حرف الجيم

  • «جَابِ الْخَبَرْ مِنْ عَنْدْ خَالُهْ، قَالْ: كُل إِنْسَانْ مَلْهِي بحَالُهْ» أي: قيل لبعضهم: فلان جاء بالخبر من عند خاله فهو إذن صحيح مؤكد، قال: دعني منه ومن خبره؛ فكل إنسان فقد ألهاه حاله عن حال غيره. وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جا كتاب من عند خاله، قال: كل من هو في حاله.»١ وفي معناه قول القدماء: «لكل امْرِئ في بَدَنِه شُغْلٌ.» أورده ابن عبد ربه في «العقد الفريد».٢
  • «جَابِ الْخَبَرْ مِنْ عَنْدِ عَمُّهْ، قَالْ: كُل إِنْسَانْ مَلْهِي بْهَمُّهْ» هو في معنى: «جاب الخبر من عند خاله …» إلخ. وقد أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جا كتاب من عند عمه، قال: كل من هو ملهي بهمه.»٣
  • «جَابُوا الْخَبَرْ مِنَ ابُو زَعْبَلْ إِنِّ الْعَجَايِزْ تِحْبَلْ» أبو زعبل: قرية من ضواحي القاهرة أتوا بها للسجع، جاءوا بخبر غريب من أبي زعبل بأن العجائز تحمل بعد بلوغهن سن اليأس. يُضرَب للخبر الكاذب يُنسب إلى مصدر لا يقويه.
  • «جَابُوا الْعَمْيَةْ تُرُدِّ الرَّمْيَةْ» الرَّمْية (بفتح فسكون) يراد بها هنا الحزمة ونحوها من القَتِّ تُرْمَى تحت النورج لتُداس؛ أي: إنهم أتوا بالعمياء لترد تحت النورج ما تباعد من القت. يُضرَب لإسناد الشيء إلى العاجز عنه؛ أي: إلى غير أهله.
  • «جَا الْخَرُوفْ يِعَلِّمَ ابُوهِ الرَّعْيْ» انظر: «البدرية علمت أمها الرعية.»
  • «اِلْجَادَّهْ وَلَو طَالِتْ» أي: اِلْزَمِ الجادَّة، وهي الطريق الأعظم، ولو كانت طويلة؛ لأنك لا تضل فيها بخلاف المقارب والترهات، فقد تضلك بكثرة تفرعها وعدم استقامتها. يُضرَب في هذا المعنى ويراد به أيضًا الحث على سلوك الطريقة الواضحة المستقيمة في الأعمال، وهو قريب من قول العرب في أمثالها: «من سلك الجَدَدَ أَمِنَ العِثَار.» ومعنى الجَدَد: الأرض المستوية. يُضرَب في طلب العافية.
  • «اِلْجَارْ أَوْلَى بِالشُّفْعَهْ» معناه ظاهر، ويُضرَب لمن يكون أولى بالشيء من غيره لعلاقة ما به.
  • «اِلْجَارْ جَارْ وإِنْ جَارْ» قصدوا به التجنيس، ويُضرَب في تحمل أذى الجار وجوره لكونه أقرب الناس بعد الأهل. ويرويه بعضهم: «جارك وإن جار»؛ أي: احفظه واحفظ حق جواره ولو جار عليك.
  • «اِلْجَارِ السَّو يِحْسِبِ الدَّاخِلْ مَا يِحْسِبِ الْخَارِجْ» يحسب: يَعُدُّ؛ أي: جار السوء ينتبه لِمَا يدخل دارنا ويحسدنا عليه، ويتغافل عن الخارج؛ أي: ما ننفقه من الدخل.
  • «جَارَكْ قُدَّامَكْ وِوَرَاكْ إِنْ مَا شَافْ وِشَّكْ يُشُوفْ قَفَاكْ» أي: هو مطلع عليك في كل حال، فإن لم يَرَ وجهك رأى قفاك؛ لأنك إما أن تواجهه في مرورك عليه، وإما أن يرى ظهرك بعد اجتيازك. يُضرَب في أن الجار لا مندوحة عنه وعن اطِّلاعه على أحوال جاره. والوِشُّ (بكسر أوله وتشديد الشين المعجمة): الوجه، وهو مثل عامي قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جارك مرآك إن لم ينظر وجهك نظر قفاك.»٤
  • «جَارْنَا السَّو مَا ارْدَاهْ، اِللِّي مِعْنَا كَلُهْ واِللِّي مِعْهُ خَبَّاهْ» أي: جارنا السوء ما أردأه؛ لأنه يُخْفِي عنا ما معه ويمنع عنَّا بِرَّهُ ويأكل ما معنا ويشاركنا فيه.
  • «اِلْجَارِي فَي الْخِيرْ كَفَاعْلُهْ» أي: من يجري ويسعى في الخير فهو كفاعله؛ لأنه تسبَّب فيه، ويُروَى: «الساعي» بدل الجاري، والمعنى واحد، وفي معناه قول البحتري:
    وَعَطَاءُ غَيْرِكَ إِنْ بَذَلـْ
    ـتَ عِنَايَةً فِيهِ عَطَاؤُكْ٥

    ومن أمثال العرب: «الدَّال على الخير كفاعله.» قال الميداني: هذا يُرْوَى في حديث النبي . وقال المفضل: أول من قاله اللجيج بن شغف اليربوعي في قصة طويلة ذكرها في كتابه «الفاخر».

  • «اِلْجَارِي فِي الشَّر نَدْمَانْ» أي: السَّاعي فيه عاقبته الندم على ما قدم من عمله، وهو من قول القائل:
    فَإِنَّكَ تَلْقَى فاعلَ الشَّرِّ نَادمًا
    عليه وَلَمْ يَنْدَمْ على الخيرِ فَاعِلُهْ٦
  • «جَارْيَهْ تِخْدِمْ جَارْيَهْ، قَالْ: دِي دَاهْيَهْ عَالْيَهْ» المراد بالجارية: الأَمَة؛ أي: قيل: أَمَةٌ تخدم أَمَةً مثلها لاضطرارها، فقال قائل: تلك داهية عظيمة رُمِيَت بها. يُضرَب للمتساوِيَيْنِ يَرْفَعُ الحظُّ أحدهما على الآخر. وانظر: «جوار يخدموا جوار من غدرتك يا زمان.»
  • «جَا عَلَى الطِّبْطَابْ» الطِّبْطَاب (بكسر فسكون): أول ما يقطف من المِزْر؛ أي: نبيذ الحِنْطَة المسمى عند العامة بالبوظة، وهو أجوده. يُضرَب للشيء يوافق الرغبة، والمعنى: جاء على ما صوره الطبطاب وزينه لشاربه؛ أي: وافق ما هجس بالخاطر.
  • «جَالَكِ الْمُوتْ يَا تَارِكِ الصَّلَاهْ» يُضرَب لمن يحل وقتُ عقابه ومناقشته الحسابَ على ما اقترف.
  • «جَا لِلْعُمْيِ وَلَدْ قَلَعُوا عْنِيهْ مِنِ التَّحْسِيسْ» أي: ولد لأحدهم مولود فأعموه من كثرة لمسهم لعينيه؛ ليطمئنوا على أنه لم يولد أعمى مثلهم، ولإعجابهم بإبصاره من دونهم. يُضرَب للمحروم من الشيء ينال بعضه فيتلفه بإفراطه في الإعجاب به.
  • «جَايِبْ رَاسْ كُلِيبْ» يُضرَب للفَخُور بأمر عظيم يأتيه وخيره في عزته معروف. وأما قولهم: «رأس كليب سدت في الناقة» فيُضرَب في معنى آخر سيأتي الكلام عليه.
  • «جَايِبْ لِي زْعِيطْ وِمْعِيطْ وَنَطَّاطِ الْحِيطْ» جايب عندهم اسم فاعل من جاب بمعنى: جاء بكذا، والمراد من الأسماء المذكورة: أنواع الحرافيش ومن في حكمهم. يُضرَب لمن يثقل على الناس بأمثال هؤلاء؛ أي: لم يترك أحدًا من أمثالهم حتى أحضره.
  • «جَا يْتَاجِرْ فِي الْحِنَّهْ كِتْرِتِ الْأَحْزَانْ» أي: جاء، وهي هنا معناها: شرع. والحِنَّة (بكسر الأول وفتح النون المشددة): الحنَّاء؛ أي: شرع يَتَّجِرُ في الحِنَّاء التي يُخْتَضَبُ بها في الأعراس وأوقات السرور، فأكثر الله أحزان الناس وبارت تجارته لسوء حظه وتعاسته. يُضرَب للمجازف يحاول أمرًا فتكسد سوقه. ويرادفه من الأمثال القديمة: «لو اتَّجَر الفقير في الزيت لمحا الله آية الليل.» ولم يذكره الميداني، وإنما ذُكِرَ في أمثال المولَّدين: «لو اتجرت في الأكفان ما مات أحد.» ويرويه بعضهم: «جيت أتاجر في الكتان ماتت النسوان، جيت أتاجر في الحنة كترت الأحزان.» والمراد بموت النسوان أنَّهن يغزلن الكتان فإذا مِتْنَ بارت تجارته وعُدِمَ من يشتريه ليغزله. وانظر: «عملوك مسحر …» إلخ. في العين المهملة. وانظر: «المتعوس إن جه يتسبب في الطواقي يخلق ربنا ناس من غير روس» في الميم.
  • «جَا يْطُل غَلَبِ الْكُل» أي: جاء، والمراد: أنه لم يشترك فيما هم فيه، وإنما أطل عليهم فقط فغلبهم جميعًا. يُضرَب للمتغلب المتفوق على أقرانه.
  • «جَا يْكَحَّلْهَا عَمَاهَا» جا هنا في معنى: أراد وشرع؛ أي: أراد أن يكحلها ليبرئ عينيها فأعماها. يُضرَب لمن يحاول إصلاح أمر فيتم فساده.
  • «جِبَالِ الْكُحْلْ تِفْنِيهَا الْمَرَاوِدْ، وِكُتْرِ الْمَالْ تِفْنِيهِ السِّنِينْ» أي: لا تَغُرَّنَّكَ كَثْرَة الشيء فلا بد من فنائه مع الأيام ولو قَلَّ الأخذ منه. وقريب منه قولهم: «خد من التل يختل.»
  • «جِبِّتُهْ وْقُفْطَانُهْ تِغْنِي عَنْ لَحْمِتُهْ وِخْضَارُهْ» انظر: «قفطانه وجِبِّته تغني عن خضاره ولحمته.»
  • «جِبْتِ الْأَقْرَعْ يُوَنِّسْنِي كَشَفْ رَاسُهْ وِخَوِّفْنِي» جبت بمعنى: جئت بكذا. ويُوَنِّس (بتشديد النون): يُؤْنِس؛ أي: أتيت بالأقرع ليؤنِسَنِي وآمَنَ به في وِحْدَتي فكشف رأسه لي وأفزعني. يُضرَب فيمن يُلْجَأُ إليه للخلاص من أمر فيتسبب هو في وقوعه.
  • «جِبْتَكْ يَا عَبْدِ الْمُعِينْ تِعِنِّي لقِيتَكْ يَاعَبْدِ الْمُعِينْ تِنْعَانْ» ويُروَى: «وحلان» بدل تنعان، وجِبْت بمعنى: جئت بكذا. و«عبد المعين» اسم أرادوا به التجنيس؛ أو لأنه مأخوذ من الإعانة. و«لقيت»؛ أي: وجدت وصادفت. والمراد: أتيت بك لأستعين بك ممَّا أنا فيه فوجدتك أحوج مني للإعانة. ومعنى وَحْلَان (بفتح فسكون): مرتبك. أخذوه من ارتباك الماشي في الوحل. يُضرَب لمن تظن به النجدة وهو محتاج إليها.
  • «جِبْنَا سِيرِةِ الْقُط جهْ يُنُط» انظر: «افتكرنا القط جه ينط.»
  • «اِلْجِبْنَهْ عَ الْوَرِيقَهْ وِاللُّقْمَهْ مِ السِّويقَهْ» أي: الجبن ميسر يُؤْتَى به من السوق في ورقته، والخبز مثله يُشْتَرَى، فعلام الاهتمام وإتعاب النفس بطبخ الطعام وتهيئة الخبز؟! يضربه المتهاونون بأمورهم تحبيذًا لما هم فيه.
  • «جَتِ الْحَزِينَهْ تِفْرَحْ مَا لِقِتْ مَطْرَحْ» جت بمعنى: جاءت؛ أي: أرادت وشرعت. والمطرح: المكان. والمراد: أرادت من كُتِبَ عليها الحزن أن تسر وتفرح بعرسها فلم تجد مكانًا لذلك، ويُروَى: «ما لِقيتْش» بإلحاق الشين في آخر «ما لقت» كعادتهم في النفي. يُضرَب لسيئ الحظ تعترضه العقبات في كل ما يحاول.
  • «جَتِ الدُّودَهْ تقَلِّدِ التِّعْبَانْ اِتْمَطَّعِتْ قَامِتِ اتْقَطَّعِتْ» «جت»؛ أي: جاءت، والمراد هنا: أرادت، و«اتْمَطَّع»: تمطى، و«قام» يستعملونها مكان الفاء؛ أي: أرادت الدودة أن تقلد الثعبان في طوله فَتَقَطَّعَتْ. يُضرَب للأحمق يريد أن يساوي مَنْ فوقه فيضر نفسه.
  • «جُحَا أَوْلَى بْلَحْمِ طُورُهْ» جحا (بضم أوله): مضحك معروف له نوادر تُرْوَى. والطُّور: الثَّوْر. يُضرَب في أن كل شخص أولى بما يملك.
  • «جُحَا طِلِعِ النَّخْلَهْ خَدْ بَلْغِتُه وَيَّاهْ» جحا (بضم أوله): مضحك معروف. وخَدْ بمعنى: أخذ. والبَلْغَة (بفتح فسكون ففتح): نعل صفراء غليظة تصنع بالمغرب، وويَّاه معناه: معه، وأصله: وَإِيَّاه. يُضرَب لشديد الحرص واليقظة.
  • «جُحْرْ دِيبْ يِسَاعْ مِيةْ حَبِيبْ» أي: جحر الذئب على صغره وضيقه يسع مائة حبيب يجتمعون، فهو في معنى: «سَمُّ الخِيَاطِ لَدَى الأَحْبَابِ مَيْدَانُ.»
  • «جُحْرْ مَا سَاعْ فَارْ، قَالْ: دِسُّوا وَرَاهْ مِدَقَّهْ» هكذا يرويه بعضهم، والصَّواب: «فار ما ساعه شقه …» إلخ. انظره في الفاء.
  • «اِلْجَدَارِ الْعَرِيضْ مَا يْعِبْش» الصواب في الجدار (كسر أوله)، ومعناه في اللغة: الحائط. والعامة تفتح أوله وتريد به أساس الحائط النازل في الأرض. وقولهم: ما يعبش؛ أي: لا يعيب، ويُروَى: «الأساس» بدل الجدار، والأول أكثر. والمعنى: أن أساس الحائط إذا كان عريضًا متينًا تحمَّل ما فوقه فيبقى الحائط سليمًا لا عيب فيه. يُضرَب لكل شيء كذلك، وقد يُراد به الطيب الأصل لا يرى الناس منه إلا خيرًا.
  • «اِلْجِدِيدِ الْأَبْيَضْ يِنْفَعْ فِي النَّهَار الْإِسْوِدْ» الجديد: نقد من الفضة بطل التعامل به، ويُرْوَى بدله «الميدي» وهو مثله، وأصله المؤيدي نسبة للمؤيد شيخ أحد سلاطين مصر. والمراد بالنهار الأسود: زمن الشِّدَّة. يُضرَب في الحث على الاقتصاد في وقت الرخاء لوقت الشدة. ويُروَى: «القرش الأبيض» أو «الدرهم الأبيض» والأصح الأكثر تداولًا على الألسنة «الجديد». وقد نظمه الشيخ محمد النَّجَّار المتوفَّى سنة ١٣٢٩ﻫ في زجل مطلعه:
    بس قلُّه بس قلُّهْ
    ليه سكر بالقرش كلُّهْ

    فقال:

    ميدك الأبيض بإيدكْ
    في النهار الِاسْوِدْ يفيدكْ
    ويكيدك خلو إيدكْ
    بعد فتح الكيس وقفلُهْ
  • «جَرَادَهْ فِي الْكَف وَلَا أَلْفْ فِي الْهَوَا» أي: جرادة في يدي خير لي من ألف في الهواء لا أصِل إليها. يُضرَب في تفضيل القليل القريب على الكثير البعيد المَنَال، وفي معناه قولهم: «عصفورة في اليد ولا عشرة في الشجر.» وقريب منه قولهم: «عصفور في إيدك ولا كركي طاير.» وسيأتيان في العين المهملة.
  • «اِلْجَرْيِ نُصِّ الشَّطَارَهْ» انظر: «الهروب نص الشطاره.»
  • «اِلْجَزَّارْ مَا يْخَفْشْ مِنْ كُتْرِ الْغَنَمْ» لأنه تَعَوَّدَ ذبحها ودلته التجربة على أن كثرتها لا تفيدها في الدفاع عن أنفسها. وكثيرًا ما يشبِّهون المُغَفَّلين يستسلمون فَيُقَادُون إلى ما فيه ضررهم وهلاكهم بالغنم، فيقولون عنهم: «زي الغنم.» ومن أمثال فصحاء المولَّدين التي ذكرها الميداني قولهم: «القصاب لا تهوله كثرة الغنم.»٧
  • «جَعَانْشِي أَفِت لَكْ؟» أي: أجائع أنت فَأَثْرِدَ لك؟ والمراد من المثل: لو كان في عزمه إطعامه لَثَرَد له ولم يسأله؛ لأن المسئول قد يستحي عن طلب الطعام. يُضرَب لمن يعرض على شخص أمرًا وفي نيته ألَّا يفعله.
  • «اِلْجَعَانْ يِحْلَمْ بِسُوقِ الْعِيشْ» الجعان (بفتح الجيم): الجوعان. والعيش: الخبز. يُضرَب في اشتغال بال كل شخص بما هو مضطر إليه، ويُروَى: «حلم الجعان عيش.» وانظر في الحاء المهملة: «حلم القطط كله فيران.» وانظر قولهم: «اِللِّي في بال أم الخير تحلم به بالليل.» وقد تقدَّم في الألف. وانظر أيضًا في القاف: «قالوا للجعان: الواحد في واحد بكام؟ قال: برغيف.»
  • «اِلْجَعَانْ يُمْدُغِ الزَّلَطْ» الجعان (بفتح الجيم): الجوعان. ويمدغ: يمضُغ. والزلط (بالتحريك): الحصباء في الصحراء والجبال، أي: المضطر يقدم على المستحيل.
  • «جفَاكْ وَلَا خْلِو دَارَكْ» أي: أنا راضٍ بجفائك وإعراضك، فذلك خير من عدم وجودك وخلو الدار منك.
  • «جِفْنِ الْعِينْ جِرَابْ مَا يِمْلَاهْ إِلَّا التُّرَابْ» الصَّواب في الجَفْن فتح أوله؛ أي: لا يَمْلأ عينَ ابن آدم إلا التراب. يُضرَب في شدة الحرص المُرَكَّب في طباع الناس. وانظر في الميم: «ما يملا عين ابن آدم إلا التراب.»
  • «جِلْدْ مَا هُوشْ جِلْدَكْ جُرُّهْ عَلَى الشُّوكْ» معناه ظاهر، وليس المراد الحَثَّ على إيذاء الناس؛ بل هو حكاية ما ينطق به لسان حال المتجرئ على إيلام غيره ما دام هو لا يُحِسُّ بالألم.
  • «الْجَمَالْ فِي الصَّغَرْ حتَّى فِي الْبَقَرْ» الصَّواب في الصِّغَر (كسر أوله) أي: للصِّبا روعة وحسن حتى فيما لا يوصف بالحسن من البهائم.
  • «جَمَعْ عِيشَهْ عَلَى امِّ الْخِيرْ» هو في معنى «ضغث على إبالة» أو قريب منه. وعيشة (بالإمالة) يريدون بها عائشة؛ أي: لم يكتف بزوجة واحدة وما يعانيه من متاعبها حتى قَرَنَهَا بأخرى لا تقلُّ عنها متاعبَ. ومن أمثالهم: «اِللِّي فيه عيشة تاخده أم الخير.» وقد تقدم في الألف.
  • «اِلْجَمَلْ إِنْ بَصِّ لْصَنَمُهْ كَانْ قَطَمُهْ» الصَّنَم والصَّنَمَة (بالتحريك): السِّنَام. وبص: نظر، أي: لو نظر البعير لسنامه ورأى ما فيه من الاحديداب لقطمه إخفاءً لهذا العيب. والمراد أن المرء لا يرى عيوب نفسه. وهو من أمثال العامة القديمة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «لو نظر الجمل لصنمه كان كدمه.»٨ وانظر: «لو شاف الجمل حدبته لوقع وانكسرت رقبته.» وسيأتي في اللام.
  • «جَمَلْ بَارِكْ مِنْ عَيَاهْ، قَالْ: حَمِّلُوهْ يُقُومْ» أي: رأوا جملًا باركًا لمرضه فقال قائل: حملوه وهو يقوم. يُضرَب للعاجز عن الشيء يُرْهَق بما يزيده عجزًا على عجز. ومن أمثال العرب: «إن ضج فزده وقرًا.» ويُروَى: «إن جرجر فزده ثقلًا.» قال الميدانيُّ: «أصل هذا في الإبل.» ثم صار مثلًا؛ لأن تكلف الرجل الحاجة لا يضبطها بل يضجر منها فيطلب أن تخفف عنه فتزيده أخرى، كما يقال: «زيادة الإبرام تُدْنِيك من نيل المرام.» وقالت العرب أيضًا: «إن أعيا فزده نوطًا.»
  • «جَمَلْ مَا قَامْشْ بِحِمْلُهْ، قَالْ: اعْقِلُوهْ» أي: جمل لم يستطع النهوض بحمله، فقال قائل: اعقلوه وهو ينهض. يُضرَب في معنى: «جمل بارك من عياه …» إلخ.
  • «جَمَل وِفْ، رَقَبْتُهْ صَرْمَهْ» الصَّرْمَة (بفتح فسكون): النعل البالية؛ أي: بعير ضليع حسن، ولكن علقت في رقبته نعل. يُضرَب للكامل المُوَقَّر يَعْتَوِرُهُ شيء ينقصه ويُزْرِي به.
  • «جُمْ يِحْدُوا خِيلِ الْبَاشَا مَدِّتْ أُمِّ قْوِيقْ رِجْلَهَا» جُمْ (بضم الأول)؛ أي: جاءوا. والمراد: به هنا أرادوا أو شرعوا. و«يِحْدُوا» معناه: «يضعون الحِدْوة» بكسر فسكون: وهي الحديدة تُنْعَل بها الخيل. وأم قويق (بالتصغير): البومة؛ أي: أرادوا أن ينعلوا خيل الباشا فمدت البومة رجلها إليهم. يُضرَب للأحمق يزج بنفسه فيما ليس من شأنه. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جاءوا ينعلوا …» إلخ.٩ وقد نظمه الشيخ حسنين محمد أحد الزجالة الذين أدركنا عصرهم، فقال من زجل يرد فيه على الشيخ محمد النجار:
    لما أتوا يحدو خيول الأميرْ
    جت مدت أم قويق لهم رجلها
    مثل الغبي النجار مراده يطيرْ
    من غير جناح قوَّق لهم مثلها
    لما حكى التقويق نهيق الحميرْ
    قالوا: حمار جاهل حكى جهلها
    ما له ومال القول بلا مقدرةْ
    وكم أعلم فيه ولا انشكر١٠
  • «جِنَاحِ الشَّخْصِ وْلَادُهْ» معناه ظاهر؛ لأنهم عونه في كل شيء.
  • «اِلْجَنَازَهْ حَارَّهْ وِالْمَيِّتْ كَلْبْ» يُضرَب في الاهتمام بمن لا يستحق. وانظر في العين المهملة: «العرس والمعمعة والعروسة ضفدعة.»
  • «جِنْدِي مَا عَجَبْ شَيَّعْ طَرْطُورُهْ» الجندي (بكسر فسكون) يريدون به: العظيم من الترك، وكانت الجنود منهم في مصر. وشيع معناه: أرسل. والطرطور (بفتح فسكون فضم): قلنسوة طويلة دقيقة الطرف؛ أي: لم يعجبهم حضوره لبغضهم له، فأرسل من حماقته قلنسوته إليهم فكيف تعجبهم؟! يُضرَب في البغيض إذا تخلف عن قوم لم يُخَلِّهِمْ من آثاره للتثقيل عليهم في حضوره وغيابه.
  • «جَنَّهْ مِنْ غِيرْ نَاسْ مَا تِنْدَاسْ» ما تنداس؛ أي: لا تدوس أرضها قدم، والمراد: لا تُدْخَل ولا تُسْكَن؛ أي: إذا خلت الجنة من الناس أوحشت على ما فيها من النعيم فلا بد للناس من الناس، كما قال الإمام الجوهري صاحب الصِّحاح:١١
    لو كَانَ لي بُدٌّ منَ الناسِ
    قطَعتُ حبل الناس بالياسِ
    العزُّ في العُزْلَة لكنَّهُ
    لا بُدَّ للناس من الناسِ
  • «جِهَنَّمْ جُوزِي وَلَا جَنِّة ابُويَا» الصَّواب في جَهَنم فتح الأول. وجوزي محرَّف عن زوجي بالقلب. يُضرَب في أن عيش المرأة مع زوجها وإن لم يكن راضيًا أفضل في نظرها من عيشها في دار أبيها.
  • «جِهَنَّمْ مَا فِيهَاشْ مَرَاوِحْ» الصَّواب في جهنم فتح الأول؛ أي: ليس بها مراوح يُسْتَرْوَح بها من شدة حرها. يُضرَب للأمر العصيب المتعب ليس فيه إلى الراحة سبيل. والمراد: إذا أقدمت على مثله فَوَطِّنْ نفسك على ما فيه ولا تطمح في غير الشقاء والتعب.
  • «جِهَنَّمْ وِعَنْدِ الْبَرَاطيشْ؟!» الصَّواب في جهنم (فتح الأول)، والبراطيش عندهم: جمع برطوشة (بفتح فسكون فضم) ويريدون بها النعل الخشنة البالية؛ أي: أما يكفي أن يكون مَقَرِّي جهنم حتى يجعل مجلسي فيها في أخريات الناس حيث تقلع النعال على الأبواب، فهو في معنى: «أحشفًا وسوء كيلة؟» ويرادفه أيضًا من أمثال العرب: «غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية؟» قاله عامر بن الطفيل لمَّا نزل بامرأة سلولية وخرجت به غُدة عظيمة، فأبى البقاء عندها ومات على ظهر فرسه، وذلك؛ لأن سلول أقل العرب وأذلهم. ومثله: «صبرًا وبضبي؟!» بنصب صبرًا على الحال؛ أي: أُقْتَل مصبورًا؛ أي: محبوسًا. وقوله: وبضبي؛ أي: أُقْتَل بضبي؟ يُضرَب في الخصلتين المكروهتين يُدْفَع إليهما الرجل، قاله شتير بن خالد لمَّا أراد ضرار بن عمرو الضبي قتله بابنه حصين.
  • «اِلْجَوَابْ يِنْقِرِي مِنْ عِلْوَانُهْ» الجواب: يريدون به الكتاب؛ أي: يتراسل به الناس. والعلوان (بكسر أوله) عندهم، والصواب ضمه، وهو لغة صحيحة في العنوان، والمعنى: أن في عنوان الكتاب ما يدل على ما فيه من خير وشر. يُضْرَب في الأمور التي تعرف خوافيها من ظواهرها. وفي معناه قولهم: «خد الكتاب من عنوانه.» إلا أنهم استعملوا فيه الكتاب بدل الجواب، وأتوا بالعنوان بالنون. وقريب منهما قولهم: «الخير يبان على الضبة.» وللعبَّاس بن الأحنف في نَمِّ الدمع على ما يكتمه العاشق:
    لا جَزَى الله دَمْعَ عيني خَيْرًا
    وجَزَى الله كُلَّ خيرٍ لِسَاني
    نَمَّ دمعي فليس يَكْتُم شيئًا
    ورأيتُ اللِّسانَ ذا كتمانِ
    كُنتُ مثلَ الكتابِ أَخْفَاهُ طَيٌّ
    فَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بالعُنْوَانِ
    هكذا رواه الشريشي في شرح المقامات،١٢ واقتصر ابن أبي حجلة في ديوان الصبابة١٣ على البيتين الثاني والثالث، وروايته للثاني:
    بَاحَ دَمْعِي فَلَيْسَ يَكْتُمُ سِرًّا
    ووجدْتُ اللِّسَانَ ذَا كِتْمَانِ
  • «جُوَارْ يِخْدِمُوا جْوَارْ مِنْ غَدْرِتَكْ يَا زَمَانْ» أي: إماء يخدمن إماءً مثلهن. يُضرَب للمتساوِيَيْنِ يَرْفَعُ الحظُّ أحدهما على الآخر. وانظر: «جارية تخدم جارية. قال: دي داهية عالية.»
  • «جَوَازَةْ نُصْرَانِيَّهْ لَا فْرَاقْ إِلَّا بِالْخُنَّاقْ» الجوازة محرفة عن الزواجة بالقلب. والخُنَّاق (بضم أوله وتشديد ثانيه) يريدون به الموت. يُضرَب للشيء يلازم الشيء ولا يَنْفَكُّ عنه، وشَبَّهوا هذه الحالة بالزواج عند النصارى؛ لأنه لا طلاق فيه. ومن الكنايات قولهم: «جوازة نصارى.»
  • «اِلْجُودَهْ مِنِ الْمَوْجُودْ» يُضرَب هذا المثل ردًّا على من يقول: «الجودة من الجدود.» والمراد: أن العراقة في الجود لا تفيد الجَوَاد إذا لم يجد ما يجود به. وسيأتي في الميم: «ما جود إلا من موجود.» وفي معناه قول العرب: «لا تجود يد إلا بما تجد.» أورده البهاء العاملي في المخلاة.١٤ ومثله قولهم: «بيتي يبخل لا أنا.» قال الميداني: «قالته امرأة سئلت شيئًا تعذَّر وجوده عندها، فقيل لها: بخلت، فقالت: بيتي يبخل، لا أنا.» وأنشد ابن عبد ربه في العِقْد لبعضهم:
    مَا كَلَّفَ اللهُ نَفْسًا فوقَ طاقَتِها
    ولا تَجُودُ يَدٌ إلَّا بِمَا تَجِدُ١٥
  • «جُورِ الْغُز وَلَا عَدْلِ الْعَرَبْ» المراد بالغز: الترك الذين كانوا يحكمون مصر، وأورده الشرواني اليمني في نفحة اليمن١٦ برواية «الترك» بدل الغز. يُضرَب في تفضيل سيئات قوم لمزايا فيهم على حسنات آخرين، وهو من الأدلة على ما كان وقَرَ في نفوس أهل مصر وغيرهم من إكبار حكامهم والتملُّق لهم.
  • «جُورِ الْقُط وَلَا عَدْلِ الْفَارْ» يُضرَب في تفضيل سيئة شخص لمزايا فيه على حسنة آخر له سيئات، وهو من الأمثال العامية القديمة التي أوردها الأبشيهي في «المستطرف».١٧ وانظر: «جور الغز …» إلخ.
  • «جُوزْ الِاتْنِينْ عَرِيسْ كُل لِيلَهْ» الجوز: الزوج. والمراد: أن كل زوجة منهما تسعى في إرضائه بالتزيُّن له كما تتزين العروس لتنال الحظوة عنده دون الأخرى.
  • «جُوزِ الْقُصَيَّرَهْ يِحْسِبْهَا صْغَيَّرَهْ» أي: زوج القصيرة يحسبها صغيرة وإن تجاوزت سن الشباب؛ وذلك لأن القصار قلما تظهر عليهن علامات الهرم كتقوس الظهر، واختلاج الرجلين وغيرهما مما يصيب الطِّوَال. يُضرَب في مدح القِصَرِ تَسَلِّيًا.
  • «اِلْجُوزْ مَوْجُودْ، وِالِابْنِ مَوْلُودْ، وِالْأَخِّ مَفْقُودْ» يريدون به الزوج، ومعنى المثل أن المرأة إذا فقدت زوجها وولدها ففي استطاعتها أن تتزوج ويُولَد لَهَا، بخلاف الأخ فإنه لا يُعَوَّضُ بعد ذهاب الوالدين، وهو مبنيٌّ على قصة تُذْكَر في كتب الأدب خلاصتها أن ملكًا قبض على زوج امرأة وابنها وأخيها في تهمة وأراد قتلهم، ثم رضي بالعفو عن واحد منهم تختاره المرأة، وكان يُظن أنها تختار ابنها فاختارت أخاها، ولمَّا عرف الحكمة في ذلك عفا عن الثلاثة. يُضرَب في عِزة الإخوان.
  • «جُوزِي مَا حَكَمْنِي دَارْ عَشِيقِي وَرَايَ بِالنَّبُّوتْ» الجوز: الزوج. والنبوت: الهراوة؛ أي: إذا كان زوجي لم يحكمني ولم يستطع منعي مما أريد، فما بال هذا العشيق يتبعني مهددًا بهراوته، وهو غريب عني لا حكم له؟! يُضرَب لمن يتعرض لما هو من شأن غيره، ويرويه بعضهم: «جوزها ما قدرش عليها، دار عشيقها وراها بالنبوت.» والأول أكثر.
  • «جُوعْ سَنَهْ تِغْتِنِي الْعُمْرْ» أي: اقتصد ودَبِّرْ أمورك زمنًا ما يمكن لك بعد ذلك ما يكفيك بقية عمرك.
  • «اِلْجُوعْ كَافِرْ» يُضرَب لبيان عذر الجائع، ومعنى كافر أنه يحمل المرء على ما لا يجيزه الدين في تحصيل قُوتِه.
  • «جُوعَهْ عَلَى جُوعَهْ تِخَلِّي الصَّبِيَّهْ زُوعَهْ» زُوعَة (بضم الأول) أي: نحيلة بشعة المنظر. يُضرَب في أن الشيء إذا توالى فلا بد من تأثيره.
  • «جُوعَهْ عَلَى جُوعَهْ خَلِّتْ لِلْعَويلْ رِسْمَالْ» العويل: الَوِضيع، والرِّسْمَال (بكسر فسكون): رأس المال، وخلَّى هنا: جعل؛ أي: ما زال يقتصد من قوته ويُجِيعُ نفسه المرة بعد المرة حتى اغتنى.
  • «جُوعْةِ الْكَلْبْ وِرَاحْتُهْ وَلَا شَبْعِتُهْ وِسْرَاحْتُهْ» أي: خير للكلب أن يجوع ويرتاح من أن يشبع ويَشْقَى. والمراد بالجوع ألَّا يشبع كلَّ الشبع. يُضرَب في تفضيل القليل مع الراحة على الكثير مع التعب.
  • «جَوِّزْتَهَا تِتَّاخِرْ رَاحِتْ وِجَابِتْ لَاخَرْ» جوز مقلوب من زوج، وتتاخر؛ أي: تبعد، وأصله تتأخر. وجابت؛ أي: جاءت بكذا. والمراد: زوجتُ بنتي لتبعد عني وأُكْفَى مئونتها، فذهبت ثم عادت بالآخر؛ أي: بزوجها، فصارا اثنين بعد أن كانت واحدة. وفي معناه من الأمثال العامية القديمة: «زوجتُ بنتي أقعد في دارها جاتني وأربعة وراها.» أورده الأبشيهي في «المستطرف».١٨ يُضرَب للأمر يُظَنُّ الخلاص منه فيتفاقم.
  • «جَوِّزْهْا بِدِيكْ، وِنَادِيهَا تْجِيكْ» جَوِّزْهَا: محرف عن زوِّجها بالقلب. وتِجِيك: تجيئك؛ أي: زَوِّج بنتك لمن قرب مكانه منك بحيث إذا ناديتها تأتي إليك ولو يكون المهر قليلًا يوازي ثمن ديك أو دجاجة، فذلك أولى من تزويجها بالغنيِّ البعيد لِمَا فيه من استيحاشك من فراقها وجهلك أحوالها.
  • «جَوِّزْهَا لُهْ مَا لْهَا الَّا لُهْ» جوِّز: محرَّف عن زَوِّج بالقلب، والمعنى:
    فَلَمْ تَكُ تَصْلُحُ إِلَّا لَهُ
    وَلَمْ يَكُ يَصْلُحُ إِلَّا لَهَا
    يُضرَب في الشخصين أو الأمرين يطابق الواحد الآخر، ويُروَى: «خذوها» بدل جوزها، أي: خذوها زوجة له، وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «جوزها له …» إلخ.١٩
  • «جَوِّزُوا زَقْزُوقْ لِظَرِيفَهْ» المراد: «وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ.» وانظر: «جوزوا مشكاح …» إلخ. وانظر في الألف: «اِتْلَم زأرود على ظريفة.»
  • «جَوِّزُوا الشَّحَّاتَهْ تِنْغِنِي حَطِّتْ لُقْمَهْ فِي الطَّاقَهْ وْقَالِتْ: يَا سِتِّي حَسَنَهْ» جوزوا: زوَّجوا. والشَّحَّاتة: السائلة، وحطت: وَضَعَتْ. والسِّتُّ: السيدة. والحسنة: ما يُعْطَى للفقير؛ أي: زَوَّجُوا السائلة ليغنيها زوجها عن السؤال فلم تقنع بل أخفت ما تأكله وأظهرت العوز، وأخذت تسأل كعادتها. يُضرَب في صعوبة الإقلاع عن العادات الدنيئة ولو زال ما يلجئ إليها، وفي أن الغِنَى غِنَى النفس، وفي معناه: «غَنُوهَا مَا تْغَنِتْ، قَالِتْ: يَا سِتِّي قَرْقُوشَهْ.» وسيأتي في الغين.
  • «جَوِّزُوا مِشْكَاحْ لِرِيمَهْ، مَا عَلَى الِاتْنِينْ قِيمَهْ» مشكاح (بكسر فسكون): يريدون به اسم رجل. وريمة (بكسر فسكون ففتح): اسم امرأة، والمراد بهما شخصان وضيعان لا قيمة لهما. والعامة تقول لمن لا يظهر عليه رونق العظمة: فلان ما عليه قيمة. يُضرَب للوضيعين يجتمعان فيتفقان. وهو مثل قديم عند العامة رواه الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».٢٠ وفي معناه قولهم: «جوزوا زقزوق لظريفة.» وانظر في الألف: «اِتْلَم زأرود على ظريفة.» ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «وافق شنٌّ طبقة»، وله قصة رواها الميداني في مجمع الأمثال يُعْلَم منها أن شنًّا رجل وطَبَقَةَ امرأةٌ تزوجها لتوافقهما، وأن المثل يُضرَب للمتوافقين، ثم قال: «قال الأصمعي: هم قوم كان لهم وعاء من أدم فتشنن فجعلوا له طبقًا فوافقه، فقيل: «وافق شن طبقه.» وهكذا رواه أبو عبيدة في كتابه وفسَّره.» ثم روى عن ابن الكلبي قولًا آخر خلاصته أن طبقة قبيلة من إياد كانت لا تطاق، فوقع بها شن بن أفصى فانتصف منها وأصابت منه، فصار مثلًا للمتفقين في الشدة وغيرها. قال الشاعر:
    لقيتْ شَنٌّ إيادًا بالقَنَا
    طبقَا وافق شن طبقه

    وزاد المتأخرون فيه: «وافقه فاعتنقه.» انتهى. قلنا: يريد قول الشاعر:

    وافق شن طبقهْ
    وافقه فاعتنقهْ
    أورده الراغب في محاضراته،٢١ وأورد أيضًا قول الآخر:
    هِيَ عَوْرَاءُ باليمين وهذا
    أعورُ بالشِّمال وافق شنَّا
    بين شخصيهما ضريرٌ إذا مَا
    قَعَدَتْ عَنْ شِمَالِهِ تَتَغَنَّى

    وأنشد في معنى هذين البيتين لبعضهم:

    أَلَمْ تَرَنِي وَعَمْرًا حين نَغْدُو
    إلى الحَاجَاتِ لَيْسَ لَنَا نَظِيرُ
    أُسَايِرُهُ على يُمْنَى يَدَيْهِ
    وَفِيمَا بيننا رجلٌ ضَرِيرُ
    وقال البحتري:٢٢
    وإذا أَخْلَفَ أصلًا فرعُهُ
    كَان شَنًّا لَمْ يوافِقْهُ الطَّبَقْ

    يريد بالشن والطبق ما ذهب إليه الأصمعي في تفسير المثل.

  • «جِيتْ أَتَاجِرْ فِي الْكِتَّانْ مَاتِتِ النِّسْوَانْ» انظر: «جا يتاجر في الحنة …» إلخ.
  • «جِيتْ أَدْعِي عَلِيهْ لَقِيتِ الْحِيطَهْ مَايْلَهْ عَلِيهْ» جيت هنا معناها: شَرَعْتُ؛ أي: شرعت أدعو عليه بما يريحنا منه، فرأيت الحائط مائلًا عليه يوشك أن يقع ولا مناص له من الموت تحته. يُضرَب للسيئ الحظ المكروه تتعاون المصائب عليه.
  • «جِيتْ بِيتَ ابُويَا أَرْتَاحْ قَفَلُوا فِي وِشِّي وِتَوِّهُوا الْمُفْتَاحْ» أي: جئتُ دار أبي لأستريح فأغلقوا الباب في وجهي وأخفوا المِفتاح. يُضرَب لمن يُمْنَعُ عما هو له لسوء حظه. وانظر: «رحت بيت أبويا استريح …» إلخ. وهو في معنى آخر قريب منه.
  • «اِلْجَيِّدْ يِنْتِخِي وِالنَّدْلْ لَأْ» أي: الأصيل يَخْضَع ويَلِين إذا رجوتَه في أمر، وبعكسه النذل الوضيع. وبعضهم يزيد في أوله: «الشعر يطلع في الزند والكف لأ.» ويريدون بلفظ «لأ» بالهمزة: «لا»، وهو مما قيل قديمًا، ومنه قول المؤمِّل بن أميل:
    قَالَتْ: تَوَقَّرْ وَدَعْ مَقَالَكَ ذَا
    أَنْتَ امْرُؤٌ بِالقَبِيح مشرِّقي
    واللهِ مَا نِلْتَ ما تُحَاوِلُ أَوْ
    يَنْبُتُ في بَطْنِ رَاحَتِي الشَّعْرُ٢٣

    وقول الأخطل:

    وأَقْسَمَ الْمَجْدُ حَقًّا لا يُحَالِفُهُمْ
    حَتَّى يُحَالِفَ بَطْنَ الرَّاحَةِ الشَّعْرُ٢٤
    وتقول العرب في أمثالها: «تركته أنقى من الراحة»؛ أي: لا يملك شيئًا كما لا شعر على الراحة.٢٥
  • «اِلْجَيِّدَهْ تِنْجَعْ بِسِيدْهَا» أي: الفرس الجيدة الأصيلة تُنْجِدُ صاحبها في الشدة، وتخلصه بسرعة عَدْوِها وتُعجز طالبيه عن اللحاق به فينجو، ولا يستعملون الجيد في غير الأمثال إلا بمعنى: الجواد؛ أي ضد البخيل.
  • «اِلْجَيِّدَهْ فِي خِيلَكْ اِلْهَدْهَا» أي: ارْكَبِ الفرس الجيدة في خيلك وأجهدها تسرع بك وتوصلك إلى ما تقصد، ولا يضرُّها الجهد لقوَّتها وعتقها. ويُروَى: «اركبها.» يريدون: افْخَرْ بركوبها بين الناس، فهو كقولهم: «أعلى ما في خيلك اركب.» وقد تقدم. وقولهم: الجيدة، لا يستعملون الجيد بهذا المعنى إلا في الأمثال ونحوها، ويريدون به في غيرها الجواد الكريم، أي ضد البخيل. وقولهم: اِلْهَدْهَا، من الفصيح الباقي في الريف، يقال: لهد دابته؛ أي: جَهِدَهَا.
  • «جِينَا نْسَاعْدُهْ فِي دَفْنَ ابُوهْ فَاتْ لِنَا الْفَاسْ وِمِشِي» أي: جئنا نساعده في حفر قبر أبيه لمواراته فترك لنا الفأس ومضى. يُضرَب فيمن يهتم الناس بمساعدته في أموره، ويهملها هو، ولا يشترك معهم في التعب.
١  ج١ ص٤٣.
٢  ج١ ص٣٧٢.
٣  ج١ ص٤٣.
٤  ج١ ص٤٣.
٥  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٩٨.
٦  نهاية الأرب للنويري ج٦ أواخر ص١٠٢.
٧  أورده أيضًا النويري في نهاية الأرب ج٦ ص٧ في حرب دارا مع الإسكندر؛ فهو إذن مترجم.
٨  ج١ ص٤٣.
٩  ج١ ص٤٣.
١٠  ظهر من١٧١ من المجموع رقم ٦٦٦ شعر.
١١  نهاية الأرب للنويري ج٣ أول ص٤٢.
١٢  ج١ ص٢.
١٣  ص٨٥ من النسخة رقم ١٤٨ أدب.
١٤  ص٨٧.
١٥  العقد الفريد ج١ ص٣٤٢.
١٦  ٤٧٨ من النسخة رقم ٣٢٠ أدب.
١٧  ج١ ص٤٣.
١٨  ج١ ص٤٣.
١٩  ج١ ص٤٤.
٢٠  ج١ ص٤٣.
٢١  محاضرات الراغب ج٢ ص٥٢١ وص٤٧١.
٢٢  انظر عبث الوليد ص٥٧.
٢٣  نهاية الأرب للنويري ج٢ ص٢٨١.
٢٤  فيه في ج٣ أول ص٧٧.
٢٥  فيه في ج٣ ص٢١.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤