حرف الياء
-
«يَا ابْنِي يَا مْهَنِّينِي، جِيتْ بِاللِّيلْ وِرُحْتْ بِاللِّيلْ» يُضرَب لمن يكذب بالشيء وهو لم يره ولم يعرف حقيقته. وأصله على ما يذكرون أن امرأة تحدثت بأمر فكذَّبَها فيه ابنها، وكان جاءها ليلًا وذهب ولم يَرَ شيئًا.
-
«يَا ابُو الْحِسِينْ اِقْرَا الْجَوَابْ. قَالْ: مِينْ يِقْرَا ومِينْ يِسْمَعْ» ويُروَى: «قال: أهي باينه طوالعه.» والأول الموافق لسياق القصة، وهو مما وضعوه على لسان الحيوان، ومرادهم بأبي الحسين: أبو الحصين؛ أي: الثعلب، فرووا أنه كاد للذئب وأوهمه أن معه كتابًا يبيح له الدخول في حظيرة الغنم، فلما دخلاها تركه الثعلب يعبث فيها ووقف على الحائط بعيدًا، ثم جاء صاحب الغنم فأنحى على الذئب ضربًا قَصْدَ قتله، فصاح الذئب بالثعلب أن يقرأ الكتاب فأجابه بذلك. والمقصود بالمثل: لا حياة لمن تنادي، وقد يقتصر بعضهم في روايته على: «مين يقرا ومين يسمع.» وقد تقدم في الميم، وما هنا أوضح مَعْنًى.
-
«يَا أَرْضِ اشْتَدِّي مَا عَلِيكِي قَدِّي» القد: القدر؛ أي: كوني يا أرض شديدة قوية تحتي؛ لئلا تميدي من قوة عزمي وثقل وطأتي عليك، فليس فيك مثلي. يُضرَب للمعجب بنفسه وقوته المختال بين الناس، وفي معناه قولهم: «يا أرض ما عليكي إلا أنا.»
-
«يَا أَرْضِ انْشَقِّي وِابْلَعِينِي» يُضرَب في حالة الخجل التي تحمل الإنسان على إخفاء نفسه.
-
«يَا أَرْضْ مَا عَلِيكِي إِلَّا انَا» يُضرَب لشديد الإعجاب بنفسه الذي لا يرى لغيره مزية عليه، وهو في معنى: «يا أرض اشتدي ما عليكي قدي.»
-
«يَا اشُخ في زِيرْكُمْ يَا ارُوحْ مَا اجِي لْكُمْ» يا هنا بمعنى: إما؛ أي: إما أن أبول في زيركم وأكدر ماءكم، وإما لا أجيء إليكم. يُضرَب للمتعنت في الشيء يَضُرُّ سواه ولا ينفعه.
-
«يَا اللِّي بِتِغْمِزْ فِي الظَّلَامْ مِينْ حَاسِسْ بكْ؟» الظلام مما يستعملونه في الأمثال ونحوها، ويقولون في غيرها: الضَّلمة (بفتح فسكون)؛ أي: يا من يغمز بعيونه في الظلام من ترى يراك أو يستشعر بغمزك؟ يُضرَب في العمل يُعْمَل خفية فيذهب سُدًى لا يراه أحد.
-
«يَا اللِّي زَيِّنَا تَعَالُوا حَيِّنَا» أي: يا من هم مثلنا، تعالوا إلى حينا، يعاشر بعضنا بعضًا، واتركوا من لا يماثلكم تُرِيحُوا أنفسكم.
-
«يَا اللِّي قَاعْدِينْ يِكْفِيكُوا شَرِّ الْجَايِّينْ» أي: أَيُّهَا القاعدون كُفِيتُم شر الآتين. يُضرَب في القوم القادمين يُنْتَظَر منهم الشر.
-
«يَا امُّ الَاعْمَى رَقَّدِي الَاعْمَى. قَالِتْ: أُمِّ الَاعْمَى أَخْبَرْ بِرْقَادُهْ» يُضرَب فيمن يرشد إنسانًا في أمر وهو أخبر منه به مستغنٍ عن إرشاده فيه.
-
«يَابَا عَلِّمْنِي التَّبَاتْ. قَالْ: تَعَ فِي الْهَايْفَه وِاصَّدَّرْ» يابا؛ أي: يا أبا، والمقصود: يا أبي. والتبات: تبات الوجه، وهو مُحَرَّف عن الثبات، ويريدون به: صفاقة الوجه، ويُروَى: «علمني السداغة.» وهي في معناه، وأصلها الصداغة؛ أي: صفاقة الصدغ. ويُروَى: «الفارغة» بدل الهايفة، ومعناهما واحد؛ أي: الأمر التافه. وقولهم: «تَعَ» مختصر من تَعَالَى. والمراد: أن تَصَدُّر المرء واهتمامه في الأمر التافه دلالة على صفاقة وجهه.
-
«يَابَا عَلِّمْنِى الرَّزَالَهْ. قَالْ: اللِّي تْقُولُهْ عِيدُهْ» الرزالة صوابها «بالذال المعجمة»، ومعناها في اللغة: الرداءة والخساسة، والعامة تريد بها الثقل والفدامة وتجعل ذالها زايًا؛ أي: قال لأبيه: يا أبي علمني كيف أكون فدمًا ثقيلًا على النفوس. فقال: الذي تقوله أَعِدْه يمجك الطامعون. يُضرَب في أن الحديث المُعَاد أثقل الأشياء على النفوس.
-
«يَابَا قُومْ شَرَّفْنَا. قَالْ: لَمَّا يْمُوتِ اللِّي يِعْرَفْنَا» يابا؛ أي: يا أبي. وانظر معناه في: «قال: يا أبويا شرفني …» إلخ في حرف القاف.
-
«يَا بَانِي فِي غِيرْ مِلْكَكْ يَا مْرَبِّي فِي غِيرْ وِلْدَكْ» انظر: «يا مربي في غير ولدك …» إلخ.
-
«يَا بَانِي يَا طَالِعْ، يَا فَاحِتْ يَا نَازِلْ» الطالع: الصاعد. والفاحت: الحافر، والمعنى: فاعل الخير والساعي فيه للناس مثله كمثل الباني عمله في صعود. وأما فاعل الشر فهو كالحافر في الأرض يعمل على نزوله وانحطاطه بين الناس، وبعضهم يرويه: «الباني طالع والفاحت نازل» أو «الفاحر نازل والباني طالع.» وقد تَقَدَّمَ في الفَاء.
-
«يَا بَخْتْ مِنْ بَكَّانِي وِبَكَّى النَّاسْ عَلَيَّ، وِيَا ويلْ مِنْ ضَحَّكْنِي وَضَحَّكِ النَّاسْ عَلَيَّ» المراد: إني أشكر من أدبني ونصحني ولو أبكاني وأبكى الناس عليَّ، وأبغض من أضحكني وجاراني على ما أنا فيه حتى أصل إلى حالة يضحك الناس عليَّ فيها. يُضرَب في الحث على قبول النصيحة، ولو كانت مُرَّة وشكر الناصح. وقولهم: يا بخت، يريدون: ما أكثر حظ من بكاني؛ لما يناله من حسن الذكر في الدنيا والأجر في الآخرة على ما أولانيه من النصح. والعرب تقول في أمثالها: «رهبوت خير من رحموت.» ويُروَى: «رهبوتي خير من رحموتي.» أي: لَأَنْ ترهب خير من أن ترحم. وتقول أيضًا في المعنى: «فرقًا أنفع من حب.» وأول من قال هذا الحجاج. وفي المخلاة لبهاء الدين العاملي: «من بذل لك نصيحة فاحتمل غضبه.»١
-
«يَا بَخْتْ مِنْ قِدِرْ وِعِفِي» البخت: الحَظُّ؛ أي: ما أعظم حظ من قدر وعفا. يُضرَب للحث على العفو عند المقدرة، وفي معناه من الأمثال القديمة الواردة في العقد الفريد لابن عبد ربه: «أحق الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.»٢ وفي مجمع الأمثال للميداني: «خير العفو ما كان عن القدرة.» وقال الشاعر:اُعْفُ عَنِّي فقد قَدَرتَ وخيرُ الــعفوِ عفوٌ يكونُ بعدَ اقتدارِ
-
«يَا بَخْتْ مِنْ كَانِ النِّقِيبْ خَالُهْ» البخت: حسن الحظ. يُضرَب لمن كان له قريب عظيم ينفعه في أموره فيعلو شأنه بسببه.
-
«يَا بَخْتْ مِنْ يَاكُلْ مِنْ قُرصُهْ وِيْآنِسِ النَّاسْ بِحِسُّهْ» البخت: الحظ. والحس: الصوت؛ أي: ما أعظم حظ من لا يشارك الناس في طعامهم، ويقتصر على إيناسهم بحديثه، فإنه يكون محبوبًا عندهم غير ثقيل عليهم، وقد جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع وهو عيب.
-
«يَا بَدرْ شَمْسَكْ نُصِّ اللِّيلْ» أي: يا بدر، ضياؤك واضح نصف الليل كأنه ضياء الشمس. يُضرَب للأمر الواضح الظاهر لجميع الناس، وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «ظهرك عند نصف الليل.»٣ وفي معناه: «على عينك يا تاجر.» والعرب تقول في أمثالها: «ليس على الشرق طخاء يحجب.» أي: ليس على الشمس سحاب. يُضرَب في الأمر المشهور الذي لا يخفى على أحد.٤
-
«يَا بَصَلْ أَحْلَى مِ الْعَسَلْ. قَالْ: أَهُو بِعُيُونِ النَّاسْ» أي: قال أحدهم: هذا البصل أحلى مذاقًا من العسل، فقيل له: ها هو ذا في الأيدي ومرئي للعيون فلندع الحكم فيه للناس ونترك مجادلتك في زعمك الكاذب. يُضرَب في وصف شيء بخلاف حقيقته مع ظهورها للناس وعدم احتياجها إلى الجدال.
-
«يَا تَابِعِ الزُّولْ يَا خَايِبِ الرَّجَا» أي: من يجعل حكمه قاصرًا على حسن المنظر والهيئة قد يخطئ اغترارًا بالظاهر.
-
«يَا جَارِ الدَّهْرْ اِحْزَنْ لِي شَهْرْ» أي: أيها المجاور لي دهرًا طويلًا، أما كان من المروءة وحق الجوار أن تحزن لحزني شهرًا واحدًا. يُضرَب فيمن لا يرعى حق المودة والصحبة القديمة في ذلك.
-
«يَا جَالْ يَا جَالْمَدِي» أصله من «كلمك» بالتركية بالكاف المعقودة كالجيم المصرية، وهو مصدر معناه المجيء، والماضي المثلث منه «كلدي»؛ أي: جاء، والمنفي «كلمدي»؛ أي: لم يجئ. ويا هنا يريدون بها: إما؛ أي: ذلك الشيء إما يحصل وإما لا يحصل. يُضرَب للشيء لا يُجْزَم بوقوعه، يقولون: فعلت كذا يا جال يا جلمدي؛ أي: فعلته مجازفًا ولا أدري أيصيب سهمي ويحصل المراد أم يخطئ فلا يحصل.
-
«يَا جَايْ بِاللِّيلْ وِتِتْعَتَّرْ تَعَالَى بِالنَّهَارْ وِشُوفْ» أي: أيها المتجشم الأهوال والآتي ليلًا اهتمامًا بذلك الشيء، الأولى لك أن تأتي نهارًا لتراه، فتعرف أنه لا يستحق كل ذلك. يُضرَب للشيء يُهْتَم به وتُرْكَب له الصعاب وهو لا يستحق.
-
«يَا حَامِلْ هَمِّ النَّاسْ، خَلِّيتْ هَمَّكْ لِمِينْ؟» خليت؛ أي: تركت. يُضرَب لمن يهتم بأمور الناس وينسى أمر نفسه.
-
«يَا حِدَّايَه، اِلصَّقْرْ وَرَاكِي» الحدايه (بكسر الأول وتشديد الثاني): الحدأة. يُضرَب لمن يكون وراءه من يفسد عمله ويضره ويضيع عليه مغنمه.
-
«يَا حْمَارْ، اِلْعِرْسْ بِيِدْعِيكْ. قَالْ: يَا لْسُخْرَهْ يَا لْكَبِّ تُرَابْ» أي: قيل للحمار: إنهم يدعونك للعرس، فقال: ما لمثلي وللعرس، وإنما أُدْعَى لتسخيري لركوبهم، أو لحمل التراب والقمامات وإلقائها بعيدًا عنهم. يُضرَب للشخص المُسْتَهَان به الذي لا يُؤْبَهُ له، ولا يُلْتَفَت إليه إلا عند الاحتياج له والانتفاع بعمله.
-
«يَا خَالْتِي خَلْخَلِينِي وِدُخَّانْ بِيتِكْ عَامِينِي» خلخليني اشتقوه من لفظ الخالة وصاغوه كذلك، والمعنى: تَمُنِّينَ عليَّ بقرابتك، وتكثرين من قولك: أنا خالتك، مع أنك لا تحسنين معاملتي، ولا ينالني منك إلا كل مكروه وامتهان حتى أعماني دخان دارك وأنا أعدُّ لك طعامك، فما الفائدة من مَتِّلِك إليَّ بالقرابة وتبجحك بها عليَّ كل حين؟ يُضرَب لمن يعامل أقاربه هذه المعاملة.
-
«يَا خَبَرْ بِجْدِيدْ. قَالْ: بُكْرَهْ يِبْقَى بَلَاشْ» الجديد (بكسر أوله والأصح فتحه): نوع من النقود كانوا يتعاملون به. وبُكره (بضم فسكون): غدًا. وبلاش (بفتح الأول): بلا شيء، والمعنى: من يشتري خبرًا بجديد؟ فقيل: لا أحد لأنه غدًا ينتشر ونسمعه مجانًا؛ أي: سننتظر قليلًا حتى يأتينا به من لم تزود. وفي معناه قولهم: «يا شاري الخبر بشريفي بكره يبقى بلاش.» يُضرَب في أن الأخبار لا تخفى، فما خفي اليوم سيظهر غدًا. وانظر قولهم: «يا عم يا مزين …» إلخ.
-
«يَا خِيبَهْ خَيِّبِيهْ. قَالِتْ: أَدِينِي بِالجِهْدْ فِيهْ» ويُروَى: «خيبيها» و«فيها» بالتأنيث، وعاداتهم في مثل الخيبة — أي: فيما هو مفتوح الأول وثانيه مثناة تحتية ساكنة — أن يميلوه، ولكنهم أبقوا الفتحة هنا فيه ولم يميلوا، ومعنى الخيبة عندهم: البلادة والحمق؛ أي: عكس ما يريدونه من الشطارة، والمعنى: قيل للبلادة: عليك به، فقالت: أنا فيه بالجهد لا أحتاج لتوصية. يُضرَب لمن بلغ في ذلك مبلغًا عظيمًا.
-
«يَا دَاخِلْ بِينِ الْبَصَلَه وْقِشْرِتْهَا مَا يْنُوبَكْ إِلَّا صَنِّتْهَا» يرادفه: «من تعرض لما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.»
-
«يَا دَاخِلْ بِينِ الْمِسْكْ وِالرِّيحَهْ مَا يْنُوبَكِ الَّا الْفِضِيحَةْ» الريحة (بكسر الأول): الرائحة، والمراد: من دخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه، ولعلهم يريدون بالفضيحة أنك تُفْتَضَح برائحتك أيها الزاج بنفسه بين الروائح الزكية.
-
«يَا دَاخِلْ بَلَا مَشْوَرَهْ، إِنْ مَا مَسْخَرَكِ الرَّاجِلْ تِمَسْخَرَكِ الْمَرَهْ» أي: يا داخل دار قوم بلا إذنهم قد عرضت نفسك للإهانة، فإن لم تسخر منك الرجال سخرت منك النساء.
-
«يَا دَخْلِتِي عَلَى اللِّي مَا يْرِيدُونِي لَا سَلَامَاتْ وَلَا وَحَشْتُونِي» السلامات: التحيات؛ أي: ما أسوأ دخولي على من لا يريدني وأشد إيلامه لنفسي؛ لما ألاقيه من إعراضه وإهماله التحية.
-
«يَا دُومْ، مِلَّا لَكْ يُومْ» الدوم: شجر معمر يشبه النخل له ثمر معروف يُؤْكَل. تسمية العرب: المُقْل (بالضم). وملا أصلها: ما هو إلا، ويستعملونها بمعنى: ناهيك، كقولهم: ملا راجل؛ أي: ناهيك به من رجل، والمراد: يا دوم لا يغرك طولك وصلابتك، فسوف يكون لك يوم ناهيك به من يوم يحطمك الزمان فيه. يُضرَب في أن كل شيء فانٍ.
-
«يَادِي الشِّيلَهْ يَادِي الْحَطَّهْ، رُحْتْ عَلَى جَمَلْ وِجِيتْ عَلَى قُطَّهْ» هو من قبيل التَّهَكُّم؛ أي: ما أعظم هذا السير وهذا النزول في المراحل، فإنك ذهبت على بعير وعدت راكبًا هرة؛ أي: عدت أصغر شأنًا مما كنت، فما كان أغناك عن كل هذا. يُضرَب لمن يحاول أمرًا يعلو به ويجهد نفسه لنواله فيصيبه عكس ما أراد. وهو قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «راحت على جمل وجات على قطة. قال: ما لذي الشيلة إلا ذي الحطة.»٥
-
«يَا رِيتِ الطَّلْقْ كَانْ ملَانْ» يا ريت (بالإمالة) أي: يا ليت. والمراد: ليت الطلق الذي تكبدته كان ذا فائدة وأتيت بغلام، أو أتيت بجارية سوية الخلق، ولم يولد المولود ميتًا أو مشوهًا. وقولهم: «ملان» محرف عن ملآن. يُضرَب في الأمر الشاق تكون نتيجته الخيبة. وانظر في الألف قولهم: «إياك على الطلق ده يكون غلام.»
-
«يَا رِيتِ الْفِجْلْ يِهْضِمْ رُوحُهْ» يا ريت (بالإمالة) محرفة عن: يا ليت. والفجل معروف يسبب الجشاء لمن أكله فيزعمون أنه يهضم الطعام. والمعنى: ليت الفجل هضم نفسه ولم يتعبنا فذلك يكفينا منه، ولسنا طامعين في هضمه لغيره من الأطعمة. يُضرَب لخيبة الأمل فيما يُظَنُّ به النفع، فيتمنى النجاة من ضرره. والصواب في هذا المثل: «ليت الفجل يهضم نفسه.» وهو من أمثال فصحاء المولدين التي أوردها الميداني في مجمع الأمثال.
-
«يَا زَايْرِينْ بِيهْ وِانْتُوا تِشْتِهُوهْ. اقْعُدُوا جَنْبِ الْحِيطَانْ وِكْلُوهْ» بيه يريدون «به» فأشبعوا الكسرة؛ أي: أيها الزائرون بالهدية وأنتم تشتهونها، الأَوْلَى بكم أن تأكلوها، فلسنا في حاجة إليها. يُضرَب لمن يهب شيئًا ونفسه تشتهيه.
-
«يَا سِيدْنَا دَمَوِيَّة تْقَدِّدْ لُوحَكْ، بِدَالْ مَا تْعَدِّلْ عَ النَّاسْ عَدِّلْ عَلَى رُوحَكْ» الدموية ويسمونها بضربة الدم: مرض مميت. وتقدد معناه: تصيب. واللوح يراد به: الجسم. وبدال (بكسر الأول) محرَّف عن بدل. وتعدل: تنتقد. والروح: النفس؛ أي: أرجو أن تصاب بمرض يُمِيتُك. والمراد الدعاء عليه لسوء فعله؛ لأنه ينتقد الناس وفيه أعظم مما فيهم. يُضرَب للفضولي المنتقد، وهو غير سالم مما يعيب الناس به.
-
«يَا شَارِي الْخَبَرْ بِشْرِيفِي بُكْرَهْ يِبْقَى بَلَاشْ» الشِّرِيفي: (بكسرتين وصوابه بفتح الأول): مُحَرَّف عن الأشرفي، وهو نقد كانوا يتعاملون به منسوب للملك الأشرف، والمعنى:سَتُبْدِي لَكَ الْأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلًاوَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وفي معناه قولهم: «يا خبر بجديد، قال: بكره يبقى بلاش.» وانظر قولهم: «يا عم يا مزين …» إلخ.
-
«يَا شَايْفِ الْجَدَعْ وِتَزْوِيقُهْ يَا تَرَى هُوَّ فِطِرْ وَالَّا عَلَى رِيقُهْ» الجدع: الشابُّ. والشوف: الرؤية؛ أي: لا يغرَّك ما تراه من زينته ومظهره وابحث عنه، فلعله لم يجد طعامًا يسد به جوعه. يُضرَب للحسن الظاهر وهو على فاقة. ويُروَى: «ما يعجبك الباب وتزويقه، صاحبه فطر وَالَّا على ريقه؟» وقد تقدم في الميم.
-
«يَا طَابْ يَا اتْنِينْ عُورْ» انظر: «طاب ولا اتنين عور؟»
-
«يَا طَالِبِ الْعَلَا يَا خَايْبِ الرَّجَا» المقصود: ما دام رجاؤك خائبًا فلا تتشبث بطلب المعالي.
-
«يَا عُقْرْ جِمِّيزْ يَا طَرْحِ الشِّتَا» يريدون بعقر الجميز: ثمره الذي يأتي عليه الشتاء فيضمر، ويعبرون عن ضموره بقولهم: جرمز. يُضرَب للضئيل الضامر الذي أنهكه المرض.
-
«يَا عَم يَا مْزَيِّنْ، شَعْرِ رَاسِي اسْوَدِّ وَالَّا ابْيَض؟ قَالْ: دِي الْوَقْتْ يِنْزِلْ عَلِيكْ وِتْشُوفُهْ» المقصود: ما تعجلك في سؤال الحلاق عن لون شعرك، وبعد قليل سيقع عليك بعد قصه وتراه؟ يُضرَب في أن ما لا بد من ظهوره سيظهر. وانظر قولهم: «يا خبر بجديد …» إلخ.
وقولهم: «يا شاري الخبر بشريفي …» إلخ.
-
«يَا عِينْ إِنْ شُفْتِي مَا رِيتِي، وِانْ شَهِّدُوكِي قُولِي كُنْتْ فِي بِيتِي» الشوف: الرؤية والنظر؛ أي: يا عيني، إن كنتِ رأيت شيئًا فكوني كمن لم يَرَهُ، وإذا استشهدوك عليه فقولي: كنت في داري ولم أحضر. يُضرَب في عدم التعرض لشئون الناس وتجنب القيل والقال.
-
«يَا عِينُهْ يَا حَوَاجْبُهْ. قَالْ: أَهُو عَلَى دِكِّةِ الْمِغَسِّلْ» أي: لا تُطْرُوه وتَذْكُرُوا محاسنه فإنه لم يزل على سرير الغسل بعد، فانظروا قبل أن يُقْبَر، وذلك أن من عادة الناس مدح من مات، وهو أمر مشهور. قالت العامة فيه: «بعد ما راح المقبره بقي في حنكه سكره.» وقد تقدم في الموحدة. وقالت أيضًا: «يموت الجبان يبقى فارس خيل.» وسيأتي. وبعضهم يرويه: «يا عيونه يا حواجبه. قال: على دكة المغسل يبان»، والرواية الأولى أدل على المعنى.
-
«يَا غْرَابْ هَاتْ بَلَحَهْ. قَالْ: دَا قِسَمْ. قَالْ: قِسْمِتِي بِينْ إِيدِيكْ» أي: يا غراب أعطني تمرة مما تأكله، فقال: هذه قِسَم لا يأخذها إلا من قُسِمَتْ له، فقال: وهذه قسمتي بين يديك فأعطنيها. يُضرَب لمن يعتذر بعذر غير مقبول. وبعضهم يروي: لقح، بدل هات، ويريدون بها: ارْمِ.
-
«يَا فَاحِتِ الْبِيرْ وِمْغَطِّيهْ لَا بُد مِنْ وُقُوعَكْ فِيهْ» ويُروَى: «وموطيه» بدل مغطيه، وكلاهما صحيح؛ أي: من حفر بئرًا لأخيه وقع فيها، والمقصود: من سعى في إيذائه ونصب له المكايد، ويرادفه من الأمثال العربية: «من حفر مُغَوَّاة وقع فيها.» والمغواة (بضم ففتح مع تشديد الواو): بئر تُحْفَر وتُغَطَّى للضبع والذئب ويُجْعَل فيها جدي، وتُجْمَع على مُغَوَّيات. ولبعضهم في المعنى:قُلْ لِلَّذِي يَحْفِرُ بِئْرَ الرَّدَىهَيِّئْ لِرِجْلَيْكَ مَرَاقِيهَا
أي: لا بد من وقوعك فيها؛ فلا تَنْسَ تهيئة مَرَاقٍ بها تصعد عليها.
وقال آخر:
ومَنْ يَحْتَفِرْ فِي الشَّرِّ بِئْرًا لغيرِهِيَبِتْ وَهْوَ فَيها لا مَحَالَةَ وَاقِعُ٦ -
«يَا فَرْحَانَهْ بِالْهِدِيَّهْ، يَا كُل مَلْهِيَّهْ» أي: أيتها المسرورة بالهدية، لقد ألهاك الفرح بها عما تقتضيه من إهداء مثلها يومًا لمن أهداها. يُضرَب لمن يلهيه الظَّفَرُ بالشيء عما وراءه.
-
«يَا فَرْحِةِ الْعِوَلَا بِلَمِّ الزَّرْعِ لَاصْحَابُهْ» اِلْعِوَلَا (بكسر ففتح): جمع عَوِيل (بفتح فكسر)، وهو عندهم: الوضيع العالة على الناس؛ أي: ما أشد فرح مثله بما ليس له من فضوله.
-
«يَا فَرْحَة مَا تَمِّتْ خَدْهَا الْغُرَابْ وِطَارْ» يُضرَب في نوال شيء والسرور به ثم سرعة ذهابه وفقده. وللشيخ أحمد الزرقاني شيخ أدباء العصر من نوع المواليا:ليه كل ما نصطلح ونصرف الأكدارْتعمل معايا عمايل تدهش الأفكارْكنا فرحنا وقلنا نبلغ الأوطارْأهو الحبيب اصطلح والوقت باعدناوالدهر أصبح بطيبِ الصفو واعدنالحظة وشفنا حبيب القلب باعدنايا فرحة ما بدت خدها الغراب وطارْ
إلا أنه غيَّر «تمت» ببدت للوزن.
-
«يَا فَرْعُونْ ميِنْ فَرْعَنَكْ؟ قَالَ: مَا لَقِيتْشْ حَدِّ يْرُدِّنِي» الفرعنة عندهم: التَّجَبُّرُ والعُتُوُّ؛ أي: قيل لفرعون موسى: من ساعدك على جبروتك وعتوك حتى ادعيت أنك الرب الأعلى؟ فقال: لم أجد أحدًا يردني في أول الأمر فتماديت. يُضرَب على أن عدم وجود الناصح في أول الأمر مما يحمل على التمادي فيه.
-
«يَا فِي الْخَشَبْ يَا فِي السَّلَبْ» الخشب يريدون به هنا: الجِمَال، والسلب: جمع سَلَبَة (بفتحتين)، وهي الحبل تُرْبَط به الأحمال؛ أي: إما أن تقع المصيبة في الجمال فتميتها، وإمَّا في الحبال فتقطعها، فإذا أصابت الحبال فاحمد الله على أخفِّ الضررين.
-
«يَا قَاري العِلْمْ عَند الجَاهلين حَرَامْ» ليس المقصود النهي عن تعليم الجاهل وإرشاده، وإنما المقصود أن مذاكرته بما لا يعلم مضيعة للعلم وللوقت.
-
«يَا قَاعْدِينْ يِكْفِيكُوا شَرِّ الْجَايِّينْ» انظر: «يا اللي قاعدين …» إلخ.
-
«يَا فَانِي الْأَرْوَاحْ كُونْ عَلِيهْ نَوَّاحْ» هكذا يقولون «عليه» مع أن الأرواح جمع؛ أي: يا من يتخذ الحيوان ويقتنيه، كن شفوقًا عليه وتعهده بالمأكل والمشرب.
-
«يَا قَلْبْ يَا قَفَصْ يَامَا فِيكْ مِنْ غُصَصْ» أي: لئن سكت على ما أرى فقلبي كالقفص مُنْطَوٍ على غصص منه. وفي معناه: «يا قلب يا كتاكت ياما فيك وِانْتَ ساكت.» وسيأتي. يُضرَب في السكوت على ما يغص.
-
«يَا قَلْبْ يَا كَتَاكِتْ يَامَا فِيكْ وِانْتَ سَاكِتْ» كتاكت: لفظ أتوا به للسجع؛ أي: يا قلب ما أكثر ما فيك من الغصص وأنت ساكت لا تشكو ولا تتكلم. ويُروَى: «يا قلب يا كتكت اسمع الكلام واسكت.» أي: اسمع واصبر على غيظك. ويروي بعضهم فيه: «يامَا انْتَ شايف وبتسكت.» أي: ما أكثر ما تراه ثم تسكت. يُضرَب في السكوت والصبر على ما يغص. وفي معناه قولهم: «يا قلب يا قفص، ياما فيك من غصص.» وقد تقدَّم.
-
«يَا قَلْبْ يَا كُتْكُتْ اسْمَعِ الْكَلَامْ وِاسْكُتْ» انظر: «يا قلب يا كتاكت …» إلخ.
-
«يَا قَنْدِيلِينْ وِشَمْعَةْ يَا فِي الضَّلْمَةْ جُمْعَهْ» يا هنا بمعنى: إمَّا؛ أي: إِمَّا أن يوقد قنديلين وشمعة، وإما أن يبقى في الظلمة ولو يمضي عليه أسبوع فيها. يُضرَب للأخرق المتعنت الذي يحرم نفسه من الشيء إذا لم يظفر بالكثير منه. ويُضرَب أيضًا للأخرق الذي لا يلائم بين أحوال، فيسرف أحيانًا ويمسك أحيانًا بلا سبب.
-
«يَا قُوْمْ لُكُمْ يُومْ» أي: لا تغتروا بما أنتم فيه فالأحوال تتبدل.
-
«يَاكُلْ خِيُرُهْ وِيِعْبِدْ غِيرُهْ» يُضرَب لمن ينسى فضل المفضل ويطيع غيره.
-
«يَاكُلْ وِيِشْرَبْ وِوَقْتِ الْحَاجَةْ يِهْرَبْ» معناه ظاهر، ومثله: «في الأكل سوسة وفي الحاجة متعوسة.» وقد تقدم في الفاء.
-
«يَاكْلُوا الْهِدِيَّةْ وِيِكْسَرُوا الزِّبْدِيَّةْ» انظر: «أكلوا الهدية …» إلخ. في الألف.
-
«يَا كْنِيسْةِ الرَّبْ، اِللِّي فِي القَلبْ فِي الْقَلْبْ» انظر في الألف: «اللي في القلب في القلب يا كنيسة.»
-
«يَامَا ارْخَصَكْ يَا كُورْ عَنْدِ اللِّي اشْتَرَاكْ» يُضرَب فيمن يملك شيئًا لا يعرف قيمته لجهله به. وسبب المثل على ما يروون: أن حدادًا كان له كير قديم مُهْمَل في ناحية من حانوته، فكان يضع فيه ما يقتصده من ربحه، ثم غاب عن الحانوت يومًا فباعه أجيره بثمن بخس وظن أنه أحسن عملًا ببيعه لعدم الحاجة إليه، فَوَجِدَ الحداد وجدًا عظيمًا على ضياع نقوده، وصار من دأبه أن يتغنى في عمله بقوله مسليًا لنفسه: «اترك الهم ينساك، وإن افتكرته ضناك، ياما ارخصك يا كور عند اللي اشتراك.» ثم يقول للغلام: انفخ يا ولد.
-
«يَا مْآمْنَهْ لِلرِّجَالْ يَا مْآمْنَهْ لِلْمَيَّهْ فِي الْغُرْبَالْ» أي: المآمنة للرجال في وفائهم لنسائهم كالتي تأمن على الماء في الغربال، وهو من أمثال النساء يَضْرِبْنَهُ في عدم الركون إلى ما يظهره أزواجهن من الوفاء لهن. وانظر في الشين المعجمة: «شال المية بالغربال.»
-
«يَامَا تَحْتِ السَّواهِي دَوَاهِي» انظر: «الساهي تحت راسه دواهي.»
-
«يَامَا جَابِ الْغُرَابْ لُامُّهْ» هذا مثل يقصدون به التهكم بالولد المدعي البِرَّ بوالديه؛ لأن الغراب لا يأتي لأمه بشيء.
-
«يَامَا الْحِج مَرْبُوطْ لُهْ جِمَالْ» الحِجُّ (بكسر الأول صوابه فتحه). يُضرَب للشيء يُتَوَقَّع حصوله وقد استعدوا له.
-
«يَا مَاشِي عَلَى السِّكَّه وْمِتْعَنِّي، مَا انْتَ عَارِفْ إِيهْ يِنْبِي عَنِّي» أي: أيها السائر على الطريق قصدًا واستطلاعًا لأحوال الناس، إنك لا تعلم شيئًا ينبئك عن حقيقة ما أنا عليه. ومتعني معناه: قاصد. ويقولون: فلان عمل الشيء بالعنية (بكسر فسكون) أي: فعله قصدًا. يُضرَب في أن الكثير من حقيقة الناس تخفى؛ أي: رب ظاهر لا يدل على باطن.
-
«يَامَا فِي الْجِرَابْ يَا حَاوِي» الحاوي: الحواء المُشَعْبِذ، وهو عادة يخفي في جرابه أدوات شعبذته وما معه من الحيات، فيخرج منها ما يشاء وقت لعبه؛ أي: ما أكثر ما في جرابك أيها الحواء وإن كان خافيًا عنا. يُضرَب لمن يحوز الكثير ويخفيه فلا يظهر منه إلا ما يريده في وقته، وقد يراد به العلم والاطلاع وحسن الرأي، أو المكر والخديعة تكون خافية في الشخص، ثم يبدو منها ما يناسب مقتضى الحال.
-
«يَامَا فِي الْحَبْسْ مَظَالِيمْ» أي: ما أكثر من يُسْجَنُون ظلمًا وهم أبرياء. يُضرَب في ذلك وعند اتهام شخص بشيء لم يفعله أو قول لم يَقُلْهُ.
-
«يَامَا قُدَّامْكُم يَا حِجَّاجْ» أى: ما أكثر ما هو أمامكم من المتاعب والعقبات في طريقكم يا حجاج، فلا تغتروا بما ترونه من سهولة السفر في أوله. يُضرَب للشيء تُسْتَسْهَل أوائله وفيه متاعب مقبلة.
-
«يَامَا يْجِد يَا وْلَادْ جِد» الجِدُّ (بكسر الأول والصواب فتحه): أبو الأب والأم؛ أي: ما أكثر ما يأتينا منكم مع الأيام أيها الأقرباء أو الأصحاب، والمراد: من المكروه والإساءة.
-
«يَا مَحْلَى طُولَكْ فِي اللِّي مَا هُو لَكْ، كَمَانْ شُوَيَّةْ يِقَلَّعُولَكْ» هو تهكم؛ أي: ما أحلى قوامك في ثوب العارية، ولكن بعد قليل يخلعه عنك صاحبه. ولفظ كمان (بفتح الأول) معناها عندهم: أيضًا، ويريدون بها هنا: بعد. يُضرَب للمختال المتفاخر بعارية لا يملكها. ويرويه بعضهم: «اللي ما هو لك كمان شوية يقلعولك.» وتقدم ذكره في الألف. والعرب تقول في أمثالها: «شرُّ المال القلعة» بسكون اللام وفتحها، ومعناها: المال الذي لا يثبت مع صاحبه، مثل العارية والمُسْتَأْجَر.
-
«يَا مْدَارِي عْمَاصِ النَّاسْ دَارِي عْمَاصَكْ» العُمَاص (بضم أوله) يريدون به: الرمص، وهو الوسخ الأبيض المجتمع في موق العين، وداري معناه: واري؛ أي: أيها المواري عيوب الناس، ابدأ بنفسك ووارِ عيوبها، ثم انظر في إخفاء عيوب غيرك.
-
«يَا مْدَاوِي خِيلِ النَّاسْ حُصَانَكْ مِنْ عَنْدِ زِرُّهْ عَايِبْ» أي: أيها المشتغل بمداواة خيل الناس كان الأَوْلَى بك مداواة فرسك وعيبه ظاهر من مشيه؛ لأنه في زره. ومعنى الزر عندهم عَجْبُ الذَّنَب. يُضرَب لمن يهتم بأمور الناس ويظهر المهارة فيها ويهمل أمور نفسه. وانظر قولهم: «عليل وعامل مداوي.» والعرب تقول في أمثالها: «يا طبيب طب لنفسك.»
-
«يَا مْرَبِّي فِي غِيرْ وِلْدَكْ يَا بَانِي فِي غِيرْ مِلْكَكْ» أي: الذي يُرَبِّي غير أولاده كالباني في غير ما يملك؛ لأن مصيره لغيره، وبعضهم يعكس فيقول: «يا باني في غير ملكك يا مربي غير ولدك.» والصواب ما هنا.
-
«يَا مْزَكِّي، حَالَكْ يِبَكِّي» الزكاة معروفة، وهي ما يخرجه الإنسان من ماله ليطهره به. والمعنى: أيها المتصدق المظهر الغنى، إن ما تخفيه من فقرك وعوزك يبكي. يُضرَب في حسن الظاهر الغرار.
-
«يَا مِسْتِخَبِّيَّهْ صُوتِكْ خَرَقْ وِدْنَيَّهْ» أي: يَا أيتها المتحجبة إظهارًا للصون والحياء، قد أفسدت تحجبك هذا بصياحك وجلبتك حتى كاد صوتك يخرق أذني، فأين ما تدعين من الحياء؟ والوِدن (بكسر فسكون): الأذن، وقد ثَنَّوْهَا هنا رعاية للسجع، والأغلب عندهم جمعها على «ودان» ولو كان المراد التثنية. يُضرَب فيمن يتظاهر بأمر ويأتي بنقيضه.
-
«يَا مِسْتَكْتَرْ، اِلزَّمَانَ اكْتَرْ» أي: يا مستكثر ما هو ماله عليه على الأيام، لا تغتر بذلك، فالأيام أكثر، وستفنيه كما أفنت غيره.
-
«يَا مْعَزِّي بَعْدْ سَنَهْ يَا مْجَدِّدِ الْأَحْزَانْ» يُضرَب للشيء يُعْمَل بعد فوات أوانه، وقريب منه قولهم: «بعد سنة وسِتُّ اشْهر جت المعددة تشخر.» وقد تقدم في الباء. وانظر أيضًا: «بعد العيد ما ينفتلش كحك.»
-
«يَا مِيلْتِي جَاتْنِي دْرِيرْتِي» الميلة (بالإمالة)، ويريدون بها ميل الحال واعوجاجه، والدريرة (بالإمالة أيضًا): تصغير درة، والمراد بها: الضَّرَّة (بفتح الأول)، ويريدون بها في المثل البنت؛ وذلك لأنها تحب التشبه بأمها في كل ما تفعل، وتريد مثل ما عندها من ملبوس وحلي وغيرهما حتى كأنها ضرة لها لا تدعها تنفرد بشيء. وهو من أمثال النساء؛ أي: ما أميل حالي وأسوأ حظي، كنت أظنها بنتًا جاءتني، فإذا بها ضرة تحاكيني وترهقني بما تطلب. يُضرَب للتأفُّف من هذه الحالة.
-
«يَا هَارِبْ مِنْ قَضَايَا، مَا لَكْ رَب سِوَايَا» أي: يا محاول الهرب من القضاء. يُضرَب في الرضا بما قُدِّرَ وقُضِي. وبعضهم يرويه: «يا خارج …» إلخ، والأول أكثر.
-
«يَا هَرُّهْ يَا مَرُّهْ.»٧
-
«يَا وَاخِدِ الصُّغَيَّرْ يَا حَرَامِي السُّوقْ» الحرامي: اللص، ويُرْوَى بدله: «يا سارق السوق»؛ وذلك لأن الدابة الصغيرة رخيصة الثمن، وهي مع ذلك مقبلة بخلاف الكبيرة فإنها مولية، فالذي يشتري الصغير من الدواب وغيرها فكأنما سرق السوق.
-
«يَا وَاخِدِ الْقِرْدْ عَلَى كُتْرْ مَالُهْ، اِلْمَالْ يِفْنَى وِالْقِرْدْ يِفْضَلْ عَلَى حَالُهْ» ويُروَى: «قاعد» بدل يفضل. يُضرَب في أن العبرة بقيمة الشخص في نفسه لا بثرائه الفاني.
-
«يَا وَاخِدْ مَغْزِلْ جَارَكْ، رَاحْ تِغْزِلْ بُهْ فِينْ؟» أي: أيها السارق مغزل جارك، أين تريد أن تغزل به وهو يراك لقربه منك؟ وقد قالوا في معناه: «الحرامي الشاطر ما يسرقش من حارته.» وقد تقدم في الحاء المهملة.
-
«يَا وَاخِدْ نِدَّكْ عَلَى قَدَّكْ يَا طَالِعْ بَطَّالْ» يا هنا بمعنى: إما؛ أي: إما أن تتخذ رفيقك وتختاره من أندادك فتحمد صحبته، وإما ألَّا تفعل فَتُسَاء في الصحبة. وبعضهم يروي فيه: «يا طالع بلاش.» أي: بلا شيء، وفي معناه: «من عاشر غير بنكه دق الهم سدره.» وبعضهم يقتصر في المثل على قوله: «خد ندك على قدك.» وانظر قولهم: «ماشي ندك وامشي على قدك.»
-
«يَا وَاخْدَهْ جُوزِ الْمَرَهْ يَا مَسْخَرَةْ» أي: أيتها المغرية الرجل على التزوج بها وهو متزوج بأخرى، لقد جعلت نفسك سخرية بين النساء، وكان لك مندوحة عنه في الأعزاب الخالين، وهو من أمثال النساء.
-
«يَا وَاخْدُهْ كُلُّهْ يَا فَايْتُهْ كُلُّهْ» أي: يا آخذ الشيء جميعه ومستحوذًا عليه، إنك ستتركه كله بعد حين كذلك، ولا يتبعك شيء منه إلى القبر.
-
«يَا وِحْشَهْ كُونِي نِغْشَهْ» الوحشة (بكسر فسكون): القبيحة، والنِّغْشَة بهذا الوزن: المداعبة الكثيرة المغازلة؛ أي: إذا كنت قبيحة الوجه لا يقبل عليك أحد فكوني حسنة الدعابة كثيرة المغازلة تجتذبي إليك القلوب. يُضرَب للدَّمِيم يستعيض عن الحُسْن بالدعابة وخفة الروح للقبول عند الناس.
-
«يَا وِدْنْ طِنِّي كُل سَاعَهْ خَبَرْ» الودن (بكسر فسكون): الأذن؛ أي: طني يا أذن بالصوت، والمراد: ليطن بك الصوت، فإن الأخبار كثيرة هذه الأيام. يُضرَب للأخبار الغريبة تكثر. وقد نظمه الشيخ محمد النجار قَيِّم الزجل بمصر في مطلع زجل نظمه إبان الثورة العرابية بمصر، فقال:العفوُ من شِيَمِ الكرام يا زمانْهو كدا يبقى جِزَا من صَبَرْأفضل أقضي العمر في كان ومانيا ودن طني كل ساعة خبرْ
-
«يَا وِيلْ مِنْ دَخَلِ الْأَذَى جَسَدُهْ» الأذى (بفتحتين) يريدون به الداء الذي لا يُنْتَظَرُ شفاؤه؛ أي: ويل لمن ابتلي به.
-
«يَا يِحْرِقُهْ يَا يِمْرِقُهْ» يُضرَب لمن أمره بين الإفراط والتفريط؛ أي: إما أن يحرق الطعام بزيادة النار، وإما أن يُتْلِفَه بزيادة الماء حتى يجعله كالمرق، وهم يقولون: مِرِق (بكسرتين) للشيء إذا كثر ماؤه فَلَان كالعجين ونحوه. وانظر في معناه قولهم: «يِلْبسم لما يقرفم …» إلخ.
-
«يَا يْمُوتِ الْعَبْدْ يَا يِعْتَقُهْ سِيدُهْ» يا هنا بمعنى: إما، والسيد (بكسر فسكون مع التخفيف): السيد المالك، والمراد: لا بد للعبد من الخلاص إما بالعتق وإمَّا بالموت، وهو إحدى الراحتين، فليصبر على ما هو فيه. وقد قالوا في الخلاص بموت الغير: «اصبر على الجار السوء، يا يرحل يا تجي له داهية.» وقد تقدَّم في الألف.
-
«يِبْقَى مَالِي وَلَا يِهْنَالِي» أي: يكون الشيء ملكي والمال مالي ولا أتمتع به. يُضرَب فيمن يُمْنَع عن التمتع بماله. وفي معناه: «المال مال أبونا والغُرب يطردونا.» وقد تقدم في الميم.
-
«يِبِيعِ الْمَيَّهْ فِي حَارْةِ السَّقَّايِينْ» المية: الماء. والحارة الطريق، والمراد بها هنا: المحلة. وفي معناه قولهم: «يبيع الورد على جنَّايينه.» ويرادفها: «كمستبضع التمر إلى هجر.» يُضرَب في وضع الشيء في غير موضعه.
-
«يِبِيعِ الْوَرْدْ عَلَى جَنَّايِينُهْ» أي: يضع الشيء في غير موضعه؛ لأن من يجنون الورد ليسوا في حاجة إلى من يبيعهم إياه، وفي معناه: «يبيع الميه في حارة السقايين.» وقد تقدم. يُضرَب فيمن يضع الشيء في غير موضعه، أو يحاول الإغراب بشيء عند من قتله علمًا.
-
«يَتِّمْهُمْ وِضَرَبْ عَلَى إِيدْهُمْ مَا حَدِّشْ يِرِيدْهُمْ» أي: ضُرب على أيديهم، ويريدون به: كتب على جبينهم؛ أي: قُدِّرَ عليهم. يُضرَب للأولاد اليتماء؛ فإنهم غالبًا ينشئون سيئي الأخلاق لسوء تربيتهم بسبب إهمالهم، فيكونون مُبْغَضِين عند الناس.
-
«يِجْرَحْ وِيْدَاوِي» يُضرَب لمن يسيء في قول أو فعل ثم يحسن مكرًا وخديعة، وهو كقول الشاعر:إنى لأكثر مما سمعتني عجبًايَدٌ تَشُجُّ وأخرى منك تأسُونِيوأصله قول العرب في أمثالها: «يشج ويأسو»، وفي معناه قولهم: «يكلم بيد ويأسو بأخرى.» رأيته في شرح ما أورده الهمداني في كتابه من الأمثال.٨
-
«يِجِيبِ الْكُوَيِّسْ لِأَحْبَابُهْ. قَالْ: كُل شِيءْ بِحْسَابُهْ» يجيب؛ أي: يأتي بكذا، والكُوَيِّس مما استعملوه مصغرًا، والمقصود: الشيء الحسن؛ أي: ما له يأتي بالشيء الحسن لأحبابه ويخصهم به؟ فقال: لست أخصهم به إلا لأنهم ينقدونني ثمنه الذي يستحقه، ولو فعل غيرهم فعلهم لعاملتهم هذه المعاملة. يُضرَب فيمن يُعَاتَب على تخصيص أناس دون آخرين بشيء مع أن سببه ما تقدم.
-
«يِحِبِّ الطَّرْطَرَهْ وَلَوْ عَلَى خَزُوقْ» الطرطرة: العلو. والخازوق: خشبة كانوا يستعملونها في القصاص فيدخلونها في أسفل الرجل فتمزق أحشاءه وتميته. يُضرَب فيمن يحب الشهرة والعلو على الناس ولو كان فيه عطبه. وقد تقدم في الزاي: «زَيِّ مرزوق يحب العلو ولو على خزوق.» وهي رواية أخرى.
-
«يِحْرَمْ عَلَيَّ بِيتِ الْأَهْلِيَّةْ أَحْسَنْ يُقُولُوا الْعَاوْزَهْ جَايَّهْ» هو من قول المتزوجة التي لها دار؛ أي: حرام عليَّ الذهاب إلى دار أهلي لئلا يقولوا: «العاوزة» جاءت؛ أي: المحتاجة للشيء الطالبة له، والمراد: لئلا يظنوا أني جئت طالبة منهم شيئًا أحمله لداري فيتأففوا مني.
-
«يِحْسِدُوا الْعِرْيَانْ عَلَى شْرَايْةِ الصَّابُونْ» أي: يحسدون الفقير على الشيء الذي لا يفيده.
-
«يِحْلِفْ لِي أَسَدَّقُهْ، أَشُوفْ أُمُورُهْ أَسْتَعْجِبْ» أي: يُقْسِم لي على الشيء فأصدقه فيه، ثم أرى أموره وما هو عليه على غير ما أقسم. يُضرَب لمن لا يُصَدَّقُ في قسم أو وعد.
-
«يِخَافْ مِنِ الْخُنْفِسَهْ، وِيِلْعَبْ بِالتِّعْبَانْ» الخنفسة: الخنفساء. والتعبان: الثعبان. يُضرَب للتعجب ممن يَفْزَعُ مما لا ضرر فيه ويلهو بما فيه الخطر.
-
«يِخُش مِنِ الْعَتَبَهْ يِنَشِّفِ الرَّقَبَهْ» يخش؛ أي: يدخل، وينشف الرقبة، يريدون: يجفف الريق من الرقبة؛ أي: يضايق الناس ويُحْرِجُهم، والمعنى: إنه يشرع في مضايقتنا وإحراجنا من ساعة دخوله من الباب علينا، فلا كان ولا كان حضوره. يُضرَب للسيئ الخلق المشاغب في جميع الأوقات.
-
«يِخْلَقْ مِنِ الشَّبَهْ أَرْبِعِينْ» أي: يخلق الله — تعالى — من الأشباه كثيرين. يُضرَب عند التعجب من مشابهة شخص لآخر.
-
«يِخْلَقْ مِنْ ضَهْرِ الْعَالِمْ جَاهِلْ» أي: قد يُخْرِجُ الله من ظهر العالم جاهلًا لا يشبه أباه في فضله. يُضرَب للنجيب يأتي له ولد بعكسه. وقالوا في معناه: «النار تخلف رماد.» إلا أن هذا عامٌّ لا يختص بالعلم والجهل، بل يُضْرَب لكل من يخالف أصله الطَّيِّب العالي وينحطُّ عنه.
-
«يِدِّي الْحَلَقْ لِلِّي بَلَا وْدَانْ» يدي: يعطي. والودان (بكسر الأول): الآذان. يُضرَب لمن ينال شيئًا لا حاجة به إليه، ويُحْرَم مستحقه منه. وفي معناه ما ذكره البلوي في رحلته «تاج المفرق في تحلية علماء المشرق.» قال: مدح أبو الحسن بن الفضل أحد الوزراء بمراكش، وكان أقرع فلم يُثِبْهُ، فقال:أَهْديتُ مَدْحِي للوزيرِ الذيدَعَا به المجدُ فلم يَسْمَعِفَحَامِلُ الشِّعْرِ إليه كَمَنْيُهْدِي به مُشطًا إِلَى أَقْرَعِ
-
«يِدِّيكِي فَرْخَهْ وِتُلْتُمِيتْ خُم» الفرخة (بفتح فسكون): الدجاجة. والخم (بضم الأول وتشديد الميم): مكان مبيت الدجاج؛ أي: يعطيك دجاجة واحدة وثلاثمائة خم، وأي فائدة من كثرة الأمكنة إذا لم يكن عندك ما يملؤها؟
-
«يُرْزُقِ الْهَاجِعْ وِالنَّاجِعْ وِاللِّي نَايِمْ عَلَى وِدْنُهْ» الهاجع: النائم. والناجع: الذي خرج ينتجع ويسعى، وهما مما لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها. والودن (بكسر فسكون): الأذن؛ أي: إن الله — تعالى — متكفِّل بأرزاق الناس على اختلاف أحوالهم.
-
«يُرُوحِ النَّوَّارْ وِيِفْضَلِ الْقَوَّارْ» انظر «راح النوار …» إلخ.
-
«يِسَاعْدَكْ عَ الطَّلَاقْ مِنْ لَا يُحُطِّ الْحَق» يحط؛ أي: يضع، والمراد هنا: يدفع مؤخر الصداق وما يلزم من النفقات؛ أي: إنما يساعدك على تطليق امرأتك من لا شأن له في إنفاق شيء من عنده، ولو كان ملزمًا بدفع شيء لعرقل السير ولم يساعدك. يُضرَب فيمن يساعد على عمل شيء لا يلحقه منه ضرر ولا نفقة، فلا يكترث بما يصيب سواه.
-
«يِسْأَلْ عَنِ الْبِيضَهْ مِينْ بَاضْهَا» يُضرَب للشديد الفحص والتنقيب عن أمور الناس الذي لا يدع صغيرة ولا كبيرة بدون سؤال، حتى البيضة يسأل عن الدجاجة التي باضتها، نعوذ بالله من شر هذا الخُلُق.
-
«يِسِيبِ اللِّي دَبَحْ وِيِمْسِكِ اللِّي سَلَخْ» يسيب؛ أي: يترك، والمراد: يترك من قتل ويمسك بمن هو أقل منه جرمًا.
-
«يِشْكُو بِالطَّشَا وِالْبِيَاتْ بَلَا عَشَا» الطشا: مختصر عن الطشاش، وهو ضعف البصر، وإنما فعلوا فيه ذلك ليزاوج العشا. يُضرَب لمن عادتُهُم كثرة الشكوى من حالهم بغير حق.
-
«يُشُوفِ الْغَنَمْ سَارْحَهْ، يُقُولْ: سَأَلْنَاكُمِ الْفَاتْحَهْ» أي: يرى الغنم خارجة للمرعى فيظنها قومًا خارجين لزيارة وَلِيٍّ، فيسألهم أن يقرءوا له الفاتحة ويدعوا له. يُضرَب للضعيف البصر لا يتبين ما يراه، أو للضعيف البصيرة الأبله.
-
«يِصَلِّي الْفَرْضْ وِيِنْقُبِ الْأَرْضْ» أي: يجمع بين العمل الصالح والطالح فيحافظ على الصلوات الخمس، وهو مع ذلك يغتال ما لغيره ويدأب في البحث عنه كمن يحفر في الأرض ليستخرج دفائنها.
-
«يُصُومْ يُصُومْ وِيِفْطَرْ عَلَى بَصَلَهْ» انظر: «صام وفطر على بصلة» في الصاد المهملة.
-
«يِضْرَبْ فِي زَفَّهْ وِيْصَالِحْ فِي عَطْفَهْ» العطفة (بفتح فسكون): الطريق الضيق، والغالب إطلاقها على غير النافذة، ومعنى المثل: يسيء في العلانية إلى الناس ويشاجرهم ثم يصالحهم في الخفاء. وقد تقدم في المثناة الفوقية: «تخانقني في زفة وتصطلح معايا في حارة؟!» وهي رواية أخرى فيه.
-
«يِطَلَّعْ مِنِ الزِّبِيبَهْ خَمَّارَهْ» ويُروَى: «يعمل» بدل «يطلع» و«الخَمَّارة» (بفتح الأول وتشديد الميم): الحانة؛ أي: يصنع من الزبيبة خمرًا كثيرًا يملأ حانة. يُضرَب لمن يعظم الشيء الصغير، ويستند على السبب التافه لمغاضبة سواه. ومثله: «يعمل الحبة قبة.»
-
«يِطْلَعُوا مِ الْخُص يِخُضُّوا اللِّي يْبُص» الطلوع هنا: الخروج، والخص (بضم أوله): الكوخ، والمراد هنا: مطلق مكان. والخَضُّ: الإِفْزَاع، والبَصُّ: النَّظَر. يُضرَب للبَشِعِي المنظر القباح الوجوه الذين إذا خرجوا من مكانهم أفزعوا من ينظر إليهم بقبح صورهم.
-
«يِعَاوِدِ الطِّيرْ يُقَعْ فِي الْعَسَلْ» الطير هنا: الذباب، وهو كثير الوقوع في العسل وشبهه، كما قالوا في مثل آخر: «الدبان وقعته في العسل كثير.» يُضرَب في أن المتهافت على شيء إذا سلم مرة من غوائله فلا بد له من الوقوع فيها مرة أخرى.
-
«يِعِدُّوا بِالْمِيَّهْ وِيْنَامُوا عَلَى الِابْرَاشْ» انظر: «زَيِّ ضرابين الطوب …» إلخ.
-
«يُعْرُجْ فِي حَارْةِ الْعُرْجْ» أي: يتعارج طلبًا للمساعدة في محلة العرج الذين لا يستطيعون مساعدته. يُضرَب لمن يتظاهر بالعجز طلبًا للمساعدة أمام العاجزين عنها. وفي معناه: «تعرج قدام مكسح؟»
-
«يِعْطِي الضَّعِيفْ لَمَّا يِسْتَعْجِبِ الْقَوِي» أي: يعطي الله — تعالى — الضعيف من القوة بعد اليأس منه حتى يعجب القوي ويحسده، فلا يأس من لطف الله.
-
«يِعْمِلِ الْحَبَّهْ قُبَّهْ» أي: يعظِّم الشيءَ الصغير فيعده كبيرًا؛ ليستند عليه في مغاضبة سواه أو نحو ذلك. وانظر: «يطلع من الزبيبه خماره.»
-
«يِعْمِلْ مِنِ الزِّبِيبَهْ خَمَّارَهْ» انظر: «يطلع من الزبيبه خماره.»
-
«يِعْمِلُوهَا الصُّغَارْ يِقَعُوا فِيهَا الْكُبَارْ» هو قريب من: «ومعظم النار من مستصغر الشرر.» ومن قول المتنبي:وجُرْمٍ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍوَحَلَّ بِغَيْرِ جَانِيهِ الْعَذَابُ
وفي معناه قولهم: «يفتحوها الفيران يقعوا فيها التيران.» وسيأتي.
(انظر مجموعة المعاني رقم ١٦٦ شعر ص١٥٣، ١٥٤، فلعل بها مرادفات شعر لهذا المثل).
-
«يُعُومْ وِيُحْرُسْ ثِيَابُهْ» يُضرَب للمتيقظ لا يشغله شيء عن شيء، والمعنى: يسبح في الماء ولا يغفل عن ثيابه في الشط.
-
«يُغُورِ الْحَبْسْ وَلَوْ فِي بُسْتَانْ» ويُروَى: «ولو في جنينه» وهي (بكسر الأول وإمالة النون): تصغير جنة عندهم، ويريدون بها البستان؛ أي: ليبعدِ السجنُ ولو كان في بستان. وفي معناه: «الحبس حبس ولو في بستان.» وتقدم في الحاء المهملة.
-
«يُغُورِ الشَّهْدْ مِنْ وِشِّ الْقِرْدْ» الوش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الوجه؛ أي: ليبعد الشهد إذا كان من قرد؛ لقبح وجهه. يُضرَب في الشيء الحسن يُكْرَه؛ لأنه من قبيح الخَلْق والخُلُق.
-
«يُغُورِ الْفَلَّاحْ بِزْيَارْتُهْ وِحْمَارْتُهْ» أي: ليبعد الزارع وما في زيارته من هدية وبرٍّ في جانب ما تأكله حمارته، فضلًا عن تقذيرها المكان. يُضرَب فيمن لا يفي حباؤه بما يحدثه من الضرر.
-
«يِفْتَحْ عِينُهْ للدِّبَّانْ وِيْقُولْ: دَا قَضَا الرَّحْمَنْ» الدبان (بكسر الأول وتشديد الموحدة): الذباب؛ أي: يعرض عينيه للذباب يقع عليها حتى إذا رمدتا قال: هذا قضاء ربي. يُضرَب لمن يُعَرِّضُ نفسه للمصائب ثم يُحِيلُ على القدر.
-
«يِفْتِي عَلَى الْإِبْرَهْ وِيِبْلَعِ الْمِدْرَهْ» المِدْرَه (بكسر فسكون): خشبة تُدْفَع بها السفينة، وهي محرفة عن المُرْدِيِّ (بضم فسكون فكسر مع شَدِّ المثناة التحتية). وبعضهم يروي فيه: «ويبلع الجمل.» والأول أكثر. والمعنى: يدقق في فتواه حتى يتناول الشيء الدقيق كالإبرة، فيمنع عنه، ويتساهل في أخذ الرشا فتراه يبلع المردي مع غلظه. يُضرَب في هذا المعنى. وقريب منه قولهم: «قالوا للقاضي: يا سيدنا …» إلخ، وقد تقدم في القاف (نظم «يفتي على الإبرة …» إلخ الشيخ محمد النجار في مجموعة أزجاله آخر ص٥).
-
«يِفْتَحُوهَا الْفِيرَانْ يِقَعُوا فِيهَا التِّيرَانْ» التيران (بالمثناة التحتية): جمع طور بالطاء، وهو الثور، وذلك من غريب أمرهم في الجموع. والمعنى: يحفر الفيران الحفر فتعثر فيها الثيران. وفي معناه قولهم: «يعملوها الصغار يقعوا فيها الكبار.» وقد تقدم وتكلمنا عليه في موضعه.
-
«يُفُوتَكْ مِنِ الْكَدَّابْ سِدْق كْتِيرْ» السدق: الصدق؛ أي: كثير الكذب لا بد من أن يكون صادقًا في بعض ما يَرْوِي؛ إذ لا يُتَصَوَّر أن يكذب في كل شيء، فإذا طرحت كلامه وضربت عنه صفحًا فقد يفوتك منه صدق كثير قد تكون في حاجة لمعرفته. ومن أمثال العرب: «إن الكذوبَ قد يَصْدُق.» وفي «العقد الفريد» لابن عبد ربه: «من عُرِفَ بالكذب جاز صدقه.»٩والذي في أمثال الميداني: «من عُرِفَ بالصدق جاز كَذِبُه، ومن عُرِفَ بالكذب لم يَجُزْ صِدْقُه.» أي: بعكس ما في العقد.
-
«يِقْتِلِ الْقَتِيلْ وِيِمْشِي فِي جَنَازْتُهْ» الجنازة قليلة الاستعمال عندهم إلا في نحو الأمثال، وأكثر ما يستعملون في معناها المَشْهَد. يُضرَب لمن بلغ في الدهاء مبلغًا عظيمًا.
-
«يِقِيمْ السِّطِيحَهْ وِيْهِدِّ الشَّمْخِ الْعَالِي» السطيحة: الشيء المسطوح. والشَّمْخ (بفتح فسكون): الشامخ؛ أي: الصرح العالي. والمعنى: قدرة الله — تعالى — غير عاجزة عن أن تقيم المسطوح وتدك الشامخ، ومرادهم بالسطيحة: المريض المتناهي في الضعف، وبالشمخ: الصحيح القوي المرفوع الرأس.
-
«يِكُبُّوا الْقَهْوَهْ مِنْ عَمَاهُمْ وِيْقُولُوا خِيرْ مِنَ الله جَاهُمْ» الكَبُّ: الصَّبُّ والإِرَاقَة، والعامة تستبشر إذا أريق شيء من قهوة البُنِّ على الثياب بغير قصد، ويستدلون به على خير يصيبهم. والمعنى: يريقون القهوة على ثيابهم بسبب ضعف النظر، ثم يزعمون أنها أريقت بلا قصد لخير سينالهم. يُضرَب لمن يحاول سَتْرَ عَثْرَتِه بأعذار باطلة.
-
«يِكْرَى عَلَى خَرْطُهْ زَيِّ الْمُلُوخِيَّهْ» الخرط: تقطيع الخضر ونحوها بالسكين قطعًا صغيرة. والملوخية (بضمتين): نبات معروف يُطْبَخ ويستطيب المصريون أَكْلَه، ولا يصلح إلا بتقطيع أوراقه كذلك، فمعنى المثل أن فلانًا يسعى على نفسه ويسبب لها الأذى لحماقته وقلة تبصره.
-
«يِكْفَاهْ نِعِيرْهَا» يُضرَب لمن ينال شهرة كاذبة ليس تحتها طائل، وسببه على ما يروونه: أن جحا المضحك المعروف صنع دولابًا لرفع الماء ويسمونه بالساقية، غير أنه جعله يرفع الماء من النهر ثم يصبه فيه، ودعا الناس لرؤيته مفتخرًا به، فلما رأوه قال بعضهم هذه الكلمة فذهبت مثلًا؛ أي: حسبه من الفخر نعير ساقيته. وانظر في الزاي: «زَيِّ بوابة جحا.»
-
«يِلْبِسُمْ لَمَّا يقَرَّفُمْ وِيِغْسِلُمْ لَمَّا يِضْعَفُمْ» أي: يلبسون ثيابهم ولا يغيرونها حتى تتقزز النفوس من قذارتهم، وإذا غسلوها أفرطوا حتى تضعف قواهم من الغسل. يُضرَب لمن يُفَرِّطُ ويُفْرِطُ في أموره. وفي معناه قولهم: «يا يحرقه يا يمرقه.»
-
«يِلْهِي الْوِز بِالْغَرَقْ» المقصود: يهدد ويفزع الإوز بما لا يخشى منه.
-
«يِمْشِي عَلَى الْحِيطَهْ وِيْقُولْ: يَا رَب سَلِّمْ» أي: يُعَرِّضُ نفسه للخطر ثم يسأل الله السلامة، ولو عقل لم يُلْقِ بِيَدِهِ إلى التَّهْلُكَةِ. والحيطة (بالإمالة): الحائط.
-
«يُمُوتِ الْجَبَانْ يِبْقَى فَارِسْ خِيلْ» أي: من عادة الناس إطراؤهم من يموت ونسبتهم له فضائل لم تكن له. وفي معناه قولهم: «بعد ما راح المقبره بِقِي في حنكه سكره.» وقد تقدم في الباء الموحدة، وانظر أيضًا: «يا عينه يا حواجبه …» إلخ.
-
«يُمُوتِ الزَّمَّارْ وِصْبَاعُهْ يِلْعَبْ» الصُّباع (بضم أوله): الأُصبع. ومعنى المثل: من شب على شيء شابَ عليه. وفي معناه: «تموت الغازية وصباعها يرقص.» وقد تقدم في المثناة الفوقية.
-
«يُمُوتِ الطُّورْ وِنِفْسُهْ فِي حَكَّهْ فِي الصُّدُودْ» الطور: الثور، والصدود: قائم كالعمود على دولاب الماء، وهما صدودان يكتنفان آلته، والثيران الدائرة في الدواليب لا تجد ما تَحْتَكُّ به غيره، فمعنى المثل: من شب على شيء شاب عليه. وانظر في معناه: «زَيِّ الحمار يحب شيل التلاليس.»
-
«يُمُوتِ الْفَرُّوجْ وِعِينُهْ فِي الدِّشِيشَهْ» الفروج لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، ويقولون في غيرها: الكتكوت. والدشيشة: جشيش الحَبِّ الذي يُلْقَى للفراريج. ومعنى المثل: من شب على شيء شاب عليه. وفي معناه: «تموت الحدادي وعينها في الصيد.» وقد تقدم في المثناة الفوقية.
-
«يُمُوتِ الْمِعَلِّمْ وِهُوَّ يِتْعَلِّمْ» المعلم يريدون به الأستاذ في الصناعة، والصواب ضم أوله لا كسره. والمراد: مهما بلغ الأستاذ في صناعته أو العالم في علمه فإنه لا يزال محتاجًا لما يتعلمه. وقد جاء في الحديث الشريف: «اطلب العلم من المهد إلى اللحد.»
-
«يُمُوتُوا فِي قَمَايِطْهُمْ وَلَا تِكْبَرْ مُصِيبِتْهُمْ» القماط لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، وفي غيرها يقولون: «اللفة»؛ لأن الطفل يُلَفُّ بها. والمراد: ليت الأطفال يموتون في صغرهم فلا تعظم فيهم المصيبة بموتهم بعد أن يَشِبُّوا.
-
«يِهِل رَجَبْ وِنْشُوفِ الْعَجَبْ» انظر: «بكره يهل رجب …» إلخ.
-
«يُومْ عَسَلْ وِيُومْ بَصَلْ» أي: يوم لك ويوم عليك. وبعضهم يزيد في أوله: «الدنيا بدل» والأكثر ما هنا.
-
«يُومْ فِي الْعَافْيَه كْتِيرَهْ» أي: ينبغي أن يغتبط به المرء ويشكر لله — تعالى — إحسانه عليه به.
-
«يُومْ لَكْ وِيُومْ عَلِيكْ» معناه ظاهر، وهو من قول النمر بن تولب:فَيَوْمًا عَلَيْنَا وَيَوْمًا لَنَاويَوْمًا نُسَاءُ وَيَوْمًا نُسَر١٠
-
«يُومِ النَّصْرْ مَا فِيهْشْ تَعَبْ» أي: مهما يكن فيه من التعب فإنه مُحْتَمَلٌ لا يُحَسُّ به للذة الظَّفر.
-
«يُومِ الْهَدَدْ مَا فِيهْش بْنَايَهْ» أي: يومُ الهدمِ لا بِنَاءَ فيه. والمقصود: لا تُؤَمِّلْ شيئًا في وقتِ عمل ضدِّه.
١
ص٨٦.
٢
ج١ ص٣٣٢.
٣
المستطرف ج١ ص٤٥.
٤
نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٥٠.
٥
ج١ ص٤٤.
٦
الآداب لابن شمس الخلافة، البيت الأول آخر ص١٣١، والثاني أول
ص١٣٢.
٧
هكذا ورد في الأصل بدون شرح.
٨
في المجموعة رقم ١٩٩ مجاميع ص٢٤٢.
٩
ج١ أواخر ص٢٣٢.
١٠
نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٦٧.