حرف الحاء
-
«اِلْحَاجَهْ الدَّايْرَهْ مَا عَلِيهَاشْ نُورْ» أي: الشيء الدائر بين الناس المألوف لهم ليس له رواء في العيون ولا روعة في القلوب بخلاف العزيز المَصُون.
-
«حَاجْةِ السِّتِّ فِي السَّندُوقْ، وِحَاجْةِ الْجَارْيَه فِي السُّوقْ» اِلحاجة: الشيء، والمراد هنا: السر، والست: السيدة. والسندوق: الصندوق. والجارية: الأَمَة. والمراد: سر السيدة وأمورها الخفية تحفظ في الصندوق؛ أي: لا تُفْشَى. وأما سر الأَمَة فيذاع حتى في الأسواق لاستهانتهم بها. يُضرَب لاختلاف حظوظ الناس وعدم العدل في المُعَامَلَة.
-
«اِلْحَاجَهْ فِي السُّوقْ تُقُولْ: نِينِي نِينِي لَمَّا يِجِي اللِّي يِشْتِرِينِي» الحاجة المراد بها: السلعة المعروضة للبيع؛ أي: لا تظنَّ بها البوار، فإن لها وقتًا تُطلب فيه، فكأنها تقول: رويدًا رويدًا حتى يأتي من يشتريني. يُضرَب عند القلق من بوار السلع. ويُروَى: «لما يجي العبيط يشتريني.» والمراد به: الأبله الذي لا يميز بين الجيد والرديء. والمعنى: أن للسلع الرديئة وقتًا تباع فيه لمن هم على شاكلته، وعلى هذه الرواية فهو في معنى قولهم: «خليه في قنانيه لمَّا يجي الخايب يشتريه.» وسيأتي في الخاء المعجمة.
-
«حَاجَةْ مَا تْهِمَّكْ وَصِّي عَلِيهَا جُوزُ أُمَّكْ» الجوز مُحَرَّف عن الزوج؛ أي: لا تُوصِ زوج أمك إلا على ما لا يهم؛ لأن من عادة أزواج الأمهات إهمال ما لأبنائهن من غيره. فإذا أوصيته بحفظ الشيء الثمين أضاعه بإهماله، أو حازه لنفسه. ويُروَى: «الشيء اللِّي ما يهمك …» إلخ. والأول أشهر، وهو مَثَلٌ قديم عند العامة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: حاجة لا تهمك وَصِّي عليها زوج أمك.»١
-
«حَافْيَهْ وِسَابْقَهْ الْمَدَاعِي» المداعي (بفتح الأول) في لغة أهل الإسكندرية: النساء اللاتي يذهبن للدور لدعوة أصحابها إلى الأعراس، ويكنَّ من صاحبات العرس وصديقاتهن. وأما في القاهرة فيقال لهن: المُدْنات (بضم فسكون)، وأصله المؤذنات بالدعوة، والمعنى: تكون حافية لا تملك نعلًا، فضلًا عن الثياب، ثم تسبق الداعيات المتزينات إلى الدور، وتعد نفسها منهن. يُضرَب للوضيع الرَّثِّ الهيئة يزج بنفسه مع الأعلى قدرًا.
-
«حَاكْمَكْ غَرِيمَكْ إِنْ مَا طِعْتُهْ يْضِيمَكْ» يُضرَب في الحث على طاعة الحكام لِتَجَنُّبِ أذاهم.
-
«حَامِيهَا حَرَامِيهَا» الحرامي: اللِّصُّ؛ أي: الذي اسْتُؤْمِن على الشيء هو الذي سرقه. وانظر: «إن سلم المارس من الحارس فَضْل من الله.» ومن أمثال العرب: «مُحْتَرَسٌ من مِثْلِهِ، وهو حارس.» وتقدم الكلام عليه في «إن سلم المارس …» إلخ. ومن أمثالها أيضًا: «حفظًا من كالئك.» أي: احفظ نفسك ممن يحفظك.
-
«اِلْحَاوِي مَا يْمُوتْشْ إِلَّا بِالتِّعْبَانْ» أي: الحَوَّاء لا يموت إلا من نهشة ثعبانه. يُضرَب في أن المشتغل بما يُخْشَى مضرته تكون إصابته منه.
-
«اِلْحَاوِي مَا يِنْسَاشْ مُوتِ ابْنُهْ وِالْحَيَّهْ مَا تِنْسَاشْ قَطْعِ دِيلْهَا» مبناه على أن حوَّاءً قتلتْ حَيَّتُه ولده وأراد قتلها، فلم يدرك إلا ذَنَبَها فقطعه وفرت منه، ونشأت العداوة بينهما فلا هو ينسى قتل ولده ولا هي تنسى قطع ذنبها، وأصبح كلاهما يتحين الفرصة للفتك بالآخر. يُضرَب في أن سبب العداوة لا يُنْسَى وإن قدم عهده. ومن أمثال العرب في هذا المعنى قولهم: «كيفَ أُعَاوِدُك وهذا أثرُ فَأْسِك؟!» وهو مما وضعوه على لسان حيَّة قتلت رجلًا، ثم تعاهدت مع أخيه على أن تعطيه كل يومين دينارًا ولا يقتلها فوفَّت له ووفَّى لها، ثم تَذَكَّر أخاه يومًا فضربها بفأسه فأخطأها، ووقعت الفأس فوق جحرها فأثرت فيه. وأراد بعد ذلك العود إلى ما كان عليه فأجابته بهذا المثل. وقد نظم النابغةُ هذه القصة في قصيدة فلتراجِعْ مع القصة في «خزانة الأدب» للبغدادي (ج٣ ص٥٥٧–٥٥٩ طبع بولاق).
-
«اِلْحَبِّ مْلَاحِقِ الْقَدُوسْ» القادوس: وعاء من الفَخَّار يرفع به الماء في الدواليب، والغالب عندهم قصده بحذف الألف. كما يفعلون في كثير من الألفاظ. ويستعمل القادوس أيضًا في الطواحين بأن يخرق من أسفله، ويوضع به الحَبُّ فينزل منه على الحجر لطحنه، وهو المراد هنا. يُضرَب في الشيء يكثر ويتتابع. وقد يُرَادُ به العمل المتتابع يُكَلَّفُ به الشخص فيستغرقُ وقته.
-
«حِب وِوَارِي، وِاكْرَهْ وِدَارِي» يُرْوَى أيضًا بالتقديم والتأخير؛ أي: «اكْرَهْ وِدَارِي …» إلخ. وقد سبق الكلام عليه في الألف.
-
«حِبِّنِي وِخُدْلَكْ زَعْبُوطْ هِيَّ الْمَحَبَّهْ بِالنَّبُّوتْ؟!» الزَّعْبُوط (بفتح فسكون فضم): ثوب واسع من الصُّوف يُلْبَس في الريف واسع الأكمام طويلها غير مَشْقُوق من الأمام. والنَّبُّوت (بفتح النون وضم الموحدة المشددة): الهراوة؛ أي العصا الطويلة الغليظة، والجمع بينه وبين الزعبوط عيب في السجع كما لا يخفى، والمعنى: أن المحَبَّة ليست بالحباء والعطية ولا بالتهديد والإكراه. وقولهم هِيَّ: يريدون الاستفهام؛ أي: أتكون المحبة بضرب العصا؟ وفي معناه: «القلوب ما تسخرش.» وسيأتي في القاف. وقولهم: «كل شيء عند العطار إلا حبني غصب.» وسيأتي في الكاف.
-
«حَبَّهْ تِتَقَّلِ الْمِيزَانْ» أي: الحَبَّة الصغيرة تؤثر في الميزان وتُثْقِل الوزن. يُضرَب في أن لكل شيء تأثيرًا ولو كان صغيرًا.
-
«حِبْرْ في وَرَقْ» يُضرَب للصكِّ يكتبه المُعْدَم الذي لا يستطيع الوفاء، ولكل عهد يكتب ولا يعمل به.
-
«اِلْحَبْسْ حَبْسْ وَلَوْ فِي بُسْتَانْ» ويُروَى: «يغور الحبس ولو في بستان.» وذُكِر في المثناة التحتية. والمراد: أن السجن في بستان أو ما يشبهه لا يخرجه عن كونه سجنًا، فهيهات أن ترتاح له النفوس.
-
«حِبْلَهْ وْمُرْضعَهْ، وِشَايْلَهْ أَرْبَعَهْ، وِطَالْعَهْ لِلْجَبَلْ، تِجِيبْ دَوَا لِلْحَبَلْ، وِتْقُولْ: يَا قِلِّةِ الدِّرِّيَّهْ!» أي: حبلى ومرضع وحاملة أربعة من أولادها، ثم تراها صاعدة الجبل لتجيءَ بدواء للحمل، وهي مع ذلك تشكو من قلة ذريتها. يُضرَب للإنسان يحمله الطمع على استقلال ما عنده وهو كثير. وهو مَثَلٌ قديم من أمثال النساء التي أوردها الأبشيهي في «المستطرف»٢ ولكن برواية: «على كتفها» بدل «شايلة» و«طلعت» بدل «طالعه»، وبدون ذكر قولهم: «وتقول: يا قلة الدرية.»
-
«حَبِيبَكْ اللِّي تْحِبُّهْ وَلَوْ كَانْ عَبْدْ نُوبِي» أي: الحبيب هو الذي تميل إليه النفس وتألفه ولو كان عبدًا نوبيًّا أسود، لا الذي يستحقُّ المحبة لحسنه.
-
«حَبِيبَكْ اِللِّي تْحِب وَلَوْ كَانْ دب» أي: الحبيب هو الذي تميل إليه النفس وتألفه ولو كان دُبًّا، لا الذي يستحق المحبة لحسنه، وفي معناه لبعضهم:فَلَا تَلُمِ المُحِبَّ عَلَى هَوَاهُفَكُلُّ مُتَيَّمٍ كَلِفٍ عَمِيدِيَظُنُّ حبيبهُ حَسَنًا جَمِيلًاوَإِنْ كَانَ الْحَبِيبُ من القرودِ
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَنَا:حَسَنٌ فِي كُلِّ عَيْنٍ مَنْ تَوَد٣ -
«حَبِيبَكْ يُمْدُغْلَكِ الزَّلَطْ، وِعَدُوَّكْ يِتْمَنَّى لَكِ الْغَلَطْ» يمدغ؛ أي: يمضغ. والزلط (بالتحريك): الحصباء التي في الصحاري والجبال، وتكون شديدة الصلابة، ويُروَى: «يبلع» بدل يمدغ، ويُرْوَى أيضًا: «يقرقش»، ومعنى القرقشة عندهم أكل شيء صلب يظهر له صوت بين الأسنان. والمعنى: أن من يحبك يرضى بِزَلَّاتِك ويقبلها منك ويسترها، ولو ركب في ذلك الصعب من الأمور. وأما عدوك فإنه واقف لك بالمرصاد ليذيعها عنك ولو كانت خطأً منك لم تقصده، وهو قريب من قول القائل:وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌكَمَا أَنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي الْمَسَاوِيَا
-
«حَبِيبْ مَالُهْ حَبِيبْ مَا لُهْ، وِعَدُو مَالُهْ عَدُو مَا لُهْ» هو مما أرادوا به التجنيس. والمراد ﺑ «ماله» الأول: المال، وبالثاني: ما النافية ولام الجر وهاء الضمير. والمعنى: من أحب ماله ولم ينفق منه فليس له حبيب، كما أن من عاداه وفرَّقه لا يكون له عدو.
-
«حِجَّهْ وِحَاجَهْ» الصَّواب في الحجة (ضم الأول) والعامة تكسره. يُضرَب لمن يتوسل بأمر يتظاهر به لقضاء غرض آخر لا علاقة له به.
-
«اِلْحِجْرْ خَالِي وِاللَّبَنْ لِلدِّيلْ» الحجر (بكسر فسكون): حجزة الثوب، ثم استعملوه في مكان جلوس الصبي على الرجلين؛ أي: ليس على رجليها طفل، واللبن غزير يفيض من ثدييها على ذيلها، وهو كناية عن كثرة المال. يُضرَب للمحروم من الشيء وفي طاقته الإنفاق عليه.
-
«اِلْحَجَرِ الدَّوَّارْ لَا بُد لُهْ مِنْ لَطْمَهْ» ويُروَى: «الحجر الداير لا بد له من لطه.» واللطة عندهم: اللطمة الخفيفة. والمراد: كل من أكثر من الهرج والمرج لا بد من أن يُصاب يومًا ما.
-
«اِلْحِجْرْ قَصْرِيَّهْ وِالْبِزَازْ مِدَلِّيَّهْ» القصرية نسبة للقصر وهي كوز البول يُحْدِث فيه الأطفال. والبِزَاز (بكسر الأول) جمع بِزٍّ: وهو الثَّدْي. يُضرَب للمدلَّل المُرَفَّه المتمتِّع بكل وجوه الراحة؛ أي: إن أمه دلت له ثدييها يرضعهما، وجعلت حجزة ثوبها وعاءه يحدث فيه، فجمعت له بين الأمرين في وقت واحد، وليس بعد ذلك ترفيه على ما فيه.
-
«حَد يِبْقَى فِي إِيدُهْ الْقَلَمْ وِيِكْتِبْ نَفْسُهْ شَقِي؟!» حد؛ أي: أحد، ومعنى المثل: هل يُشْقِي المرءُ نفسه وفي يده إسعادها، وفي معناه قولهم: «اِللِّي في إيده القلم …» إلخ. وقد تقدَّم في الألف.
-
«حَدِّ يْقُولِ: الْبَغْلْ فِي الأَبْرِيقْ؟» ويُروَى: «ما حدش يقدر يقول …» إلخ. ويُرْوَى أيضًا: «مين يقدر يقول …» إلخ. وما هنا الأصح؛ أي: هل يقول أحد هذا القول ويجرؤ على هذا الكذب؟ يُضرَب في أن ادِّعَاء ما هو بيِّن الاستحالة لا يجرؤ عليه العاقل.
-
«حَدِّ يْقُولْ لِلْغُولْ: عِينَكْ حَمْرَهْ؟!» يُضرَب للقويِّ ذي البطش لا يجرؤ أحد على تعريفه بعيوبه، ويُروَى: «مين يقدر يقول: يا غولة عينك حمرة؟» وذُكِرَ في الميم.
-
«حِدَّايَهْ ضَمَنِتْ غُرَابْ، قَالْ: يِطِيرُوا الِاتْنِينْ» الحداية (بكسر الأول وفتح الثاني المشدد): الحِدأَة، ويُروَى: «غراب ضمن حداية، قال: الاتنين طيارين.» يُضرَب للشرود القادر على الفرار يضمن مثله. وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «ضمنوا حداية لغراب، قال: الكل يطير.»٤
-
«اِلْحِدَّايَهْ مَا تِرْمِيشْ كَتَاكِيتْ» الحداية (بكسر الأول وتشديد الثاني): الحِدَأَة. والكتاكيت: الفراريج، وهي مُولَعة بها وبِأَكْلِها فكيف يؤمل منها أن ترميها للناس؟! يُضرَب فيمن يطمع في غير مطمع. ويُروَى: «هي الحداية بترمي كتاكيت؟!» بالاستفهام.
-
«حِدَّايَهْ مِنِ الْجَبَلْ تُطْرُدْ أَصْحَابِ الْوَطَنْ» الحداية: الحِدَأَة. يُضرَب للغريب يتعدى على المكان فيحوزه، ويطرد منه أصحابه قوة واقتدارًا، وقد جمعوا فيه بين اللام والنون في السجع.
-
«حَدِيتْكُمْ لَدِيدْ وِبِيتْنَا بَعِيدْ» أي: حديثكم لذيذ، ولكن لا بد لنا من مفارقتكم لبعد دارنا. يُضرَب للأمر الموافق تحول دونه الحوائل.
-
«اِلْحَذَرْ مَا يِمْنَعْشْ قَدَرْ» معناه ظاهر، والصواب فيه أن يقال: «لا يغني حذر من قدر.» ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «جلزوا لو نَفَع التجليز.» والتجليز: شد مقبض السكين بعلباء البعير؛ أي: عصب عنقه؛ أي: أحكموا أمرهم فلم ينفعهم الإحكام والحذر من الوقوع في المقدر، وفي معناه قول الراجز:أَيْنَ يَفِرُّ المرءُ مِنْ أَمْرٍ قُدِرْهَيْهَاتَ لَا يَنْفَعهُ طُولُ الْحَذَرْ٥
ومن أمثال فصحاء المولَّدين: «كيف توقِّيك وقد جف القلم؟»
-
«اِلْحَرَامِي إِيدُهْ تَاكْلُهْ» الحرامي: اللص. وإيده: يده، ومعنى تاكله: تطلب الحك؛ أي: تحثه على السرقة لِتَعَوُّدِهِ إياها.
-
«حَرَامِي بَلَا بَيِّنَهْ سُلْطَانْ» الحرامي: اللص، وهو إذا لم تقم عليه البينة كالسلطان في عزه لا سبيل إليه. ويُروَى: «سلطان زمانه.» ويُروَى: «شريف» بدل سلطان.
-
«اِلْحَرَامْ يِتَّاكِلْ بِإِيهْ؟» إيه بالإمالة؛ أي: أي شيء؟ والمراد: من كسب كسبًا حرامًا بأي شيء يأكله؟ وذلك لاستنكارهم أكله بالفم استفظاعًا له.
-
«اِلْحَرَامِي الشَّاطِرْ مَا يِسْرَقْشْ مِنْ حَارْتُهْ» الحَرَامي: اللص، ويريدون بالشاطر: الحاذق المدبر. والحارة: الطريق لا يبلغ أن تكون شارعًا، والمراد: هنا المحلة؛ أي: اللص الحاذق اليقظ لا يسرق من محلته حتى لا يفتضح بين سكانها، وقالوا في معناه: «يا واخد مغزل جارك راح تغزل به فين؟» وسيأتي في الياء آخر الحروف.
-
«اِلْحَرَامِي عَلَى رَاسُهْ رِيشَهْ» الحرامي: اللص، والمراد: عليه شارة تدل عليه؛ أي: لا بد من أن يوقع نفسه بشيء يبدو منه. وانظر قولهم: «اِللِّي على راسه بطحة يحسس عليها.» وقولهم: «على راسه صوفة.» وقولهم: «صوفته منورة.» والمثل مَبْنِيٌّ على قصة تُرْوَى عن نبي الله سليمان — عليه السلام — أوردها ابن قتيبة في «عيون الأخبار.» والرَّاغب في محاضراته، وابن الجوزي في كتاب «الظرافُ والمتماجنون» خلاصتها: أن شيخًا سُرِقَت له إوزه فشكا ذلك إليه فخطب الناس فقال: ما بال أحدكم يسرق إوزة جاره وريشها على رأسه؟ فمدَّ رجل يده إلى رأسه كأنه يمسحه، فقال: خذوه فهو صاحبكم.٦
-
«اِلْحَرَامِي مَالُوشْ رِجْلِينْ» الحرَامي: اللصُّ، ومرادهم بأنه ليس له رجلان أنه سريع الفرار؛ أي: ليس له رجلان يقف عليهما ويبقى، بل يفر من أي نبأة يسمعها، وقد تقدَّم في الموحدة: «الباطل مالوش رجلين.» وسيأتي في الكاف: «اِلْكِدْب مالوش رجلين.» ومرادهم فيهما أنه ليس له رجلان يسعى عليهما ويسير بهما بين الناس، وهو عكس مرادهم هنا.
-
«اِلْحَرَامِي وِعَمْلِتُهْ» أي: اللِّص مسئول عما سرق ومأخوذ به، فلا شأن لنا ولا لغيرنا بذلك.
-
«اِلْحَرَامِي يَا قَاتِلْ يَا مَقْتُولْ» الحرامي: اللص، و«يا» هنا بمعنى: إما؛ أي: إذا خرج اللص للسطو والسرقة فقد وطَّن نفسه على أحد الأمرين، فهو إمَّا مصيب وإمَّا مصاب.
-
«اِلْحُر مَنْ رَاعَى وِدَاد لَحْظَهْ» معناه ظاهر. يُضرَب في مدح مراعاة الوداد وإن قل.
-
«حَرَّسْ مِنْ صَاحْبَكْ وَلَا تْخَوِّنُهْ» أي: احترس من صاحبك ولا تظنَّ به الخيانة، فذلك أحوط لك وأبقى للصحبة بينكما، وهو من روائع حكمهم.
-
«حُرَّهْ صَبَرِتْ فِي بِيتْهَا عَمَّرِتْ» يريدون المرأة الحَصان العاقلة تصبر على أذى الزوج فتبقى في دارها وتعمِّرها، بخلاف الهوجاء التي تنفر من أقل سبب، فإنها قلما تفلح في زواجها.
-
«حُزْنِ الْهَلَافِيتْ الْوَسَخْ وِالشَّرَامِيطْ» الهلافيت: جمع هلفوت وهلفوتة؛ أي: الأسافل الدون. والشراميط جمع شرموطة وهي الخِرْقة، والمعنى: أن الأسافل إذا أرادوا إظهار الحزن والحداد على الميت توسلوا بالقذارة، ولبس الثياب القديمة الممزقة موهمين أن الحزن ألهاهم عن النظافة والتزين. وقالوا أيضًا: «الوسخة تفرح ليوم الحزن.» وسيأتي في الواو.
-
«اِلْحِزْنِ يْعَلِّمِ الْبُكَا وِالْفَرْحِ يْعَلِّمِ الزَّغَارِيطْ» الزغاريط: جمع زغروطة (بفتح فسكون فضم)، وهي محرفة عن زغردة البعير، ويريدون بها إدخال المرأة إصبعها في فمها وتحريكه مع اللقلقة بصوت طويل وتخرجه، وهن يفعلن ذلك في الأعراس وأوقات السرور. والمراد: الأحوال تعلم المرء ما يجهله وتحمله على ما يناسبها.
-
«اِلْحِسِّ سَالِكْ وِالزِّر بَارِكْ» الحِسُّ (بكسر الأول وتشديد الثاني): يريدون به الصوت. والزِّرُّ بهذا الضبط: يريدون به عَجْب الذَّنَب. ومنه قولهم: «انكسر زره.» أي: أصابه في عَجْبِه ما أقعده عن الحركة، ومعنى المثل: الصوت عالٍ مسموع والجسم عليل مطروح. يُضرَب للضعيف العاجز عن العمل الكثير الدعوى واللقلقة بلسانه.
-
«اِلْحِسِّ عَالِي وِالْفِرَاشْ خَالِي» الحس (بكسر الأول وتشديد الثاني): الصوت؛ أي: الصوت عالٍ مسموع، والشخص لا يكاد يُرى في فراشه نحولًا حتى تظنه خاليًا منه. فهو كقول القائل: «لولا مخاطبتي إياك لم ترني.» أو: «أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا.» ويُروَى: «الصوت عالي …» إلخ. والأكثر الأول. وانظر في معناه: «القد قد الفولة …» إلخ. في حرف القاف.
-
«حَسَبْنَا حْسَابِ الْحَيَّهْ وِالْعَقْرَبَهْ مَا كَانِتْ عَ الْبَالْ» يُضرَب في أن الاحتياط للشر العظيم قد يُذهل المرء عما هو دونه فيصاب به.
-
«اِلْحَسَدْ عَنْدِ الْجِيرَانْ وِالْبُغْضْ عَنْدِ الْقَرَايِبْ» القرايب: الأقارب. والمراد: كلا القُرْبَيْن في الدار والنسب باعث على الحسد والبغضاء، وفي معنى الشق الأخير منه قولهم: «العداوة في الأهل.» وقولهم: «لك قريب؛ لك عدو.»
-
«حَسَدِتْنِي جَارْتِي عَلَى طُولِ رِجْلَيَّهْ» يُضرَب في الحسد على ما لا يحسد عليه المرء لزيادة شقائه وتعاسته. وانظر: «حسدني البين …» إلخ. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «على جارتي عقق، وليس عليَّ عقق.» والعقة والعقيقة: قطعة من الشعر، يعني الذؤابة، قالته امرأة كانت لها ضرة، وكان زوجها يكثر ضربها، فحسدت ضرتها على أن تضرب، فعند ذلك قالت هذه الكلمة؛ أي: إنها تُضْرَب وتحب وتكرم، وهي لا تُضْرَب ولا تكرم. يُضرَب لمن يحسد غير محسود.
-
«حَسَدْنِي الْبِينْ عَلَى كُبْرِ شَوَارْبِي» البين (بالإمالة) يريدون به الزمان المائل والجد العاثر. يُضرَب في الحسد على ما لا يحسد عليه المرء. وانظر: «حسدتني جارتي …» إلخ.
-
«حِسَّكْ تُفُوتِ الْحَظ إِنْ كَانْ حَابِكْ» حسك؛ أي: الزم حسك وتيقظ. والمراد به هنا التشديد في النهي. وحابك معناه هنا: قام بالنفس واشتهته. والحظ: السرور واللهو؛ أي: لا يَفُتْك السرور إذا تحكم بنفسك واشتهته واغْتَنِمْه من الزمن، فربما طرأ عليك بعد ذلك ما يجعلك لا تشتهيه.
-
«اِلْحَسَنْ خَيِّ الْحُسِينْ» المراد الحسن والحسين — عليهما السلام. والخَيُّ (بفتح الأول وتشديد الياء): الأخ. يُضرَب في الشيئين أو الرجلين يتساويان.
-
«حُسْنِ السُّوقْ وَلَا حُسْنِ الْبُضَاعَهْ» البضاعة عندهم (بضم الأول)، والصواب كسره، والمعنى: ليس المعول في رواج السلع على جودتها بل المعول على نفاق السوق. يُضرَب أيضًا للماهر في أمر لا حاجة إليه.
-
«اِلْحَسَنَهْ تَقْشِيشْ» أصل التقشيش عندهم جمع القش؛ أي: حطام العيدان ونحوها، ثم استعملوه في الجمع من هنا ومن هنا. والحسنة: يريدون بها الصدقة؛ أي: من أرادها فليسعَ لجمعها والتقاطها من هنا ومن هنا، وإلَّا لا يظفر بطائل.
-
«اِلْحَسَنَهْ مَا تْجُوزْشْ إِلَّا بَعْدِ كَفْوِ الْبِيتْ» أي: لا تجوز الصدقة إلا بما يزيد عن كفاية الدار. وانظر في معناه في الألف: «اِللِّي يلزم البيت يحرم عَ الجامع.» وسيأتي هنا: «حصيرة البيت تحرم ع الجامع.» وانظر في الزاي: «الزيت إن عازه البيت حرام ع الجامع.»
-
«حَسَنَةْ وَانَا سِيدَكْ» الحسنة: الصدقة. والسِّيد (بكسر الأول وتخفيف الثاني) يريدون به السَّيِّد (بفتح الأول وتشديد الثاني)؛ أي: تَصَدَّقْ عَلَيَّ واعلم أني سَيِّدُك. يُضْرب للفقير المتعاظم يستجدي الناس ويمنُّ عليهم بقبول صدقاتهم.
-
«حَسَنَهْ يَا سِيدِي، قَالْ: سِيدَكْ بِيَاكُلْ بِقِشْرُهْ» أي: سيدك الذي تستجديه يأكل القشر مع اللب لفقره، فكيف يتصدق عليك وهو لا يجد ما يكفيه؟ يُضرَب للفقير يستجدي آخر مثله.
-
«اِلْحَسُودْ تَعْبَانْ» لأنه في حقد دائم مما خصَّ الله به غيره، وهو من قول الإمام عليِّ بن أبي طالب — عليه السلام: «لا راحة مع حسد.»٧
-
«اِلْحُصَانِ الْهَادِي مَنْتُوفْ دِيلُهْ» انظر: «الحمار الهادي …» إلخ.
-
«حَصِيرْةِ الْبِيتْ تِحْرَمْ عَ الْجَامِعْ» ويُروَى: «اِللِّي يلزم للبيت يحرم ع الجامع.» وتقدَّم ذكره في الألف، وهما في معنى قولهم: «الحسنة ما تجوزش إلا بعد كفو البيت.» وتقدَّم الكلام عليه، وانظر أيضًا قولهم: «الزيت إن عازه البيت حرام ع الجامع.»
-
«حَصِيرْةِ الصِّيفْ وَاسْعَةْ» يريدون بالحصيرة هنا: المكان؛ أي: لا يضيق مكان بقوم في الصيف لاستطاعتهم النوم في الخلاء.
-
«حَضَّرُوا الْمَدَاوِدْ قَبْلِ حْضُورِ الْبَقَرْ» المداود: جمع مَدْوِد (بفتح فسكون فكسر)، وصوابه المِذْوَد (بكسر الأول وبالذال المعجمة)، وهو معلف الدابة؛ أي: هيَّئوا المذاود قبل أن يشتروا البقر. يُضرَب لمن يتسرع في تهيئة المكان وليس على ثقة من حضور السكان. ويُروَى: «قبل ما يشتري البقرة بنى المدود.» وفي معناه: «قبل ما خطب …» إلخ، و«قبل ما تحبل …» إلخ. وذكرت الثلاثة في القاف.
-
«حُطْ إِشِي تِلْقَى إِشِي» إشي (بكسرتين) يريدون به: أي شيء. وحط بمعنى: ضَعْ، فهو في معنى قولهم: «من قدِّم شيء التقاه.» وقولهم: «من قدم السبت يلقى الحد قدامه.» وقد ذكر في الميم؛ أي: المرء مجزيٌّ بعلمه إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، غير أنهم يعبرون بقولهم: «من قدم شيء التقاه» في إرادة الخير غالبًا.
-
«حُط إِيدَكْ عَلَى عِينَكْ زَي مَا تِوْجَعَكْ تِوْجَعْ غِيرَكْ» أي: ضع يدك على عينك، فإن آلمتها فاعلم أنها تؤلم عين غيرك أيضًا. والمراد: إذا أردت معرفة تأثير ما تفعله بالناس فافعله بنفسك لتعلم أنهم مثلك من لحم ودم.
-
«حُط رَاسَكْ بِينِ الرُّوسْ وِادْعِي عَلِيهَا بِالْقَطْعْ» أي: لا ترفع رأسك على غيرك ولا تشمخ بأنفك، بل ضع رأسك مع رءوسهم وادْعُ عليها بأن تقطع إذا كان مقضيًّا على غيرها ذلك. يُضرَب في الحث على عدم التعالي على الناس.
-
«حُط رَاسَكْ وِسْطِ الرُّوسْ تِسْلَمْ» الحط: يريدون به الوضع؛ أي: ضع رأسك مع رءوس الناس ولا تعلها تسلم.
-
«حُط رِجْلَكْ مَطْرَحْ رِجْلِ السَّعِيدْ تِسْعَدْ» أي: ضع قدمك موضع قدم السعيد تسعد مثله، وهو من التفاؤل.
-
«حُط قَبْلِ مَا تِتْعَبْ وِشِيلْ قَبْلِ مَا تِسْتَرِيحْ» هي نصيحة جرت مجرى الأمثال عندهم، والمعنى: ضع حملك قبل أن يبلغ التعب بك مبلغه؛ لِئَلَّا يضرَّ بك الجهد فتعجز، ثم احمله قبل أن تستريح كل الراحة؛ لئلا تستطيبها فتذهب بنشاطك.
-
«حُطِّ لْهَا كُرْسِي وِالْأُمُورْ تِرْسِي» حط بمعنى: ضع؛ أي: إذا انتابتك الحادثات ضع كرسيك واجلس عليه؛ أي: اسكن ولا تقلق ودع الأمور، فإنها سترسو وتسكن كما ترسو السفينة.
-
«حَطِّتْ عِجْلَهَا وِمَدِّتْ رِجْلَهَا» حَطَّ معناها: وضع؛ أي: وضعت هذه المرأة غلامًا، وهو ما كانت تنتظره وترجوه ليشرِّفها بين النساء ويحببها إلى زوجها، فلما وضعته اطمأنَّت على هذه المكانة ومدت رجليها زهوًا وكبرًا. يُضرَب لمن يحاول أمرًا يبلغ به مكانة يطلبها فيناله ويطمئن. وقد قالوا أيضًا: «اِللِّي ما يغلِّيها جلدها ما يغلِّيها ولدها.» ومعناه: عز المرأة بحسنها لا بولدها. وقد تَقَدَّم في الألف، وهو بيان لخطأ من تعتمد في معزتها على نفسها كالتي ذُكِرَت هنا.
-
«حُطُّهْ فِي مَدْوِدُهْ تِلْقَاهْ فِي مَتْرِدُهْ» الحَطُّ بمعنى: الوضع، والمَدْوِد (بفتح فسكون فكسر): المِذْوَد كمِنْبَر، وهو معلف الدابة. والمَتْرِد (بفتح فسكون فكسر): وعاء من الفخار واسع الأعلى ضَيِّق الأسفل يُحْلَب فيه، وهو محرف عن المِثْرَد؛ أي: الوعاء يُثْرَد فيه الثريد، والمعنى: ضع من العلف ما تشاء في المذود تأخذه في المثرد؛ أي: تأخذ ثمرته، وهي كثرة اللبن، فإن كثرته وقلته بحسب نوع العلف ومقداره.
-
«حُطُّوا تَقْلِيِّتْكُمْ وَأَنَا لُقْمَةْ بْجُمْلِتْكُمْ» حطوا معناه: ضعوا. والتَّقْلِيَّة: بصل يقلونه ثم يطبخون به الطعام ليطيب ويلذ طعمه؛ أي: ضعوا تقليتكم على طعامكم واطبخوه، ولا تخشوا فإني واحد لي لقمة في اللقم لا تؤثر في تقليل الطعام ولا في تكثيره. يُضرَب في أن الواحد لا تثقل مئونته على جماعة.
-
«اِلْحَقِّ اللِّي وَرَاهْ مِطَالِبْ مَا يْمُوتْشْ» أي: الحق الذي وراءه مطالِب به لا يموت. يُضرَب في الحث على المطالبة بالحقوق.
-
«اِلْحَق نَطَّاحْ» يروون في أصله: أن رجلًا رشا بعض القضاة بإوزة، ورشاه خصمه بشاة، فحكم لصاحب الشاة، وقال ذلك.
-
«حُكْمِ الْبَلَدْ عَلَى تَلَّهَا» أي: لا يضبط أمور القرية إلا شيخها؛ أي: حاكم يكون من أهلها؛ لأنه أعرف بصالحهم وطالحهم، وأخبر بأمورهم، بخلاف الحاكم الغريب، فإنه لجهله بهم لا يستطيع ضبط أمورها استطاعة الأول، وعبروا بالتل؛ لأنه عادة موضع جلوس مشايخ القرى لارتفاعه.
-
«اِلْحَلَابَهْ وَلَا مَسْكِ الْعِجُولْ» أي: الاشتغال بالحلب على ما فيه خيرٌ من إمساك العجول؛ لأن الإناث هادئة في الغالب بخلاف الذكور، فإنها لقوَّتِها ونشاطها تُتْعِبُ مُمْسِكَها، وقد تمزِّق ثيابه وتُدْمِي يديه. يُضرَب في تفضيل شيء على آخر وإن كان كلاهما متعبًا، فهو في معنى: «بعض الشر أهون من بعض.» ويُروَى: «حلابة البهائم ولا مسك العجول.» ويريدون بالبهائم الإناث، والأول أصح؛ لأن البهائم غير خاصة بالإناث.
-
«حَلَالْ كَلْنَاهْ، حَرَامْ كَلْنَاهْ» يُضرَب لمن لا يكترث لمكسبه من حلٍّ يكون أو حرم.
-
«حَلَاوِةِ اللِّسَانْ عِز بَلَا رْجَالْ» أي: مَنْ رُزِقَ لسانًا عذبًا في مخاطبة الناس أحبوه وأعزُّوه، وقاموا له مقام العشيرة. وفي هذا المثل الجمع بين النون واللام في السجع، وهو عيب. وانظر في السين المهملة: «سلامة الإنسان في حلاوة اللسان.»
-
«حَلْفَةْ وِيْحَاشِرِ النَّارْ» الحلفة: الحَلْفَاء، ويحاشر؛ أي: يحشر نفسه ويزج بها، ولا يخفى أن الحلفاء سريعة الاشتعال، فقليل من النار يشعلها ويأتي عليها. يُضرَب لمن يلقي بنفسه في التهلكة ويتعرض لمَا يعلم إضراره به.
-
«حَلِّفُوا الْقَاتِلْ، قَالْ: جَالَكِ الْفَرَجْ يَا قَلِيطْ» لأن من يجرؤ على القتل لا يتأخر عن الحلف كاذبًا، فتكليفه به لنجاته من التهمة أمر هين، ويريدون بالقليط الذي له قليطة، وهي الأُدْرَة، والمراد هنا: صاحب أي عاهة، كأنهم جعلوا الاتهام بالقتل من العاهات التي يُطْلَب التخلص منها. وفي معناه: «قالوا للحرامي: احلف. قال: جا الفرج.» وسيأتي في القاف.
-
«حِلَّهَا بْإِيدَكْ أَوْلَى مَا تْحِلَّهَا بِسْنَانَكْ» الإيد (بكسر الأول): اليد. والسنان (بكسر الأول أيضًا): الأسنان؛ أي: تدارك الأمر وهو مُيَسَّر قبل أن يتعسر، كالعقدة تُحَلُّ باليد ولكنها إذا تعسرت تُحَلُّ بالأسنان. ويُروَى: «بدال ما تحلها بسنانك حلها بإيدك.» والمراد: ﺑ «بدال»: بدل، فأشبعوا فتحة الدال فتولَّدت الألف.
-
«حِلْمِ الْجَعَانْ عِيشْ» انظر: «الجعان يحلم بسوق العيِش.»
-
«حِلْمِ الْقُطَطْ كُلُّهْ فِيرَانْ» يُضرَب في اشتغال بال كل شخص بما يهمه. وانظر في الجيم: «الجعان يحلم بسوق العيش.» فهو قريب منه. وانظر أيضًا: «اِللِّي في بال أم الخير تحلم به بالليل.»
-
«حَمَاتِي مْنَاقْرَةْ، قَالْ: طَلَّقْ بِنْتَهَا» مناقرة؛ أي: مشاغبة. يُضرَب للشاكي من الشيء وفي يده خلاصُه منه.
-
«اِلْحَمَا حُمَّهْ واخْتِ الْجُوزْ عَقْرَبَهْ صَمَّهْ» أي: الحماة كالحُمَّى في أذاها وعَكِّها، وأخت الزوج كالعقرب الصماء، ويريدون: الشديدة اللدغ، والعرب تقول: حية أصم وصماء للتي لا تقبل الرقي. ولا تجيب الرقي، والمراد: التي لا دواء لنهشتها.
-
«حُمَارْتَكِ الْعَرْجَهْ تِغْنِيكْ عَنْ سُؤَالِ اللَّئِيمْ» أي: حمارتك على ما فيها من الظلع تغنيك عن استعارتك دوابِّ الناس وسؤالك لئيمًا يَمُنُّ عليك أو يواجهك بردٍّ قبيح، ويُروَى: «حمارتي تغنيني عن سؤال اللئيم.» والأول أكثر، ويُروَى: «البخيل» بدل اللئيم. وانظر: «حمارتي العرجة …» إلخ. و«حمارك الأعرج …» إلخ.
-
«حُمَارْتِي الْعَرْجَهْ وَلَا فَرَسَكْ يَا ابْنِ الْعَم» أي: حمارتي العرجاء على ظلعها خير عندي من فرسك يا ابن العم، ومُغْنِيَة لي عنها وعن تحمل مِنَّتِك. وانظر «حمارك الأعرج …» إلخ. و«حمارتك العرجة …» إلخ.
-
«حُمَارْ سَالِكْ وَلَا حْمَارْ حَرُونْ» يُضرَب في تفضيل الخسيس الموافق المنتفع به على الكريم الذي يذهب نفعه لخصلة سيئة فيه، ومعناه ظاهر.
-
«حُمَارْ شُغْلْ» يُضرَب لمن لا يكلُّ من العمل ولا يملُّ، ويقوم بما يُكَلَّفُ به من الأعمال أَتَمَّ قِيَام، ويقصد به في الغالب من لا يحسن غير العمل، ولا يصلح للتفكير في تصريف الأمور. والعرب تقول في ذلك: «هو حمير حاجات.»
-
«اِلْحُمَارْ فِي رَاسُهْ صُوتْ مَا يِرْتَاحْ إِلَّا انْ زَعَقُهْ» الزعيق عندهم الصياح؛ أي: هذا الصوت، كأنه مَرَضٌ في رأس الحمار، لا يرتاح إلا إذا أخرجه. يُضرَب للمُتَشَبِّث بقول يقوله أو عمل يعمله، لا سبيل إلى إرجاعه عنه.
-
«حُمَارْ مَا هُو لَكْ عَافِيتُهْ حَدِيدْ» العافية: يريدون بها القوة؛ أي: إذا كان الحمار لغيرك ترى أن قوته كالحديد فتسخره ولا ترأف به، فهو في معنى: «أحق الخيل بالركض المعار.» ويُرْوَى في معناه: «المال اللِّي ما هو لك عضمه من حديد.» وسيأتي في الميم. وانظر أيضًا قولهم: «اللِّي ما هو لك يهون عليك.» وقولهم: «اِللِّي من مالك ما يهون عليك.»
-
«حُمَارْ مِلْكْ وَلَا كْحِيلَهْ شِرْكْ» الكُحِيلة (بضم الأول وإمالة الحاء): الفرس الأصيلة، ومعنى المثل ظاهرٌ. يُضرَب في تفضيل الرديء الخالص على الجيد المُشْتَرك فيه. وانظر قولهم: «قط خلص ولا جمل شرك.»
-
«الحُمَارِ النِّجِسْ يِقَعْ فِي أَنْجَسِ التَّلَالِيسْ» ويُروَى: «المكَّار» بدل النجس؛ ويُروَى: «الخبيس» أي: الخبيث، وهو المراد؛ أي: يُجَازَى بسوء نيته، فيكون نصيبه أثقل الأحمال، ولا يغنيه مَكْرُه وتحايله، ويُروَى: «الحمار المكير يقع في أظرط التلاليس.» أي: في أضرطها، والمراد: أقبحها وأثقلها. يُضرَب للماكر الخبيث، يُجازى بسوء نيته وعمله.
-
«اِلْحُمَارِ الْهَادِي مَنْتُوفْ دِيلُهْ» ويُروَى: «الحصان»، وكلاهما الصَّوَاب فيه كسر الأول؛ أي: الحمار أو الفرس الهادئ الطباع، لا يدفع عن نفسه، بل يستكنُّ لمن يريد به الأذى، فتراه منتوف الذَّنَب؛ لأنه لا يرد من أراد ذلك. يُضرَب في أن اللين الطَّيِّب الأخلاق لا يُبْقِي الناسُ له شيئًا. وهم يُكَنُّون بنتف الذَّنَب عمن يتناهب الناس ماله ويتركونه بلا شيء. فيقولون: «فلان مسكين منتوف ديله.» أي: ذيله، بالمعجمة، يريدون: ذَنَبَه.
-
«حُمَارْ وَادِي دِيلُهْ» أي: حمار، وهذا ذنبه. يُضرَب في الأمر الواضح، الذي لا يحتاج للمجادلة في بيان حقيقته، يريدون: لِمَ تتوقفون في أنه حمار، وهذا ذنبه شاهد عليه؟! وانظر في معناه: «إبريق انكسر وادي بزبوزه.»
-
«حُمَارَك الْأَعْرَجْ وَلَا جَمَلِ ابْن عَمَّكْ» أي: حمارك على عرجه خير لك من جمل ابن عمك، وتحمُّلك منه مِنَّةَ إعارته لك. وانظر: «حمارتي العرجة…» و«حمارتك العرجة …» إلخ.
-
«حَنَكْ مَا يِكْسَرْشْ حَنَكْ» الحنك (بالتحريك): يريدون به الفم؛ أي: لا يكسر فم فمًا، والمراد: ليس في المقاذعة بالكلام ما يُنْهِي النزاع، فلا بد من العمل.
-
«حَوَّاطِ اشْتَكَى رُوحُهْ» الحواط (بفتح الأول وتشديد الواو): يريدون به الجاني المرتكب للذنب، ومثله إذا شكا نفسه فقد جنى عليها. يُضرَب للساعي على حتفه بظلفه. وقد ضمنه بعضهم في زجل بقوله:من غَرَّ به جهلُهوَجَد في الدُّجَى نوحهكان خالي صبح مَشْبُوكحواط اشْتَكَى رُوحُه
والظاهر أنهم أرادوا بالحَوَّاط من يحوط الشيء الذي يحوزه؛ أي: يحفظه ويصونه، ويريدون به السارق، ثم توسعوا وأطلقوه على كل جان.
-
«اِلْحُولِيَّةْ عَلِّمِتْ أُمَّهَا الرِّعِيَّةْ» انظر: «البدرية علمت …» إلخ. في الباء الموحدة.
-
«الْحَيَا فِي الرِّجَالْ يُورِثِ الْفَقْرْ» لأن الحياء قد يمنع الرجل عن حقه، أو عن الإقدام فيما يضر فيه الإحجام، فيضيع حقه ويسد بيده باب رزقه. ومن أمثال فصحاء المولَّدين: «حياء الرجل في غير موضعه ضعف.» ومن أمثال العرب: «الهيبة خيبة.» ومنها قولهم: «قُرِنَ الحرمان بالحياء، وَقُرِنَت الخيبة بالهيبة.» قال الميداني: «هذا كقولهم: الحياء يمنع الرزق، وكقولهم: الهيبة خيبة.»
-
«اِلْحِيطَهْ اِللِّي لَهَا سَنَّادْ مَا تِفْقِش» الحيطة (بالإمالة): الحائط. والفقش والتفقيش: أن يظهر بالحائط — إذا بدا به التهدم — نتوء في بعض أجزائه كالورم بالجسم، وقد شددوا آخر هذا الفعل؛ لأنهم ألحقوا به شين النفي، ثم أدغموا. يُضرَب في أن المستند على ما يدعمه لا يسقط.
-
«اِلْحِيطَهْ لَهَا وْدَانْ» الحيطة (بالإمالة) الحائط. والودان (بكسر الأول): الآذان. يُضرَب في الحث على كتمان السر، والمراد: قد يكون وراء الحائط من يسمع. ومن أمثال فصحاء المولَّدين: «إنَّ للحيطان آذانًا.» أورده الميداني في «مجمع الأمثال». وقال الثعالبي في «ثمار القلوب»:٨ «ومن أمثالهم: للحيطان آذان؛ أي: خلفها من يسمع.» ثم أنشد لبعضهم:سِرُّ الفَتَى من دَمِه إن فَشَافأَوْلِه حِفْظًا وكِتْمَانَافاحْتَطْ عَلَى السِّرِّ بكتْمَانِهِفَإِنَّ للحيطان آذَانَا
ولآخر:
وَبَارِدُ الطَّلْعَةِ حَاذَانَاواسْتَرَقَ السمعَ فآذَانَافقلتُ للجُلَّاس لا تَنْبِسُوافإنَّ للحيطَانِ آذَانَا -
«اِلْحِيطَهْ الْوَطْيَهْ يُنُطُّوا عَلِيهَا الْكِلَابْ» الحيطة (بالإمالة): الحائط. والنَّطُّ: الوثب؛ أي: الحائط القصير تثب الكلاب وتعلو عليه. يُضرَب للضعيف المستهان به وتطاول الناس عليه حتى الأدنياء.
-
«حَي طَلَبْ مُوتْ حَي مَجْنُونْ يِسْتَاهِلِ الْكَي» أي: إذا توقع شخص موت آخر وظل مُنْتَظِرًا له ليشمت به أو ليصيب من ميراثه، فهو مجنون يستحق أن يعالج بالكي في دماغه؛ لأن الأعمار بيد الله، ولله در القائل:لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَأَوْجَلُعَلَى أَيِّنَا تَعْدُو الْمَنِيَّةُ أَوَّلُ
-
«الْحَي مَا لُهُ قَاتِلْ» أي: من لم يَحِنْ أجله لا يموت ولو قُصِدَ قتله. قال الجبرتي في ترجمة كجك محمد المتوفى سنة ١١٠٦ﻫ ما نصه: «واتفق أن أحمد البغدادلي أقام مدة يرصد المترجم يمر من عطفة النقيب ليضربه ويقتله إلى أن صادفه، فضربه بالبندقية من الشباك فلم تصبه وكسرت زاوية حجر، وأخبروه أنها من يد البغدادلي فأعرض عن ذلك، وقال: الرصاص مرصود والحي ما له قاتل.»٩ ويدل هذا على أن المثل كان من أمثال ذلك العصر، وليس بمستحدث في عامية اليوم.
-
«حِيلِةِ الْمِقِلِّ دْمُوعُهْ» أي: هذا جهد المُقِلِّ، فإنه لا يملك في الشدائد غير دمعه. وأورده الأبشيهي في «المستطرف»١٠ في أمثال العامة برواية: «جهد» بدل «حيلة»، وانظر في الميم قولهم: «ما شلتك يا دمعتي إلا لشدتي.»
-
«اِلْحَيَّهْ تِخَلِّفْ حُوَيَّهْ» يُضرَب في مشابهة الولد لأحد أبويه في الشر، ومثله في الأقوال القديمة: «هل تلد الذئبة إلا ذئبًا؟!» ذكره ابن شمس الخلافة في كتاب «الآداب».١١
١
ج١ ص٤٣.
٢
ج١ ص٤٧.
٣
نهاية الأرب للنويري ج٢ أول ص١٤٧.
٤
ج١ ص٤٥.
٥
«الآداب» لابن شمس الخلافة ص١٥٤.
٦
عيون الأخبار طبع دار الكتب ج١ أواخر ص٢٠١، ومحاضرات الراغب ج٢ ص١٢،
والظراف والمتماجنون رقم ٦٦٨ أدب ص٧، واللؤلؤ النقي الأصيل في الأدب
ص١٣٨.
٧
شرح حكم الإمام رقم ٧٢٠ أدب ص٨.
٨
رقم ٢٩٥ أدب ص٢٦٨.
٩
ج١ ص٤٣.
١٠
الجبرتي ج١ ص٩٣.
١١
ص١٤٧ س٢.