فلما كانت الليلة ٨١٥
قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن حسنًا لما وقع نظره على ولدَيْه عرفهما، وصرخ صرخة عظيمة ووقع على الأرض مغشيًّا عليه، فلما أفاق عرف ولدَيْه وعرفاه، فحركتهما المحبةُ الغريزيةُ فتخلَّصَا من حِجْر الملكة ووقَفَا عند حسن، وأنطقهما الله عز وجل بقولهما: يا أبانا. فبكت العجوز والحاضرون رحمةً لهما وشفقةً عليهما، وقالوا: الحمد لله الذي جمع شملكما بأبيكما. فلما أفاق حسن من غشيته عانَقَ ولدَيْه، ثم بكى حتى غُشِي عليه، فلما أفاق من غشيته أنشد هذه الأبيات:
فلما تحققت الملكة أن الصغيرين ولدا حسن، وأن أختها السيدة منار السنا زوجته التي جاء في طلبها، غضبَتْ عليها غضبًا شديدًا ما عليه من مزيدٍ. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتَتْ عن الكلام المباح.