان للسلطان. وانظر: «المفلس في أمان الله.»
-
«مِقَايْضِةِ الْجَحْشْ عَ الْجَحْشْ حِرْفَه» أي: لا تظنَّ أنَّ مقايضة إنسان بشيء على شيء سهلة كما يتبادر لك، بل هي دقيقة تحتاج إلى مهارة ومعرفة حتى لا يقع الغبن.
-
«اِلْمَقْرُوصْ مِنِ التِّعْبَانْ يِخَافْ مِنِ الْحَبْلْ» أي: الذي عضه الثعبان يفزع من الحبل إذا رآه. يُضرَب في أن الوقوع في شيء يعلم الاحتراس الشديد منه. ويرويه بعضهم: «اِللِّي تقرصه الحية من ديلها يخاف.» وقد تقدم في الألف. ويُروَى: «اِللِّي قرصه التعبان يخاف من الحبل.» وهو من قول الشاعر:وَمَنْ يَذُقْ لَدْغَةَ الأَفْعَى وإن سَلِمَتْمنها حشَاشَتُه يَفْزَعْ مِنَ الرَّسَنِ١١وأصله من قول العرب في أمثالها: «من لدغته الحية يفرق من الرسن.» أورده ابن عبد ربه في «العقد الفريد».١٢
-
«مَكْتُوبْ عَلَى بَابِ الْحَمَّامْ لَا الَابْيَضْ يَسْمَر وَلَا الَاسْمَرْ يِبْيَض» أي: كلاهما لا يتغيَّر لونه فلا يظنَّنَّ الأسمر أن الحمام يُبَيِّضُ لونه ويغيره فيطمع في مستحيل. يُضرَب لمن يطمع في المستحيل، وقد يُضرَب أيضًا في الطباع وعدم تغيرها.
-
«مَكْتُوبْ عَلَى بَابِ السَّمَا: اِلْكِدْبْ مَا يْجِيشِ الْحِمَى» المقصود ذم الكذاب وبيان عدم نفاق سوقه.
-
«اِلْمَكْتُوبْ عَلَى الْجِبِينْ تَرَاه الْعُيُونْ» انظر في الألف: «اللي على الجبين …» إلخ.
-
«مَكْتُوبْ عَلَى وَرَقِ الْحَلَاوَهْ: مَا مْحَبَّهْ إِلَّا بَعْدْ عَدَاوَهْ» انظر: «ما محبة إلا بعد عداوة.»
-
«مَكْتُوبْ عَلَى وَرَقِ الْخِيَارْ مِنْ سِهِرِ اللِّيلْ نَامِ النَّهَارْ» الخيار أتوا به هنا للسجع، والمقصود: من المعلوم بداهة أن من يسهر في الليل ينام في النهار (أورده بلفظه في سحر العيون ص٣٤).
-
«اِلْمَكْتُوبْ مَا مِنُّوشْ مَهْرُوبْ» أي: ما قُدِّرَ كان ولا مفر منه. وفي معناه: «المكتوب على الجبين تراه العيون.» وانظر: «اِللِّي على الجبين …» إلخ.
-
«اِلْمِكَّحَّلَهْ مَا تْحِبِّشِ الْأَعْمَى» لأن من كحلت عينيها تريد من يراهما ويفتتن بها، فكيف تحب الأعمى؟! يُضرَب في أن من فعل شيئًا لمرمى يرمي به إليه لا يود إلا من يهمه ما فعل.
-
«اِلْمَكْسَبْ فِي الْجِلَّهْ وَلَا الْخُسَارَهْ فِي الْمِسْكْ» الجلة (بكسر الأول وتشديد اللام المفتوحة): الروث يُعْجَنُ بالتبن ويُجْعَل أقراصًا تُجَفَّفُ للوقود ولا سيما في الأفران. والمعنى: الاتِّجار في الشيء الخسيس مع الربح خير من الاتِّجَار في نحو المسك مع الخسارة.
-
«مِكَسَّحْ طِلِعْ يِتْفَسَّحْ، قَالْ: بِفْلُوسُهْ» المكسح: المُقْعَد، وإذا خرج يَتَنَزَّهُ على نفقةِ نفسه فلا عجب ولا اعتراض عليه، فإنه لم يُحَمِّل أحدًا كراء الدابة، بل أنفق من دراهمه. وانظر في معناه: «أقرع بياكل حلاوة، قال: بفلوسه.» وقد تقدم في الألف، وانظر أيضًا: «بفلوسك حنِّي دروسك.»
-
«مِكَسَّحَهْ وِتْقُولْ لِلسَّايِغْ: تَقَّلِ الْخُلْخَالْ» المكسحة: المُقْعَدَة. والسايغ: الصائغ. وإذا كانت مقعدة لا يتأتى لها المشي للتباهي بخلخالها، فما لها توصي الصائغ بتثقيله وإتقانه؟! يُضرَب لمن يتفاخر ويتشبث بما لا يستطيع القيام به، فيضع الشيء في غير موضعه.
-
«مَكْسُورْ مَا تَاكْلِي، وِصْحِيحْ مَا تِكْسَرِي، وِكُلِي يَا امْرَاةِ ابْنِي لَمَّا تِشْبَعِي» هو من قول الحماة للكَنَّة؛ أي: لا تأكلي المكسور من الخبز، ولا تكسري الصحيح، وكلي إلى أن تشبعي يا امرأة ابني. يُضرَب لمن يأمر بالمتناقضين.
-
«اِلْمَكْنِسَه وِالْقُبْقَابْ عَمَلُوا عَلِينَا اصْحَابْ» المكنسة قليلة الاستعمال في كلامهم والأكثر فيها المقشة. وقد تقدم معنى المثل في حرف الصاد في قولهم: «صرصار الششمة …» إلخ.
-
«مُلُوخِيَّه وْعِيشْ لَيِّنْ يَا خَرَابَكْ يَا مْزَيِّنْ» المزين: الحلاق أتوا به هنا للسجع، والمراد: الرجل الضيق الحال الكثير العيال. والملوخية: نبات معروف يُطْبَخ يستدعي التأدم به خبزًا كثيرًا، ولا سيما إذا كان لينًا؛ أي: قد اجتمع عليك هذان، فما أنت فاعل أيها الحلاق في هذا الخراب؟ يُضرَب للأسباب التي إذا اجتمعت استدعت كثرة الإنفاق.
-
«مِنْ آسَى عَلِيك أَحْسِنْ لُهْ يِكْفِي الْمِجَازِي فِعْلُهْ» آسى يريدون به: أساء. والمجازي (بكسر الزاي) يريدون به: المُجَازَى (بفتحتها)؛ أي اسم المفعول، فالمعنى: من أساء إليك أحسن أنت إليه، ويكفيه في الجزاء ما فعله فإنه سوف يرديه، فدعه له وما ربُّك بغافلٍ عما يعملون.
-
«مِنِ اتْحَزِّمْ بَعْدِ عَشَاهْ يَا فَقْرُهْ بَعْدِ غْنَاهْ» أي: من تحزم بعد العشاء دل على أنه يريد الخروج من داره ليلًا، ومقصودهم الخروج للسرقة. واللص عاقبته الفقر وسوء الحال.
-
«مَنِ اعْجَبُه حِسُّهْ عَلَّاهْ» الحِسُّ (بكسر الأول وتشديد السين المهملة) يريدون به: الصوت؛ أي: من أعجبه صوته فليعله. وليُغَنِّ ما شاء. يُضرَب في أن كل امرئ وشأنه فليفعل ما يراه حسنًا فهو أعرف بنفسه، وبعضهم يزيد فيه: «ومن أعجبه جسمه عراه.»
-
«مِنْ أَعْطَى سِرُّهْ لِامْرَاتُهْ يَا طُولْ عَذَابُهْ وِشَتَاتُهْ» معناه ظاهر.
-
«مِنِ افْتَكَرْنِي مَا عَقَرْنِي وَلَو جَابْ حَجَرْ وِزَقَلْنِي» أي: من يفكر بي ولا ينساني فكل ما ينالني منه لا يقصد به أذاتي حتى لو رماني بحجر لا يعقرني؛ لأنه ضرب صداقة يُحْتَمَل منه لا ضرب عداوة.
-
«مِنْ أَمِّنَكْ لَمْ تُخُونُهْ وَلَوْ كُنْتْ خَوَّانْ» «لم» يريدون بها هنا: لا الناهية؛ أي: من ائتمنك على شيء لا تَخُنْهُ فيه ولو كانت الخيانة من طبعك. ويُروَى: «من آمنك»، ويُروَى: «ولو كنت خاين.» ويرويه بعضهم: «ولو كان خوان»؛ أي: ولو كان هو خائنًا فلا تُجَازِه من جنس طبعه، بل كن أمينًا على ما ائتمنك عليه ولا تكذب ثقته بك.
-
«مِنْ بَاعَكْ بِيعُهْ وِارْتَاحْ مِنْ قَهْرُهْ، وِانْ كُنْتْ عَطْشَانْ لَا تِوْرِدْ عَلَى بَحْرُهُ» أي: من باعك واستغنى عن صداقتك بَعْهُ وأَرِحْ نفسك من همه، وإذا اشتد بك الظمأ لا تَرِدْ ماءه، وفي معناه قولهم: «من فاتك فوته.» وسيأتي.
-
«مِنْ بَاعَكْ بِيعُهْ، وِالْعِشْرَه نِصِيبْ» المراد: من فَرَّطَ في صداقتك واطَّرَحك عامله بمثل ذلك، ولا تأسف على ما يفوتك من معاشرته؛ فكل شيء نصيب. وانظر: «من فاتك فوته.»
-
«مِنْ بَرَّا طَق طَق، وِمِنْ جُوَّا فَاشْ وِبَق» طق طق: يريدون به حكاية خشخشة الثوب الجديد. والفاش: نوع من القمل يصيب الدجاج. والبق معروف؛ أي: في الظاهر لابس ثوبًا جديدًا نظيفًا، وأما ما يليه فقذر فيه القمل والبق. يُضرَب فيمن يكتفي بتحسين ظاهره، فهو قريب من قول ذي الرمة:عَلَى وَجْهِ مَيَّ مسحةٌ من مَلَاحَةٍوتحت الثيابِ العارُ لو كان بادِيَا
-
«مِنْ بَلَغِ السِّتِّينْ اِشْتَكَى مِنْ غِيرْ عِلَّهْ» هو من أمثال فصحاء المولَّدين، رواه الميداني في «مجمع الأمثال» وجعفر بن شمس الخلافة في كتاب «الآداب»١٣ بلفظ: «من بلغ السبعين اشتكى من غير علة.»
-
«مِنْ تَرَكْ شِيءْ عَاشْ بَلَاهْ» أي: من ترك شيئًا فقده وعاش محرومًا منه. ويرويه بعضهم: «اِللِّي يترك شيء يعيش بلاه.»
-
«مِنْ تَرَكْ قَدِيمُهْ تَاهْ» انظر: «من فات قديمه تاه.»
-
«مِنْ تِعِبِ ارْتَاحْ» أي: من أتعب نفسه في إصلاح أموره أراحها بعد ذلك. وفي أمثال «العقد الفريد»: «لا تُدْرَكُ الراحة إلا بالتعب.»١٤
-
«مِنْ تَقَدَّمْ يِتْقَايَا الدَّم» أي: من تقدم في المناصب وعلا لا يأمن سوء المنقلب.
-
«مِنْ جَاوِرِ الْحَدَّادْ يِتْحَرَّقْ بِنَارُهْ» وبعضهم يروي فيه: «انكوى» بدل يتحرق، ويروي آخرون: «اللي» بدل «من»، وهما بمعنى: الذي، ومنهم من يزيد في أوله الواو ويزيد فيه: «من جاور السعيد يسعد.» وهو مثل مستقل، وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «من عاشر الحدَّاد احترق بناره.»١٥ والمراد: من اقترب من أمر لا يأمن أن يصيبه رشاش منه. ومما تمثل به من معاني لهم الكلام النبوي: «مثل الجليس الصالح كالعطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه، ومثل الجليس السوء كالكير إن لم يحرق ثوبك آذاك بدخانه.»١٦
-
«مِنْ جَاوِرِ السِّعِيدْ يِسْعَدْ» أي: يحل عليه سعده ويعديه فيسعد مثله. وانظر: «من عاشر السعيد …» إلخ.
-
«مِنْ جِرَابَكْ مَرْحَبَا بَكْ» هو حكاية ما يقوله لسان حال من يحوز مال شخص، ثم يحبوه منه ممتنًّا عليه. ويُضرَب أيضًا للسفيه يقابل سفهه بمثله.
-
«مِنْ جُوَّا أَحْسَنْ يَا حَكِيمْ» أصله على ما يروون أن شخصًا كان له عبد يُقَتِّرُ عليه حتى في الطعام، فأصابته يومًا مخمصةٌ مرض منها ودعا سيده طبيبًا لمعالجته فأشار بوضع رغيف سخين على بطنه، فأفهمه العبد أن علاجه في أكله لا في وضعه على ظاهر بطنه، فذهب قوله مثلًا. ويرادفه من أمثال العرب: «بطني عطَّري وسائري ذري.» قاله رجل جائع نزل بقوم فأمروا الجارية بتطييبه، فقال هذا القول.
-
«مِنْ حَالَكْ اُعْذُرَ اخُوكْ» أي: حالي كحالك في الفقر فانظر نفسك واعذرني إذا أمسكت عنك.
-
«مِنْ حَبَّكْ عَنْدِ شِيءْ كَرهَكْ عَنْدِ انْقِطَاعُهْ» يُضرَب للحُبِّ والبغض إذا كانا لعلة، وهو من قول القدماء: «من ودك لأمر أبغضك عند انقضائه.» أورده جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب.١٧
-
«مِنْ حَبُّهْ رَبُّهْ وِاخْتَارُهْ جَابْ لُهْ رِزْقُهْ عَلَى بَابْ دَارُهْ» أي: من أَحَبَّه الله — تعالى — يَسَّرَ له رزقه بلا سعي ولا مشقة. يُضرَب عند تيسير الأمور بلا كد. ويُروَى: «بَعَتْ لُه حاجته على باب داره.» والمعنى واحد. وانظر في الألف: «اِللِّي حبه ربه جاب له حبيبه عنده.»
-
«مِنْ حَسَدِتُه النَّاسْ عَزَّاتُهْ» هكذا ينطقون بعزاته بإشباع الفتحة حتى تتولد منها الألف، والمقصود عزته؛ أي: من يُحْسَد اليوم على شيء لا بد أن يسلبه الزمان إياه في يوم آخر، فيُعَزَّى على تغير حاله.
-
«مِنْ حَفِّ غْمُوسُهْ أَكَلْ عِيشُهْ حَافْ» حف غموسه معناه: جار على إدامه في أكله. والعيش الحاف: الخبز القفار؛ أي: من أسرع في أكل إدامه أكل ما بقي من خبزه قفارًا بلا إدام. والمراد: من لم يحسن تدبير شئونه اضطر إلى حال لا يحمدها.
-
«مِنْ حَكَمْ فِي شَيُّهْ مَا ظَلَمْ» أي: من فعل فيما يملك ما يريد لم يظلم ولا حرج عليه.
-
«مِنْ حَلِّ حْزَامُهْ بَاتْ» أي: إذا حل الضَّيف حزامه فهو علامة على نيته على المبيت. يُضرَب فيمن يأتي بشيء تُعْرَفُ منه نيته.
-
«مِنْ خَافْ سِلِمْ» معناه ظاهر.
-
«مِنْ خَدَمِ النَّاسْ صَارْتِ النَّاسْ خُدَّامُهْ» معناه ظاهر.
-
«مِنْ خَلِّفْ مَا مَاتَ» المراد: من أعقب الخلف الصالح بَقِيَ ذكره الحَسَنُ ما بقوا، وربما ضُرِبَ تهكمًا للطالح يعقب الطالحين.
-
«مِنْ دَا جَا دَهْ يَا سِي الْخَوَاجَهْ» دا وده بمعنى: هذا. وسي (بكسر الأول) مختصر من سِيدِي. والخواجة هنا يريدون به: التاجر؛ أي: هذا جاء من هذا يا سيدي التاجر. يُضرَب للشيء يشبه بعضه بعضًا. وأصله مما يقال للتاجر إذا عرض سلعة مفضلًا بعضها على بعض ترغيبًا للشاري.
-
«مِنْ دَارَى عَلَى شَمْعِتُهْ نَارِتْ» انظر: «داري على شمعتك تنور.»
-
«مِنْ دَاقْ عِرِفْ» أي: مَنْ ذَاق عَرَفَ.
-
«مِنْ دَخَلْ بِيتَكْ جَابِ الْحَق عَلِيكْ» البيت: يريدون بها الدار. وجاب معناه: جاء بكذا؛ أي: من زارك ودخل دارك، فقد جاملك وحق له أن يتحكم عليك؛ لأن مجيئه بمثابة الاعتذار لك من ذنبه.
-
«مِنِ الدَّفَّهْ لِلشَّابُورَهْ» الدفة (بفتح الأول وتشديد الفاء): سكَّان السفينة الذي يعدل به سيرها، ويكون في مؤخرها. والشابورة: الخشبة التي يقوم عليها صدر السفينة، والمقصود هنا: المقدم والمؤخر. يُضرَب للشيء يُعْمَل جميعه. انظر: «ما يعرف الدفة من الشابورة.» وهو معنى آخر.
-
«مِنْ دَقِّ الْبَابْ سِمِعِ الْجَوَابْ» أي: من أراد شيئًا فعليه أن يسعى له؛ إذ لا يكون شيء بلا سعي، فهو في معنى: من جَدَّ وَجَد.
-
«مِنْ دَقْنُهْ فَتَلُوا لُهْ حَبْلْ» ويرويه بعضهم: «من دقنه افتل له.» ومعنى الدقن (بفتح فسكون): اللحية؛ أي: افتل حبله من لحيته، ويرويه بعضهم: «من دقنه اغزل له خيط.» يُضرَب لمن لم يَحْتَجْ في أموره إلى شيء من الخارج، فهو في معنى قولهم: «خد من ديل الشب وارخي ع الفرقلة.» وقد تقدم في الخاء المعجمة.
-
«مِنْ رَادَكْ رِيدُهْ وِمِنْ طَلَبْ بُعْدَكْ زِيدُهْ» أي: كافئ كل إنسان بجنس عمله، فمن أحبك أحببه، ومن عاداك وتباعد عنك زده بعدًا.
-
«مِنْ رَشَّ دَش» الرش: يريدون به بذر الأرض. والدش: جَشُّ الحبِّ في الرحى؛ أي: من بذر أرضه كان له حبٌّ يجشه، والمراد: من جَدَّ وَجَدَ. وانظر قولهم: «ما حش إلا من رش.» وقولهم: «املا إيدك رَش تملاها قَش.»
-
«مِنْ رِضِي بْقَلِيلُهْ عَاشْ» أي: عاش بلا كدر لقناعته.
-
«مِنْ زَادَكْ زِيدُهْ وِاجْعَلْ أَوْلَادَكْ عَبِيدُهْ» أي: من زادك من الخير زده من الإخلاص والطاعة، واجعل أولادك عبيدًا له.
-
«مِنْ زَارِ الْأَعْتَابْ مَا خَابْ» أكثر ما يُضرَب هذا المثل في زيارة قبور الأولياء والصالحين والاستغاثة بهم. وقد يُقَال عند الالتجاء إلى ذوي الأمر لقضاء الحاجات توريطًا لهم.
-
«مِنْ زَق بَابْنَا أَكَلْ لِبَابْنَا» زَقَّ؛ أي: دفع، والمقصود: من دخل دارنا واعتنى بزيارتنا أكل لبابنا؛ أي: أحسن ما عندنا. يُضرَب في أن الصديق أولى بالمعروف. ويُروَى: «اِللِّي يفتح بابنا ياكل لبابنا.» وتقدم ذكره في الألف.
-
«مِنْ سَاوَاكْ بِنَفْسُهْ مَا ظَلَمَكْ» أي: من جعلك كنفسه وساواك بها في المعاملة لم يظلمك، وإذا طمعت فيما فوق ذلك من الناس كنت أنت الظالم المتعنت.
-
«مِنْ سَلِّمْ سِلَاحُهْ حُرُمْ قَتْلُهْ» أي: من ألقى سلاحه وأبدى الطاعة لا يُقْتَل. يُضرَب في أن من ترك المقاومة وأطاع ينبغي الكَفُّ عن إيذائه.
-
«مِنْ سِمِعِ الرَّعْدِ بْوِدْنُهْ شَافِ الْمَطَرْ بِعِينُهْ» الودن (بكسر فسكون): الأذن. وشاف بمعنى: رأى. يُضرَب لمن يُنْذَرُ بأمر فلا يهتم به فلا يلبث أن يقع فيه.
-
«مِنِ السَّنَهْ لِلسَّنَهْ يَا مِيعَه امْبَارْكَهْ» الميعة (بالإمالة): بخور معروف يطوفون به في المُحَرَّم من كل سنة للبيع، ويعتقدون أنه يدفع العين. وامباركه (بألف الوصل في أولها) يريدون بها: مُبَارَكَة. يُضرَب للشخص أو الشيء لا يُرَى إلا قليلًا في أوقات بعيدة. وبعضهم يروي فيه بدل «يا ميعة امباركه»: «يا رعرع أيوب»، وهو البرنوف ينقعونه في الماء، ويغتسلون به في يوم الأربعاء الواقع قبل شم النسيم المُسَمَّى عندهم: «أربع أيوب»، فيطاف به قبل هذا اليوم للبيع لاعتقادهم أنه السبب في شفاء أيوب — عليه السلام.
-
«مِنْ شَافِ الْبَابْ وِتَزْوِيقُهْ يِجْرِي عَلِيهْ رِيقُهْ» أي: من رأى الباب وزخرفته بهره واشتاق إليه كما يشتاق الجائع للطعام فيتحلب ريقه لرؤيته. يُضرَب للشيء الحسن الظاهر ولا يُعْلَم باطنه.
-
«مِنْ شَافْ بَلْوِةْ غِيرُهْ هَانِتْ بَلْوِتُهْ عَلِيهْ» أي: من نظر في مصائب الناس هانت مصيبته عليه؛ لأنه يرى ما هو أعظم منها فيرضى بما هو فيه ويحمد الله.
-
«مِنْ شَافْ حَالُه انْشَغَلْ بَالُهْ» أي: من نظر إلى حقيقة حاله اشتغل باله وكثرت همومه، ولكن أكثر الناس يذهَلُون عما بهم، وذلك من لطف الله.
-
«مِنْ شَافِ الشَّر وِدَخَلْ عَلِيهْ يِسْتَاهِلْ مَا يِجْرَى عَلِيهْ» ويُرْوَى «العمى» بدل الشر؛ أي: من رأى الشر وأقدم عليه بنفسه ولم يَتَوَقَّ منه ويتباعد يستحق ما يصيبه.
-
«مِنْ شَخ عَلِيكْ شُخ عَلِيهْ وَهِي كُلَّهَا نَجَاسَهْ» أي: من بال عليك بُلْ عليه ما دام الأمر مبنيًّا على النجاسة، والمراد: من احتقرك أو سفه عليك قابله بالمثل.
-
«مِنْ صُبُرْ نَالْ وِمِنْ لَج مَالُوشْ» أي: بالصبر ينال المرء مبتغاه، وأما اللجوج فما له شيء.
-
«مِنْ طَابْ رِيحُهْ يِدَرِّي عَلَى غِيرُهْ» أي: من ساعدته الريح في البيدر ذرى حبه ولو أصاب السَّفَا ما يليه من الأكداس، وكدر على أصحابها بالتذرية. يُضرَب لمن إذا ساعده الحظ راعى مصلحته ولو أضر بغيره.
-
«مِنْ طَاطَى لْهَا فَاتِتْ» أي: من طأطأ رأسه للحوادث ولم يقاومها تَمُرُّ عليه وتنقضي. وانظر: «طاطي لها تفوت» و«اِللِّي يطاطي لها تفوت.»
-
«مِنْ طَعَمْ صِغِيرِي بَلَحَهْ نِزْلِتْ حَلَاوِتْهَا فِي بَطْنِي» أي: من أطعم ولدي الصغير تمرة فكأنما أطعمنيها وأذاقني حلاوتها، ويروي بعضهم فيه: «عيِّلي» بدل صغيري، وهو بمعناه. يُضرَب في أن الإشفاق على الأولاد يحل محلًّا عظيمًا عند آبائهم.
-
«مِنْ طَقْطَقْ، لِلسَّلَامُ عَليكُمْ» طقطق يراد به: دق الباب، والسلام يريدون به سلام التوديع عند خروج الزائر. والمراد بالمثل: ما يقع في هذه الفترة؛ أي: مدة وجود الزائر بالمكان إلى رحيله. يقال: فلان عرف هذا الأمر من طقطق للسلام عليكم؛ أي: عرف ما كان فيه من أوله إلى آخره، وأخبرته به من طقطق للسلام عليكم؛ أي: لم أُخْفِ عنه شيئًا منه من المبدأ إلى النهاية. (انظر الكنز المدفون أوائل ص١٤٥: «قالت له من طقطق إلى غلق الباب»). وتقدم في الألف: «ألف طقطق ولا سلام عليكم.» وهو مَعْنًى آخر.
-
«مِنْ طَلَبِ الزِّيَادَةْ وِقِعْ فِي النُّقْصَانْ» هو كقولهم: «الطمع يقل ما جمع.»
-
«مِنْ طُوبَهْ لِدَحْدُورَهْ، يَا قَلْبْ مَا تِحْزَنْ» الطُّوب (بضم فسكون): الآجُرُّ. والمراد به هنا مطلق حجر تعثر به الرجل. والدحدورة (بفتح فسكون فضم): المكان المنحدر في الطريق؛ أي: من سوء الحظ أن نتخلص من عثرة بحجر إلى الوقوع في منحدر، وقولهم: «يا قلب ما تحزن» تهكم. يُضرَب فيمن تنتابه المصائب والعقبات في طريقه الواحدة بعد الأخرى، وانظر في الطاء المهملة: «طلع من نقره لدحديره.»
-
«مِنْ عَادَى الرِّجَالْ مَا يْنَامِ اللِّيلْ» أي: من عادى الرجال أتعب نفسه وسهر الليالي خوفًا من اغتيالهم له. يُضرَب في ذم المعاداة وتجنبها، وقد قيل:وَلَمْ أَرَ فِي الْخُطُوبِ أَشَدَّ هَوْلًاوَأَصْعَبَ مِنْ مُعَادَاةِ الرِّجَالِ١٨
-
«مِنْ عَاشِرِ الذَّبَدَانِي فَاحِتْ عَلِيهْ رَوَايْحُهْ» أصل هذا المثل لأهل الشام فنقله عنهم المصريون؛ لأن الزبداني جهة بالشام يُجْلَب منها التفاح الجيد الطيب الرائحة، فالذي يعاشر بائعه يغنم طيب رائحته. والمثل قديم عند العامة، أورده الأبشيهي في «المستطرف» بلفظه،١٩ وذكره أيضًا المحبي في خلاصة الأثر في ترجمة إبراهيم بن محمد المعروف بابن الأحدب الزبداني على أنه من أمثال المولدين، وقال: «إنهم يعنون تفاح تلك الناحية أو أهلها، والإضافة لأدني ملابسة.»٢٠ وأنشد البدري في نزهة الأنام في محاسن الشام لبرهان الدين الفيراطي:دِمَشْقُ وافَى بِطِيبِنَسِيمِهَا المُتَدانِيوصحَّ قولُ البرايامَنْ عاشر الزَّبدانِي٢١
وأنشد ابن إياس في حوادث سنة ٨٠٢ﻫ من تاريخه لبعضهم في نوع من الزجل:
من عاشر الزبدانيفاحت عليه روايحوويحترق بشرارومن عاشر الحداد٢٢يُضرَب في أن معاشرة الطيبين تكسب المحامد، وهو من قوله — عليه الصلاة والسلام: «مثل الجليس الصالح كالعطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه.»٢٣ -
«مِنْ عَاشِرِ السَّعِيدْ يِسْعَدْ وِمِنْ عَاشِرِ الْمَتْلُومْ يِتْلَمْ» المتلوم أي: المَثْلُوم، والمراد: من ساءت سيرته وقبحت سمعته، والمعنى: من عاشر سعيدًا حل عليه سعده وأعداه فيصير مثله، فهو في معنى قول البوصيري:وإذا سَخَّر الإلهُ أُناسًالسعيدٍ فإنهم سعداءُ
ولكن الظاهر من بقية المثل أنهم يريدون: من عاشر سعيدًا في أخلاقه مستقيمًا ذا شهرة حسنة بين الناس اقتبس منه وصار مثله، ومن عاشر مثلوم السيرة صار كذلك مثله وساءت القالة فيه؛ أي: «فكل قرين بالمقارن يقتدي.» وبعضهم يرويه: «من جاور السعيد يسعد» ويقتصر عليه. وانظر أيضًا: «من جاور الحداد يتحرق بناره.» وانظر في الألف: «إن كان بدك تعرف ابنك …» إلخ، و«اربط الحمار جنب رفيقه …» إلخ.
-
«مِنْ عَاشِرْ غِيرْ بُنْكُهْ دَقِّ الْهَم سِدْرُهْ» البنك (بضم الأول وسكون الثاني): يريدون به النِّدَّ؛ أي: من عاشر غير نده ومن لم يكن من بيئته كثرت عليه الهموم في صدره. ويُروَى: «من عاشر غير طنجه …» إلخ، وهو في معنى البنك، ورواه الأبشيهي في «المستطرف»: «من عاشر غير جنسه دق الهم صدره.»٢٤ يُضرَب في الحث على عدم معاشرة من لا يلائم. وانظر في الياء آخر الحروف: «يا واخذ ندك …» إلخ. وانظر في الكنايات: «موش من توبه» و«موش وقمه.»
-
«مِنْ عَاشِرِ الْمَتْلُومْ يِتْلَمْ» انظر: «من عاشر السعيد يسعد …» إلخ.
-
«مِنْ عَاشِرِ الْمَتْهُومْ يِنْتِهِمْ» لأن معاشرة مثله تحمل على الظنِّ وتدعو للريبة، فالسلامة في تجنبه. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «اتَّقِ الصبيان لا تصبك بأعقائِهَا.» قال الميداني: «الأَعْقَاء: جمع العِقْي، وهو ما يخرج من بطن المولود حين يُولَد.» يُضرَب للرجل تحذره ممن تكره له مصاحبته؛ أي: جانب المريب المتهم.» وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «اتق قرناءَ السوءِ، فإنك متهم بأعمالهم.»٢٥ ولعله من أمثال المولَّدين.
-
«مِنْ عَايِرِ ابْتَلَى وَلَوْ بَعْدَ حِينْ» ابتلى يريدون به المَبْنِيَّ للمجهول وإن كان في صورة المعلوم، ومعنى المثل ظاهر، والمقصود به الحث على عدم التشفي في أحد. وبعضهم يروي فيه: «والمعايره خي البلا» بدل: «ولو بعد حين.» وكان الوجه أن يقولوا: «الأخت» لا خي. وانظر قولهم: «اِللِّي تعايرني به النهاردة تقع فيه بكره.»
-
«مِنْ عِتِرْ فِي حَجَرْ وِرِجِعْ إِلِيهْ يِسْتَاهِلْ مَا يِجْرَى عَلِيهْ» لا يستعملون إليه إلا في الأمثال ونحوها من الحكم، ويقولون في غيره: لُه؛ أي: لَهُ، ويستاهل؛ أى: يستحق. ومعنى المثل: «لا يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين.»
-
«مِنْ عِجْبَكْ يَا فَتَى تِلْبِسْ هُدُومِ الصِّيفْ فِي الشِّتَا» الفتى لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، والهدوم: الثياب. والمراد بالمثل التهكم بجعلهم لبسه لثياب الصيف في الشتاء من العجب والتظرف، وإنما هو من الخرق ووضع الشيء في غير موضعه.
-
«مِنْ عَجَبُه الْكِرَا بَدَّرْ عَ الْمَارِسْ» أي: من أَعْجَبَهُ الكراء بادر وبَكَّرَ إلى المزرعة ليعمل. ومعنى المارس: الخط من الزرع.
-
«مِنْ عِرِفْ مُبْتَدَاهْ هَانْ عَلِيهْ مُنْتَهَاهْ» يُضرَب للتذكير بالموت وتهوينه على النفوس.
-
«مِنْ عِرِفْ مَقَامُه ارْتَاحْ» أي: من عَرَفَ قَدْرَ نفسه كان في راحة؛ لأنه لا يتطلع لما هو فوقه ويتأسف على فواته.
-
«مِنْ عِطِسْ مَا فِطِسْ» يُضرَب في مدح العطاس؛ أي: من عطس لا تَخْشَ عليه من الموت؛ لأنه يزيل ما احتقن في دماغه.
-
«مِنْ عَمَلْهُمْ تِجَارْتُهْ يَا خْسَارْتُهْ» المراد النساء وكثرة التزوج بهن؛ أي: من اشتغل بهن وجعلهن تجارته فما أكثر خسرانه فيها. يُضرَب في ذمِّ ذلك.
-
«مِنْ عَمُودْ لِعَمُودْ يِئْتِي اللهْ بِالْفَرَجِ الْقَرِيبْ» أي: لا تيأس من فرج الله. فمن عمود الليل لعمود النهار يأتيك الفرج، (في كتاب المكافأة لابن الداية ص٦٥: «إن من عمود لعمود فرجًا»).
-
«مِنْ عِيلْةَ ابُو رَاضِي اِلْمِشَنَّهْ مَلْيَانَهْ وِالسِّر هَادِي» العيلة (بالإمالة): يريدون بها الأهل والأسرة، وأبو راضي: كنية عين من أغنياء الريف تُنْسَب له أسرة مشهورة. والمشنة طبق كبير للخبز يُصْنَع من العيدان، والمراد بالسر: البال. يُضرَب للغني المكفيِّ المئونة الهادئ البال. ويرويه بعضهم: «زَيِّ بلد أبو راضي …» إلخ؛ أي: مثل أهل بلد أبي راضي؛ لأن أكثر أهل هذه القرية مُيَسَّرُو الحال.
-
«مِنْ غَابْ عَنَّكْ أَصْلُهْ دَلَايِلْ نِسْبِتُهْ فِعْلُهْ» أي: إذا جهلت أصل امرئ ولم تتبينه فانظر إلى فعله، فهو دليل كافٍ على نسبه وأصله، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. وهو من الأمثال العامية القديمة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «إذا غاب عنك أصله، كانت دلائل نسبته فعله.»٢٦ وفي معناه قول ابن الوردي في لاميته:لَا تَقُلْ أَصْلِي وَفَصْلِي أَبَدًاإِنَّمَا أَصْلُ الفتى ما قَدْ حَصَلْ
ولزيادة بن زيد العذري:
وَيُخْبِرُنِي عَنْ غَائِبِ الْمَرْءِ هَدْيُهُكَفَى الهَدْيُ عَمَّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرَاالهدي (بفتح فسكون): السيرة. وقال صفي الدين الحلي:
إِذَا غَابَ أَصْلُ المَرْءِ فاسْتَقْرِ فِعْلَهُفإنَّ دَلِيلَ الفَرْعِ يُنْبِي عن الأَصْلِفَقَدْ يَشْهَدُ الفِعْلُ الْجَمِيلُ لِرَبِّهِكذلك مضاءُ الحَدِّ من شاهدِ النَّصْلِ٢٧وقال آخر:
وَإذا جَهِلْتَ مِن امْرِئٍ أَعْرَاقَهُوقَدِيمَهُ فَانْظُرْ إِلَى ما يَصْنَعُ٢٨ -
«مِنْ غَسَلْ وِشُّهْ بَعْدْ غَدَاهْ يَا فَقْرُهْ بَعْدِ غْنَاهْ» الوش (بكسر الأول وتشديد الشين): الوجه، والمراد: من يكسل ويؤخر غسل وجهه عند قيامه من نومه إلى ما بعد الغداء فهو كسول أيضًا في السعي على رزقه وتدبير شئونه فعاقبته الفقر.
-
«مِنْ غِيطُهْ بَلَاشْ» الغيط (بالإمالة): المزرعة؛ أي: من جلب ما يلزمه من مزرعته جلبه بلا شيء؛ أي: بلا ثمن.
-
«مِنْ فَاتْ قَدِيمُهْ تَاهْ» أي: من ترك صاحبه القديم الذي يعتمد عليه تاه وتَحَيَّرَ. ويُروَى: «ترك» بدل فات. وبعضهم يزيد على الرواية الأولى: «وشمتت فيه أعداه.»
-
«مِنْ فَاتَكْ فُوتُهْ» أي: من تركك وأهملك اتركه أنت أيضًا، ولا تتعلق به، وعامله بمثل ما عاملك. وبعضهم يزيد فيه: «والعشرة نصيب.» وفي معناه قولهم: «من باعك بيعه وارتاح من قهره …» إلخ. وقد تقدَّم. ومثله: «من باعك بيعه والعشره نصيب.» ومن أمثال العرب في ذلك قولهم:خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهَى سَقَاؤُهُوَمَنْ هُرِيقَ بِالْفَلَاةِ مَاؤُهُيُضرَب لمن كره صحبتك وزهد فيك.٢٩
-
«مِنْ قَدِّمِ السَّبْتْ يِلْقَى الْحَد قُدَّامُهْ» هو في معنى قولهم: «من قدم شيء التقاه.» وقالوا أيضًا: «حط إشي تلقى إشي.» وقد تقدم في الحاء المهملة؛ أي: المرء مَجْزِيٌّ بعمله إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر.
-
«مِنْ قَدِّمْ شِيءْ بِيَدَاهْ الْتَقَاهْ» أي: المرء مَجْزِيٌّ بعمله غير أنهم يعبرون بهذا المثل في عمل الخير غالبًا؛ ولذلك يردفه بعضهم بقوله: «هَنِيَّا لَكْ يا فاعل الخير.» أي: هنيئًا لك. وقولهم: «بيداه» ليس من كلامهم وإنهم أتوا به هكذا ليزاوج التقاه؛ لأنهم يُلْزِمُونَ المثنى الياء دائمًا، وانظر: «من قدم السبت يلقى الحد قدامه.» وانظر أيضًا في الحاء المهملة: «حط إشي تلقى إشي.» وانظر: «من يزرع شيء يضمه.»
-
«مِنْ قَرِّ بْذَنْبُهْ غَفَرَ الله لُهْ» أي: إن الإقرار بالذنب منجاة. ويرادفه من أمثال العرب: «الاعتراف يهدم الاقتراف.»
-
«مِنْ قَرُّوا عَلِيهْ عَزُّوهْ» قروا عليه؛ أي: أكثروا من ذكره وذكر ما يحوز، والمراد: من لهج الناس به وحسدوه على ما عنده عزوه في نفسه؛ فإنهم لا يبقون عليه بعيونهم.
-
«مِنْ قَل عَقْلُهْ تِعْبِتْ رِجْلِيهْ» ويُروَى: «من خف» بدل من قل؛ أي: من ضعف عقله حمله على كثرة السير من هنا إلى هنا، فيُتْعِب بذلك رجليه. يُضرَب لكثير السعي وهو جاهل.
-
«مِنِ الْقَلْبِ لِلْقَلْبِ رَسُولْ» يُضرَب فيمن وَدَّ شخصًا فإذا به مثله في وُدِّهِ له. وبعضهم يروي فيه: «كومسيون» بدل رسول، ويريدون به الشرطي المُعَبَّر عنه الآن بالبوليس؛ لأنهم لمَّا نظموا الشرطة بمصر على النظام الحديث مدة الخديو إسماعيل سموا جندها بالكومسيون، ثم لما سموهم بالبوليس لم تغير العامة في المثل، ومرادهم به رسول وزيادة؛ أي: إن القلوب إذا توادت انجذب بعضها لبعض قسرًا، كما يقبض الشرطي على الشخص ويقوده بالرغم عنه إلى المخفر، ومرادهم المبالغة والتطرف في التعبير.
-
«مِنْ قِلِّةِ الْبَخْتْ عَمَلُوا الَاعْوَرْ قَيِّدَهْ» القيدة: الرئيس، والمراد به هنا: البعير الذي يكون في أول القطار؛ أي: من سوء الحظ أنهم جعلوا البعير الأعور في أول الجمال يقودهم. يُضرَب في إسناد الأمور لغير الأَكْفَاء. وانظر: «سنة شوطة الجمال جابوا الأعور قيده.» وهو معنى آخر.
-
«مِنْ قِلِّةِ الْحِنِّيَّهْ بِتْنَا عَلَى جَفَا وِخَدْنَا مِنْ بِيتِ الْعَدُو حَبِيبْ» الحِنِّيَّة: الحنان، والمراد بخد: أَخَذَ؛ أي: بسبب ما رأيناه منكم أيها الأحباب من قلة العطف والحنان صِرْنَا معكم على جفاء، واضطررنا أن نتخذ لنا حبيبًا من دار عدونا. يريدون أننا صافَيْنَا أعداءنا اضطرارًا لَمَّا ألجأتمونا إلى ذلك. يُضرَب في التأسف على قلة وفاء الأصحاب. ويرويه بعضهم «من قلة المال …» إلخ؛ أي: لفقرنا جفانا أحبابنا فالتمسنا لنا حبيبًا من بين الأعداء. والأول أظهر.
-
«مِنْ قِلِّةِ الْخِيلْ شَدُّوا عَلَى الْكِلَابْ» أي: أسرجوا الكلاب ليركبوها. يُضرَب في ضعف الأمر وانحطاطه.
-
«مِنْ قِلِّةْ عَقْلِكْ يَا زُهْرَهْ خَلِّيتِي لِكْ فِي الْبَلَدْ شُهْرَهْ» أي: من هوسك وخفة عقلك أيتها المرأة جعلت لك شهرة قبيحة في البلد، ولو تَذَرَّعْتِ بالحزم في أمورك لخَفِيَ كثير من نقائصك، يُضرَب لمن لا يُدَارِي مخازيه وإن قلت فيشتهر بأكثر منها.
-
«مِنْ كَانِتْ هِمِّتُهْ بَطْنُهْ قِيمْتُهْ مَا خَرَجْ مِنْهَا» أي: من كانت همته محصورة في الطعام وكثرة الأكل فهي همة ساقطة لا قيمة لصاحبها. ومن الحكم العربية القديمة: «من كان همه بطنه كان قدره ما يحويه.»
-
«مِنْ كَانْ عَشَاهْ مِنْ دَارْ أَخَاهْ يَا عَشَا الشُّومْ عَلِيهْ» أي: من كان لا يملك ثَمَنَ قُوتِهِ ويكون طعامه من عند غيره لا يهنأ به ولو كان من دار أخيه. وقد استعملوا أخاه بالألف للسجع، وإلا فإنهم يلتزمون فيه الواو.
-
«مِنْ كُتْرِتِ اوْلَادُهْ قَل زَادُهْ» يُضرَب في كثرة الأولاد وما يحتاجون إليه.
-
«مِنْ كِرْهُهْ رَبُّهْ سَلَّطْ عَلِيهْ بَطْنُهْ» أي: النَّهَم من سخط الله — تعالى.
-
«مِنْ كَلْ بَلَاشْ رَاحْ بَلَاشْ» بلاش (بفتحتين) أي: بلا شيء، والمقصود: من كان طعامه من غيره وعاش عالة على الناس، فإنه إذا ذهب ذهب غير مسئول عنه ولا مأسوف عليه.
-
«مِنْ لَقَى بَنَّا مِنْ غِيرْ كُلْفَهْ يِبْنِي لُهْ مِيةْ غُرْفَهْ» أي: من وَجَدَ بَنَّاءً يبني له بلا أجر ولا يحمِّله ثمن مواد البناء، فإنه يبني له مائة غرفة لا واحدة، فهو قريب من قولهم: «البلاش كَتَّرْ منه.»
-
«مِنْ لَقَى بِيتْ مَبْنِي لَقَى كِيسْ مَرْمِي» أي: من وجد دارًا مبنية فاشتراها كأنه عثر على كيس نقود مرمي فالتقطه؛ وذلك لأن البائع قلما يبيعها بمثل ما أنفقه عليها؛ ولأنه أراح المشتري من إضاعة الوقت وتحمل العناء في البناء، فكأنه هيأ له لقطة التقطها، وهو في معنى قولهم: «شراية العبد ولا تربيته.»
-
«مِنْ لَقَى الْوِش يِدَوَّرْ عَلَى الْبُطَانَهْ» انظر في الألف: «اِللِّي تعطيه الوش …» إلخ.
-
«مِنْ نَصَحْ جَاهِلْ عَادَاهْ» معناه ظاهر.
-
«مِنْ هَمُّهْ خَدْ وَاحْدَهْ قَدُّ امُّهْ» أي: من سوء حظه أنه تزوج بامرأة في سِنِّ أمه.
-
«مِنْ هيسْ رَاكِبْ تيسْ، وِمِنْ عُجْبُهْ لَابِسْ غَرَارَهْ، مِتْلَفَّعْ بِعرْقْ خُبِّيزْ وَلَا يْخَلِّي الْجَعَارَهْ» أصل هذا من أثر حالهم، ولكنهم أجروه مجرى الأمثال، والمقصود تصغير شأن المُدَّعِي المتفاخر؛ أي: إنه لابس غرارة وحزامه من سوق الخبيز ومركوبه تيس، وهو مع ذلك لا يترك الصخب والدعوى الباطلة.
-
«مِنْ وَفَّرْ شِيءْ قَالْ لُهْ الزَّمَانْ: هَاتُهْ» أي: من اقتصد شيئًا سيأتي عليه وقت يستعيده منه الزمان.
-
«مِنْ وَفَّرْ غَدَاهْ لِعَشَاهْ مَا شِمْتِتْ فِيهْ عِدَاهْ» أي: من أحسن تدبير شئونه واقتصد من يومه لغده لم يحتج لأحد. ولم يعرض نفسه لشماتة أعدائه فيه.
-
«مِنْ وَلَدْ وَلَدْ وِالتَّانِي بَقَى عَجُوزْ فَانِي» يروون هذا المثل بلفظ المذكر، والمراد به النساء؛ أي: من ولدت بطنين شاخت وهرمت لما ينالها من مشقة الحمل والوضع. وفيه مبالغة.
-
«مِنْ يِزْرَعْ شِيءْ يُضُمُّهْ» وبعضهم يروي فيه: «يحصده» بدل يضمه، والمعنى واحد؛ أي: من قدم عملًا من خير أو شر لا يجني إلا نتيجته. وانظر: «من قدم شيء بيداه التقاه.»
-
«مِنْ يُومِ انْ وِلْدُونِي فِي الْهَم حَطُّونِي» حَطَّ بمعنى: وَضَعَ. يُضرَب للسيئ الحظ طول عمره، كأن والديه وضعاه وسط الهم والشقاء من يوم ميلاده. وفي معناه قولهم: «قسموا القسايم خَدْتَ انا كومي، قالوا: مسكينة. قلت: من يومي.» وقد تقدَّم في القاف.
-
«مِنْ يُومِكْ يَا خَالَهْ وِانْتِ عَلَى دِي الْحَالَهْ» يُضرَب لمن يَبْقَى على حالة لا تتغير، وفي معناه قولهم: «من يومك يا زبيبة وفيكي دي العود» وسيأتي. وقولهم: «طول عمرك يا ردا وانت كدا.» وقد تقدم في الطاء المهملة.
-
«مِنْ يُومِكْ يَا زْبِيبَهْ وِفِيكِي دِي الْعُودْ» وذلك لأن كل زبيبة بها الهنة التي كانت تتعلق بها في العنقود. يُضرَب لمن يبقى في حالة لا تتغير. وفي معناه قولهم: «من يومك يا خاله وانت على دي الحالة.» وقد تقدم. وقولهم: «طول عمرك يا ردا وانت كدا.» وقد تقدم في الطاء المهملة.
-
«اِلْمِنَاسِبْ يُعْمَلْ» أي: كل حال يُعْمَل له ما يناسبه.
-
«اِلْمَنْصَبْ رُوحْ وَلَوْ كَانْ فِي الْمِسْكَهْ» المِسْكَة (بكسر فسكون): الروث يُخْلَط بالتبن ويُجَفَّف ليُجْعَلَ وقودًا في القرى، واسمها الجلة، إلا أن مَنْ يستبشع ذكر الجلة يقول فيها: مِسْكَة، وهو من أسماء الأضداد. والمعنى: المنصب يعادل الروح ولو كان في الزعامة على عمل المسكة؛ أي: ولو كان في أحقر الأعمال. يُضرَب لولوع النفوس بالرئاسة والسلطة، والصَّواب في لفظ المنصب (كسر الصاد) وفي الروح (الضم الخالص في الراء).
-
«اِلْمُوتْ الَاحْمَرْ عِشْرِةْ مِنْ لَا يْوَافْقَكْ وَلَا يْفَارْقَكْ» معناه ظاهر، وهو شبيه بقول المتنبي:وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَىعَدُوًّا لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ
-
«مُوتِ الْبَنَاتْ سُتْرَهْ» هو كقول العرب: «دفن البنات من المكرمات.»
-
«اِلْمُوتْ مِكَبَّهْ مِنْ ذَهَبْ لِمَنْ ذَهَبْ» هكذا ينطقون به ولم يقلبوا الذال دالًا كعادتهم وإنما ينطقون بها زايًا، وقد أرادوا التجنيس فيه. ومعنى المكبة: الغطاء يُتَّخَذُ من عيدان وخوص كالقبة يُوضَع على الطعام في الموائد. والمراد بالمثل: أن الموت نعم الساتر لمن أوشك أن يفتضح بين الناس، إما لفقر بعد غنى وإما لشيء يوجب الفضيحة.
-
«مُوتْ وِخَرَابْ دِيَارْ» وفي بعض البلاد الريفية يقولون: «موتة» بدل موت. يُضرَب إذا أعقب الموت مصائب أخرى تترتب عليه.
-
«مُوتْ يَا حْمَارْ لَمَّا يْجِيكِ الْعَلِيقْ» العَلِيق (بفتح فكسر): العلف. ولما هنا بمعنى: حتى؛ أي: مُتْ يا حمار حتى يأتي علفك، ويرويه بعضهم: «على ما يجيك العليق.» والمراد: إلى أن يحضر العلف الموعود به يكون الحمار قد مات. يُضرَب في تسويف الوعد، ومثله قولهم: «على ما يجي الترياق من العراق يكون العليل مات.» وقد تقدم في العين المهملة. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف»، ولكن برواية: «اقعد يا حمار حتى ينبت لك الشعير.»
-
«مُوشْ حَايْشَكْ عَنِ الرَّقْصْ إِلَّا قُصْرِ الَاكْمَامْ» أي: لم يمنعك من الرقص إلا قصر أكمامك؛ لأن حُلَّةَ الرقص طويلتها. يُضرَب للامتناع عن الشيء عجزًا عنه. وبعضهم يرويه: «إيش حايشك عن الرقص؟ قال: قصر الأكمام.» والأكثر ما هنا. وفي معناه قولهم: «قصر ديل يا ازعر.» وقد تقدم في القاف. وانظر قولهم: «بدلة الرقص لها أكمام.» ويُقْصَد به معنى آخر.
-
«مُوشْ كُل مَرَّهْ تِسْلَمِ الْجَرَّهْ» أي: إذا سلمت الجرة مرة من العطب مما أصابها، فليست السلامة مضمونة لها كل مرة. يُضرَب في عدم الاغترار بالخلاص من الأخطار بعض الأحيان والحث على عدم التعرض لها مرة أخرى. وقريب منه قولهم: «موش كل الوقعات زلابية.» وسيأتي.
-
«مُوشْ كُلِّ الْوَقْعَاتْ زَلَابْيَهْ» الزلابية: نوع من الحلوى يُصْنَع من العجين مشبكًا. والمراد: ليس كل أمر تقع فيه مما يُسْتَحْلَى فلا تَغْتَر إذا صادفك ذلك في بعض الأمور. وقد نظم هذا المثل ببعض تغيير الشيخ حسن الآلاتي المشهور بالمجون والمضحكات في العصر الذي أدركناه، فقال في مطلع زجل:كنت آمن باحسب الوقعات زلابيةْوالسنة خايف اشتغل ويَّا ابن رابيهْولبعضهم في المعنى: «وَمَا كُلُّ عَامٍ رَوْضَةٌ وَغَدِير.»٣٠
وانظر: «موش كل مرة تسلم الجرة.» ففيه شيء من معناه.
-
«مُوشْ مَرْبَطِ الْفَرَسْ» أي: ليس هو مربط الفرس. والمراد: لم تقل الحقيقة وليس ما قررته هو المطلوب الذي يحسن السكوت عليه (في قطف الأزهار رقم ٦٥٣ أدب أول ص١٠٨ مقطوع في الشطرنج فيه: «ليس ذا بيت الفرس»، والظاهر أن المراد مربط الفرس).
-
«مُوشْ يَا بَخْتْ مِنْ وِلْدِتْ، يَا بَخْتِ مِنْ سِعْدِتْ» أي: ليس حظ الوالدة في أن تلد بل في سعادتها بأولادها، وقد يريدون: في سعادتها بزواجها وإن لم تلد. ومن المعنى الأول قولهم: «الولادة بتولد، بس السعادة» وسيأتي.
-
«اِلْمُوَلِّيَّهْ تِقَطَّعِ السَّلَاسِلْ» أي: الدنيا إذا أدبرت وولت ذهبت بكل شيء ولو كان محوطًا بسلاسل من الحديد قطعتها ولم يمنعها عنه مانع. وانظر: «إن جت تسحب على شعرة، وِانْ ولت تقطع السلاسل.»
-
«اِلْمَيِّدِي الْأَبْيَضْ يِنْفَعْ فِي النَّهَارْ الِاسْوِدْ» الميدي (بفتح الأول وكسر الياء المشددة) محرف عن المؤيدي، وكان يُطْلَق على صنف من العملة. وانظر الكلام على المثل في قولهم: «الجديد الابيض …» إلخ.
-
«مِينْ عَلِّمَكْ دِي الْعُلِّيمَهْ؟ قَالْ: بِيْدَوِّمْ فِي الدُّوِّيمَهْ» العليمة مما نطقوا به مُصَغَّرًا، ومعناها: الشيء أو الحيلة التي تُتَعَلَّم. والدويمة: دوامة الماء، وإنما أتوا بها هنا هكذا للازدواج. يُضرَب للشيء ينذر به المرء فيحمله على الاحتراس، وهو مما وضعوه على لسان الحيوان، فَرَوَوْا أن الأسد والذئب والثعلب اصطادوا إوزة وديكًا وشاة، فطلب الأسد من الذئب أن يقسمها بينهم، فقال: الشاة للملك، والإوزة لي، والديك للثعلب. فأمسك بذنبه ورمى به في الغدير، ثم طلب من الثعلب ذلك، فقال: الديك لإفطار الملك، والشاه لغدائه، والإوزة لعشائه، ولما سئل عن هذه القسمة قال هذا المثل. وانظر قولهم: «ما لك مرعوبه؟ قالت: من ديك النوبه.»
-
«مِينْ يَاكُلِ الْعَلِيقْ بَعْدَكْ يَا جَمَلْ؟» العليق (بفتح فكسر): العَلَف. يُضرَب في معنى: إذا عجز المستطيع للشيء عنه فمن الذي يقوم به بعده؟! ويُروى «الفول» بدل العليق.
-
«مِينْ يِشْهَدْ لِلْعَرُوسَهْ غِيرُ امَّهَا؟» وبعضهم يزيد فيه: «والعيال.» يُضرَب في أن الشهادة الطيبة لا تُسْتَغْرَبُ من المحب، وإنما نشك في صحتها. والعرب تقول في أمثالها: «من يمدح العروس إلا أهلها؟» قال الميداني: قيل لأعرابي: «ما أكثر ما تمدح نفسك!» قال: فما لي لا أكلُّ من مدحها، وهل يمدح العروس إلا أهلها؟
-
«مِينْ يِشْهَدْ لَكْ يَا ابُو الْحُسِينْ؟ قَالْ: نَوَّارِةْ دِيلِي» أبو الحسين: الثعلب، وصوابه: أبو الحصين (بالصاد). والنوارة هنا: البياض الذي بآخر ذنبه؛ أي: من يشهد بأنك أبو الحصين؟ وما الذي يدل على ذلك؟ فقال: هذه النوارة التي بذنبي تميزني من بين الحيوان وتدلكم على نوعي. يُضرَب لمن يمتاز بمميز تُعْرَف به حقيقته.
-
«مِينْ يِعْرَفْ عِيشَهْ فِي سُوقِ الْغَزْلْ» وبعضهم يروي: «عارف» بدل يعرف. وعيشة (بالإمالة): عائشة؛ أي: من يعرفها بين النساء الكثيرات في سوق الغزل إذا ذهبت إليه لبيع غزلها؟ يُضرَب في أن الكثرة والزحام يَخْفَى فيها النبيه، فكيف بالخامل؟
-
«مِينْ يِقْدَرْ يُقُولِ: الْبَغْلِ فِي الأَبْرِيقْ؟» انظر: «حد يقول: البغل في الأبريق؟» في الحاء المهملة.
-
«مِينْ يِقْدَرْ يُقُولْ: يَا غُولَهْ عِينِكْ حَمْرَهْ؟» انظر في الحاء المهملة: «حد يقول للغول: عينك حمره؟»
-
«مِينْ يِقْرَا؟ وِمِينْ يِسْمَعْ؟» أي: من يقرأ ومن يسمع؟ والمراد: لا حياة لمن تنادي (انظر نظمه في موشح ص١٨١ من المجموع رقم ٦٦٧ شعر). وبعضهم يزيد في أوله: «يا أبو الحسين اقرا الجواب، قال …» إلخ، وله قصة، وسيأتي في الياء آخر الحروف.
-
«اِلْمَيَّهْ تِجْرِي فِي الْوَاطِي» أي: الماء يجري فيما انخفض من الأرض. يُضرَب في الضعيف يعلو عليه الناس ويتحكمون فيه. ويرويه بعضهم: «الميه تركب الواطي.»
-
«اِلْمَيَّهْ تِكَدِّبِ الْغَطَّاسْ» أي: الماء يكذب الغائص فيما يدعه من الحذق والمهارة؛ لأنه إذا غاص فيه ولم يكن كما يدعي غرق وظهر كذبه؛ أي: عند الامتحان يُكْرَم المرء أو يُهَان، وإن كان في معناه زيادة عما في المثل. وبعضهم يروي: «تِبَيِّنْ» بدل تكدب؛ أي: تُظْهِر كذبه من صدقه. وفي معناه من أمثال العرب: «عند الرهان تعرف السوابق.»
-
«اِلْمَيَّهْ تِنْشِرِبْ مِنْ إِيدْ سَاقِيهَا» أي: إنما يُشْرَب الماء من يَدِ مَنْ يليق لمناولته. يُضرَب في أن لكل شيء من يحسن القيام به، فمن يليق لعمل ربما لا يليق لغيره.
-
«اِلْمَيَّهْ فِي الْبِيرْ تِحِبِّ التَّدْبِيرْ» انظر: «إن كنت ع البير …» إلخ في الألف.
-
«اِلْمَيَّهْ فِي كَعْبِ الْبِهِيمْ» المية: الماء. والكعب: العقب. والمراد: في حافر الدابة التي في الدولاب؛ أي: كلما حثثت دابتك وكثرت خطاها في دورانها في الدولاب زاد الماء؛ أي: «لكل مجتهد نصيب» و«مَنْ جَدَّ وَجَدَ.»
-
«اِلْمَيَّهْ لَمَّا تُقْعُدْ فِي الزِّيرْ تِعَطَّنْ» أي: الماء إذا طال مكثه في وعائه أسنَ وفسد وتغيرت رائحته. يُضرَب في أن طول إقامة الشخص في مكان يثقله عند أصحابه ولا سيما إذا كان ضيفًا عليهم.
-
«مَيَّهْ مَالْحَهْ وِوْشُوشْ كَالْحَهْ» المية (بفتحتين مع تشديد الياء): الماء، والوشوش (بكسر الأول أو ضمه): جمع وش (بكسر الأول)، ويريدون به: الوجه. والكالحة: التي ذهب رواؤها؛ أي: المتجهمة الثقيلة. يُضرَب لمن لا خير عندهم.
-
«اِلْمَيَّهْ وِالنَّارْ وَلَا حَمَاتِي فِي الدَّارْ» أي: الماء والحريق في داري أهون عندي من وجود حماتي. والمراد بالماء: الغرق.