فلما كانت الليلة ٨١٠
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملكة نور الهدى لما أمرت غلمانها بأخذ حسن وضرب عنقه، صارت العجوز تأخذ بخاطرها وتقول لها: إنه دخل بلادنا وأكل زادنا، فوجب حقه علينا، خصوصًا وقد وعدته بالاجتماع بك، وأنت تعرفين أن الفراق صعب، وتعرفين أن الفراق قتَّال، خصوصًا فراق الأولاد، وما بقي علينا من النساء واحدة إلا أنتِ، فأَرِيه وجهك. فتبسَّمَتِ الملكة وقالت: من أين له أن يكون زوجي وخلَّفَ مني أولادًا حتى أُرِيه وجهي. ثم أمرت بحضوره، فأدخلوه عليها وأوقفوه بين يدَيْها، فكشفت وجهها، فلما رآه حسن صرَخَ صرخةً عظيمةً وخرَّ مغشيًّا عليه، فلم تَزَلِ العجوزُ تلاطِفه حتى أفاق، فلما أفاق من غشيته أنشد هذه الأبيات:
فلما فرغ من شعره قام ونظر الملكةَ وصاح صيحة عظيمة كاد منها القصر أن يسقط على مَن فيه، ثم وقع مغشيًّا عليه، فما زالت العجوز تلاطفه حتى أفاق وسألته عن حاله، فقال: إن هذه الملكة إما زوجتي، وإما أشبه الناس بزوجتي. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتَتْ عن الكلام المباح.